التقرير المعلوماتي لحرب لبنان عدد 8

الساعة : 18:12
26 أكتوبر 2024
التقرير المعلوماتي لحرب لبنان عدد 8

أولاً. معطيات ومعلومات نوعية:

الملف اللبناني:

·     كشفت معلومات أن شخصيات شيعية معارضة نصحت الأمريكيين بخطوات تساعد في إحداث اختراق داخل الطائفة، بعدم وضع كل الشيعة في سلّة واحدة مع "حزب الله" وحركة "أمل"، مشيرةً إلى أن السفيرة الأمريكية في بيروت، ليزا جونسون، تتعامل بجديّة مع ملاحظاتهم، وأنها طلبت من حلفاء لها بين الناشطين والمسؤولين المحليين الانتقال بالحديث الى مرحلة احتضان الشيعة والفصل بينهم وبين "حزب الله". (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     كشفت مصادر دبلوماسية متابعة أن ما تقوم به الجامعة العربية وقطر ومصر والسعودية والإمارات، ينحصر فقط بالمساعدات الإنسانية، وتأكيد ثوابت هذه الدول لجهة الحفاظ على لبنان وإجراء الانتخابات الرئاسية، لافتة إلى أن هذه الدول سلّمت بأن ما ينتظره لبنان لن يأتي إلا من جانب واشنطن، لا سيما أن لكل منها اهتمامًا متمايزًا عن الأخرى بملف غزة كمصر وقطر بما يتقدّم على الملف اللبناني، فيما السعودية تسحب كل تدخل فاعل لصالح ما بعد وقف النار، في حين دخلت الإمارات بخطوات واضحة على الملف تحضيرًا للأرضية كذلك لما بعد وقف النار. بالتوازي مع ذلك، أضافت المصادر أن دولًا غربية غضّت النظر عن كل ما يجري في لبنان لجهة حجم الاستهدافات التي تعرّض لها "حزب الله" وتأثيراتها وحصرت اهتمامها بمتابعة نقاشات وقف النار عبر النافذة الأمريكية، وما تحرك منها فعليًا إنما تحرك بفعل مشاركة بلاده في قوات "اليونيفيل" ليس أكثر. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     أفادت مصادر سياسية مطلعة أنّ "هوكشتين" أبلغ المسؤولين اللبنانيين أنّ الطريق التي تؤدي إلى وقف إطلاق النار هي إبعاد "حزب الله" عن الحدود إلى شمال الليطاني، وعن كافة مؤسسات الدولة وتحديدًا التي لها علاقة مباشرة بتنفيذ القرار 1701 كالجمارك والجيش ووزارة الأشغال والمرفأ والمطار والمعابر الحدودية البرية والبحرية. ولفتت المصادر إلى أن "هوكشتين" لم يعرض تعديلًا للقرار 1701 بل لملحق أشبه بتفاهم نيسان 1996، وهو ملحق تطبيقي للقرار الدولي يشكل ضمانة بحسن تنفيذ القرار بكافة مندرجاته، هي أقرب لعملية اجتثاث للحزب من مؤسسات الدولة. (موقع أيوب الإخباري، لبنان)

·     كشفت مصادر أمنية أن الأجهزة العسكرية والأمنية تتابع كل تفصيل يذكر، خصوصًا على مواقع التواصل الإجتماعي، قد يؤدي إلى إشعال توترات داخلية، لا سيّما أن الجانب "الإسرائيلي" أظهر رغبة واضحة في اللعب على هذا الوتر. بالتوازي مع ذلك، لفتت مصادر أمنية أخرى إلى أن الوضع في بعض مراكز الايواء زاد عن حدّه حيث خرجت الشكاوى من قبل بعض الأهالي في قرى "المتن" والشمال بحق تجاوزات بعض النازحين وتعديهم على الأملاك الخاصة ، محذرةً من أن هذا الأمر من شأنه أن يُشعل لاحقًا حربًا داخلية بين المواطنين الذين استقبلوا آلاف النازحين في قراهم. (موقع النشرة، لبنان + موقع ليبانون فايلز)

