أولاً. معطيات ومعلومات نوعية:
الملف اللبناني:
· نشرت وسائل الإعلام العبرية نص الاتفاق الكامل بين "إسرائيل" ولبنان، حيث ينص الاتفاق المكون من 13 نقطة على ما يلي:
- يمتنع "حزب الله" وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية عن تنفيذ أي عمل هجومي ضد "إسرائيل"، في المقابل، لن تنفذ "إسرائيل" أي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، سواء على الأرض أو في الجو أو في البحر.
- تعترف "إسرائيل" ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 هذه الالتزامات لا تلغي حق إسرائيل أو لبنان في الدفاع عن النفس.
- ستكون قوات الأمن والجيش اللبناني الرسميين هي الجهات المسلحة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح أو تشغيل القوات في جنوب لبنان.
- سيتم الإشراف على بيع الأسلحة أو توريدها أو إنتاجها أو المواد ذات الصلة بالأسلحة في لبنان من قبل الحكومة اللبنانية.
- سيتم تفكيك جميع المنشآت غير المصرح بها المعنية بإنتاج الأسلحة والمواد ذات الصلة بالأسلحة.
- سيتم تفكيك جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة جميع الأسلحة غير المصرح بها التي لا تتوافق مع هذه الالتزامات.
- سيتم إنشاء لجنة تحظى بموافقة كل من "إسرائيل" ولبنان للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
- ستقدم "إسرائيل" ولبنان تقارير عن أي انتهاكات محتملة لهذه الالتزامات إلى اللجنة وإلى قوات "اليونيفيل".
- ستنشر لبنان قوات الأمن الرسمية وقوات الجيش على طول جميع الحدود ونقاط العبور والخط المحدد للمنطقة الجنوبية كما هو موضح في خطة الانتشار.
- ستنسحب "إسرائيل" تدريجيًا من جنوب الخط الأزرق في فترة تصل إلى 60 يومًا.
- ستعزز الولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين "إسرائيل" ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها. (صحيفة المدن، لبنان)
· كشفت مصادر مطلعة أنّ أمن "حزب الله" أوقف أكثر من 200 شخص في الضاحية الجنوبية لبيروت منذ منتصف أيلول بشبهة قيامهم بأعمال تجسسية، وقام بتسليمهم إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية، مشيرة إلى أن من بينهم لبنانيون وسوريون ومن حملة جنسيات أجنبية (أمريكا، فرنسا، البرازيل)، وأغلبهم يحمل صفة "صحافي". (صحيفة الأخبار، لبنان)
· كشفت مصادر مُتابعة عن تغييرات ستشمل الأقسام السياسية والأمنية في السفارة القطرية في بيروت، في إطار نية الدوحة إعادة تقييم دورها في الملف اللبناني وتغيير المسؤولين عن هذا الملف. وأضافت المصادر أنّ الدوحة استضافت بعد اغتيال "نصر الله" اجتماعات عربية حول الملف اللبناني ضمّت مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين من السعودية والإمارات ومصر والأردن، مُشيرةً إلى أنّ الحراك القطري جاء إثر تخوّف الدوحة والقاهرة من مشروع انقلاب سياسي يسعى إليه فريق لبناني، وفي إطار تحضير قطر نفسها للقيام بدورٍ في اليوم التالي سياسيًا، في ما خصّ انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس حكومة جديد. وأشارت المعلومات إلى أنّ أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، بحث مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشكل موسّع الملف اللبناني؛ حيث اتفق الجانبان على إرسال موفدين ومسؤولين قطريين وأتراك إلى بيروت في الفترة المقبلة. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· ذكرت أوساط مالية مطلعة أنّ هناك جهات تسعى لإنشاء تجمّع مالي يضم جهات ومؤسسات مالية محلية ودولية، يُعنى بتمويل عمليات إعادة الإعمار وتنفيذها على السواء، وأنّ هذا التجمع سيضم (مصرف الإسكان، والوكالة الفرنسية للتنمية أو البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وغيرها...) للقيام بهذه المهام. (وكالة الأنباء المركزية، لبنان)
· صنفت "نيوزيلندا" مؤخرًا "حزب الله" بجناحيه السياسي والعسكري كمنظمة "إرهابية"، بعدما كانت قد أعطت هذه الصفة لجناحه العسكري فقط، منذ عام 2010، لتصبح "نيوزيلندا" الدولة الثلاثون التي تصنف "حزب الله" كمنظمة "إرهابية". (صحيفة الشرق الأوسط)
· عُلم أنّ "حزب الله" ومنذ بداية العدوان "الإسرائيلي" يقدّم للعائلات النازحة شهريًا مبلغ وقدره 300$ لكل عائلة، يضاف إليها 100$ للعائلة النازحة بالمناطق الجبلية لزوم التدفئة. (موقع أيوب الإخباري، لبنان)
· ذكر مصدر أمني أن المناوشات بين عناصر المقاومة وجنود "اليونيفيل" في منطقة العمليات ضمن جنوب الليطاني زادت وتيرتها لا سيّما خلال الأسبوع الماضي، وذلك بعد القرار الذي اتخذته "اليونيفيل" بإدخال تعديلات على حركتها الميدانية. (موقع ليبانون فايلز)
· عُلم أن قوى المعارضة تتحضّر لإطلاق معركة سياسية كبيرة بوجه "حزب الله". ولهذه الغاية، بدأت المعارضة بعقد اجتماعات لإعادة لملمة صفوفها وإزالة كل الخلافات بين أركانها. (موقع ليبانون ديبايت)
· أفادت مصادر عبرية بأن رئيس أركان الجيش "الإسرائيلي"، هيرتسي هليفي، طالب خلال لقائه الأسبوع الماضي مع قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي (سنتكوم)، مايكل كوريلا، بأن يشمل الاتفاق مع لبنان بندًا ينص على أن يجمع الجيش اللبناني، بإشراف قوات أميركية، كافة الأسلحة الموجودة جنوب نهر الليطاني. (موقع عرب 48)
· قامت شرطة بلدية طرابلس، بحملة واسعة أزالت فيها صورًا لقياديين وأحزاب سياسية، بما في ذلك صور قادة حركة حماس الشهداء إسماعيل هنية ويحيى السنوار. (صحيفة المدن، لبنان)
· أشارت معلومات إلى أنه من المتوقع أن تنحصر أزمة النزوح بـ150 ألف نازح، وهو رقم تقديري وفقاً لعدد الأبنية والمنشآت السكنية التي هدمت بفعل العدوان "الإسرائيلي". (موقع النشرة، لبنان)
· بدأ الكلام عن أن إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب لن تكون كسابقاتها بحيث أن مؤسسات وصناديق دولية وعربية ستشرف على العملية مباشرة لأكثر من سبب، أولها حصر السرقات وثانيها التأكد من عدم إقامة مستودعات ومخازن تحت الأبنية. وفي هذا السياق، كشفت المعلومات أنّ رئاسة الحكومة تحضّر لإطلاق صندوق تعويضات بالتعاون مع البنك الدولي، الذي سيكون الجهة المسؤولة عن آليات الإنفاق، وذلك من أجل منح تلك العملية الثقة المطلوبة لتشجيع الدول على المساعدة. (صحيفة النهار، لبنان + صحيفة نداء الوطن، لبنان)
· كشفت مصادر مطلعة أن "حزب الله" أطلق منذ أيام العمل ببرامج الدعم لما بعد الحرب، مشيرة إلى أن فرق الحزب أجرت إحصاءات شبه شاملة للأضرار في المنازل والشقق والمباني، وهي تزيد على هذه الداتا بحسب مستجدّات الحرب، وستعمل بعد وقف إطلاق النار على أكثر من شكل للدعم:
- الشكل الأول يطال أصحاب المنازل المدمّرة بالكامل وسيُصار إلى إعطائهم، من حيث المبدأ، 14 ألف دولار أميركي تكون للسكن والأثاث لمدة عام واحد إلى حين بناء المنزل.
- الشكل الثاني سيكون لأصحاب المنازل المتضرّرة، حيث سيُصار إلى دفع أموال الترميم بعد الكشف وتقييم الأضرار، أو تصليح الضرر بشكل مباشر.
- الشكل الثالث سيكون لأجل إعادة البناء، وهنا سيتم التفريق بين منازل القرى الجنوبية ومنازل الضاحية ومنازل البقاع.
وأشارت المصادر إلى أن ورشة إعادة الإعمار في الضاحية الجنوبية ستكون مشابهة لما حصل بعد حرب تموز عام 2006، أما في الجنوب فسيكون هناك خيار لأصحاب المنازل أن يعيدوا البناء بعد حصولهم على الأموال للتعويض، لافتةً إلى أن مرحلة إعادة الإعمار لن تتأخر لتنطلق بعد الحرب، وسيكون هناك دور لدول عربيّة فيها أيضاً، بالإضافة إلى دور إيران وحزب الله. (موقع النشرة، لبنان)
· كشفت مصادر مطلعة أن قائد الجيش اللبناني، جوزيف عون، الذي حضر اجتماع الحكومة لإقرار اتفاق وقف إطلاق النار، لم يشرح أي تفصيل حول مراحل خطة انتشار الجيش ولا مراكز الثكنات، وحين طالبه الوزراء بخطة تفصيلية أجاب بأن الخطة سرية ولا يُمكن توزيعها. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· ذكرت مصادر متابعة أن لبنان طرح إدخال روسيا والصين وقطر في مقابل طرح العدو إشراك بريطانيا وألمانيا والأردن في اللجنة الخماسية المكلفة مراقبة تنفيذ الإتفاق، مشيرةً إلى أن لبنان نجح في إدخال تعديلات مهمة على مسودة الإتفاق، كطلبه الإشارة إلى منطقة "جنوب الليطاني" بالإسم وليس جنوب لبنان، ورفض إدخال مسألة السلاح الفلسطيني ضمن الصيغة المطروحة، وفرض أن تكون مرجعية الإتفاق القرار 1701 وليس الاتفاق بحد ذاته، وحصر عمل اللجنة الخماسية المكلفة مراقبة الإتفاق، بقضية الإشراف وليس إمرة الدولة أو المؤسسة العسكرية. (موقع ليبانون ديبايت)
· كشفت تقارير صحفية أن "حزب الله" فقد قرابة 4 آلاف مقاتل في الحرب. (وكالة رويترز)
· كشفت آخر إحصائيات وزارة الهجرة والمهجرين العراقية وجود أكثر من 6 آلاف و600 عائلة لبنانية نزحت إلى محافظات العراق، لا سيما في محافظتي النجف وكربلاء، في حين لفتت معلومات إلى أن عدد النازحين السوريين الذين عادوا من لبنان إلى سوريا جراء العدوان "الإسرائيلي" بلغ نحو 420 ألفًا حتى تاريخه. (صحيفة العربي الجديد + صحيفة الجمهورية، لبنان)
· أفادت مصادر مطلعة بأن "حزب الله" لديه قرار واضح بعدم توتير الأجواء عند الحدود الجنوبية لكنه في الوقت نفسه لن يسمح للجيش "الإسرائيلي" بتجاوز الاتفاق، مشيرةً إلى أن الحزب يعتبر أن دخول الجيش اللبناني في جنوب الليطاني سيكون له دور جدي في إنهاء تجاوز "إسرائيل" لبعض القواعد لأسباب مرتبطة بالخطاب الداخلي مع المستوطنين في الشمال. (موقع لبنان 24)
· أشارت معلومات إلى أن النائب السابق وليد جنبلاط، أبلغ جهات غربية وأخرى عربية بأن موقفه لا يجب أن يُقرأ دفاعًا عن "حزب الله"، لكنه موقف واقعي، وقال جنبلاط: "لا يتوهمنّ أحد، في لبنان أو الخارج، بأننا سنقوم بما عجزت أميركا و"إسرائيل" عن القيام به". (صحيفة الأخبار، لبنان)
الكيان "الإسرائيلي":
· كشفت القناة "12" العبرية، عن مفاوضات مطوّلة بين ممثلي "إدارة بايدن" ومبعوث "نتنياهو"، الوزير، رون ديرمر؛ حيث تم الاتفاق على "رسالة مرفقة" لاتفاق التسوية مع لبنان، موضحة أنّ "ديرمر" حصل على موافقة كاملة من "ترامب" وطاقمه بخصوص نص الرسالة، وعلى تعهد بالالتزام بها بعد تبدّل ساكن البيت الأبيض. ولفتت الأوساط إلى أنّ بعض الوزراء في حكومة "نتنياهو" ربطوا موافقتهم بقبول التسوية، بشرط عدم إدخال أي تعديلات على الحدود مع لبنان والإبقاء على الخط الأزرق كما هو، وأنّ "نتنياهو" وافق على هذا الشرط، ولن يقبل الدخول في مفاوضات حول الحدود، بخلاف ما نص عليه اتفاق التسوية مع لبنان. (صحيفة القدس العربي)
· كشفت القناة 13 العبرية عن بنود اتفاقية بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" بشأن وقف الحرب على لبنان، في ورقة أطلقت عليها "وثيقة ضمانات أميركية"، وهي وثيقة جانبية إضافية على نص اتفاق وقف القتال مع "حزب الله" ومن أبرز ما في الضمانات الأميركية :
- منح "إسرائيل" حق الرد على أي تهديدات قد تكون وشيكة من لبنان"، بالإضافة إلى عزم واشنطن على المشاركة مع "إسرائيل" في تبادل المعلومات الاستخباراتية الحساسة التي تتعلق بالانتهاكات.
- التعاون مع "إسرائيل" لكبح أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في لبنان، بما في ذلك منع نقل الأسلحة والمساعدات أو أي أنشطة أخرى تنطلق من الأراضي الإيرانية.
- تحتفط "إسرائيل" في جنوب لبنان بحقها في التحرك ضد أي انتهاكات للالتزامات في أي وقت، أما خارج المنطقة الجنوبية، فتحتفظ "إسرائيل" بحقها في التحرك ضد تطور أي تهديدات تستهدفها إذا كان لبنان غير قادر أو غير راغب في إحباط هذه التهديدات، بما في ذلك إدخال أسلحة غير قانونية إلى لبنان عبر الحدود والمعابر".
- وأقرت الورقة بضرورة إبلاغ "إسرائيل" باتخاذ أي خطوات "إن كان ذلك ممكناً".
- ستُنفذ الطلعات الجوية "الإسرائيلية" فوق لبنان لأغراض استخباراتية ومراقبة واستطلاع فقط، وستُنفذ بطريقة لا تكون مرئية للعين المجردة قدر الإمكان، ودون كسر حاجز الصوت. (صحيفة العربي الجديد)
· كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية أن وزراء الكابينت طالبوا بعقد الكابينت مرة أخرى لإصدار قرار سياسي "إسرائيلي" يصاحب اتفاق وقف إطلاق النارفي لبنان لتحديد كيف ستبدو المعركة الحالية ضد حزب الله حتى الحرب القادمة.(شبكة الهدهد الإخبارية)
· كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية نقلًا عن وزير في الحكومة أن موافقة "إسرائيل" على مشاركة فرنسا في لجنة المراقبة الخماسية لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، مردها إلى إعلان وزير الخارجية الفرنسي عن نية باريس الانسحاب من الالتزام بمذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية. (شبكة الهدهد الإخبارية)
· كشف المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أنه وبعد احتلال خط القرى الأمامية في جنوب لبنان قبل نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي سرّح الجيش "الإسرائيلي" جزءًا كبيرًا من قوات الاحتياط التي عملت في جنوب لبنان، واستخدم عددًا أقل من القوات التي في معظمها هي قوات نظامية، في هذه المنطقة. (مركز الناطور للدراسات)
· كشفت محافل سياسيّة صهيونية مقربة من "نتنياهو" أن المبعوث الأمريكي، عاموس هوكشتاين، نقل رسالتين الأولى إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية، والثانية إلى فريق "ترامب" الذي يعدّ نفسه لإدارة ملفّات الأمن القومي مفادهما أنه لا يثق بأيّ اتفاق مكتوب مهما كانت لديه ضمانات دولية من أيّ قوى كانت، وأن ضمانته الوحيدة في غزة ولبنان هو حقّ الجيش "الإسرائيلي" بالتدخّل الفوري برًّا وبحرًا وجوًّا في حال تسرّب أيّ معلومات عن احتمال قيام حماس أو "حزب الله" بتهديد أمن "إسرائيل". (موقع أساس ميديا، لبنان)
· أظهر استطلاع رأي نشرته صحيفة "معاريف" عبر 57% من الجمهور في "إسرائيل" عن تأييد لتسوية سياسية مع لبنان ووقف إطلاق النار إذا كانت سيؤدي إلى عودة سكان البلدات الشمالية إلى بيوتهم، فيما اعتبر 33% أنه تجب مواصلة الحرب وتعميق التوغل البري في لبنان.(موقع عرب 48)
· أفادت معلومات بأن الجيش "الإسرائيلي" وضع سواتر عند مثلث ديرميماس - تل النحاس - القليعة ما يفصل مرجعيون عن النبطية وتمركز عند تلة "لوبية" الواقعة في خراج القليعة. كما لفتت إلى أن دبابات الجيش "الإسرائيلي" تمركزت على طريق الخردلي عند مثلث كفركلا - القليعة - برج الملوك وقطعت الطريق أمام السيارات والمارة.(قناة إل بي سي اللبنانية)
ثانياً. تحليلات وقراءات:
· أكّد الباحث في معهد مسغاف للامن القومي والاستراتيجية الصهيونية، د. يوسي منشروف، أن غياب منطقة فاصلة على جبهة جنوب لبنان سيعيد "حزب الله" إلى الحدود برعاية سكان جنوب لبنان وسيُستأنف التهديد الكامن الذي سيتصاعد كلما رمم – بمساعدة إيرانية مكثفة – بناه التحتية في المنطقة. (مركز الناطور للدراسات والأبحاث)
· رأى الباحث اللبناني، عبادة اللدن، أنه يمكن وصف اتّفاق وقف إطلاق النار بأنّه، في المقام الأوّل، صفقة أميركية - إيرانية لإخراج سلاح "حزب الله" من الصراع مع "إسرائيل"، مقابل السماح ببقاء الحزب وترميم وجوده السياسي والاجتماعي، مع وضع سلاحه وبنيته العسكرية تحت الرقابة الدولية (الأميركية)، على نحوٍ يحاكي خضوع البرنامج النووي الإيراني لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرّية. وأوضح "اللدن" أن ملفّ إعادة الإعمار سيكون الأكثر دقّة وضغطاً على الحزب، وقد يكون هو العلّة الحاكمة للانفتاح على الأطياف السياسية وإجراء التسويات، لأنّ الإعمار يتطلّب شروطاً دولية وإقليمية مختلفة عمّا جرى في 2006، حين هيمن الحزب على أموال المساعدات وأدار ملفّ الإعمار وحده، وهذه المرّة ستكون للمجتمع الدولي شروطه القاسية، مالياً وسياسياً وأمنيّاً، لإعادة الإعمار. (موقع أساس ميديا، لبنان)
· اعتبر المراسل والمحلل السياسي الصهيوني "يرون أبراهام" في "القناة 12" العبرية، أنّ ذهاب نتنياهو إلى تسوية في لبنان، بعد تأكده أنّ التفاهمات مع "إدارة بايدن" مقبولة لدى "إدارة ترامب" المقبلة، مُشيرًا إلى أنّ أهم ركائز التسوية في لبنان بالنسبة لـ"إسرائيل" هو التفاهم مع الولايات المتحدة بشأن ما يسمى "حق إسرائيل" في الدفاع عن نفسها، والتدخل عسكريًا إذا حدث انتهاك للتسوية تراه هي تهديدًا داهمًا، وكذلك في "حقها" في شن هجوم في حال خرق لم يقم الجيش اللبناني واليونيفيل بمعالجته، كما تريد "إسرائيل". وأشار "أبراهام" إلى أنّ "ترامب" وافق على التسوية وطلب من "نتنياهو" القبول بها، وأنّ الأخير ما كان له رفض الطلب، خاصةً أنّ شهيته وشهية شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف تنتظر وجبات دسمة من "إدارة ترامب" المقبلة، موضحًا أنّ "نتنياهو" كان على استعداد لإرضاء الإدارة الأمريكية وتلبية طلب "ترامب" لأن تكلفة الحرب على لبنان أصبحت باهظة ووصلت إلى نقطة تزيد فيها الخسارة عن المكسب. (صحيفة القدس العربي)
· توقع الباحث "دانييل بايمان" بجامعة جورج تاون، في مقالةٍ له بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن تستغرق "إسرائيل" شهورًا دون هجمات لتبديد مخاوف المدنيين "الإسرائيليين"، لإعادتهم إلى المستوطنات المحاذية للحدود اللبنانية، مشيرًا إلى أنّ المدنيين اللبنانيين يحتاجون مزيدًا من الوقت من أجل العودة إلى جنوب بلادهم، لأنهم يخشون تجدد الحرب، وهم ربما يخشون أن ترى "إسرائيل" في عودتهم عودة لـ"حزب الله" أو إعادة بناء قواته، مما يؤدي إلى استئناف القصف. وأضاف الباحث أنّ ثمة أملًا حقيقيًا في أن يصمد اتفاق وقف إطلاق النار، رغم أن العديد من علامات الاستفهام لا تزال قائمة، وذلك لأن "حزب الله" تلقى ضربات أشد قسوة من حرب تموز 2006، وسوف يحتاج إلى وقتٍ طويل لإعادة بناء قواته وترسانته لكي تكون له فرصة في مواجهة "إسرائيل" من جديد. ومع أن التقارير الحالية تشير إلى أن القوات المسلحة اللبنانية سوف تُنشر في جنوب لبنان كحاجز بين "إسرائيل" و"حزب الله"، فإنه من غير المرجح أن تعهد "إسرائيل" بأمنها للبنان، وقد تضرب أنظمة أسلحة الحزب ومخابئه التي تعتبرها تهديدًا متجاهلةً وقف إطلاق النار. (موقع الجزيرة نت)
· رأى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، جوني منيّر، أنّ اتفاق التسوية بين "حزب الله" و"إسرائيل" مؤشر للعمل على تأسيس معادلة إقليمية جديدة جاري العمل على صوغها وهندستها بناءً على التوازنات الميدانية الحالية، معتبرًا أنّ مرحلة الشهرين تبدو شديدة الحساسية والخطورة كونها ستشكّل مرحلة اختبار للنجاح في تطبيق الإتفاق، في وقت بدت بعض البنود وكأنّها تفتقد إلى الوضوح حيال آلية التطبيق، وكذلك غياب بنود أخرى أساسية كمثل موضوع أسرى "حزب الله" لدى "إسرائيل". ولفت "منير" إلى أنّ إعادة تشكيل السلطة لا بدّ من أن يكون متجانسًا مع التوازنات التي خلصت إليها الحرب، وهو ما يعني أنّ ثمة تفاهمات كثيرة ستُحاك في الكواليس.
وأضاف "منير" أنّ "حزب الله" سيستعد لتجديد انطلاقته في ثوبه الجديد، كقوة شعبية وسياسية كبيرة، وسيُقدم الحزب على ورشة إعادة تنظيم نفسه داخليًا، وإجراء تعيينات شاملة مستفيدًا من إعادة قراءة دروس المحنة القاسية التي مرّ فيها، وبالتالي إعادة نسج استراتيجية جديدة للتعاطي مع المرحلة المقبلة. وقال المحلل اللبناني إنّه ثمة فترة اختبارية لواقع الميدان تمتد لشهرين وتنتهي بعد 5 أيام من تسلّم "ترامب" مهمّاته الرئاسية، وعندها من المفترض أن يكون الملف النووي الإيراني قد تمّ فتحه على مصراعيه طالما أنّ الخطوط باتت مفتوحة بين طهران و"إدارة ترامب"، ومع ما يحمله من حلول لما تبقّى من حرب غزة وشطب العقوبات الإقتصادية وإعادة رسم سياسة إقليمية جديدة لطهران في المنطقة لا تقوم على مبدأ "تصدير الثورة". (صحيفة الجمهورية، لبنان)
· اعتبر تقرير نشرته مجلة "تايم" الأمريكية، أنّ الحرب "الإسرائيلية" على "حزب الله" لم تكن "الحل الشافي" للقضاء على قدرات الحزب وإنهاء الخطر الذي يُشكّله، وأنّه يجب التحوّل بالتالي، نحو توجيه الضغط إلى الداخل اللبناني، للتوصل إلى "تسويات سياسية"، تقوّض الخطر المشار إليه. ولفت التقرير إلى أنّ ضمانات واشنطن لـ"تل أبيب" بحرية الحركة والدفاع عن أمنها، وعمل لجنة المراقبة التي تقودها، لا يمكن أن تفعل الكثير من دون شريك راغب وقادر في بيروت، أي حكومة لبنانية مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي لتوسيع سيادة الدولة، وفرض ضوابط على الحدود، وكبح ما تبقى من قوة "حزب الله". وأوضح التقرير أنّ الجيش اللبناني لا يمكن أن يكون لوحده، الشريك الموعود، من دون توجيهات من "رئيس ذي عقلية سيادية"، وحكومة إصلاحية، ترفض تلويح "حزب الله" بالسلاح تحت شعار مقاومة "إسرائيل"، مُشيرًا إلى أنّ البعض ينصح واشنطن، بمساعدة مبعوثها إلى الشرق الأوسط، عاموس هوكشتين، على العمل على إدارة الحياة السياسية في لبنان بشكل يضمن اتخاذ مثل تلك الخطوات، بالاستعانة بفرنسا والسعودية، لا سيما أنّ كلتيهما تتمتعان حاليًا بـ"علاقة براغماتية"، وإن كانت "عدائية"، مع إيران، التي لا يزال لديها "دور مهم في لبنان والمنطقة". (صحيفة الأخبار، لبنان)
· رأى الباحث الصهيوني في معهد القدس للاستراتيجيا والأمن، غابي سيبوني، أنه من غير المرجح أن يتولى الجيش اللبناني، أو قوات "اليونيفيل" مهمة تفكيك البنية التحتية الواسعة لحزب الله في عُمق المنطقة الواقعة في جنوب الليطاني وحتى شماله، خصوصًا أن هناك وحدات من الجيش اللبناني تُظهر تعاونًا مع "حزب الله"، معتبرًا أن الجهة الوحيدة القادرة على تفكيك هذه البنى هي الجيش "الإسرائيلي" وفي غياب وجوده عن المنطقة، سيعود سكان القرى الشيعية في الجنوب اللبناني بالتدريج، ومعهم عناصر الحزب الذين سيندمجون بالسكان المحليين في القرى، وهو ما سيمكّنهم من العودة إلى نشاطاتهم السابقة، وبناء بنى تحتية من جديد.
