التقرير المعلوماتي لحرب لبنان عدد 12

الساعة : 16:03
18 نوفمبر 2024
التقرير المعلوماتي لحرب لبنان عدد 12

أولاً. معطيات ومعلومات نوعية:

الملف اللبناني:

·     كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن روسيا لن تتدخل بنفسها في لبنان، لكنها مستعدّة لتقديم ضمانات لمنع تهريب السلاح من سوريا إلى لبنان، وتطالب في المقابل بإخراج الشركات الروسية من القائمة الأميركية السوداء. فإذا وافقت الولايات المتحدة على ذلك، فيمكن حدوث اختراق، وسيتحول هذا الاتفاق إلى وثيقة دولية، "إسرائيلية" - لبنانية - أميركية – روسية، وسيكون للأمم المتحدة دور من خلال قوات "اليونيفيل". (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     كشفت مصادر سياسية ودبلوماسية عن وجود 3 طروحات جدية لإنهاء الحرب في لبنان، فرنسي وأمريكي وعربي، مُشيرةً إلى أنّ من بين النقاط المشتركة، رضوخ "حزب الله" للشروط "الإسرائيلية"، بما فيها الإصرار على الاحتفاظ بحرية الحركة في ملاحقته. وأوضحت المصادر أنّ فرنسا استطاعت بالتنسيق مع أمريكا، تأمين مخرج لائق لشرط حرية الحركة "الإسرائيلية"، يتمثل بآلية الرقابة على تطبيق القرار "1701"، عبر لجنة "فرنسية - أمريكية" مشتركة، تنسق مع "إسرائيل" وتتبلغ منها الخروقات، لتحيلها بدورها إلى قوات "اليونيفيل" لمعالجتها، بالشراكة مع الجيش اللبناني، وأنّه في حال لم يُصر إلى معالجتها وفق هذه الآلية، فإن لـ"إسرائيل" الحرية في ملاحقة الإنتهاكات، بالاستناد إلى بروتوكول مشترك مع أمريكا، موازٍ لهذه الطروحات. (صحيفة نداء الوطن، لبنان)

·     كشفت مصادر مطلعة أن السفيرة الأميركية في بيروت، ليزا جونسون، أطلعت قائد الجيش ، جوزيف  عون، على مسوّدة الاتفاق التي سلّمت نسخة منها إلى الرئيس نبيه بري، واستفسرت عن مدى جهوزية الجيش لتنفيذ ما قد يتوجب عليه في حال إقرار الاتفاق، مشيرةً إلى أن قيادة الجيش وضعت خطة أولية لنشر قوات إضافية في كل المناطق الجنوبية، مع تركيز على نشر نحو 2000 عسكري على طول الحافة الأمامية قرب الحدود مع فلسطين المحتلة، وإنشاء نقاط مراقبة على طول الحدود الممتدة من الناقورة حتى مزارع شبعا المحتلة، وتعزيز دوريات مديرية المخابرات في قرى المنطقة. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·       كشفت مصادر رسمية لبنانية أن ثوابت المفاوض اللبناني جرى حسمها على الشكل الآتي:

-      لبنان يريد وقفاً نهائياً للحرب، ومرة واحدة، وهو ليس في صدد الدخول في ألاعيب من نوع هدنة مؤقتة أو وقف متقطّع لإطلاق النار، كما يريد وقفاً تاماً وشاملاً لكل أنواع العمليات العسكرية، وانسحاباً فورياً لقوات الاحتلال من كل الأراضي اللبنانية.

-      لبنان ليس في وارد الموافقة إطلاقاً على أي اتفاق يتطلب تنفيذه عدة مراحل، ويريد تنفيذ القرار 1701 من دون أي تعديل على آليات تنفيذه، مع ضمانات بأن تلتزم "إسرائيل" بالقرار بوقف كل أنواع الخروقات.

-      يرفض لبنان أي محاولة لربط عودة النازحين اللبنانيين إلى قراهم بأي ترتيبات تتعلق بتنفيذ القرار، وأن هؤلاء سيعودون بعد ساعات على وقف إطلاق النار، حيث يُفترض أن يكون العدو قد أتمّ انسحابه، ولا علاقة لأي طرف خارجي ببرنامج إعادة الإعمار للقرى والبلدات الجنوبية.

-      لبنان ليس في وارد التساهل مع أي طلب من نوع استباحة الأجواء من قبل طيران العدو، أو دخول زوارقه الحربية إلى المياه الإقليمية اللبنانية، أو حتى محاولة فرض رقابة نارية على القرى والأراضي الحدودية.

-      يرفض لبنان مطلقاً منح أي صلاحيات أمنية أو عسكرية أو أي نوع من الإشراف لأميركا أو "إسرائيل" على خطوات لبنان، وأن وجود لجنة مؤقّتة تضم ممثلين عن القوى المعنية في الأمم المتحدة هو الإطار الوحيد الذي يراقب مدى التزام الطرفين بتنفيذ القرار 1701. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     كشفت مصادر مطّلعة أن النقاط العالقة في اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان تتصل بالبند المتعلق بتشكيل لجنة دولية ستنضم إليها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودولة رابعة قد تكون عربية (يُحكى عن دور للأردن في هذا المجال) تتولى مراقبة تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، إذ إن الإشكالية الأساسية مرتبطة أولاً بعضوية الدول الأجنبية في اللجنة، وكذلك حول طبيعة الدور المنوط باللجنة الرقابية ودورها ومن هي الجهة التي ستؤول إليها المهمة. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     ذكرت مصادر دبلوماسية عربية أنّ دولًا عربية عدة، في مقدّمها قطر ومصر والكويت والأردن، تعرب عن توجّس حيال تصاعد وتيرة خطاب جهات لبنانية، خاصةً رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، حول مستقبل الحكم في لبنان، وتخوّفها من مساع لتحقيق انقلاب، مُشيرةً إلى أنّ هذه الدول تشدد على منع تشكّل تكتّل سنّي خلف مشروع الانقلاب السياسي الذي يقوده "جعجع"، لما ترى فيه من تهديدٍ لاتفاق الطائف، ومحاولة تعديله ليس بالضرورة عبر إرساء عقد اجتماعي جديد، بل بطريقةٍ مُبطّنة تقود إلى الإخلال بالتوازنات الحاكمة للبلد. وأوضحت المصادر أنّ الاستياء المصري والقطري من "جعجع" جاء بعد ورود معطيات حول حديث الأخير في جلساته الخاصة عن الحاجة إلى شخصية سنيّة قويّة تجرؤ على مواجهة "حزب الله"، وأنّه يعرض أسماء سنيّة يرشّحها للقيام بالمهمة. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     طلبت السفارة الأميركية في بيروت من قوى المعارضة اللبنانية ألا تبدو مواقفهم وتحركاتهم وكأنها معادية للطائفة الشيعية، وبضرورة التمييز بين الشيعة و"حزب الله"، وانتقدت السفيرة الأميركية تصريحات رئيس  "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، عن عقد مجلس النواب من دون الشيعة، وأرسلت إليه احتجاجًا أثار استياءه. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     وردت معلومات أن هناك قناعة بدأت تتكون مفادها أنّ بعض الشخصيات الشيعية التي تُقدّم نفسها بأنها معارضة لحزب الله، هي بالحقيقة تتحرّك بتوجيهات من الحزب لعدة أهداف، أولها رصد مواقف من القوى السياسية من الحزب، وثانيها إقفال الطرق على ظهور معارضة شيعية حقيقية. وأشارت المعلومات إلى أن السبب في ذلك يعود إلى أنّ محاضر لقاءات ما يسمى بالمعارضة الشيعية ببعض القيادات اللبنانية وصلت إلى مسؤول في "حزب الله"، وقد أوصل معاتبة لأحد القيادات على ما تحدث به خلال الاجتماع مع ما يسمى بالمعارضة الشيعية. (موقع أيوب الإخباري، لبنان)

·     أفادت مصادر سياسية مطّلعة بأن بعض النقاشات التي تحصل داخل بعض الأروقة السياسية وبين القوى وبعض الاعلاميين المُعادين لـ"حزب الله" لم تعُد تشمل الطرح الذي استمرّ هؤلاء في الترويج له طوال أشهر فائتة، سواء فكرة سقوط "حزب الله" أو حتى مرحلة ما بعد الحزب، بل بات النقاش اليوم محصوراً في كيفية الاستفادة من الضربات القاسية والمتتالية التي تلقّاها وإظهاره ضعيفًا بهدف تحقيق الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية لا يكون حليفًا للحزب. (موقع لبنان 24)

