إن التوتر بين إيران والولايات المتحدة، الذي يتأثر بمهاجمة وكلاء إيران للقوات الأمريكية ودعم "حماس" وتعزيز العلاقات مع موسكو، يجعل من المستحيل تقريبًا بالنسبة لواشنطن الحفاظ على خط دبلوماسي مع طهران. علاوةً على ذلك، فإن الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2024 والأصوات الرافضة في الكونجرس لسياسة إدارة "بايدن" تجاه إيران، ستجعل من الصعب للغاية الموافقة على أي اتفاق مع طهران، بافتراض أنه تم التوصل إليه.
من جهة أخرى، ستزيد الضغوط السياسية والاقتصادية المتوقعة نتيجة دعم طهران لـ"حماس" والعلاقة الضعيفة بين إيران والولايات المتحدة، من احتمال توسيع طهران لبرنامجها النووي دون تجاوز نسبة الـ90%. وإذا أضيفت إلى ذلك الضغوط التي تمارس على إيران عبر وسائل أخرى، مثل العقوبات على الصواريخ الباليستية والإجراءات من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فلن تتردد طهران في اتخاذ خطوات تتعلق ببرنامجها النووي، مثل الحد من عمليات التفتيش النووي كما فعلت في الماضي. وبالنظر إلى هذا الخيار، فإن العام المقبل قد يشهد زيادة التوترات بين الغرب وإيران بشأن البرنامج النووي، الأمر الذي قد يدفع طهران نحو التخصيب بنسبة 90%، ليس كمعيار في طريقها لبناء قنبلة نووية ولكن كخطوة تهدف إلى تثبيط المجتمع الدولي عن مواصلة الضغط عليها.
خلاصة القول: إن حرب غزة قوضت العلاقة الدقيقة التي بُنيت بين الولايات المتحدة وإيران خلال الأشهر القليلة الماضية، إلى درجة لا رجعة فيها على الأرجح، وسيكون لهذه الحقيقة تأثير كبير على احتمالات التوصل لاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني، كما إنها تضفي بعدًا شديدًا من عدم الاستقرار فيما يتعلق ببرنامج طهران النووي.
أتلانتيك كاونسل