وأوضح "غابي" أن لجنة الإشراف وقياسًا على الدرس المستقى من تشكيل اللجنة المستند إلى تفاهمات عملية "عناقيد الغضب"، لن تكون لديها أي فرصة لتحقيق الفعالية. وبناء على ذلك ستجد "إسرائيل" نفسها غارقة في نقاشات لا تنتهي مع أعضاء اللجنة بشأن تفسير وتقييم خروقات الاتفاق كما أنها ستزيد التوتر بين إسرائيل وبقية أعضائها، بمن فيهم ممثلو الولايات المتحدة وفرنسا. وأكد "غابي" بأنه سيتعين على أيّ آلية معالجة أن تشمل ثلاثة مجالات رئيسية: أولاً، منع دخول الأسلحة إلى لبنان، عبر الطرق البرية، من سورية، أو عبر البحر والجو. ثانياً، تدمير البنى التحتية "الإرهابية" القائمة في كافة أنحاء لبنان، وخاصة في جنوبه. وأخيراً، منع عودة مقاتلي حزب الله إلى الجنوب اللبناني، ويبدو أن "إسرائيل" ستكون في موقف ضعيف في هذه المجالات الثلاثة، ومن غير الواضح تماماً ما إذا كان في الإمكان تشغيل آلية الإنفاذ هذه لتدمير البنى التحتية "الإرهابية" أيضاً، وكيفية ذلك. (مؤسسة الدراسات الفلسطينية)
· اعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "الشاباك" السابق "عاموس يادلين" في مقال له في قناة الـ"12" العبرية، أنّ " الاتفاق يتضمن إيجابيات مهمة لـ"إسرائيل" على الصعيد الاستراتيجي، يسمح لها بترجمة الضربات الكبيرة التي وجهتها إلى "حزب الله" إلى واقع محسّن على الحدود الشمالية، وأيضًا على المستوى الإقليمي، مشيراً إلى أن تلك الايجابيات تخدم الأهداف الأمنية والدبلوماسية لـ"إسرائيل"، على الشكل التالي:
- حرّية الحركة لضبط الاتفاق بالقوة: إن الاتفاق مع لبنان، والأهم منه التفاهمات الجانبية مع الولايات المتحدة، يمنحان "إسرائيل" الشرعية لتفكيك البنى العسكرية التي سيحاول "حزب الله" إقامتها من جديد في جنوب نهر الليطاني إذا لم تقم قوات اليونيفيل أو الجيش اللبناني بمنعه من القيام بذلك. وإذا كان تهديد النيران الكثيفة التي لدى "حزب الله" سابقًا يردع "إسرائيل" من العمل في لبنان تخوُفًا من الانجرار إلى حرب شاملة، فإن هذه الحرب باتت وراءنا اليوم، وهذا ما سيمنح "إسرائيل" حرّية العمل والمبادرة إلى إحباط التهديدات والرد بقوة على أي هجوم علينا، وهذا سيكون على أساس شرعية محسّنة و"غطاء دبلوماسي" أمريكي.
- تفكيك فكرة "وحدة الساحات" وفرصة جديدة لصفقة تبادل في غزة: في لحظة دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في لبنان، سيتم عمليًا فصل العلاقة القتالية بين لبنان وغزة، وستتلقّى خطة إيران والمحور، بإحاطة "إسرائيل" بحلقة نيران، ضربة قوية جدًا، وتسقط على المدى المنظور، وستجد "حماس" نفسها معزولة في المعركة. ويشكّل موقع الضعف الذي ستتواجد فيه "حماس" أوضاعًا محسّنة من وجهة نظر "إسرائيل" لتنفيذ التزامها الأهم الموجود على رأس سلّم أولوياتها القومي، وإعادة المخطوفين في أسرع وقت ممكن عبر صفقة.
- الدفع بترميم الشمال وإعادة السكان إلى منازلهم بأمان: وهذا بعد أن تمت إزالة التهديد باختراق "قوات الرضوان" وإطلاق النار مباشرةً ومن مسافة قصيرة، فضلًا عن تفكيك البنى العسكرية التابعة لـ"حزب الله" على طول خط القرى الأول، وإلى حدٍ ما الخط الثاني، هذا وسيسحب قواته وبقية أسلحته إلى شمال الليطاني.
- الامتناع من حرب استنزاف: التصميم على أهداف حرب غير واقعية، كنزع سلاح "حزب الله" سيكون خطأً كبيرًا، فسيكون من الصواب التوجّه دبلوماسيًا إلى أطر معنية يمكن أن تدفع إلى القرار 1559، والذي طالب بتفكيك جميع المليشيات في لبنان كمصدر للشرعية وأفق للمستقبل.
- "حزب الله" في موقع دفاعي في السياسة الداخلية اللبنانية: إن وقف إطلاق النار سيفتح المجال أمام الجمهور اللبناني لمحاسبة "حزب الله" على المستوى السياسي على الأقل، وحتى لو بقي الحزب القوة العسكرية الأقوى في لبنان، فإنه سيكون أمام تحدٍّ كبير لترميم مكانته في الطائفة الشيعية وفي الدولة عمومًا، وهي مهمة ستكون منوطة بتجنيد موارد واسعة لإعادة الإعمار، سيتم تحميلها لإيران.
- العودة إلى التركيز على المخطط النووي الإيراني: نهاية الحرب في لبنان، وخصوصًا إذا ما كان هناك بعدها هدنة وتحرير مخطوفين في غزة، ستسمح لـ"إسرائيل" بتنظيف الطاولة تحضيرًا لدخول الرئيس، دونالد ترامب، البيت الأبيض، وذلك لتركيز الحوار معه على معالجة التهديد الأكثر أهمية بالنسبة إلينا؛ إيران وجهودها النووية.
- تجديد جهود التطبيع مع السعودية: إن إطفاء الجبهة اللبنانية، وزيادة الضغط على إيران، وإضعاف التهديد الذي تفرضه على دول المنطقة سيقوّي من مكانة الولايات المتحدة في المنطقة، إلى جانب طريقة عمل "إسرائيلية" بنّاءة في الساحة الفلسطينية، وسيساعدها في الدفع قدُمًا بمسار تطبيع مع الدول العربية والعالم الإسلامي، وعلى رأسه السعودية.
- تخفيف العبء عن الاحتياط والاقتصاد: الاتفاق في لبنان سيكبح الاستنزاف المتصاعد والعبء الذي لا يُحتمل على منظومة الاقتصاد، وسيمنح الاقتصاد "الإسرائيلي" دفعة بعد تراجع التصنيف الائتماني خلال الحرب.
- تجديد المخازن وتحرير أسلحة: وقف القتال في الشمال سيسمح لـ"إسرائيل" بإعادة تعبئة مخازن الأسلحة الخاصة بها والأدوات القتالية الدفاعية والهجومية، فضلًا عن تحرير شحنات أسلحة مجمّدة في الولايات المتحدة، كالقنابل الثقيلة والأدوات الهندسية الثقيلة.
- إلحاق الضرر بتهريب السلاح عبر سوريا: إن الاتفاق مع لبنان سيسمح لـ"إسرائيل" بتحرك دولي وإقليمي من أجل إغلاق الحدود اللبنانية السورية أمام مرور السلاح إلى الحزب. وإن خطوة كهذه ستتضمن ضغطًا دبلوماسيًا وعسكريًا على نظام الأسد لمنع نقل أدوات قتالية عبر سورية، والابتعاد كليًا عن دائرة تأثير المحور المتطرّف بقيادة إيران. (موقع عربي 21)
ثالثاً. استنتاجات مركز "صدارة"
· يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار ثغرات، أهمها "حق إسرائيل ولبنان في الدفاع عن أمنها"، وهو ما يسمح للاحتلال بشن هجمات نوعية تحت ذريعة التصدي لانتهاك أو مواجهة خطر محتمل، خاصة في ظل الحماية الأمريكية المتوقعة عبر رئاسة آلية المراقبة. ومع هذا؛ فإنه من المرجح أن يصمد الاتفاق في الأجل القريب وذلك لأن طرفي المواجهة حريصان على استمرار الهدنة وتجنب العودة لحالة الحرب، حيث يسعى حزب الله لإعادة بناء ما تضرر من قدراته، فيما تريد حكومة الاحتلال إعادة الحياة الطبيعية لمستوطنات الشمال باعتبار أن هذا ما يكرّس حالة "الانتصار" التي تحققت. في الواقع، لولا حرص الطرفين على وقف الحرب دون تحقيق انتصار صريح هو ما جعل اتفاق مليء بالغموض محل قبول من الطرفين.
· لا يمكن فهم تراجع حزب الله عن موقفه السابق المتمسك بربط وقف إطلاق النار بوقف الحرب في غزة إلا في ضوء المعادلة الإقليمية الأوسع بين إيران والولايات المتحدة. حيث سبق أن أشرنا إلى ميل إيران لتجنب تصعيد التوتر إقليميا وسعيها الجاد لاحتواء التوتر مع الولايات المتحدة. ولذلك؛ فإن وقف إطلاق النار في لبنان يعزز من احتمالية احتواء التصعيد الإيراني "الإسرائيلي"، على الرغم من تصريحات نتنياهو "الدعائية" التي برر فيها الاتفاق بحاجة "إسرائيل" للتركيز على إيران.
· على الرغم من أن تراجع حزب الله واضحاً، إلا أن ثمة مبالغات في تقدير تداعيات الاتفاق على المعادلة السياسية الداخلية في لبنان. فبينما قد يلجأ حزب الله لمرونة داخلية إلا أن هذا لا يعني أن جهود تقويض مكانته الداخلية قد حققت نجاحاً طويلاً مستديماً. مازال حزب الله يمثل مركزاً سياسياً يستند إلى البعد الطائفي وإلى نفوذه في أجهزة الدولة خاصة الأجهزة الأمنية. وبالتالي سيكون على قيادة الحزب في الأسابيع القادمة إثبات أن غياب قيادته التاريخية لا تعني أنه فقد قدرته على نسج تحالفات سياسية براغماتية، وهو الأمر الذي قد تساعد فيه إيران لضمان توازن أداء الحزب السياسي، كما عملت على ضمان اتزان أدائه العسكري رغم الضربات القاسية.
· لا يعني اتفاق وقف إطلاق النار بأي حال أن جهود إضعاف حزب الله عسكرياً ستتوقف. فمن المرجح أن تواصل الولايات المتحدة و"إسرائيل" تنسيق الجهود لقطع خطوط الإمداد عبر سوريا والعراق، وتعطيل خطط إيران لإعادة بناء قدرات الحزب المتضررة. بالإضافة لذلك؛ سيظل من الممكن قيام الاحتلال باستهدافات نوعية في الداخل اللبناني ضد أهداف عسكرية للحزب، كمخازن ومصانع الأسلحة، دون أن ينتج عن ذلك بالضرورة انهيار وقف إطلاق النار.