اجتماع "بوتين" بنفسه مع "أحمديان" دليل على حرص موسكو على الشراكة الاستراتيجية مع وطهران

الساعة : 14:15
13 سبتمبر 2024
اجتماع

الحدث:

اجتمع أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في موسكو على هامش حضوره اجتماع كبار المسؤولين الأمنيين في الدول الأعضاء بمجموعة "بريكس". وأعلن "بوتين" خلال الاجتماع أنه بانتظار حضور الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، إلى روسيا لتوقيع الاتفاقية الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.

الرأي:

يشير اجتماع "أحمديان" و"بوتين"، رغم فارق المناصب الرسمية بروتوكوليًا، إلى الأهمية العملية للقاء لإزالة الفجوات بين البلدين وتنسيق المواقف؛ ففقد عُقد الاجتماع بعد أيام من تصريحات أدلى بها "بوتين" بدعم بلاده لفتح ممر زانجيزور بين أذربيجان وإقليم نخجوان عبر الأراضي الأرمينية، وهو ما ترفضه طهران وتعتبره خطًا أحمر نظرًا لقطعه الاتصال البري بينها وبين أرمينيا. وبالتالي، فقد أثارت تصريحات "بوتين" ردود فعل حادة داخل إيران تجاه موسكو، باعتبار أن روسيا لا تراعي مصالح إيران رغم الشراكة المتزايدة بين البلدين.

كما يأتي الاجتماع في ظل تأكيد وزارة الدفاع الأمريكية على نقل إيران شحنات صواريخ باليستية إلى روسيا، ومسارعة الترويكا الأوروبية لفرض عقوبات على شركة الطيران الإيرانية الرسمية، ما يمثل ضغطًا على الاقتصاد الإيراني عبر تقييد حركة السفر والتجارة بين إيران وأروبا. فمن جهتها تريد طهران، مقابل تلك الصفقة التي عرّضتها لضغوط أوروبية، تسريع الحصول على طائرات روسية مقاتلة متقدمة من طراز "سوخوي 35"، وأنظمة دفاع جوي متطورة لتعزيز قدرات الردع في مواجهة التهديدات "الإسرائيلية".

من جهة أخرى، تعمل طهران على تنسيق مواقفها مع موسكو إزاء التصعيد المستمر في المنطقة على خلفية حرب غزة، واحتمال قيام "إسرائيل" بشن حرب موسعة على لبنان، وهو ما سيمس الوجود الإيراني في سوريا التي تمثل نقطة تعاون روسي إيراني مشترك، نظرًا لوجود قوات عسكرية من البلدين لدعم نظام "الأسد".

على الجانب الروسي، تشير تصريحات "بوتين" المرحبة بزيارة منتظرة من "بزشكيان" لتوقيع الاتفاقية الاستراتيجية الشاملة، إلى حرص موسكو على دعم سياسة إيران المتمثلة في "التوجه شرقًا" بحيث لا تتأثر بوصول الإصلاحيين إلى الرئاسة، في ظل توجهات الإصلاحيين بضرورة الانفتاح على الغرب، وبأن روسيا تستخدم إيران كورقة لخدمة أهدافها الاستراتيجية. فمن المعروف أن "أحمديان" ينتمي إلى التيار الداعم للتقارب مع موسكو ويحظى بثقة المرشد الإيراني، علي خامنئي، ومن ثم فقد احتفظ بمنصبه الحساس الذي يشغله منذ عهد الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي.

كما إن زيارة "أحمديان" إلى موسكو، بعد زيارة نظيره الروسي سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، سيرغي شويغو، إلى طهران في آب/ أغسطس الماضي، تشير إلى أن مواصلة الترتيبات تمهيدًا لتوقيع الاتفاقية الاستراتيجية، وتمسك الجانبين بالتعاون الأمني المتزايد رغم اختلافهما في بعض الملفات.