أولاً. معطيات ومعلومات نوعية:
الملف اللبناني:
· كشفت مصادر متابعة ومطلعة عن بعض تفاصيل ما تضمنته اتفاقية وقف إطلاق النار وخلاصة ما جرى نقاشه أو تعديله في عدة بنود، ومن بين ما شمله الاتفاق من بنود:
- وقف إطلاق نار تجريبي لمدّة 60 يوم.
- انسحاب عناصر "حزب الله" حتى الليطاني وانتشار الجيش اللبناني و"اليونيفيل" في جنوب لبنان.
- ينسحب الجيش "الإسرائيلي" بعد 60 يوم من جنوب لبنان.
- تشكيل لجنة للرقابةعلى تنفيذ القرار 1701: وهذا البند كان موضع خلاف حيث كان هناك اشتراط أميركي على المطالبة بإنشاء لجنة مراقبة لتنفيذ القرار 1701 بمشاركة كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإنكلترا، فيما رفض الجانب الرسمي اللبناني و"حزب الله" مشاركة ألمانيا وإنكلترا، وطالب بمشاركة مصر والأردن ودولاً عربية، وهو ما ترفضه "إسرائيل". وأضافت المصادر أن هناك اتفاقاً بين الجانبين اللبناني و"الاسرائيلي" على أن يترأس هذه الآلية جنرال أميركي من القيادة المركزية الأميركية.
- حرية العمل "لإسرائيل" في حال خرق حزب الله الاتفاق: ويتمحور الموقف اللبناني حول رفض أي صيغة تمنح "إسرائيل" حرية العمل العسكري، سواء من خلال اللجان الأمنية الدولية المقترحة أو عبر التفسيرات الموسعة لقرار مجلس الأمن 1701. وتؤكد إحدى فقرات المسودة اللبنانية أن كلا الطرفين لهما الحق في الدفاع عن النفس فقط في حالة التهديد، ويطالب لبنان بإضافة هذا الشرط لمنع "إسرائيل" من اختلاق ذرائع لتنفيذ هجمات في لبنان.
- عمل الجيش اللبناني وحصر السلاح بيد الدولة وتفكيك الجيش للبنى التحتية العائدة لحزب الله: أصرّ لبنان على اعتماد الصيغة التي اعتمدت بالقرار 1701 لجهة حصر السلاح بيد الدولة والقرار 1559، لأن الصياغة التي وردت في المقترح الأميركي حول الجيش تستخدم عبارة "تدمير" مواقع حزب الله، وهذه لا يريدها لبنان، كما أن هناك ملاحظة على كيفية اعتماد الإشارة إلى القرار 1559، وهو ما احتاج الأمر المزيد من النقاش في سبيل إنضاج صياغته.
- نقطة ترسيم الحدود البرية: لبنان يتمسك بالحدود الدولية والمفروض هو مطابقة الحدود وتثبيتها وفق الحدود الدولية. (موقع أساس ميديا + موقع لبنان الكبير+ صحيفة الأخبار، لبنان)
· نقل مصدر "إسرائيلي" مطلع أن "ترامب أعرب لوزير الشؤون الاستراتيجية "الاسرائيلي"، دريمر، عن أمله في إنجاز التسوية مع لبنان قبل وصوله الى البيت الأبيض. ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي أن محادثات "دريمر" في واشنطن كانت جيدة جداً، وعالجت معظم الخلافات مع "إسرائيل" بشأن اتفاق وقف إطلاق نار في لبنان، كما عالجت خلافاً بشأن الضمانات التي طلبتها "إسرائيل" بشأن عملها في لبنان. (موقع لبنان الكبير)
· أفادت مراجع سياسية وديبلوماسية عليمة بأنّ الموفد الرئاسي الأمريكي، عاموس هوكشتاين، باشر جولة "علاقات عامة" على قيادات سياسية وحزبية، لشرح الموقف الأمريكي، مخافة أن يكون البعض بعيدًا من سير المفاوضات الجدّية، كاشفةً أنّ "هوكشتاين" التقى قبل زيارته إلى بيروت، بعدد من القيادات السياسية والحزبية اللبنانية في واشنطن وأمكنة أخرى، وأعاد إحياء اتصالاته ببعض الشخصيات اللبنانية من خلفيات قانونية ودستورية وسياسية، والتي كانت على تواصل معه، سواء مباشرة، أو عبر أعضاء من فريقه. (صحيفة الجمهورية، لبنان)