·     أفادت صحيفة "هآرتس" أن "إسرائيل" تشترط لإنهاء حربها على لبنان، تعيين رئيس جديد معتدل للبنان يعمل على إبعاد "حزب الله" عن مواقع القوة في الدولة ويعزز قدرة الحكومة في إنفاذ قرارات ضد الحزب. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     دعا النائبان الجمهوريان "داريل عيسى" و"دارين لحود"، الإدارة الأمريكية إلى فرض عقوبات على رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه برّي، وغيره من السياسيين بسبب عرقلتهم لعملية انتخاب رئيس للجمهورية، بما فيها استعمال كل الأدوات اللازمة لمراجعة أصولهم المالية وتجميدها في الولايات المتحدة. (صحيفة الشرق الأوسط)

·     أفادت المعلومات بأن وحدات من "حزب الله" تعمل على حماية الضاحية الجنوبية من اللصوص، وعلى تنظيم حركة الإعلام لافتة إلى أن الحزب أوقف العديد من الأشخاص لقيامهم بأعمال مشبوهة، بينهم أجانب ولبنانيين يقومون بالتصوير (البعض منهم بصفة إعلامية). وأشارت المعلومات إلى أن غالبية الموقوفين أشخاص لا منازل لهم أو أعمال في المنطقة، وهناك الكثير من الأسئلة حول اقترابهم من منطقة خطيرة، بخاصة من هم غير صحافيين. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·       كشفت مصادر مطلعة أن لدى باريس مجموعة من المخاوف تجاه الساحة اللبنانية وهي:

-      أنّ هزيمة "حزب الله"، كما قال "يوآف غالانت"، تتطلّب حربًا طويلة يمكن أن تؤدّي إلى انهيار أكبر للدولة اللبنانية، ومؤسّساتها، واقتصادها ومجتمعها. وهو ما يعرّض البلد للفوضى الشاملة.

-      أن تتصرّف بعض الأطراف اللبنانيّة على أساس أنّ الحزب قد انتهى، وهذا من شأنه دفع بعض الأطراف للقيام بحسابات خاطئة سترتدّ عليها وعلى لبنان.

-      أن حال التوتّر القائمة بين اللبنانيين التي يمكن أن تؤدّي إلى توتّرات أمنيّة، خاصّةً مع انتشار النازحين في مختلف المناطق اللبنانيّة، والخشية الكبرى، قد تتطور إلى حرب أهليّة. وهذا ما حذّر منه وزير الجيوش الفرنسيّ في حديث سابق منذ أيام.

-      أن تؤدّي إلى موجات هجرة جديدة نحو أوروبا في وقت تكافح دولها الهجرات غير الشرعيّة وتسنّ القوانين للتعامل معها. (موقع أساس ميديا، لبنان)

·     كشفت أوساط نيابية أن الأولوية في المحادثات التي يقوم بها أكثر من موفد غربي في بيروت منذ أيلول/ سبتمبر الماضي، تتضمن مطالب "إسرائيل" من لبنان وليس وقف إطلاق النار. (موقع ليبانون ديبايت)

·     أفادت المعلومات بأن دوائر دبلوماسية غربية وعربية بدأت بالسؤال عن الشخصيات السياسية في كافة الطوائف والتي من الإمكان أن تلعب دورًا مؤثرًا بعد قرار وقف إطلاق النار، حيث تركزت أسئلة تلك الدوائر على الشخصيات السياسية التي لم يسبق لها أن عملت في التيارات السياسية المعروفة ضمن المنظومة السياسية، أو أيّ دور استشاري أو تنظيمي في الحقبة السابقة. ولفتت المعلومات إلى أنّ هذه الدوائر تعمل على تكوين ملفات حول تلك الشخصيات المرشحة وبخاصة لجهة حساباتها النقدية في المصارف وبخاصة تلك التي كانت قبل ثورة 17 تشرين 2019 وحركة تلك الحسابات ومصادر الأموال. (موقع أيوب الإخباري، لبنان)

·     تحدث مرجع رسمي كبير عن تحضيرات لتعيين قادة أمنيين جدد، بعنوان رئيسي: إبعاد قائد الجيش، العماد "جوزف عون"، عن المشهدين الرئاسي والأمني، ضمن اتفاق شامل بين أفرقاء عدة، يتضمن تعيين مدير عام جديد للأمن العام من الطائفة الشيعية. وأفاد المرجع بأن البحث جرى حول ثلاثة أسماء لضباط، أحدهم يشغل مركزًا حساسًا في مديرية أمنية أخرى، فيما تم التأكيد على تعيين قائد جديد للجيش مع ملء الشغور في المجلس العسكري وتثبيت رئيس الأركان في موقعه. ولفت المرجع إلى أن رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، أبلغ الرئيس "نبيه بري" بموافقته، في حين تحدث رئيس المجلس صراحة عن صعوبات قانونية دستورية تتعلق بتمديد خدمة قائد الجيش سنة ثانية إضافية بعد نهاية مفاعيل التمديد الأول في 10 كانون الثاني 2025، والصعوبة الأبرز في تأمين النصاب القانوني لجلسة التمديد في المجلس النيابي. (صحيفة الأنباء، الكويت)

