تركيا تعزز وتيرة التعاون العسكري مع رومانيا وبلغاريا في البحر الأسود حتى لا يصير شبه بحيرة روسية

الساعة : 15:42
21 أكتوبر 2024
تركيا تعزز وتيرة التعاون العسكري مع رومانيا وبلغاريا في البحر الأسود حتى لا يصير شبه بحيرة روسية

الحدث:

وقّع وزير الدفاع التركي، يشار غولر، على خطاب نوايا مع نظيريه الروماني والبلغاري، لتنسيق تسريع حركة القوات العسكرية بين تركيا ورومانيا وبلغاريا، وذلك على هامش مشاركته في اجتماع وزراء دفاع حلف "الناتو" في بروكسل، بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس التحالف الدولي لمحاربة "داعش".

الرأي:

يندرج خطاب النوايا المشار إليه ضمن جهود تعزيز العلاقات العسكرية بين الدول الثلاث المطلة على البحر الأسود؛ حيث سبقها في تموز/ يوليو الماضي تشكيل مجموعة مشتركة بين الدول المذكورة باسم "مجموعة عمل مكافحة الألغام في البحر الأسود"، وذلك بهدف تأمين حركة الملاحة والتجارة في البحر الأسود، خصوصًا ممر تصدير الحبوب الذي أنشأته أوكرانيا بعد انسحاب روسيا من مبادرة الحبوب التابعة للأمم المتحدة في البحر الأسود في تموز/ يوليو 2023.

بدورها، تمثل تركيا محور التعاون الثلاثي مع رومانيا وبلغاريا نظرًا لأنها تعد ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف "الناتو"، ولامتلاكها قوات بحرية وجوية متطورة مقارنةً برومانيا وبلغاريا، ودورها كبوابة للبحر الأسود من البحر المتوسط عبر مضيقي الدردنيل والبسفور.

ورغم تركز الأولويات الاستراتيجية لتركيا شرق البحر المتوسط، ومسرحي العمليات في سوريا والعراق بالدرجة الأولى، إلا أن سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014 ثم اندلاع حرب أوكرانيا عام 2022، دفعا أنقرة لإعادة إعادة تقييم التهديدات الأمنية النابعة من البحر الأسود، بما في ذلك انتشار الألغام البحرية وعرقلة حركة الملاحة جزئيًا في ظل الهجمات المتبادلة ضد السفن بين روسيا وأوكرانيا. وتتسق أهداف أنقرة مع صوفيا وبوخارست حول ضمان عدم سيطرة روسيا على كامل سواحل جنوب أوكرانيا، لمنع تحول البحر الأسود إلى شبه بحيرة روسية.

عمليًا، بدأت الدول الثلاث تشكيل هياكل جماعية لتنسيق الأنشطة العسكرية وتيسير حركة تنقل القوات، وذلك ضمن إجراءات خارج الإطار المؤسسي لحلف "الناتو"، لتجنب استفزاز روسيا، وإن كانت هذه الخطوات لا تغيب دلالتها عن موسكو، خاصةً إذا توسعت تلك الشراكات مستقبلًا لتشمل الدول الأخرى المطلة على البحر الأسود؛ أوكرانيا وجورجيا.