تطورات الأجهزة الأمنية
شارك الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، والتقى على هامشها مع الرئيس الفرنسي، كما شارك في قمة منظمة "شانغهاي للتعاون" في الصين، واجتمع على هامشها مع الأمين العام للأمم المتحدة، ورؤساء روسيا، الصين وتركيا. وشارك "بزشكيان" في الاجتماع الطارئ لرؤساء الدول الإسلامية وجامعة الدول العربية المنعقد في الدوحة، وعقد لقاءات ثنائية مع أمير قطر وولي العهد السعودي والرئيس المصري ورئيس الوزراء العراقي. كما بحث "بزشكيان" التعاون المشترك مع وزير الطاقة الروسي، سيرجي تسيفيليوف، في حين التقى النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، مع "مهدي كروبي" أحد قادة الحركة الخضراء الإصلاحية.
بدوره، شهد وزير الداخلية الإيراني، إسكندر مؤمني، توقيع مذكرة تعاون مع رئيس هيئة المنافذ الحدودية العراقية، بينما بحث قائد قوى الأمن الداخلي، العميد أحمد رضا رادان، التعاون المشترك مع وزير الداخلية العراقي، ورئيس "هيئة الحشد الشعبي".
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية، عباس عراقجي، عقب لقائه في القاهرة مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية والرئيس المصري، التوصل إلى اتفاق بشأن آليات لاستئناف أنشطة التفتيش الأممية في إيران. كما التقى على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وزراء خارجية الترويكا الأوروبية (ألمانيا، فرنسا وبريطانيا)، فضلا عن نظيريه الأيرلندي والقطري. وبحث التعاون النشترك مع نظيره الروسي غلى هامش قمة منظمة شانغهاي كما التقى عراقجي في الدوحة مع أمير قطر، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس. ووفد قادة حركة حماس.
من جهته، بحث أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، العلاقات الثنائية مع ولي العهد السعودي ووزير الدفاع السعودي في الرياض، كما زار "لاريجاني" بيروت والتقى مع رئيسي الوزراء والنواب وأمين عام "حزب الله"، فيما استعرض "لاريجاني" في طهران التعاون المشترك مع نظيره الأرمني، وأجرى اتصالًا هاتفيًا مع مستشاري الأمن القومي البريطاني، والهندي. كما التقى "لاريجاني" زعيم تيار الحكمة العراقي عمار الحكيم الذي اجتمع كذلك مع مستشار القائد الأعلى للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، والرئيس بزشكيان، ورئيس البرلمان ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام.
في الأثناء، شارك رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، في "برامج أسبوع الطاقة الذرية الروسية" في موسكو، وأعلن توقيع اتفاقية لبناء ثماني محطات روسية للطاقة النووية في إيران بقيمة 25 مليار دولار.
وعلى صعيد آخر، عقد "بزشكيان" اجتماعًا مع المجلس الأعلى للأمن القومي، فيما التقى رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء عبد الرحيم موسوي، بالرئيس "بزشكيان" ولجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، وزار مقر قيادة القوات البرية التابعة للحرس الثوري. بدوره، اجتمع قائد الجيش، اللواء أمير حاتمي، مع قائد الحرس الثوري،العمید محمد باكبور، كما تفقد "حاتمي" ثلاث قواعد جوية تابعة للجيش في أصفهان وتبريز وهمدان، في حين اُجريت تجربة اختبار لصاروخ باليستي بمركز "سمنان" الفضائي.
وعلى صعيد التعيينات، عيّن المرشد الأعلى "علي آبادي" قائدًا جديدًا لمقر خاتم الأنبياء المركزي خلفًا لقائده السابق الذي اغتالته "إسرائيل" خلال الحرب، كما عيّن لاريجاني" "علي باقري كني" نائبًا لأمانة المجلس الأعلى للأمن القومي.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· وقّع 71 نائبًا في البرلمان رسالة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي ورؤساء السلطات الثلاث تطالب بإعادة النظر في العقيدة الدفاعية الإيرانية وموضوع السلاح النووي.
· صادقت "لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية" في البرلمان الإيراني على مشروع قانون "تعزيز البنية الدفاعية للقوات المسلحة" لتخصيص 24% من إجمالي الصادرات النفطية الإيرانية. كما أُلزم البنك المركزي بتحويل ملياري يورو إلى هيئة الأركان العامة لتنفيذ خطط الدفاع الطارئة، وتخصيص ملياري يورو لوزارة الدفاع ولوجستيات القوات المسلحة للمشتريات الخارجية من المواد الدفاعية، وتخصيص 30 % سنويًا من عائدات رسوم العبور الجوي للبلاد لصالح أنظمة الدفاع الجوي بالجيش.
· أقرّ البرلمان الإيراني مشروع قانون يُشدد العقوبات على المتهمين بالتجسس أو التعاون مع "إسرائيل" والولايات المتحدة، قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، كما أدرج عقوبات كالسجن حتى عامين على استخدام أو نقل أو شراء أو بيع أجهزة اتصالات إلكترونية غير مرخصة عبر الإنترنت، والسجن خمس سنوات على "إرسال مقاطع فيديو وصور إلى قنوات معادية أو أجنبية من شأنها إلحاق الضرر بالأمن القومي.
· استدعت الخارجية الإيرانية سفراء إيران لدى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إلى طهران للتشاور ردًّا على تفعيل الدول الأوروبية الثلاث لآلية الزناد في الاتفاق النووي.
· خفضت الخارجية الإيرانية مستوى التمثيل الدبلوماسي لـ"أستراليا" في طهران بعد مغادرة السفير الأسترالي لإيران.
· فرضت الخارجية الإيرانية لوائح صارمة جديدة تقضي بإلزام المتقدمين للحصول على تأشيرة دخول إلى إيران بتقديم نسخة من حجوزات الفنادق، وعقد رسمي مع وكالة سفر مسجلة، وبرنامج رحلة مفصل، بالإضافة إلى روابط حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وسيرهم الذاتية.
· أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية استئناف عمليات تفتيش منشآت إيران النووية دون الحصول على إذن للوصول إلى مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60%.
· طلبت الخارجية الألمانية من مواطنيها مغادرة إيران فورًا بسبب احتمال إلغاء الرحلات الجوية على خلفية قرار الترويكا الأوروبية تفعيل آلية "الزناد".
· صنفت الإكوادور "الحرس الثوري الإيراني" كمنظمة "إرهابية".
· أعادت الخارجية الأمريكية فرض عقوبات على ميناء "تشابهار" الإيراني، كما خصصت مكافأة بقيمة 10 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن 3 متخصصين سيبرانيين تابعين للحرس الثوري، بحجة استهدافهم شخصيات على صلة بالحملات الانتخابية الرئاسية الأميركية لعام 2024.
· فرضت الخزانة الأمريكية عقوبات على 9 سفن و7 كيانات مرتبطة برجل الأعمال العراقي الكويتي وليد السامرائي ضمن جهود تقييد صادرات النفط الإيرانية، كما فرضت عقوبات على اثنين من الميسرين الماليين الإيرانيين وأكثر من 12 فردًا وكيانًا في "هونغ كونغ" و"الإمارات" بذريعة تمويلهم "فيلق القدس" ووزارة الدفاع الإيرانية.
· أعدمت السلطات الإيرانية المقاول "بابك شهبازي" بعد إدانته بالتجسس لصالح "الموساد"، وإفشاء معلومات عن تصميم وتركيب أجهزة التبريد الصناعية لمراكز أمنية وعسكرية حساسة.
· أصدرت محكمة الثورة في "كرج" حكمًا بإعدام اثنين من المتهمين وسجن اثنين آخرين بتهمة التجسس لصالح "الموساد، فيما وجّه القضاء لائحة اتهام بحق أربعة مواطنين في محافظة "أذربيجان الغربية" بالتجسس لصالح "الموساد"، وبدأ محاكمة ثلاثة رجال وامرأة من سكان "كرج" و"أصفهان" بتهمة التجسس لصالح منظمة "مجاهدي خلق" و"إسرائيل".
أبرز الأحداث الأمنية
· أعلن وزير الاستخبارات، اسماعيل خطيب، الحصول على معلومات تشمل أسماء وتفاصيل شخصية وعناوين وعلاقات عمل 189 متخصصًا نوويًا وعسكريًا "إسرائيليًا"، كما نشرت وزارة الاستخبارات الإيرانية صورًا من داخل مفاعل "ديمونا الإسرائيلي".
· أوقفت السلطات الإيرانية في مدينة "ملاير" التابعة لمحافظة "همدان" شخصين بتهمة العمل لصالح منظمة "مجاهدي خلق".
· ضبطت شرطة محافظة "لرستان" شحنة أسلحة وذخائر حربية، فيما ضبطت الشرطة في محافظة "هرمزكان" 719 طائرة مسيرة صغيرة مخبأة في سفينة تجارية بغرض تهريبها إلى داخل البلاد.
· شهدت محافظتا "سيستان" و"بلوشستان" عدة هجمات، حيث أعلن الحرس الثوري مقتل "العقيد رحيم محمدي" بمنطقة "سراوان"، كما قُتل عنصر الأمن "إيرج شمس" في مدينة "بيشين"، وقُتل شرطيان إثر إطلاق النار على مركبتهما بمحور "خاش- زاهدان".
· أوقفت السلطات المصرية المستشار الثقافي الإيراني السابق في القاهرة "أمير الموسوي" خلال دخوله مصر بجواز سفر عراقي، ثم رحلته لاحقًا إلى خارج البلاد.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· يعمّق قرار الترويكا الأوروبية بتفعيل "آلية الزناد" وفرض عقوبات على إيران أزمة الملف النووي ويفتح الباب لإعادة طهران إلى حالة عزلة دولية، كما يزيد من احتمالات المواجهة الإقليمية مع "إسرائيل" والولايات المتحدة؛ لأن القرار الأوروبي يشير إلى أن طهران لا تنوي الاستسلام للشروط الغربية.
· يضعف إلغاء الإعفاء الأميركي من العقوبات لميناء "تشابهار" المكانة الجيوسياسية لإيران كممر تجاري، ومن الناحية الأمنية يزيد من الضغوط على النظام الإيراني الذي سيعتبر الحصار الاقتصادي الغربي المتصاعد إجراءات تستهدف تقويض النظام من داخله عبر وضعه في مواجهة مطالب شعبية لا يمكنه تلبيتها.
· يشير قرار البرلمان الإيراني بتخصيص نحو ربع صادرات النفط للقوات المسلحة، ورفع الموازنة الدفاعية من 4 إلى 11 مليار يورو، إلى أن طهران تستعد لسيناريوهات تجدد المواجهات مع "إسرائيل".