· كشفت أوساط ديبلوماسية مطلعة أنّ روسيا بدأت في إجراء عملية "جسّ نبض" ورسم صورة أولية للمشهد في لبنان، ووجدت أنّ التعقيدات حول ضمان الحدود اللبنانية – السورية متعددة، وهي تبدأ من مستوى تأثر علاقتها الاستراتيجية بطهران وتمرّ بالقوى المتحالفة مع إيران على الساحة السورية، والتي لا يزال يعتمد عليها الجيش الروسي، وانتهاءً بالتشابكات والتعقيدات الكثيرة التي تختزنها هذه الحدود. وأوضحت الأوساط أنّ روسيا وجدت أنّ الحضور السنّي هو الطاغي على جانبي الحدود، وهو ما يعني وجوب وجود قيادة سنّية قوية في لبنان قادرة على أن تؤمّن غطاءً قويًا للعمل العسكري الذي سيواكب عملية ضبط الحدود. (صحيفة الجمهورية، لبنان)
· أُبلغت الحكومة اللبنانية بتحذيرات غربية تشير إلى أن "نتنياهو" عازم على تنفيذ مخططات اغتيال تستهدف قيادات بارزة في "حزب الله"، دون أن يتورع عن ضرب الجسم السياسي للحزب،حيث ركزت على أولوية استهداف كل من: الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، النائب محمد رعد، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة وعضو شورى القرار في الحزب والقيادي محمد حيدر، نائب سابق. (موقع ليبانون فايلز)
· كشفت مصادر أمنية متابعة عن تشديد الجيش اللبناني للإجراءات في المطار ومرفأ بيروت وطرابلس حيث لا يدخل إلى المرافىء إلا من لديه عمل بصورة شرعية، كما تخضع البواخر لتفتيش دقيق، ولا تهاون على الإطلاق في هذا الموضوع. (صحيفة نداء الوطن، لبنان)
· لفت مصدر أمني مطلع على أدق التفاصيل الأمنية في بيروت إلى أن الغارة "الإسرائيلية" التي استهدفت سيارة في بيروت ومحلًا لبيع الهواتف الخليوية في منطقة "مار الياس" أخطأت الهدف بعدما نجحت السيارة المستهدفة في الهروب وتمكن المستهدف بالعملية من الفرار. أما الصاروخ الثاني الذي استهدف محل بيع الأجهزة الخليوية فكان خاطئا وذهب ضحيته صاحب المحل. (موقع المرصد أونلاني، لبنان)
· تلقى لبنانيّون مؤخرًا رسالة مشبوهة تفيد بأنها تطلب من النازحين إدراج بياناتهم ضمن قوائم إلكترونيَّة لمنحهم مساكن آمنة وسط الحرب القائمة مع "إسرائيل". وذكرت المعلومات أنَّ هذه الرسالة تتضمن رابطاً باسم "غوغل شيتس"، في حين أنَّ الضغط عليه يؤدي إلى صفحاتٍ غير مرتبطة بتطبيق "غوغل" على الإطلاق. (موقع لبنان 24)
· أظهر تقرير للحكومة اللبنانية تسجيل عبور أكثر من 385 ألف سوري و225 ألف لبناني إلى الأراضي السورية منذ 23 سبتمبر/ أيلول وحتى 18 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري. (صحيفة الشرق الأوسط)
· يعاني معظم اللبنانيين من صعوبة في تحديد المواقع من خلال الهواتف التي تعرف بعملية Location أو Maps، فيظهر مكان وجود الكثيرين في منطقة أخرى خارج لبنان، والسبب في ذلك هو التشويش الحاصل على الرادارات اللبنانية من الجيش "الاسرائيلي" بهدف التشويش على الصواريخ الدقيقة والموجهة. (موقع لبنان الكبير)
· بدأت سفارة دولة غير عربية توزيع مساعدة مالية شهرية قدرها 300 دولار أميركي لكل عائلة نازحة، على اختلاف طوائفها ومناطقها، وسواء كانت العائلة مقيمة في مراكز إيواء أم خارجها في المنازل المستأجرة. (صحيفة اللواء السياسي، لبنان)
· أفادت مصادر متابعة بأنه ووفق القراءة الأميركية للتطوّرات، فإنّ ترسانة "حزب الله" تراجعت كثيرًا، وانحسرت قدراته العسكرية بشكل يسمح بعقد اتفاق لوقف الحرب. (موقع أساس ميديا، لبنان)
· كشفت مصادر متابعة أن "حزب الله" وبرغم الغارات الكثيفة خلال الأيام الماضية، حافظ على انتشار عناصر تابعة له داخل الضاحية الجنوبية لبيروت بغية حماية الممتلكات من أي سرقات خصوصًا خلال فترة الليل. (موقع المرصد أونلاين، لبنان)
· اعتبر خبراء عسكريون أن نصب الجيش "الإسرائيلي" بطاريات مدفعية في الأراضي اللبنانية يدحض ما يُقال إنه لم يستطع التقدّم براً، ويضيف الخبراء أن بطاريات المدفعية تشكل تحولاً كبيراً في مسار المعركة. (صحيفة نداء الوطن، لبنان)
· توجّه وفدٌ من "القوّات اللبنانية" إلى الولايات المتحدة لتهنئة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، والتقى الوفد مسؤولين في وزارة الخارجية منهم معنيون في ملف لبنان والمنطقة، إضافة للموفد الرئاسي آموس هوكستين وفريق "حملة ترامب" من بينهم مسعد بولس، حيث استطلع التوجّهات العريضة للإدارة الجديدة خاصة بعد تعيين ماركو روبيو وزيراً للخارجية الأميركية ومايكل والتز مستشاراً للأمن القومي. وقد عُلم أنّ ترامب سيولي لبنان أهميّة كبرى، انطلاقاً من الحوادث التي يمرّ بها. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أفاد مصدران بالحرس الثوري بأن مستشار مرشد الثورة علي خامنئي، علي لاريجاني، نقل رسالة من خامنئي خلال زيارته إلى لبنان، تدعو "حزب الله" إلى قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي يتطلب منه البقاء شمال نهر الليطاني وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 1701 مع التعهد بأن إيران ستساعد الحزب على التعافي من الحرب. (صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية)
· أطلق "حزب الله" قبل أيام منصة "صامدون" الموجَّهة بشكل أساسي إلى النازحين لتقديم المساعدة المادية لهم، بعدما كان يوزّع عليهم وإنْ بشكل غير كافٍ المساعدات العينية من المواد الغذائية وغيرها، وتتراوح المساعدة المادية بين 300 و 400 دولار لكل عائلة، بعد التسجيل على المنصة. ويخصَّص مبلغ الـ300 دولار للعائلات التي نزحت إلى مناطق ساحلية، والـ400 دولار إلى تلك التي توجّهت إلى مناطق أكثر برودة وتحتاج إلى المازوت للتدفئة. أما العناصر الحزبية فيستفيدون بدورهم من هذه التقديمات عبر إضافتها إلى رواتبهم نهاية الشهر. (صحيفة الشرق الأوسط)
الكيان "الإسرائيلي":
· أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" بأنّ الجيش "الإسرائيلي" صادق على خطط جديدة لمهاجمة الضاحية الجنوبية وتنفيذ اغتيالات واستمرار استهداف مواقع "حزب الله" في جنوب لبنان. (صحيفة المدن، لبنان)
· أشارت تقديرات دائرة ضريبة الأملاك في سلطة الضرائب "الإسرائيلية" إلى أن حجم الأضرار المباشرة وغير المباشرة في 82 بلدة قريبة من الحدود اللبنانية تصل إلى أكثر من 5 مليارات شيكل، منذ بداية الحرب وحتى الآن. (موقع عرب 48)
· ذكرت المعلومات أن الاستخبارات "الإسرائيلية" كانت تبحث عن معلومات عن الوحدة البحرية التابعة لـ"حزب الله" التي تكفّلت بنقل صواريخ "ياخونت" روسية الصنع وصواريخ "كروز" المضادة للسفن من سوريا إلى لبنان. (صحيفة العربي الجديد)
· شاركت جنديات من وحدة الاستخبارات القتالية في عمليات ميدانية داخل الأراضي اللبنانية في سابقة في التاريخ العسكري "الإسرائيلي"، حيث تمركزت الوحدة، منذ اندلاع الحرب بالقرب من الحدود السورية وفي منطقة مزارع شبعا، وتضمنت المهام الموكلة إلى الجنديات جمع المعلومات الاستخباراتية، تحديد مواقع مقاتلي "حزب الله"، إعداد قوائم الأهداف، وتوجيه نيران القوات البرية والجوية لتفكيك البنية التحتية للحزب وتدمير التهديدات. (موقع العهد الإخباري، لبنان)
· تقدّر وكالات الاستخبارات الأميركية أن اتفاق وقف إطلاق النار يظل أفضل فرصة لعودة "الإسرائيليين" إلى الشمال، إذ إن "إسرائيل" فشلت في القضاء على صواريخ حزب الله القصيرة المدى، كما أن حزب الله لم ينشر كامل قواته، مشيرين إلى أنه وطالما استمر إطلاق الصواريخ من لبنان، فإن الحملة "الإسرائيلية" غير قادرة على تحقيق أحد أهدافها الرئيسية بعودة عشرات الآلاف من السكان إلى الشمال، معتبرين أن فشل "إسرائيل" في الحد من تهديد الصواريخ القصيرة المدى أدى إلى فرض ضغوط على حكومتها لتبنّي وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية مؤقّتاً على الأقل. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· كشف موقع "واللا" العبري، أن القيادة الشمالية في جيش العدو تنتقد هيئة الأركان بسبب الأداء في المناورة البرية في جنوب لبنان، مشيراً إلى أن كبار المسؤولين في القيادة الشمالية طالبوا بتثبيت الخطوط في جنوب لبنان بعد استعادة "حزب الله" لمواقعه في القرى التي انسحب منها الجيش "الإسرائيلي"، واستئنافه لإطلاق النيران المضادة للدروع منها على الجنود. وتحدّث الموقع عن توتر متصاعد بين قيادة المنطقة الشمالية وفرقة الجليل من جهة، وهيئة الأركان من جهة أخرى، موضحاً أن الانتقادات تتركّز حول منع نقل معدات عسكرية ضرورية إلى عمق الأراضي اللبنانية، حيث اتُّهمت هيئة الأركان بالتركيز على التسوية على حساب الأداء العسكري. (صحيفة الأخبار، لبنان)
ثانياً. تحليلات وقراءات:
· رأى مراقبون متابعون لجولة المبعوث الأمريكي "عاموس هوكشتاين" إلى بيروت، أنّ الاستعداد "الإسرائيلي" لاتفاق في لبنان إرضاءً لـ"ترامب" قبل تسلّمه مهمّاته، لا يلغي التقديرات أنّ "نتنياهو" لن يهدي "إدارة بايدن" الراحلة هذا الإنجاز. واعتبر المراقبون أنّه عند تسلّم "ترامب" مهمّاته، لا شيء يمنع أن يقنعه صديقه "نتنياهو" بأنّ تفكيك الحزب العسكري لم يكتمل، فيمدّد له الوقت، وبالتالي فإن مهمة "هوكشتاين" هو الحصول على "اتفاقٍ مؤقت" إرضاءً لـ"ترامب" سرعان ما يسقط. (صحيفة المدن الإلكترونية، لبنان)
· رأى المحلل السياسي، منير الربيع، أن "الإسرائيليين" يحاولون فرض الاتفاق الذي يرونه مناسباً من خلال تكثيف وتصعيد العمليات العسكرية، ومحاولة تعميق الدخول البرّي خصوصًا مع فتحهم لمعركة بلدة "شمع" وحتى ما بعدها، من دون إغفال أن القوات "الإسرائيلية" تقدّمت باتجاه "شمع" من دون القتال في مناطق أو محاور سابقة لها أو أقل منها عمقًا، لا سيما في "وادي زبقين" و"وادي حامول"، وهذه مناطق تعتبر استراتيجية بالنسبة إلى "حزب الله"، ولا يزال لدى الأخير حضور قوي فيها. وأضاف "الربيع" أن الغاية "الإسرائيلية" من هذا الدخول العميق والسريع تهدف إلى تحقيق انهيار في معنويات اللبنانيين وتقديم صورة استعراضية حول الوصول إلى هذا العمق بهذه السرعة، وربما السيطرة على منطقة واسعة وعزلها عن المناطق الأخرى. في المقابل، رأى "الربيع" أن "حزب الله" يحتفظ بتكتيكات عسكرية تتيح له تنفيذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة باتجاه هذا العمق، مشيرًا إلى أن هناك طرقاً إلزامية بالمعنى العسكري ستكون إسرائيل مضطرة للمرور عبرها وسلوكها وهو ما يجعل الحزب قادراً على توجيه ضربات أكبر أو نصب كمائن، وإيقاع خسائر في صفوف "الإسرائيليين" لتعديل موازين القوى. (صحيفة المدن، لبنان)
