استنتاجات الموجز:
تصاعد الحديث السياسي والأداء الميداني باتجاه تنفيذ ضربة عسكرية ضد إيران، ما يساهم بتوتير المنطقة وسط شعور دوائر صنع القرار أنها قد تكون عشية تطور غير مسبوق
الوضع الأمني يتفاقم بالضفة مع ارتفاع جرائم المستوطنين ورد فعل الفلسطينيين والجيش يدخل على الخط لمحاولة كبح جماح المتطرفين خشية انفجار الأوضاع
بموازاة تفاقم الظروف الاقتصادية بالقطاع، غزة تحوز مساحة كبيرة من الاهتمام "الإسرائيلية" بإجراء مناورات عسكرية وتجدد الحديث عن صفقة تبادل أسرى
شهدت دولة الاحتلال في الأيام الأخيرة جملة من التطورات المختلفة والأحداث اللاحقة على مختلف الأصعدة؛ فعلى الصعيد السياسي، رفض الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الرد على اتصالات رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، منذ ثلاثة أسابيع للحديث حول إيران. هذا، بينما استضاف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في أنقرة عددًا من الحاخامات، وأعلن أن العلاقات الاقتصادية مع اليهود و"إسرائيل" قوية على الدوام. كما اتصل الرئيس "الإسرائيلي"، يتسحاق هرتسوغ بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وأشاد بدعمه لأمن "إسرائيل"، وناقشا مختلف القضايا الثنائية والتعاون في الاقتصاد والعلوم والزراعة.
عسكريًا، أوعز قائد الجيش، أفيف كوخافي، بتسريع الاستعدادات لهجوم محتمل ضد إيران، والإيعاز لسلاح الجو بإجراء تعديلات على البرامج التدريبية للطيارين والملاحين. كما صادقت لجنة المالية في "الكنيست" على إضافة مالية للأجهزة الأمنية بسبعة مليارات شيكل، في ظلّ تدريبات عسكرية تحاكي هجومًا على إيران. وأعلن الجيش أنه هاجم خلال السنوات الثلاث الماضية عشرات الأهداف التابعة لـ"حزب الله" في سوريا، ما أعاق بشدة جهوده اللوجستية والعملياتية، وإنشاء تحصينات عسكرية في المثلث الحدودي مع الأردن.
عسكريًا أيضًا لكن على الصعيد الداخلي، تم تعيين "تومار بار" قائدًا جديدًا لسلاح الجو، خلفًا للقائد الحالي، عميكام نوركين، بحيث يتسلم مهامه رسميًا في نيسان/ أبريل، وللمرة الأولى، فيما عيّن الجيش امرأة في منصب السكرتير العسكري للرئيس، يتسحاق هرتسوغ. من جهتها، أجرت الجبهة الداخلية تجربة لفحص صافرات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة. كما أقام الجيش نقطة عسكرية في بؤرة "شوماش" الاستيطانية شمال نابلس، بينما اندلع حريق في غواصة "إسرائيلية" داخل قاعدة عسكرية في حيفا أثناء إصلاح عطل فني.
أمنيًا، وقعت ثلاث عمليات انتحار لضباط من جهاز "الموساد"، دون كشف ملابساتها، مع تأكيد انتحارهم على خلفية عملهم في الجهاز. هذا، فيما اعترف الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، تامير هايمان، بالتورط في اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، عام 2020. من جانبها، تعتزم النيابة تقديم لائحة اتهام ضد عشرة أشخاص وثلاث شركات، لضلوعهم في تصنيع صواريخ موجهة وطائرات كاميكازي مُسيرة انتحارية وتصديرها للصين.
في شأن متصل، كشف وزير الخارجية، يائير لابيد، النقاب عن خطته لاستعادة الأسرى لدى حركة "حماس"، مبينًا أنها تتراوح بين احتلال غزة أو استمرار القتال، وبرنامج "الاقتصاد مقابل الأمن"، فيما التقى وزير الزراعة، عوديد فورير، بسفير الاتحاد الأوروبي في "إسرائيل"، وناقشا مسألة عودة الأسرى من غزة.
اقتصاديًا، أعلن نائب مدير الشؤون الدولية في شركة "إلعال" الجوية، ستانلي موريس، أن ظروف "كورونا" كبدتها خسارة بقيمة 136 مليون دولار، بنسبة انخفاض بلغت 69%. هذا، بينما كشفت منظمة "لاتيت" "الإسرائيلية" أن ربع السكان يعيشون حالة فقر، حيث ارتفعت نسبتهم من 14% إلى 23.6%.
على صعيد العلاقة مع الفلسطينيين، يواصل الاحتلال احتجاز 80% من جثامين شهداء نفذوا هجمات فدائية، فيما أعلنت "إسرائيلط أنها تخطط لمنح تسهيلات لغزة لمنع تصعيد عسكري، كزيادة عدد تصاريح العمل في إسرائيل إلى عشرة آلاف، وإدخال مواد "ثنائية الاستخدام"، والصلاة بالمسجد الأقصى، وزيادة كمية البضائع الواردة، وتوسيع مساحة الصيد 16 ميلًا.