·     أكدت مصادر مطلعة أن المرحلة الثانية من التصعيد التي أعلنت عنها غرفة عمليات "حزب الله" تكاد تكتمل في الأيام المقبلة، إذ أن معالمها باتت شبه واضحة ما يوحي بإقتراب المرحلة الثالثة. وبحسب المصادر، فإن المرحلة الحالية تشمل تكثيف الضربات النوعية على القواعد العسكرية الأساسية في عمق فلسطين المحتلة إضافة إلى تنفيذ ضربات دقيقة بالمسيرات الانتحارية. (موقع لبنان 24)

·     كشف الكاتب السياسي المقرّب من "حزب الله"، قاسم قصير، عن معلومات تشير إلى أن نواب "حزب الله" وحركة "أمل" باتوا في دائرة الاستهداف، كما حذر من أن يكون رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، وحتى رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي،معرضين للاستهداف بسبب مواقفهما بالإصرار على تطبيق القرار 1701. (موقع سبوت شوت الإخباري)

·     لفتت معلومات إلى أن "الجماعة الإسلامية" قامت بإخلاء العديد من مراكزها في عدد من المدن اللبنانية بعد تعدد شكاوى القاطنين بالقرب من تلك المراكز خوفًا من استهدافها، إضافةً إلى تجميد عمل "قوات الفجر" لأسباب لوجستية تنظيمية. وأشارت المعلومات إلى أن كبرى هذه الاعتراضات الأهلية جاءت في مدينة شبعا الحدودية التي تعرّضت لقصف "إسرائيلي" تدميري. (موقع أيوب الإخباري، لبنان)

·     أفادت صحيفة الأخبار اللبنانية بأنّ العاملين في السفارة الأمريكية في بيروت و"تل أبيب" وآخرون يعملون في سفارات موجودة في دول مجاورة، سارعوا إلى تقصي المعلومات حول مصادر الصحيفة، مُشيرةً إلى وصول رسائل عبر البريد الإلكتروني للصحيفة مصدرها وزارة الخزانة الأمريكية تستفسر عن أي علاقة عمل تربط الصحيفة بشركات أمريكيّة. وكشفت الصحيفة أنّ السفيرة الأمريكية لدى بيروت "ليزا جونسون" أبدت استياءها من التقارير التي نشرتها "الأخبار" عن دور واشنطن في الحرب، خصوصًا المعطيات حول احتمال ضلوع فريق من الاستخبارات الأمريكية في محاولة اغتيال القيادي في "حزب الله"، وفيق صفا، وأنّ السفيرة طلبت من بعض "الأصدقاء" اللبنانيين شنّ حملة على "الأخبار"، واعتبار ما نُشر تحريضًا ضد السفارة. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     كشفت "صحيفة الأخبار" اللبنانية أنّ نقاشًا جرى بين أركان السفارة الأمريكية ومساعدين لقائد الجيش اللبناني، تبعه رسائل تهديد وصلت للصحيفة، بأنّ واشنطن تدرس اقتراحًا بإدراج الصحيفة على لائحة العقوبات الأمريكية، وأنهم يبحثون عن الذريعة، سواء لجهة أنها تحرّض على الكراهية ومعاداة السامية وتدعم المنظمات "الإرهابية"، أو الذهاب إلى القول إن الصحيفة تهدّد وتحرّض ضد المصالح الأمريكية في لبنان والمنطقة. وأوضحت الصحيفة أنّها وصلتها رسائل "لفت انتباه" مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر، من احتمال أن يكون موقعها هدفًا لهجمات ضخمة تقودها فرق تابعة للاستخبارات "الإسرائيلية"، وأنّ هذا ما حصل عندما تعرّض موقع "الأخبار" والخوادم لهجوم غير عادي في السابع من الشهر الجاري، باستخدام وسائل تقنية يبدو أنها متوافرة لدى جهات دولية وليس لدى هواة أو عصابات إجرامية. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     كشفت معلومات مطلعة أنّ سفارات أجنبية تمارس ضغوطًا على الأجهزة الأمنية اللبنانية لإطلاق سراح موقوفين متهمين بالتعامل مع جهات أجنبية منها "إسرائيل"، يحملون جنسيات دول هؤلاء، وتحديدًا على قيادة الجيش بسبب تسلّم مديرية المخابرات العدد الأكبر من الموقوفين. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     أكد رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر في لبنان، جان عبود، أن حجوزات السفر لمغادرة لبنان عبر مطار بيروت تراجعت خلال الـ10 أيّام الأخيرة بحدود 20%- 30% عن الفترة السابقة، مشيرًا إلى أنه ومع دخول شهر تشرين الثاني سيكون هناك تراجع بعدد الرحلات لانخفاض الطلب على بعض الرحلات. (صحيفة  الجمهورية، لبنان)

