الحدث
قال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، العميد الركن تركي المالكي، إن المملكة العربية السعودية وإيران، ودولاً أخرى لم يحددها، أجرت تدريبات بحرية مشتركة في بحر عمان، من دون أن يوضح متى جرت هذه التدريبات، فيما أفادت وسائل إعلام إيرانية بإجراء تدريبات مشتركة مع روسيا وعُمان، في شمال المحيط الهندي، بمشاركة ست دول مراقبة، من بينها السعودية. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، عن قائد البحرية الإيرانية الأميرال شهرام إيراني قوله إنّ "السعودية طلبت منّا تنظيم مناورات مشتركة في البحر الأحمر"، لكنّ العميد تركي المالكي أكّد أنّه "لا توجد أيّ تدريبات أخرى مخطط لها خلال هذه الفترة".
الرأي
من المرجح أن يظل التعاون العسكري السعودي الإيراني محدودًا للغاية، على الرغم من أن هذا التدريب المشترك يعد سابقة هي الأولى من نوعها بين البلدين، لكنّه يمثل علامة على استمرار التحسن الحذر في العلاقات بين البلدين، وعلى تمسك السعودية بجهود طمأنة إيران بشأن حيادها في ظل التصعيد الراهن بين طهران وتل أبيب.
من جهة أخرى، تأمل الرياض أن تنجح في ترسيخ معادلة مع إيران تحد من احتمالية شن حلفاء إيران الإقليميين هجمات على السعودية، وفي المقابل ستكون السعودية غير متورطة في أي جهود "إسرائيلية" أو أمريكية محتملة لاستهداف إيران. لكنّ هذا يمثل فقط وجهاً واحداً للاستراتيجية السعودية، بينما يمثل الوجه الآخر تعزيز الشراكة الدفاعية مع الولايات المتحدة بما يضمن للسعودية التزاماً أمريكياً بالدفاع عن المملكة إذا تعرضت لهجوم. أي أنه رغم تحسن العلاقات مع إيران، سيظل من المرجح جدًا أن تعتمد السعودية على الولايات المتحدة كشريك دفاعي أساسي لها في المنطقة.
وفي حال حصلت السعودية على الالتزام الأمريكي الرسمي بالدفاع عن المملكة، فإن الرياض قد تكون لاحقا أقل حذراً في نهجها ضد إيران إقليمياً، خاصة إذا كانت تقديرات السعودية أن إيران ستخرج من الحرب واهنة وأضعف على المستوى الإقليمي.