أما في الضفة الغربية، فقد أصدر الجيش تعليمات متساهلة لجنوده بشأن فتح النار والضغط على الزناد، لاستهداف الفلسطينيين من ملقي الحجارة والزجاجات الحارقة. وعلى صعيد العلاقة مع فلسطينيي48، مدّد جهاز الأمن حملة مكافحة الجريمة لعدة أشهر، المسماة "مسار آمن"، وتضمنت جمع المعلومات الاستخباراتية عن أنشطة متعلقة بالسلاح، والعثور على مجرمين هربوا للضفة. وفي هذا الإطار، أشهر عضو الكنيست المتطرف، إيتمار بن غفير، سلاحه بوجه شبان عرب في موقف للسيارات في تل أبيب، بينما هدّد النائب في القائمة العربية الموحدة بالكنيست، وليد طه، بالانسحاب من الائتلاف الحكومي إذا لم يتم التوصل لاتفاق حول قانون يسمح بربط آلاف المنازل المبنية بشكل غير قانوني بالكهرباء.
في تطورات ملف الاستيطان، صادق الاحتلال على خطة تهدف لمضاعفة عدد المستوطنين في الجولان حتى 2030، بكلفة تبلغ مليار شيكل، بينها 576 مليون شيكل لبناء 7300 وحدة استيطانية في خمس سنوات. وأوعزت الحكومة للجيش بعدم إتاحة بناء مبانٍ جديدة بمستوطنة "حوميش" المخلاة المقامة على أراضي بلدتي بُرقة وسيلة عام 2005، فيما تظاهر آلاف المستوطنين وطالبوا الحكومة بعدم إخلاء معهدها الديني فيها. كما أرسل مستوطنو غولات تسيون ورمات ميغرون رسالة للحكومة، يطالبون فيها بتعويض مالي عن هدم منازلهم من قبل الشرطة، ويريدون الحصول على 100 ألف شيكل.
في ملف التطبيع، كشفت محافل "إسرائيلية" عن مساعٍ أمريكية لضم إندونيسيا لاتفاقيات التطبيع، وذلك خلال لقاء وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بمسؤولين إندونيسيين خلال زيارته إلى جاكرتا. كما التقى رئيس مجلس الأمن القومي، آيال خولتا، بوزير الدفاع الإندونيسي، فرابوو سوبيانتو، على هامش مؤتمر في البحرين قبل أسابيع. بدوره، زار السفير "الإسرائيلي" لدى الإمارات، أمير حايك، حاكم رأس الخيمة، سعود القاسمي، وتباحثا بدفع علاقات التعاون الثنائي بينهما على مختلف الأصعدة.
على الصعيد ذاته، دعا وزير الخارجية، يائير لابيد، نظيره المغربي، ناصر بوريطة، لزيارة "إسرائيل" قريبًا، وذلك خلال اجتماعهما عبر الفيديو بوجود نظيرهما الأمريكي "بلينكن"، حيث جرى بحث تعزيز علاقاتهما بمناسبة مرور عام على توقيع اتفاقية التطبيع. من جهتها، منحت "إسرائيل" إقامة مؤقتة لـ2440 طالب لجوء سوداني، قادمون من دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق.
محليًا، شهدت الأيام الأخيرة جملة أحداث منوعة؛ أهمها مصادقة اللجنة الوزارية لشؤون "كورونا" على تقليص عدد زوار المجمّعات التجارية ومراكز التسوّق، للحدّ من انتشار الفيروس، عقب تسجيل ستة آلاف إصابة، وارتفاعًا بنسبة 78%، وزيادة الوفيات إلى 8200 منذ مارس 2020. كما بدأ في "إسرائيل" مشروع "التوصيل" عبر الطائرات المسيرة، وحصلت خمس شركات على رخصة استخدام هذه الطائرات بموافقة سلطة الابتكار.
في شؤون محلية متفرقة أخرى، أعاد حزب "يش عتيد" انتخاب يائير لابيد وزير الخارجية رئيسا له من جديد، بينما وقّع رئيس حزب "شاس" الديني، الحاخام أرييه درعي، اتفاقية استئناف مع المدعي العام، سيتم بموجبها اتهامه بارتكاب جرائم ضريبية، على أن يستقيل من الكنيست، ويدفع غرامة قدرها 180 ألف شيكل. كما حكمت محكمة تل أبيب على "زئيف زوران"، مبرمج كمبيوتر سابق، بالسجن عامين وغرامة 21 ألف شيكل لارتكاب جرائم متعددة، بينها الاحتيال وخيانة الأمانة والتزوير. من ناحيتها، قدمت النيابة العسكرية لائحة اتهام ضد المقدم في الجيش، دان شاروني، لارتكاب أفعال مخلة بتصوير المجندات في وضعيات محرجة، حيث بلغت ضحايا فعله 49 ضحية.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا