مقتل 10 عناصر أمن إيرانيين في أكبر هجوم لـ"جيش العدل" رغم الاستنفار الأمني يشير لامتلاكه ذراع استخباري فاعل

الساعة : 15:26
29 أكتوبر 2024
مقتل 10 عناصر أمن إيرانيين في أكبر هجوم لـ

الحدث

أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية مقتل عشرة من عناصر الأمن، في هجوم مسلح بمنطقة جوهركوه على الطريق الواصل بمدينة تفتان بمحافظة سيستان بلوشستان، حيث هاجم مسلحون مركبتين للشرطة بأسلحة نارية، وقد تبنى جيش العدل المسؤولية عن تنفيذ الهجوم.

الرأي

يُعد الهجوم هو الأكبر من نوعه من حيث عدد الضحايا خلال العام الحالي، وأعقب سلسلة من الهجمات نفذها جيش العدل مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص، من أبرزهم برويز كدخدايي قائد قوات الحرس الثوري في مدينة "بنت" رفقة يوسف شيراني رئيس مجلس المدينة، حيث قُتلا في هجوم استهدف حفل "مهرجان المحبة" في مدرسة بالمدينة المذكورة، فضلا عن مقتل عنصرين من استخبارات الحرس الثوري في مدينة راسك، وعنصر من حرس الحدود، وآخر من القوات الخاصة التابعة للشرطة.

تشير تلك الهجمات التي وقع العديد منها مع اقتراب ذكرى مجزرة خاش التي أسفرت عن مقتل تسعين متظاهرا بلوشيا قبل عامين، أي في وقت يشهد تشديدات أمنية، إلى امتلاك جيش العدل لذراع استخباري فاعل يوفر معلومات عن أماكن انتشار دوريات الأمن، وتمكّنه من تحديد موعد حضور قائد الحرس الثوري احتفالا بمدينة "بنت"، فضلا عن قدرة لوجستية تتيح نقل العناصر المنفذة للهجمات إلى داخل المدن في محافظة بلوشستان لتنفيذ سلسلة من الهجمات في رقعة جغرافية ممتدة.

في المقابل، شن الحرس الثوري وقوات الشرطة حملة تمشيط موسعة بمشاركة الطيران المسير لتتبع منفذي هجوم "تفتان"، ونشرت الشرطة فيديو يظهر قصف سيارة، فيما أعلنت أنها نجحت في تصفية ثلاثة من منفذي الهجوم.

ورغم أن هجمات جيش العدل تُعزى إلى مطالبته بالحكم الذاتي لبلوشستان، وتُصور كرد فعل على الشعور بالإقصاء والتهميش السياسي والديني والاقتصادي للبلوش داخل إيران لأسباب عرقية وطائفية، إلا إنه لا ينبغي إغفال دور جهات خارجية في دعم تلك الهجمات لإشغال إيران بأمنها الداخلي. ويتوقع أن تزداد ضراوة هجماته مع ازدياد التوتر بالمنطقة، سواء بتحريض من أطراف خارجية أو للشعور بانشغال أجهزة الأمن الإيرانية بالتصعيد الحالي مع "إسرائيل"، وبحرب لبنان.