إعلان فصائل عراقية عزمها إسناد "حزب الله" في الميدان لن يردع "إسرائيل" عن خططها تجاه جبهة لبنان

الساعة : 13:14
24 سبتمبر 2024
إعلان فصائل عراقية عزمها إسناد

الحدث:

لوّح قادة فصائل عراقية مسلحة بالانتقال إلى الجبهة اللبنانية في حال دخل "حزب الله" اللبناني في حرب مباشرة مع "إسرائيل"، وذلك في أعقاب التصعيد الخطير بين الحزب وقوات الاحتلال "الإسرائيلي" منذ أيام. فمن جهته، أبدى الأمين العام لكتائب "سيد الشهداء"، أبو آلاء الولائي، في رسالة وجهها إلى "نصر الله"، استعداده لإرسال "سيل بشري عراقي تكتظ به حدود لبنان وخنادقها"، وقال: "إن فقد (حزب الله) ألفًا من الشهداء، سنمدّه بمائة ألف من الأبطال". من ناحيته، قال زعيم "حركة النجباء"، أكرم الكعبي، إن "المقاومة الإسلامية في العراق مستمرة في عملياتها ضمن جبهة الإسناد العراقية نصرة لفلسطين ودعمًا للمقاومة في غزة". أما زعيم حركة "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، فقال في رسالة وجهها كذلك إلى أمين عام الحزب: "معركتكم معركتنا، وكل المقاومين الشرفاء والأحرار في بلدي جنود لحسن نصر الله". في غضون ذلك، أكد مصدر مسؤول في "حركة الله الأوفياء"، أن "تلويح الفصائل حقيقي وليس لغرض الدعم الإعلامي، وهناك اجتماعات تعقد بين قادة تلك الفصائل للدخول بشكل فعلي في حرب الجبهة اللبنانية في حال اندلعت"، مشيراً إلى أن "كل ضربات المقاومة الإسلامية في العراق تتم عبر التنسيق ضمن غرفة مشتركة تضم فصائل عراقية ولبنانية، وكذلك الحوثيين".

الرأي:

زادت التطورات التي شهدتها جبهة لبنان خلال الأيام القليلة الماضية من احتمال بدء قوات الاحتلال "الإسرائيلي" هجومًا بريًا على المنطقة الحدودية، تحت غطاء قصف جوي كثيف لإجبار مقاتلي "حزب الله" على الانسحاب إلى شمال نهر الليطاني وفرض منطقة عازلة. لذلك، فإن إعلان المجموعات المسلحة العراقية عزمها تقديم الإسناد المباشر للحزب يأتي كضغط أخير من قبل "محور المقاومة" لردع "إسرائيل" عن خطوة الاقتحام البري، بإظهار أن تكلفتها ستكون مرتفعة. بالمقابل، لا يُرجح أن يكون هذا الاحتمال بعيدًا عن تقديرات الاحتلال، خاصةً وأن الأشهر الماضية شهدت بالفعل انتقال مجموعات عراقية إلى بعض مناطق جنوب لبنان ضمن استعدادات الحزب لاحتمالات الحرب المباشرة.

في الوقت نفسه، سيواجه انتقال المجموعات العراقية لإسناد "حزب الله" في الميدان عقبات لوجيستية؛ أهمها تجنب الاستهداف "الإسرائيلي" والأمريكي لخط الإمداد اللوجيستي الطويل نسبيًا من الحدود العراقية السورية حتى الحدود مع لبنان. لكن في حالة بدأت المعارك البرية، فإنها ستكون عرضة للاستمرار فترة أطول من تخطيط الاحتلال، وهو ما يجعل من المرجح أن تمثل الفصائل العراقية، إلى جانب الميليشيات الشيعية في سوريا، عنصر إمداد لوجيستي لـ"حزب الله"، وتساهم في استنزاف القوات "الإسرائيلية".

من جهة أخرى، فإن إظهار دعم مكونات المحور لموقف "حزب الله" سيعزز جبهته الداخلية في لبنان، والتي يوجد للحزب فيها أعداء قد يستهدفون تقويض جبهته الداخلية وسط انشغاله بمواجهته العسكرية مع الكيان. كما إن هذا التنسيق العالي بين الفصائل الموالية لإيران في إدارة التحديات التي تواجهها يمثل توجهًا إيرانيًا، حيث ستواصل فيه طهران دعم تلك الفصائل لوجستيًا وفنيًا دون أن تتدخل مباشرة في المعارك، حتى لا تتحمل تبعات الدخول في معارك مع الكيان أو مع الولايات المتحدة بشكل مباشر.