تم إطلاق سبع قذائف هاون تجاه السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء ببغداد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، تسببت في أضرار طفيفة دون وقوع إصابات. وهذا هو الهجوم الأول من نوعه الذي يستهدف السفارة الأمريكية منذ أن استأنفت الفصائل المسلحة هجماتها على القوات الأمريكية في الـ18 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ردًا على العملية العسكرية "الإسرائيلية" في غزة؛ حيث كانت آخر محاولة للهجوم على المجمع في آب/ أغسطس 2022.
وبعد تشكيل حكومة "السوداني" في تشرين الأول/ أكتوبر 2022 وافقت الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران على تعليق الهجمات على الأهداف الدبلوماسية، وبما أن هذه الفصائل اعتبرت السفارة الأمريكية بمثابة قاعدة عسكرية فمن المرجح أن تسعى لتبرير خرق الاتفاق. وبالتالي، فإن استهداف السفارة يعكس الخطر المتزايد على الأصول الدبلوماسية الأمريكية، نتيجة الضربات الانتقامية الأمريكية ضد فصائل المقاومة داخل العراق منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. بالمقابل، من المتوقع أن تنفذ الولايات المتحدة مزيدًا من الضربات على قواعد الفصائل المتحالفة مع إيران وسط وشمال العراق، وأن تستهدف مركباتهم على طول الحدود العراقية السورية.
وردًا على ذلك، سيتم على الأرجح استهداف المجمع عبر إطلاق مزيد من الهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ وقذائف هاون، إلى جانب زيادة محاولات استهداف القوات الأمريكية المتمركزة في مطاري أربيل وبغداد؛ فقد استهدفت الهجمات حتى الآن قاعدتي "عين الأسد" و"الحرير" الجويتين في محافظتي الأنبار وأربيل. ورغم الضغوط الأمريكية على الحكومة العراقية لكبح جماح الجماعات المسلحة، لا يُرجح أن تواجهها قوات الأمن العراقية بشكل مباشر، لأن ذلك قد يؤدي لأعمال انتقامية ضد الأجهزة الأمنية وسحب دعم الفصائل لحكومة "السوداني".
إس آند ݒي جلوبال ماركيت إنتيليجنس