استنتاجات الموجز:
في تطورات لافت، "الإطار التنسيقي" يتخلى عن فكرة إعادة الانتخابات ويفكر في إقناع التيار الصدري بتشكيل حكومة توافقية
في ظل الانقسام الشيعي، تحالفا "الحلبوسي" و"الخنجر" يتفقان على إعداد أفكار حول الشراكة وليس المشاركة بإدارة الدولة
مسؤول في مليشيا النجباء يرد على دعوات حل المليشيات وسحب سلاحها بأن هدف سلاح المقاومة "تحرير القدس"
استمرارًا للخلافات المستحكمة بين "التيار الصدري" والأحزاب المنضوية تحت "الإطار التنسيقي"، أشار عضو في "الحزب الديمقراطي الكردستاني" إلى صعوبة الوصول لاتفاق بين الاثنين، مستدلًا بالتصريحات والبيانات المتناقضة الصادرة من الطرفين. وأشار العضو إلى أن الكرد يتابعون باهتمام بالغ التقارب الحاصل بين الصدريين و"الإطار التنسيقي" الذي حصل الأسبوع الماضي.
من جانب أخر، عقد عدد من القيادات والزعامات السياسية السنية اجتماعات عدة، أسفرت عن إعلان تحالف نيابي جديد يضم نحو 35 نائبًا ويرأسه "خميس الخنجر"، بحسب ما أكد رئيس الهيئة السياسية لتحالف "عزم" في تصريح له. وفي هذا السياق، أوضح قيادي آخر في التحالف ذاته، على أن "التحالف الجديد من داعمي الحكومة التوافية لأنه مطلب غالبية الشعب العراقي".
على صعيد الصراع الشيعي، وفي ظل أجواء هذه التطورات السياسية، يبدو أن قوى "الإطار التنسيقي" تخلت عن فكرة إعادة الانتخابات ووصفتها بالخيار المستحيل، وبدأت تفكر في حلول سياسية تُقنع "التيار الصدري" بتشكيل حكومة توافقية. وكشفت مكونات "التنسيقي" عن عزمها على تشكيل وفود للقاء بعض القوى، لاسيما في إقليم كردستان بشأن المرحلة المقبلة.
بالمقابل، أفادت مصادر مطلعة بأن زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، ماضٍ في برنامجه في تشكيل حكومة أغلبية وأنه لن يتراجع عنها. وفي هذا الإطار، قام وفد من قوى "الإطار التنسيقي" برئاسة "نوري المالكي" بلقاء زعيم تحالف "العزم"، خميس الخنجر، بحثا فيه آخر التطورات السياسية.
في السياق ذاته، يبدو أن "الصدر" يتلقى دعمًا يقوّي موقفه، من خلال قرارات المحكمة الاتحادية، حيث قامت للمرة الثانية بتأجيل الدعوة المرفوعة من قبل زعيم تحالف "الفتح"، هادي العامري، والخاصة بإلغاء نتائج الانتخابات إلى الـ22 من الشهر الجاري.
في الملف السياسي أيضًا، وعلي صعيد التحركات بين الكتل السياسية، قال قيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني" إن "لدينا تقارب وتفاهم مع التيار الصدري لكن لم يصل لمرحلة الاتفاق". وفي السياق ذاته، كشف بيان رسمي عن نتائج اجتماع جرى بين تحالف "تقدم" برئاسة "محمد الحلبوسي"، وتحالف "العزم" برئاسة "خميس الخنجر"، أن أبرز مقررات الاجتماع كانت إعداد ورقة مشتركة تُعرض على الشركاء السياسيين.
وتتضمن مقررات الاجتماع المذكور رؤيةً موحدةً وأفكارًا حول الشراكة بإدارة القرار في الدولة، ومعالجة ملفات استراتيجية، منها قضايا المختفين قسرًا وإعادة النازحين، ومراعاة حقوق المحافظات المحررة في الموازنة العامة وإعادة إعمارها. وتتضمنت المقررات أيضًا التأكيد على تقديم شخصيات ذات كفاءة للمشاركة في الحكومة المقبلة وفق مبدأ الشراكة لا المشاركة. كما تقرَّر تشكيل وفد تفاوضي موحَّد يضم تحالفي "تقدم" و"العزم" للتفاوض مع بقية الشركاء، وتحديد توقيتات زمنية لاجتماعات دورية أسبوعية بين التحالفين، بغية مناقشة تطورات الأوضاع السياسية.
في شأن منفصل، وفيما يتعلق بانسحاب القوات الأمريكية من العراق، ورغم أنه من المقرر أن يتم سحب تلك القوات من العراق بنهاية العام الجاري، إلا أن الحديث بهذا الموضوع ما زال مستمرًا بين الأحزاب العراقية. ففي هذا الشأن، أكد عضو في "حزب الاتحاد الوطني الكردستاني" أن الانسحاب الأمريكي بهذا التوقيت ستكون له عواقب وخيمة كما حدث عام 2014، مشيرًا إلى أن الأوضاع الأمنية الأخيرة التي قامت بها عناصر "داعش"، تؤكد حاجة فعلية لتواجد القوات الأمريكية في البلاد.
من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستحافظ على عدد قواتها في العراق في المستقبل المنظور، رغم أن المليشيات الموالية لإيران توعدت الأمريكان في حال لم تسحب قواتها بعد منتصف ليل الـ31 من كانون الأول/ ديسمبر الجاري. وجاء الإعلان الأمريكي على لسان قائد القيادة المركزية الأمريكية، كينيث ماكنزي، لوكالة “أسوشيتد برس”، حيث أكد أن “الولايات المتحدة ستبقي على 2500 عنصرًا من قواتها في العراق في المستقبل المنظور”، فيما حذر "ماكنزي" من احتمال زيادة هجمات المليشيات على القوات الأمريكية والعراقية، وأوضح بشكل صريح: “الميليشيات تريد حقًا أن تغادر جميع القوات الأمريكية العراق، لكن كل القوات الأمريكية لن تغادر، وذلك قد يثير ردة فعل عنيفة”.
من جانبها، وفي محاولة منها للحفاظ على سلاحها، قال مسؤول في مليشيا "النجباء" (إحدى المليشيات المسلحة والمقربة من إيران)، إن "هناك عقبات تحول دون تسليم سلاح المقاومة، وإن هدف هذا السلاح هو تحرير القدس". كما أكد المتحدث باسم المليشيا على رفض تغيير صفة القوات القتالية الأمريكية في العراق، لأنه يعتبر التفافًا على إرادة الشعب العراقي والقوى السياسية والوطنية وفصائل المقاومة العراقية، مهدّدًا بأنه سيكون للمقاومة كلمة وموقف تجاه عدم تنفيذ سحب القوات المحتلة نهاية العام الجاري.
اقتصاديًا، يُجري العراق محادثات مع السعودية لشراء الطاقة الكهربائية؛ حيث قال وزير النفط العراقي، إحسان عبد الجبار، إن "الحوار مع السعودية والربط الخليجي داخل ضمن محور تأمين واستقرار إنتاج الطاقة الكهربائية، وهناك استجابة وتنسيق عال من الأخوة في مجلس التعاون الخليجي، خصوصًا السعودية". وأضاف الوزير أن هناك رغبة في مساعدة العراق، وأن المباحثات تدور حاليًا حول السعر ومدة الاستيرادات سواء كانت على مدار السنة أو في شهور الصيف فقط.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا