أولاً. معطيات ومعلومات نوعية:
الملف اللبناني:
· نقل الكاتب السياسي، جوني منيّر، عن مصادر دبلوماسية روسية رفيعة أن اتصالاً حصل بين روسيا و"إسرائيل" على مستويات عالية حول الحرب على لبنان، حيث خلُص الروس إلى أن الحرب على لبنان "لا تشبه سابقاتها"، وأن "إسرائيل" عازمة على الذهاب إلى النهاية في لبنان حتى لو تطلب الأمر سنة أو سنتين، ومهما كلّف الأمر من خسائر بشرية وأن الـ1701 بالنسبة لـ"تل أبيب" بات من الماضي. ولفت "منيّر" نقلًا عن مصادر في الخارجية الأميركية أن هناك مخاوف لدى واشنطن من أن يبقى احتلال "إسرائيل" للشريط الحدودي في لبنان بعمق 5 كلم للأبد وتعززت تلك المخاوف بعد قيام تل أبيب بمسح قرى بأكملها عن الخريطة ومطالبة قوات "اليونيفيل" بالإنسحاب واستخدام أسلحة محرمة دوليًا. وأوضح "منير"أن خطوط "حزب الله" الدفاعية في الجنوب قوية جدًا، لذلك قد يلجأ الجيش "الإسرائيلي" إلى الإلتفاف عليه والدخول من البوابة السورية عبر الجولان باتجاه البقاع الغربي بعلم الروس. (موقع سبوت شوت الإلكتروني، لبنان)
· كشفت مصادر دبلوماسية عربية أن الموفد الرئاسي الأمريكي، عاموس هوكشتين، أجرى اتصالات مكثفة مع الجانب "الإسرائيلي" قبل قدومه إلى بيروت، وتبلّغ من المسؤولين في "تل أبيب" بأنهم ليسوا في وارد السير في أي اتفاق لا يلبّي شروطهم، وأنه لا وقف لإطلاق النار قبل اتفاق كامل. وأضافت المصادر أن "هوكشتين" أبلغ جهات لبنانية عدة بأن لبنان "ليس في موقع من يمكنه النقاش كثيرًا، وأن عدم أخذه بالمقترح يعني أن الحرب ستتواصل وستكون أكثر قساوة". وعرضت المصادر للتعديلات المقترحة في ورقة "هوكشتين" الأخيرة على الشكل التالي:
- تعديل نص مقدمة القرار 1701 لجعله قرارًا يهدف إلى إحلال السلام على الحدود بين لبنان وإسرائيل" ومنع أي وجود مسلح في المناطق اللبنانية القريبة من هذه الحدود.
- توسيع النطاق الجغرافي لسلطة القرار الدولي، إلى شمال نهر الليطاني بمسافة عدة كيلومترات، وأقله كيلومترين اثنين، على أن يصار إلى زيادة كبيرة في عديد القوات الدولية، ورفع عديد قوات الجيش اللبناني المفترض نشرها في تلك المنطقة مع تعزيز ثكنات الجيش على الشريط الحدودي لا أن تكون الثكنات عند نهر الليطاني.
- توسيع مهام القوات الدولية بحيث تشمل الحق في تفتيش أي نقطة أو مركبة أو موقع أو منزل يشتبه بأن فيه أسلحة، والحق في القيام بدوريات مفاجئة في أي منطقة دون الحاجة إلى إذن من السلطات اللبنانية، وأن يكون بمقدور القوات الدولية إطلاق عملية مسح متواصلة من خلال المسيّرات فوق كل المناطق التي يشملها النطاق الجغرافي للقرار، وفي حال قررت الدخول إلى ممتلكات خاصة، فإن لها الحق في ذلك، لكن بالتعاون مع الجيش اللبناني.
- توسيع نطاق عمل قوات الطوارئ الدولية لتشمل السواحل اللبنانية من الجنوب الى الشمال، بما يشمل المرافئ اللبنانية، والحق في التدقيق في هوية السفن المتجهة إليها، خصوصا إلى المنطقة التي تنتشر فيها القوات الدولية. وكذلك نشر فرق مراقبة في المطارات المدنية العاملة أو المقفلة، ونشر أبراج مراقبة ونقاط تدقيق على طول الحدود البرية للبنان مع سوريا من عكار شمالًا إلى البقاع الغربي وراشيا جنوبًا. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· كشفت معلومات أن "هوكشتين" حاول جاهدًا معرفة "ثوابت حزب الله" فيما يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار مع محاولة استكشاف حجم الضعف الذي أصاب المقاومة، من خلال التدقيق في نوع الردود التي سمعها. وبحسب المعلومات فإن هذه الثوابت هي:
- أن أي نقاش أو بحث لا يمكن أن يتطرق إلى سلاح المقاومة خارج النطاق الجغرافي للقرار 1701، وأنه لا مجال لتوسعة هذا النطاق تحت أي ذريعة.
- رفض مطلق لانتشار القوات الدولية، أو أي قوات أجنبية، على طول الحدود مع سوريا.
- لا يمكن لمجلس الامن الدولي، أو للدول الكبرى، إضافة أي دولة جديدة إلى الدول العاملة في القوات الدولية من دون الحصول على موافقة لبنانية كاملة، بمعزل عن هوية هذه الدولة.
- رفض أي دور أميركي أو بريطاني أو حتى ألماني في الإشراف على تنفيذ القرار وعمل القوات الدولية أو قوات الجيش اللبناني التي سيوكل إليها تطبيق القرار الدولي. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أفادت معلومات بأن الإضافات على القرار 1701 ستتناول نقاطًا تفصيلية لتوضيح آلية تطبيق القرار بشكل كامل، حيث أن هناك احتمالات عديدة لإصدار هذه الإضافات، أولًا: أن تصدر بملحق أو بناء على اتفاق ثلاثي بين أميركا، "إسرائيل" ولبنان. ثانيًا: إعادة إصدار القرار تحت الفصل السابع (ولكن ذلك متعذّر جداً بسبب معارضة روسيا والصين). ثالثًا: اعتماد مبدأ ROLLOVER، أي إعادة قرار قديم إلى الحياة من خلال إعادة إصداره ولكن بناء على مقدّمة شديدة له وتحتوي على بعض التفاصيل الحادّة في الديباجة التي سيتم اعتمادها. (صحيفة المدن، لبنان)
· أشارت مصادر خاصة إلى أنّ رئيس مجلس النواب، نبيه بري، عبّر لـ"هوكشتين" عن استعداد لبنان للذهاب إلى هدنة الـ21 يومًا، على أن يتم انتخاب رئيس في الأسبوع الأوّل من الهدنة. (موقع أساس ميديا، لبنان)
· تتحدث معلومات عن مبادرة عربية يُعمل عليها بكثير من الهدوء والرويّة، ولا تزال تفاصيلها غير واضحة، لكنّها تتراوح بين سيناريو "الدوحة 2"، وسيناريو طاولة حوار لبنانية تهدف إلى الخروج بسلّة تفاهمات ترسم معالم المرحلة المقبلة، وذلك على وقع المشاورات الدبلوماسية التي ستحدّد مصير جنوب الليطاني. (موقع النشرة، لبنان)
· أشارت مصادر خاصّة إلى أنّ مصر تتّجه للعب دور محوري في المرحلة المقبلة، سواء في غزة أو في لبنان، من خلال القوى السنّيّة، خصوصًا أنّ المعطيات تدلّ على أنّ دولاً عربية بارزة تبارك وتدعم هذا الدور، حيث جاءت لافتة في السياق نفسه زيارة وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى القاهرة ولقاؤه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. (موقع أساس ميديا، لبنان)
· كشف مصدر دبلوماسي رفيع عن اقتراح مصري بزيارة وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر لبيروت في الثالث من الشهر المقبل، لتأكيد الدعم العربي للبنان، والمساعدة في تحقيق وقف لإطلاق النار وإيجاد حل يوقف العدوان "الاسرائيلي" عليه. (صحيفة الجمهورية، لبنان)
· ذكرت مصادر متابعة أن مصر والأردن والسعودية تبلور خريطة مساعٍ دبلوماسية من أجل مبادرة يُحضَّر لها بانتظار نضوجها. وستكون هذه المبادرة سياسية اقتصادية وقد تشكّل خارطة عمل لانتخاب رئيس يحظى بدعم دولي وعربي للبدء بمسيرة النهوض وإعادة إعمار الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت. (موقع أساس ميديا، لبنان)
· كشف الكاتب السياسي، جوني منير، أن وزير الخارجية الفرنسي قام خلال زيارته الى لبنان جس نبض مختلف القوى حول تسلم قائد الجيش، جوزيف عون، لرئاسة الجمهورية، وكان الجميع مرحبًا من بينهم "الثنائي الشيعي" الذين لم يسجل اعتراضًا لكن الأهم بالنسبة له كان وقف إطلاق النار والضمانات التي سيحصل عليها. (موقع سبوت شوت الإلكتروني)
· كشفت معلومات أن "حزب الله" قطع شوطًا كبيرًا في التحقيقات الواسعة والدقيقة التي يجريها لكشف الآليات التي استخدمتها الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" في اختراقاتها الأخيرة للحزب، وتمكّنها من اغتيال عدد من القادة، مشيرةً إلى أن آليات العمل انقلبت رأساً على عقب، خصوصًا على صعيد الوحدات الجهادية، حيث بات واضحًا أن هناك تغييرًا نوعيًا، فرض تغييرات هائلة على صعيد بناء عناصر القرار وآليات تنفيذه. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· قال مصدر مقرب من "حزب الله" إن الحزب سيشهد انقلابًا تنظيميًا كبيرًا في صفوفه سيكون محوره الجيل الثالث من الحزب، الذي عمل طيلة السنوات الماضية داخل مؤسسات الدولة واختبر جيدًا "الصفقات" على عكس الرعيل الاول الذي كان هدفه "القضية" على حد وصفه. (موقع ليبانون فايلز)
· أفادت مصادر مطلعة بأن بعض العناصر الحزبية المعارضة لـ "حزب الله" في بعض المناطق اللبنانية تتحرك للتواصل مع النازحين من الجنوب والبقاع من أجل التأكد من هوياتهم، ومعرفة ما إذا كان بينهم عناصر حزبية. (صحيفة النهار، لبنان)
· كشفت مصادر سياسية مطلعة، أن انتشارًا أمنيًا سينطلق الأسبوع المقبل على أبواب مراكز إيواء النازحين في بيروت، تتولاه مديرية أمن الدولة ، حيث سيتم وضع عناصر أمنية على أبواب المراكز لضبط الأمن ونشر الأمان والطمأنينة، في خطوة قد تشكل ارتياحاً لدى النازحين والمقيمين من أهالي بيروت. (صحيفة الأنباء، الكويت)
· بدأت وحدات مؤللة من الجيش القيام بدوريات منتظمة في معظم شوارع بيروت وخاصةً في مناطق غربي العاصمة، ولفت مصدر أمني إلى أن هذه الدوريات سوف تتوسع لكي تشمل ساحل المتن الشمالي ومناطق من المتن الجنوبي وعاليه والشوف، إضافة إلى كسروان وجبيل. (موقع المرصد أونلاين، لبنان)
· أفادت معلومات بأنّ المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة، وفي مقدّمها مفوّضية اللاجئين (UNHCR)، تصرّ على طرح فكرة نصب خيمٍ للنازحين اللبنانيين الذين ينتشرون على الطرقات في بيروت، وللعائلات التي قد تضطر إلى النزوح من مناطق كانت تُعتبر آمنة. وأشارت المعلومات إلى أن بعض النواب المعارضين لـ"حزب الله" تواصلوا مع مسؤولين لبنانيين ومنظمات دولية، طارحين إخلاء المدارس بحجة استئناف العام الدراسي ونقل النازحين إلى خيم تُنصب في مساحات واسعة كالمدينة الرياضية مثلاً، من دون أن يخفي بعض هؤلاء خشيته من "تغيير ديموغرافي" في حال طالت الحرب.
وكشفت المعلومات أن المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة تستخدم تطبيق "KOBO" الذي تُحدّد عبره عناوين إلكترونية لأماكن النازحين التي تزورها (مدارس، معاهد...)، تطبيقاً لفكرة الـ"GPS Coordinated". مشيرةً إلى أن فِرَق العمل التابعة لوكالات الأمم المتحدة، وللمنظمات العاملة تحت مظلّتها، تجمع معلوماتٍ من الأرض، وتسلّمها إلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) التي تشاركها بدورها مع الجيش "الإسرائيلي"، بناءً على طلبه، بذريعة تجنيب الفرق الدولية أي استهداف. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أفادت مصادر معنية أن عناصر "حزب الله" الذين تتحدث "إسرائيل" عن أسرهم خلال معارك جنوب لبنان، هم ثلاثة عناصر، يعملون كمسعفين في "الهيئة الصحية الإسلامية" التابعة للحزب. (موقع المرصد أونلاين، لبنان)
· نقلت "شبكة إرم" عن مصدر إيراني، أن نائب أمين عام "حزب الله"، نعيم قاسم، غادر بيروت إلى طهران عبر دمشق بطائرة وزير الخارجية عباس عراقجي وأن خطابه الثاني والثالث بعد اغتيال "نصرالله" كان من محل إقامته في العاصمة الإيرانية. (صحيفة الراي العام)
· حذر وزير الجيوش الفرنسي، سيباستيان لوكورنو، من انهيار لبنان ومن خطر اندلاع "حرب أهلية وشيكة" فيه، معتبرًا أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان يمثل "ضرورة لأمننا الجماعي". (موقع لبنان 24)
الكيان "الإسرائيلي":
· أفاد موقع "واللا" العبري بأن "إسرائيل"سلمت للولايات المتحدة في الأسبوع الماضي وثيقة مبادئ لحل دبلوماسي ينهي الحرب مع "حزب الله"، ويسمح للمدنيين النازحين على جانبي الحدود بالعودة إلى منازلهم، ومن بين المبادىء السماح للجيش "الإسرائيلي بالتأكد من أن الحزب لا يمكنه التسلح مستقبلا، ولا يمكنه أن يعيد بناء بنيته التحتية العسكرية في جنوب لبنان بالقرب من الحدود، فضلًا عن السماح لسلاج الجو "الإسرائيلي" بحرية العمل في الأجواء اللبنانية. (موقع عرب 48)
· نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول اقتصادي "إسرائيلي" رفيع أن توسع الحرب في الشمال كلف 6.7 مليارات دولار منذ بداية سبتمبر/ أيلول الماضي، مشيرًا إلى أن نفقات يوم واحد من القتال في لبنان تبلغ نحو 134 مليون دولار وقد تزداد قريبًا، مع العلم أن تكاليف الذخيرة المستخدمة في لبنان مرتفعة للغاية. (موقع العهد الإخباري)
· قررت الوحدة المكلفة بحماية الشخصيات الرفيعة في "إسرائيل" تشديد الحماية وحالة التأهب تجاه كل رموز السلطة "الإسرائيلية"، وكذلك تشديد حركة السياسيين وكبار الوزراء والمسؤولين وذلك عقب حادثة استهداف مسيّرة لمنزل "نتنياهو" في "قيساريا". (موقع عرب 48)
ثانياً. تحليلات وقراءات:
· رأى متابعون أن تحذيرات الجيش "الإسرائيلي" لسكان الجنوب بضرورة مغادرة منازلهم إلى شمال نهر "الأولي" تشير إلى أن "تل أبيب" تريد لنطاق عملها العسكري والأمني أن يبلغ حدود نهر الأوّلي، وربما هذا سيكون أحد الشروط التي سيفرضها "الإسرائيليون" لاحقًا حول إنشاء منطقة خالية من السلاح يشملها القرار 1701 المعدّل لتشمل الأولي بدلًا من الليطاني. (صحيفة المدن الإلكترونية، لبنان)
· رأى محللون أن الحرب في لبنان مرشّحة للاستمرار أشهرًا طويلة ما دام "حزب الله" متحصّنًا بـ"الصبر الاستراتيجي" الذي يسمح له بخوض جولات طويلة من المعارك على أرضه، ومن دون سقف زمني، وما دامت إيران لم تتخلَّ عنه أو تسمح بـ"تصفيته"، خصوصًا أنّ مجريات الأحداث، وتحديدًا العسكرية منها، أوضحت خلال الأيام الأخيرة أنّ الحزب يعمل في مسار تصعيدي متدرّج يدلّ على أنّه يخوض المعارك وفق استراتيجيته الخاصة وتكتيكه العسكري وتوقيته. (موقع النشرة، لبنان)
· قرأ الخبراء العسكريون مضمون بيان غرفة عمليات المقاومة في لبنان بالدخول في مرحلة جديدة في التصعيد بأن الهدف النهائي لدى الحزب هو تطوير معادلة الردع، ما يعني أن احتمالات التصعيد ستستمر، وأن الحزب سيعتمد إستراتيجية تقوم على التدرج التصاعدي في استخدام القوة وتطوير القدرات، بهدف تحقيق مفاجآت غير متوقعة، وذلك من خلال 3 ركائز أساسية: تطور أساليب العمليات، تحسين الوسائل المستخدمة مثل الصواريخ والطائرات المسيرة أو وسائل دفاع جوي، والتركيز على استهدافات جديدة وحساسة تؤثر على الجانب "الإسرائيلي". (موقع لبنان الكبير)
· رأى المحلل الصهيوني في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن سبب تراجُع عدد ونوعية الهجمات بالصواريخ والقذائف والارتفاع الكبير في عدد إطلاق المسيّرات الانقضاضية من قبل"حزب الله" يعود، على ما يبدو، إلى تطوير سلاح الجو قدرات استخباراتية وعملانية جديدة وناجعة لإغلاق الحلقة الاستخباراتية وضرب مُطلقي الصواريخ من فوق الأرض وتحتها، فور انطلاق هذه الصواريخ، وقبل أن يتمكن مطلقوها من الفرار، سواء أكان المقصود منصة إطلاق متحركة متعددة الفوهات، أو مُطلقاً مختبئاً تحت الأرض، أو في منطقة جبلية في الجنوب اللبناني ووسطه.
وأوضح "بن يشاي" أن هناك أماكن لا تزال صواريخ "حزب الله" القصيرة المدى فاعلة فيها بسبب الظروف الطبوغرافية الخاصة، لكن عمومًا، يجري اعتراض أغلبية الصواريخ، وبالتالي، فإن نجاعة السلاح الصاروخي آخذة في التراجع. في المقابل اعتبر "بن يشاي" أن عدد الخسائر والإصابات المباشرة التي تسببت بها المسيّرات الانقضاضية لحزب الله في الفترة الأخيرة آخذ في الارتفاع، لافتًا إلى أن قدرة المسيّرات المتفجرة لا تزال بعيدة عن الاستنفاد. ويتحدث الحزب عن أسراب من المسيّرات، لكنه حتى الآن، يستخدم مجموعات بأعداد لا تتخطى الخمس مسيّرات، يُطلقها في وقت واحد نحو هدف واحد، ويمكن أن نتوقع أن يزيد الحزب كثيراً من استخدام المسيّرات المتفجرة، سواء بسبب صعوبة الكشف عنها واعتراضها عندما تحلّق على علو منخفض، أو بسبب دقّتها. (مؤسسة الدراسات الفلسطينية)
ثالثاً. استنتاجات مركز "صدارة"
· على الرغم من أن "إسرائيل" هي من قررت فتح جبهة الحرب في لبنان واستغرقت أشهراً في الإعداد لها، لكن لا يعني هذا أن كل ما يُعرض كشروط تسوية هو سقف نهائي لما يتمسك به الاحتلال. فما زالت الحرب في بدايتها، وليس من الواضح بعد، حتى بالنسبة العدو الصهيوني والولايات المتحدة، حدود ما يمكن تحقيقه عسكرياً وسياسياً. وبالتالي فإن تصعيد العملية البرية ليس مستبعدا في ظل أن الحرب جارية واحتمالات تطورها مفتوحة، لكنّ هذا يرتبط بعدة عوامل لا تتحكم فيها "إسرائيل" بمفردها، وهي محل تدافع مع أداء حزب الله العسكري، والموقف الإيراني، ونجاح نتنياهو في تحقيق إجماع حول استراتيجيته في لبنان التي ستكون مهددة بالانحراف عن الهدف المحدد وهو تأمين مستوطنات الشمال إلى ما يشبه احتلال طويل للأراضي اللبنانية، فضلا عن إقناع الأطراف الدولية التي تتعامل مع لبنان من منطق مختلف عن قطاع غزة.
· في ظل التوقعات بعمل عسكري "إسرائيلي" مؤثر ضد إيران، فإن احتمالات التصعيد بين إيران و"إسرائيل" ستمثل محدداً رئيسياً في استراتيجية الاحتلال تجاه لبنان، وبالتوازي شكل وتطور عمليات حزب الله في استهداف الأراضي المحتلة.
· لا شك في أن الحرب الجارية مستمرة في الأجل القصير دون توقع لاحتوائها. ومع تزايد موجات النزوح الداخلي في لبنان، ونشاط أطراف محلية وإقليمية في جهود التعبئة ضد قاعدة حزب الله الشعبية لزيادة الضغط عليه، سيظل من المحتمل أن يشهد لبنان توترات طائفية، محدودة أو متوسطة، لكنّها على الأرجح ستظل ضمن سقف تمكن السيطرة عليه واحتواؤه على المستوى الوطني، وإن كان من المتوقع أن ينعكس ذلك استقطاباً سياسياً وطائفياً حاداً.
· يتمثل مسار التفاوض الحقيقي في تحركات المبعوث الأمريكي، عاموس هوكشتين، لأنه تحرك لا يرتبط بالوساطة بل يمثل الاحتلال بصورة غير مباشرة، حيث يمثل هوكشتين نقطة التقاء المصالح "الإسرائيلية" والدعم الأمريكي لتحقيق تلك المصالح. في المقابل؛ لا يجب التعويل كثيراً على التحركات العربية أو أخذها على محمل الجد لافتقارها لأي قدرة على إقناع "إسرائيل" فضلا عن الضغط عليها.