·     سمع مسؤول لبناني كبير قبل أيام رسالة من مسؤول دولي كبير تشير إلى وجوب أن ينأى لبنان الرسمي بنفسه عن إيران وعن "حزب الله"، لأن "إسرائيل" تعتبر نفسها بمواجهة مباشرة معهما، وأنه لن يكون بإمكان لبنان معاندة أو مواجهة أو معارضة أميركا، فالتأثير الأكبر تريد واشنطن أن تكون صاحبته إلى جانب "إسرائيل". (صحيفة المدن، لبنان)

·     وردت معلومات أن دبلوماسيًا غربيًا نقل رسائل تحذيرية إلى عدد من السياسيين  اللبنانيين (مسيحيين ودروز وسنة)، بضرورة القيام بكل ما يلزم للتأكد من أن مناطقهم خالية تمامًا من مخزونات سلاح خاصة  بـ "حزب الله"، مؤكدًا أن مهلة الأسابيع الماضية كانت كافية للقيام بذلك قبل توسّع العملية العسكرية "الإسرائيلية" برًا وجوًا لتطال مناطق جديدة في لبنان. (موقع قناة إم تي في ، لبنان)

·     أكدت مصادر خليجية ان رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، سمع في اللقاءات والمداولات الجانبية في قمة الرياض بعض الأمور التي تتعلق باليوم التالي للحرب وفق المنظار العربي، حيث أكدت السعودية بوضوح أنها مع فتح صفحة جديدة في العلاقة مع "حزب الله" ولكن السياسي وليس العسكري، وأن الرياض لن تنخرط في مرحلة الإعمار طالما أن الدولة بمؤسساتها الدستورية لا زالت غائبة. وفي السياق ذاته، أفاد مسؤول لبناني بأنه لم يلحظ أي حماسة أو اهتمام عربي بملف إعادة الإعمار في لبنان بعد وقف الحرب، مشيراً إلى أن هذا الملف قد يكون معقداً للغاية وربما يخضع لشروط وآليات دولية صارمة. (موقع ليبانون فايلز، لبنان)

·     كشف مطّلعون أن هناك إصرارًا أميركيًا على التمديد لقائد الجيش، جوزيف عون، في موقعه، ليتولى مهمّة الإشراف على تنفيذ القرار الدولي بشقّيه: جنوب الليطاني والمعابر الحدودية. (موقع أساس ميديا، لبنان)

·     أفادت مصادر عسكرية مطّلعة أن العملية البرية يجب أن تكون لعدّة كيلومترات إن لم يكن الجيش "الإسرائيلي" غير قادرٍ على الوصول الى نهر الليطاني، فعدّة كيلومترات من السيطرة، في حال حصلت، ستشكّل حماية للمستوطنات أقلّه من الصواريخ الموجّهة.  (موقع لبنان 24)

·     أفادت مصادر خاصة بأن إيران أبلغت قيادة "حزب الله" تكفلها بإعادة إعمار الجنوب والضاحية الجنوبية وبعلبك - الهرمل، بعدما كانت أبلغتها سابقا بتكفلها إعادة إعمار الضاحية الجنوبية فقط. (صحيفة الأنباء، الكويت)

·     تبيّن أن "حزب الله" رفع قيمة الأموال المدفوعة إلى العائلات من 200 إلى 300 دولار شهريًا، ما يؤشر إلى صعوبة المراحل المقبلة واستعدادات الحزب الواسعة للمراحل القادمة. (موقع المرصد أونلاين، لبنان)

·     عُلِم أنَّ عدداً من التجار الكبار في جنوب لبنان بادروا إلى فتحِ مؤسسات اقتصاديّة وتجارية في العديد من مناطق النزوح، ما أسفر عن ظهور مصالح عمل جديدة. (موقع لبنان 24)

·     بدأ من بقيَ من أهالٍ يقطنون الضاحية الجنوبية، بإنشاء "لجان أحياء" بصدد حماية تلك المناطق من السرقة وتوفير حد أدنى من الأمن. (موقع ليبانون ديبايت)

·     لفتت معلومات إلى أنّ اتصالاً حصل بين الموفد الاميركي آموس هوكستين والرئيس ترامب، أبلغ فيه الأخير هوكستين بأنه يؤيد أي اتفاق لوقف إطلاق النار يمكن أن يتم التوصل إليه في الأسبوعين المقبلين. (موقع أساس ميديا، لبنان)

·     تردد أن بعض النواب التابعين للثنائي "حركة أمل" و"حزب الله" يمكثون في مكاتبهم في مجلس النواب أو في الأبنية الملاصقة للمجلس لضرورات أمنية، ولأسباب تتعلق بضرورة تواجدهم بصورة يومية في المجلس. (موقع المرصد أونلاين، لبنان)

·     أصدرت الحكومة الألمانية بيانًا حول عملية الإنزال التي نفّذها العدو في البترون في الثاني من الشهر الجاري أكدت فيه أن هيئة الرادار الساحلية اللبنانية المموّلة من ألمانيا يديرها جنود لبنانيون، وأن الجيش اللبناني هو من يحدد ويسيطر على ما يحدث للمعلومات التي يتم الحصول عليها من محطات الرادار ومن يستقبلها، وليس لدى فرقة العمل البحرية الألمانية أي اتصال مباشر مع الجيش "الإسرائيلي". (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     لوحظ أن الغارات "الإسرائيلية" العنيفة التي تستهدفت الضاحية الجنوبية، جاءت في فترة الظهر بشكل لم يكن مسبوقًا، وتزامنًا مع وجود عدد كبير من الأهالي المدنيين في أحيائها، ما اعتُبر رسالة إلى هؤلاء الناس، خاصة وأن الضاحية الجنوبية باتت تشهد، تحديداً في الأيام الماضية، نوعاً من انتظام دورة الحياة مرة أخرى، حيث بات الكثير من الأهالي يحضرون لتمضية الوقت في الضاحية نهاراً قبل أن يقوموا بمغادرتها عند حلول المساء. (موقع ليبانون ديبايت)

·     كشفت معلومات أن السفيرة الأميركية في بيروت، ليزا جونسون طلبت من الجيش رسميًا اتخاذ إجراءات أمنية وتأمين حماية إضافية للسفارة والمصالح الأميركية في لبنان، وتعزيز الإجراءات في المناطق التي يوجد فيها مستشارون عسكريون من الجيش الأميركي، كما في قاعدة "حامات" (البترون) وفي قاعدتين في البقاع وفي القاعدة البحرية في بيروت، وقد باشر الجيش نشر مزيد من العناصر في كل الأمكنة التي يوجد فيها أميركيون وحول مقر السفارة في عوكر وعلى الطرقات المؤدية إليها. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     اقترح النائب عن مدينة بيروت، نبيل بدر، على وزير الداخلية، بسام مولوي، تشكيل لجنة أمنية خاصة بالعاصمة، مبديًا استعداده مع وفد من مدرسة "البيادر" وجمعية "المنتدى الإسلامي" للمساهمة في تمويل زيادة عدد عناصر فوج حرس بيروت البلدي بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في المدينة. (موقع ليبانون ديبايت)

·     وردت معلومات أن الغارات الأخيرة التي شمَلت مناطق عدة من  لبنان استهدفت بالتحديد المعتمدين الماليين لدى "حزب الله"، وبالتحديد الذين يقومون بتوزيع الأموال على النازحين في المناطق، علمًا أن الغارات كانت تستهدف المباني المأهولة فور وصول الهدف إليها. (موقع ليبانون فايلز)

·     أفاد تقرير للبنك الدولي بأن الأضرار المادية بلغت 3.4 مليار دولار أميركي، في حين بلغت الخسائر الاقتصادية نحو 5.1 مليار دولار، وانخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 6.6 % على الأقل في عام 2024. (صحيفة الجمهورية، لبنان)

الكيان "الإسرائيلي":

·     نشرت القناة 12 العبرية نتائج استطلاع للرأي أظهر أن 67% من "الإسرائيليين" يدعمون التوصل إلى وقف الحرب على لبنان وغزة، مقابل 20% طالبوا باستمرار العمليات العسكرية. (صحيفة المدن، لبنان)

·     أظهرت نتائج استطلاع رأي لمعهد دراسات الأمن القوميّ "الإسرائيلي" أنّ أكثر من 82% من اليهود "الإسرائيليين" يعتبرون أن الوضع الأمنيّ لا يسمح بعودة السكّان إلى مستوطنات الشمال، في ظل استمرار المواجهة مع "حزب الله". (صحيفة المدن، لبنان

·     نقلت القناة 12 العبرية أنّ نتنياهو ووزير الأمن "يسرائيل كاتس" وافقا على رفع وتيرة الضربات في لبنان للضغط على "حزب الله"، حيث أقر الجيش "الإسرائيلي" سياسة هجومية تقضي بشن غارة كل ساعتين في لبنان، وذلك بهدف دفع حزب الله إلى التسوية. (صحيفة المدن، لبنان)

ثانياً. تحليلات وقراءات:

·     رأت مصادر مطلعة على موقف الخارجية الروسية، أن روسيا ترى أن وقف "إسرائيل" لحربها لن يحصل ما لم تجبر على التراجع، وهي ترى أن وضع الحرب الحالي بين"إسرائيل" و"حزب الله" في الميدان بات أقرب إلى ما كان عليه في حرب تموز 2006، يوم كانت "إسرائيل" على عجلة من أمرها للتوصل إلى اتفاق لوقف النار، مضيفة أن "إسرائيل" اليوم قد تجد نفسها مجبرة على فعل ذلك، بالنظر إلى أن الحرب ومهما طالت فلن تحقق زيادة عما حققته. وتقرأ المصادر المطلعة في التصعيد الأخير وإعلان "إسرائيل" دخولها في العملية البرية بداية منحى التراجع، لأنها حققت كل ما تصبو إليه من الحرب، وبالتالي بدت مجبرة على البحث عن مخارج سياسية تسعى لتكون روسيا داعمة لمساعيها وضامنة للحل من طرفي إيران وحزب الله، وهو ما لا ترفضه روسيا ولكنها تريد من "إسرائيل" التراجع عن الشروط التي تعتبرها مرفوضة من قبل حزب الله، الذي لن يوقف حربه إلا بشروط ترضيه. (موقع أساس ميديا، لبنان)

·     رأى محللون أن استراتيجية "حزب الله" الأولية كانت تركز على موقف دفاعي، بهدف صد التقدم "الإسرائيلي" وحماية المواقع الإستراتيجية. ولكن مع بدء القوات "الإسرائيلية" في إنشاء مواقع ثابتة، فمن المرجح أن يعمل الحزب على الدفاع والهجوم، مستهدفاً المدرعات "الإسرائيلية" والوحدات المحصنة في جنوب لبنان. ولفت المحللون إلى أن هذا التحول يمثل تصعيداً كبيراً، حيث سيستغل الحزب أي نقاط ضعف "إسرائيلية" مرتبطة بالاحتلال المطول وانتشار القوات على مساحة أوسع، باستخدام الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات وتكتيكات الكمائن، والخطوط الدفاعية متعددة الطبقة، وهو يهدف إلى إنشاء ساحة معركة حيث ستواجه القوات "الإسرائيلية" استنزافاً مستمراً. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     رأى الكاتب والمحلل السياسي الصهيوني "عاموس هارئيل" في مقالٍ له بصحيفة "هآرتس"، أنّ نتنياهو يسعى لإنهاء القتال مع "حزب الله" لأسباب عديدة، وذلك لتقليل الضغط على قوات الاحتياط لتسهيل تمرير قوانين الإعفاء من الخدمة العسكرية تحت ضغط شركائه الحريديم، ثم السعي للحصول على صورة انتصار في الجبهة اللبنانية، وتلبية توقعات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الذي يولي أهمية كبيرة لإنهاء الحرب في الشمال، بينما يبدو أقل اهتمامًا بما يحدث في قطاع غزة. واعتبر "هارئيل" أنّ إنهاء الحرب في الشمال وسحب قوات الاحتياط من هناك سيمكّنا "نتنياهو" من الاستمرار في الحرب في غزة باستخدام القوات النظامية من دون الحاجة إلى التوصل إلى صفقة، خاصةً أن أزمة القوى البشرية في الجيش تهدد موقف "نتنياهو" أكثر من الحرب نفسها، وأكثر من تكاليفها المتزايدة، ولا سيما مع نية الحكومة تمرير قوانين التجنيد. (مركز الناطور للدراسات)

