الحدث
أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عن تشكيل فرقة عسكرية ستنتشر وتتولى مهام الحدود مع الأردن، مشيراً إلى أن هذا القرار حظي بموافقة وزير الجيش يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، حيث جاء بناء على تقييم ودراسة للاحتياجات العملياتية والقدرات الدفاعية في المنطقة ووفق تخطيط أعمال بنيان قوة الجيش واستنادا إلى العبر المستخلصة من الحرب. وقال البيان إن "هذه الفرقة ستخضع لإمرة القيادة الوسطى، وإن تشكيل هذه الفرقة يهدف إلى تعزيز الجهود الدفاعية في منطقة الحدود من المطلة على الحدود مع لبنان وحتى إيلات على البحر الأحمر، وتوفير استجابة للتعامل مع أي هجمات وتهريب الأسلحة بالتعاون مع الجيش الأردني".
الرأي
يأتي تشكيل ونشر هذه الفرقة كنتيجة أمنية لتكرار العمليات المسلحة التي انطلقت من الأردن، واستهدفت جنود وقوات الاحتلال "الإسرائيلي" خلال الشهرين الماضيين، فيما يمثل اعترافاً بضعف وقصور الإجراءات الأمنية المشددة، التي تم اتخاذها منذ بدء العدوان على غزة ولبنان، فضلاً عن كونها تشير لشكوك حول قدرة الأردن على تأمين الحدود بصورة كافية، رغم سخونة التنسيق الأمني.
ويعزز تواجد الفرقة من سياسة السيطرة الواقعية على الأرض، فضلا عن إحكام السيطرة العسكرية على الضفة الغربية. ومن ثم، قد يُسهم في تقليص عمليات التسلل والتهريب، لكنه لن يمنعها بالكامل نظرا لطول الحدود (335 كلم) وانشغال الجيش "الإسرائيلي" بحروب على عدة جبهات، وتعدد أشكال العمليات التي باتت من ضمنها استخدام الطائرات المسيّرة.
في المدى الأوسع، قد تشير الخطوة "الإسرائيلية" إلى أن جيش الاحتلال يستهدف في المدى البعيد تأمين حدوده ليس ضد عمليات التهريب، ولكن ضد تكرار سيناريو الاقتحام الواسع الذي صدمه في غزة، وهو ما يعني أن هاجس الاقتحام البري يهيمن على عقلية الاحتلال الأمنية كتهديد أمني محتمل من كافة الجبهات وليس فقط من غزة ولبنان.