·     أظهرت بيانات جمعتها منظمة ACLED، التي ترصد بيانات الصراعات المسلحة حول العالم، أن متوسط ​​عمق هجمات "حزب الله" بلغ نحو 17 ميلًا (حوالي 27 كيلومترًا) داخل "إسرائيل"، مقارنة بمتوسط ​​يبلغ حوالي 2.4 ميل (حوالي أربعة كيلومترات) ) خلال ما يقرب من عام كامل من القتال عبر الحدود في وقت سابق. (صحيفة الأخبار، لبنان)

الكيان "الإسرائيلي":

·     أكد عدد من الصحافيين الأجانب أن الجيش "الإسرائيلي" عمد قبل أسبوعين إلى إخلاء قوات "الموساد" و"الوحدة 8200" في "غليلوت"، كما عمد إلى توفير عمليات تمويه لمواقع تخص "القبة الحديدية"، بعدما تبيّن أن مُسيّرات "حزب الله" أصابتها في أكثر من منطقة. كذلك، يجري العمل مع المستشفيات لعدم تزويد الصحافيين بأي معلومات مفصّلة عن الإصابات، والإجابة فقط حول الأسئلة عن الإصابات في صفوف المستوطنين. (موقع عرب 48)

·     ذكرت مصادر أمنية لبنانية أنّ عددًا من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة "للموساد" أصبحت موجودة وبكثرة، وأنّ التجنيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي جديّة وتعتبر اليوم أكثر شيوعًا، وهي تحت المراقبة من الأجهزة الأمنية التي تعمل بالتعاون فيما بينها لمتابعة أيّ عملية مشبوهة على الأرض أو في العالم الافتراضي، مُشيرةً إلى وجود إعلانات "إسرائيلية" صريحة وواضحة كُتبت باللهجة اللبنانية ويتم الترويج علها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدًا عبر موقع "X". (موقع أساس ميديا، لبنان)

ثانياً. تحليلات وقراءات:

·     رجّح خبراء أمنيون أن الضاحية الجنوبية لبيروت خضعت للأسلوب الاستخباراتي الشهير الذي يقضي بوقف إطلاق النار المؤقت والمفاجئ للتسلل بصفة إعلامية أو حتى مدنية (أحيانًا بصفة مرافقة للإعلاميين) لتبيّن الأضرار وإعادة بناء بنك الأهداف، وحتى الوصول إلى نقاط مستعصية على طائرات الاستطلاع، عدا التثبت من نجاح الاستهدافات السابقة. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     رأى المحلل السياسي، علي منتش، أن الأداء الميداني "للجيش الإسرائيلي" لن ينتهي في وقت قريب، وأن الخسائر التي يتكبدها لن تمنع "إسرائيل" من الاستمرار بمحاولات التقدم والتوغل في جنوب لبنان، بالرغم من خفض سقف الأهداف التي تريد تحقيقها، لافتًا إلى أنّ توقع إنتهاء الحرب في وقت قريب ليس دقيقًا، إذ أنّ الأطراف لا تزال حتى هذه اللحظة تظن أنها قادرة على تحقيق انتصار، وهكذا يصبح الحديث عن تسوية قريبة ضرب من الخيال، مشيراً إلى أنّ الحل ونزول هذا الطرف أو ذاك عن الشجرة يحتاج إلى حدث ميداني حصرًا وليس إلى حدث سياسي. (موقع لبنان 24)

·     قال مصدر دبلوماسي عربي في باريس إن العلاقات بين باريس وواشنطن في الملف اللبناني ليست في أفضل أحوالها، لافتًا إلى أنّ هدف باريس هو التطبيق الحرفي للقرار 1701، وأنّ هناك ضمانات يتعين على الحكومة اللبنانية أن توفرها فيما خص التزامات "حزب الله" والمجموعات المسلحة الأخرى وتحديدًا في جنوب لبنان. وأوضح المصدر أنّ باريس ما زالت متمسكة بالمبادرة المشتركة، وأنّ ما ينقص باريس هو إيجاد آلية للتوصل إلى وقف إطلاق النار، مشددًا على أنّ عودة الوضع إلى ما كان عليه على الحدود اللبنانية – "الإسرائيلية" غير مطروحة، ووفق الإليزيه، فإن الاتصالات التي يجريها "ماكرون" والدبلوماسية الفرنسية تصب في إطار البحث عن الوسيلة للتوصل إلى وقف إطلاق النار. (صحيفة الشرق الأوسط)

·     ذكرت أوساط متابعة أنّ "إسرائيل" بدأت بالعمل على شن "غارات سياسية" عنيفة على رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، باعتباره الطرف المفاوض، والذي تحاول الضغط عليه سياسيًا وعبر رسائل متعددة وصل آخرها إلى التهديد بالنار، من خلال تكثيف العمليات الجوية على صور، ومطالبة السكان بالمغادرة، في تكرار واضح لسيناريوهات غزة أيضًا. بالإضافة إلى الرسالة النارية التي وجهت لـ"بري" في منطقة الجناح والتي تعتبر منطقة نفوذ واسعة لـ"حركة أمل"، إلى جانب الرسالة من خلال تهديد مستشفى الساحل. (صحيفة المدن الإلكترونية، لبنان)

·     رأت الكاتب اللبنانية "هيام القصيفي" أنّ من يطّلع على مداولات دوائر الإدارة الأمريكية الحالية، يتحدث عن ترحيل حكمي لملف لبنان إلى أشهر مقبلة، والسبب لا يتعلق فحسب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وتداول السلطة، وتأليف الفريق الجديد، بل كذلك في التعامل مع لبنان من زاوية إيران وليس فقط من الزاوية اللبنانية الخالصة، لافتةً إلى أنّ وضع لبنان يختلف جذريًا لجهة النفوذ الإيراني الوحيد والمباشر مع "حزب الله". وأوضحت "القُصيفي" أنّ ملف لبنان له خصوصيته المتعلقة بدور إيران وما سيترتب على أي تصعيد "إسرائيلي" معها، وردّها المتوقّع، وأنّ ما يقلق الفريق الأمريكي المهتم بلبنان أن هناك تجاهلًا للتحذيرات التي لا بد من الأخذ بها للمرحلة المقبلة، ما دام لبنان الرسمي و"حزب الله" لم يأخذا بجدية كل ما كان يُنقل إليهما بواسطة القنوات الأمريكية المعتمدة منذ 7 تشرين الأول عام 2023، ولم يناقشا بواقعية العروض المتعلقة بالترتيبات التي عرضتها واشنطن بما يتعدى تفعيل القرار 1701، إلى أن حصلت الاستهدافات والقصف المستمر على كل المستويات. وأضافت أنّه مقابل شكوك بأن تقبل "إسرائيل" أصلًا بوقف مسار الحرب قبل تحقيق كامل أهدافها، فـ"النصائح" الأمريكية تظل إلى اللحظات الأخيرة بقبول المعروض حاليًا حتى لا يضطر لبنان إلى القبول بشروط أقسى لاحقًا، وأنّ الفرص تضيق للقبول بما يمكن أن يوقف المد "الإسرائيلي" في الأشهر التي تنشغل فيها الإدارة الأمريكية الجديدة بترتيب أوضاعها. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     رأى الكاتب اللبناني "عبدالله قمح" أنّ "الفرصة الأخيرة" التي عبّر عنها رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، عشية استقباله المبعوث الأمريكي، عاموس هوكشتين، وفي إطار وصفه للزيارة أضحت واقعًا ملموسًا الآن مع تراجع الآمال المعقودة حول تمكن الوسيط الأمريكي من إقناع "الإسرائيليين" الذهاب إلى وقف لإطلاق النار ضمن مدة معينة، سواء تلك التي اتفق عليها سابقًا بناءً على الورقة الفرنسية – الأمريكية أو غيرها، معتبرًا أنّ الجواب "الإسرائيلي" الذي أتى إلى بيروت بُعيد رحيل "هوكشتين"، جاء وفق أدبيات عسكرية محضة؛ إذ تعمد العدو توسيع نطاق استهدافاته سواء في الضاحية الجنوبية لبيروت أو النبطية أو صور جنوب لبنان، متعمدًا استهداف مراكز ذات ثقل اقتصادي، في رسالة واضحة إلى "بري" من جهة، ولإبداء "إسرائيل" نوايا التصعيد وإرساء مزيد من الضغوطات على رئيس المجلس لدفعه صوب التراجع أو تقديم تنازلات من جهة أخرى. وأوضح "قمح" أنّ ما بات مفهومًا في عين التينة، أنّ العدو تولى الإجابة بنفسه ومن دون وسيط على المقترحات التي حمّلها "بري" لـ"هوكشتين"، لا بل إن الرئاسة الثانية باتت في ضوء التطورات الراهنة، بصورة استمرار العدوان، لا بل إن "تل أبيب" ذاهبة نحو تصعيد أكبر بما في ذلك احتمال العودة إلى نمط الإغتيالات. (موقع ليبانون ديبايت)

ثالثاً.  استنتاجات مركز "صدارة"

·     يلاحظ أن كافة التفاصيل المتداولة حول مضمون عملية التفاوض، أو بالأحرى المطالب "الإسرائيلية" والغربية من حزب الله، جميعها "لبنانية" دون أن يكون لها صلة بالحرب في غزة. يكرّس هذا من واقع أن الحرب في لبنان باتت قائمة بذاتها لأهداف تخص حاجة "إسرائيل" لردع "حزب الله" بصورة استراتيجية، وحاجة أطراف أخرى خارجية وداخلية لإضعافه سياسياً في المعادلة اللبنانية. لا يعني هذا بالضرورة أن "حزب الله" أقر ضمنياً بفصل الجبهات، لكن الأكيد أنه بات إزاء استحقاق ستكون على الأرجح الأولوية فيه، من قبل الحزب وإيران، هي للدفاع عن نفوذ "حزب الله" السياسي والأمني في لبنان، ووزنه العسكري في معادلة إيران الإقليمية.

·     مازال من المبكر الحديث عن قرب وقف إطلاق النار في لبنان، أو تصور أن الخسائر التي تعرضت لها قوات الاحتلال كافية لإعادة تقييم الموقف والتراجع عن العملية البرية. يظل من المحتمل دائماً تعديل أهداف وتكتيكات العملية البرية، لكن المتوقع أن تظل عمليات الاحتلال في الجنوب مستمرة، ولا يجب الفصل بين وتيرة العملية البرية ومجمل التحركات "الإسرائيلية" سواء الهجمات الجوية في عموم لبنان، أو الإجراءات المتواصلة على الحدود السورية.

·     ليس من المرجح أن نشهد تحركاً عربياً منسقاً تجاه التطورات في لبنان، في ظل تعارض أجندات الأطراف العربية الرئيسة المعنية بالملف. فالإمارات تعمل بشكل مستقل عن كل من السعودية ومصر، كما أنها تستهدف في الصورة الواسعة إضعاف أي دور قطري في غزة أو في لبنان، وتأكيد أهميتها في مواجهة مساعي الرياض للهيمنة على أي تحرك عربي إقليمي. ومن أجل ذلك؛ تعزز الإمارات من تحركاتها بتكثيف التنسيق مع الاحتلال مباشرة ثم مع الإدارة الأمريكية، مستفيدة من الشكوك إزاء موقف قطر داخل حكومة الاحتلال بتقديم أبوظبي نفسها كشريك موثوق يشترك مع تل أبيب في العداء للإسلاميين الذين تمثلهما حماس وحزب الله، ومن ورائهم إيران، كما تستند إلى مواردها المالية كأداة مطلوبة في الساحتين لجهود إعادة الإعمار وتحقيق استقرار بعد الحرب، وهو ما يمنحها تفوقاً على الدور المصري.