·     رأى المحلل السياسي، عبدالله قمح، أن "حزب الله" يعتبر أن الإقتراب من فصل الشتاء يمثل فرصة بالنسبة إليه من أجل إعادة صوغ وتركيب المعادلات عند الجبهة، وأن تضاريس الجنوب وبنيته الهندسية الجغرافية المختلفة عن ميدان غزّة، تخدمه عسكرياً وقد تؤدي إلى إجراء هندسة على المعادلات الراهنة بحيث يتحول مهاجماً لا مدافعاً فقط. وهو يعتبر (أي الحزب)، أن التراجع "الإسرائيلي" في هذا التوقيت عن خوض التوغلات في الجبهة وملاحظة انكفاء قواته ولو بشكل محدود، يرتبط بالمتغيرات الجوية، ما من شأنه أن يكرس أداءً مختلفاً بالنسبة إلى المقاومة، وهو ما يعني أن المقاومة صاحبة مصلحة، كما العدو، بمواصلة العمليات الحربية.  (موقع ليبانون ديبايت)

·     رأى المحلل السياسي،  حسين خليفة، أن التسريبات "الإسرائيلية" الأخيرة  حول قرب التوصل إلى اتفاق مع لبنان، تشكّل خير تعبير عن قناعة راسخة لدى شريحة واسعة من المستويين السياسي والعسكري "الإسرائيلي"، أنّ الوقت الحالي هو "أكثر من مناسب" لإنهاء الحرب، بل إنّ بينهم من يرى أنّ اللحظة "المثالية" لذلك كانت عند اغتيال "نصر الله"، حيث كان بالإمكان "استثمارها" سياسيًا في المفاوضات، مشيرًا إلى أن هذه الشريحة تعتبر أن إطالة أمد الحرب تُسهم في تعزيز الموقف التفاوضي لـ"حزب الله"، خصوصًا بعدما استطاع الأخير أن يستعيد عافيته نسبيًا، وأن يسترجع معها جزءًا غير بسيط من قوة وهيبة الردع. (موقع لبنان 24)

·     أشار مصدر سياسي لبناني مقرب من "الحزب الجمهوري" في الولايات المتحدة إلى أن الحل في لبنان سيكون أبعد من القرار الدولي 1701 أو 1701 +، فهذا القرار سقط مع خسارة الديمقراطيين الانتخابات الرئاسية الأميركية، ويرى أن "ترامب" سوف يعمل على حل ينهي حالة الحرب بين لبنان و"إسرائيل"، بعيدًا عن مسألة سلاح "حزب الله"، مشيرًا إلى أن هذا الحل لا يتضمن أي تطبيع "غير ممكن" مع كيان الاحتلال. وأضاف المصدر أنه من غير المتوقع أن يتضمن الطرح الأميركي طرح الانسحاب "الاسرائيلي" من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر، فمسار البحث في إنجاز ترسيم الحدود البرية والتفاوض حول هذه الاراضي المحتلة سيترك إلى مرحلة لاحقة، مع اعتبار المصدر نفسه أن الضربات التي تلقاها حزب الله على المستوى العسكري سترخي بظلالها على دوره السياسي، والتسوية المرتقبة للبنان سوف تنهي مفاعيل اتفاق الدوحة. (موقع لبنان 24)

·     رأت مصادر متابعة أن الهدف خلف ملاحقة النازحين إلى المناطق "الآمنة" لا يقتصر على استهدافهم فقط من خلال سياسة المجازر التي تعتمدها قوات الاحتلال، بل يشمل العمل على إشعال فتنة داخلية، من خلال تحريض البيئات المضيفة، خصوصًا أن هذه الغارات تترافق مع ضخ مجموعة واسعة من الشائعات، تتحدث عن وجود مسؤولين أو كوادر من "حزب الله" بين النازحين. (موقع النشرة، لبنان)

·     رأت مصادر مطلعة أن الجديد في زيارة مستشار المرشد الإيراني، علي لاريجاني، إلى بيروت يكمن في أنه توخّى من لقاءاته إعادة تصويب الموقف الإيراني الذي عبّر عنه وزير الخارجية عباس عراقجي، ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، في زيارتيهما الأخيرتين، وأحدث ردود فعل سلبية، عبّر عنها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والرئيس السابق "للحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، وقيادات في المعارضة؛ كانت وراء اضطرار قاليباف إلى توضيح ما قصده بقوله إن بلاده تتفاوض مع فرنسا لتطبيق القرار 1701، فالموفد الإيراني حضر خصوصاً إلى بيروت لاستيعاب ردود الفعل وسحبها من التداول، وبادر إلى إطلاق مجموعة من المواقف، رغبة منه في تمرير رسالة إيرانية إلى الداخل اللبناني، ومن خلاله إلى المجتمع الدولي، بتأكيده، وللمرة الأولى بلا أي مواربة، أن طهران تدعم أي قرار تتخذه الحكومة و"المقاومة" لتطبيق القرار 1701، وتؤيّد انتخاب أي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون.

وبكلام آخر، فإن إيران، بلسان لاريجاني، سعت لاستيعاب التوتر الذي سيطر على علاقتها بميقاتي، على خلفية اعتراضه الشديد على ما سمعه من عراقجي وقاليباف، خصوصاً بالنسبة إلى إصرارهما على الربط بين جبهتي الجنوب وغزة؛ مما يؤدي إلى تعطيل الجهود للتوصل لوقف النار ونشر الجيش في الجنوب تمهيداً لتطبيق الـ1701، وبالتالي فإنها بتصحيحها لموقفها أرادت إعلام الولايات المتحدة، ولو بطريقة غير مباشرة، استعدادها للانخراط في المساعي الدولية لإنهاء الحرب في لبنان. (صحيفة الشرق الأوسط)

ثالثاً.  استنتاجات مركز "صدارة"

·     الضغط العسكري الراهن، بريا وعبر الهجمات الجوية المتزايدة، لا يمكّن "إسرائيل" من فرض شروط استسلام على "حزب الله"، كما يطمح نتنياهو، وإنما يسمح بالتوصل لصفقة لا تضع نهاية لدور حزب الله على الرغم من الخسائر التي تكبدها. لذلك؛ستظل احتمالات تصعيد الضغط العسكري بريا وجويا محتملة، أو في الحد الأدنى مواصلة المستوى الحالي دون تراجع، وسيظل التوصل لصفقة خلال ما بقي من عهد بايدن محل شك كبير.

·     لا تزال الدول الخليجية وفي مقدمتها الامارات والسعودية تمارس ضغوطًا على لبنان وهذه المرة وفق ما رشح من معلومات من بوابة إعادة الإعمار ، حيث بدأت بربطه بترتيبات ما بعد الحرب  من خلال ضبط التوازنات السياسية الداخلية. وبالمقابل، بدا ملاحظاً أن إيران ومن خلال تعهدها بإعادة إعمار المناطق المستهدفة  تحاول التخفيف من تلك الضغوط عن كاهل "حزب الله" وتقوية موقفه التفاوضي بتأمين مستلزمات بيئته خلال الحرب وما بعدها.

·     لا تزال روسيا  حذرة في الدخول ضمن اتفاق إنهاء الحرب في لبنان لاعتبارات عديدة قد تتعلق بالثمن المرجى سواء في أوكرانيا أو سوريا لقاء إسهامها في ضبط عمليات إمداد "حزب الله" بالسلاح عبر الحدود السورية اللبنانية. بالتوازي مع ذلك من الملاحظ أن إيران تحاول أن تكون أكثر براغماتية بعد فوز "ترامب"، وفتحها خطوط تواصل غير مباشر معه، حيث بدت أكثر وضوحًا في تبني الموقف اللبناني المؤكد على تنفيذ القرار 1701  وإيقاف الحرب بشكل كامل غير مجزىء، وهو ما بدا أنه يشير إلى حد كبير بقبول بمبدأ فصل الساحات بين لبنان وغزة.