· رأى المحلل السياسي اللبناني "حسين خليفة" أنّه إذا كان صحيحًا أنّ الاتفاق قد يناقض في مكانٍ ما، الثوابت التي كان الحزب يكرّرها، وأهمّها أنّ وقف إطلاق النار لن يحصل قبل إنهاء الحرب "الإسرائيلية" على غزة، بل إنّ أيّ نقاش بهذا المعنى مؤجّل لما بعد انتهاء الحرب، فإنّ العارفين بأدبيّات الحزب يشدّدون على أنّ هذه الثابتة كانت قائمة في "زمن" جبهة الإسناد، إلا أنّ الحزب سبق أن أعلن أنّ "حرب الإسناد" تحوّلت إلى "التصدّي للعدوان"، ما يعني أنّ العناوين والظروف اختلفت كذلك. وأوضح "خليفة" أنّه بهذا المعنى، لا يعتبر "حزب الله" التوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ، "تراجعًا أو هزيمة"، فما كان يسري في السابق على "جبهة الإسناد" لم يعد ساريًا اليوم، بما في ذلك حتى الحديث عن "التفاوض بالنار" الذي كان الحزب يرفضه سابقًا، لكنه اليوم يمضي به، ولكن بالاتجاهَين، كما أوضح أمين عام "حزب الله"، نعيم قاسم، في كلمته الأخيرة، حين قال إنّ الحزب يفاوض اليوم بشأن التسوية، و"إسرائيل تحت النار"، بمعنى أنّ عملياته مستمرّة، ولم تتأثّر بالمفاوضات القائمة. (موقع لبنان 24)
· رأت مصادر عسكرية مطّلعة أن "حزب الله" قد قدّم تنازلًا، الى حدّ ما، لجهة "جبهة الاسناد" وربط الساحات، وهذا التنازل يأتي بعد أن تعرض إلى خسائر نسبية، ولم يتمكن رغم كل عمليات التصعيد من إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار بشكل كامل في قطاع غزّة، فكان لا بدّ من التراجع خطوة إلى الوراء بهدف حماية واقعه الاستراتيجي. وأوضحت المصادر أنّ التنازل الذي قدّمه "حزب الله" فرض على "إسرائيل" تقديم تنازل مقابل ويتركّز حول عدم عودة المستوطنين إلى الشمال إلا باتفاق سياسي، والعودة هي واحدة من أهم أهداف العدوّ "الإسرائيلي" وتشكّل أولوية لدى القيادة العسكرية والسياسية "الإسرائيلية"، لافتةً إلى أنّ هذا الاتفاق السياسي هو عمليًا القرار 1701 مع تعديلات بسيطة وغير جوهرية بمعزل عما سيُحكى في الإعلام في المرحلة المقبلة، وتحديدًا الموضوع المرتبط بالحضور الأمريكي في اللجنة المعنية بمراقبة تطبيق هذا القرار. (موقع لبنان 24)
· كشفت أوساط دبلوماسية أنّ رئيس الحكومة "الإسرائيلية"، بنيامين نتنياهو، لا يريد أن يتوقف الآن في حربه على "حزب الله" لاعتبارات عدّة:
- أولًا، أنّ الظروف الأمريكية باتت أكثر ملاءمة للإندفاع إلى الأمام.
- ثانيًا، لأنّ أي توقف للحرب الآن ووفق المعطيات الميدانية الحالية سيمنح "إسرائيل" انتصارًا محدودًا لن يلبث "حزب الله" ومن خلفه إيران على تعويضه سريعًا خلال السنوات المعدودة المقبلة.
وأشارت الأوساط الديبلوماسية إلى أنّ "نتنياهو" أوحى لعدد من الدول المهتمة بأنّه يريد انتصارًا مكتملًا أو بما معناه تغيير المعادلة اللبنانية جذريًا، وذلك من خلال إخراج النفوذ والتأثير الإيرانيين نهائيًا من الساحة اللبنانية، كاشفةً أنّ "نتنياهو" متفاهم حول هدفه مع واشنطن، خصوصًا مع الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، وكبار معاونيه، وأنّ "ترامب" وضع خططه للخطوات التي سينتهجها تجاه إيران حال دخوله إلى البيت الأبيض. واعتقدت الأوساط أنّ تبادل الإقتراحات حول البنود الـ 13 للورقة الأمريكية لن يؤدي إلى تبريد أو حتى تراجع الواقع الميداني، لا بل على العكس فهو سيؤدي إلى ارتفاع أكبر في السخونة، وهو ما ظهر بوضوح خلال الأيام الماضية، وهو مرشح إلى مزيد من التصعيد خلال الأسابيع المقبلة وصولًا إلى الثلث الأخير من شهر كانون الثاني موعد تسلّم "ترامب" لصلاحياته الدستورية رسمياً. ورجحت أن يرتفع مستوى الحماوة على محورين، الأول من خلال تكثيف الغارات والإستهدافات الجوية، بحيث تصل إلى الذروة، والثاني على المستوى البري ومن خلال السعي لتحقيق تقدّم على محوري "بنت جبيل" و"الناقورة"، إضافة إلى السعي لتوسيع عمق الشريط لرهانه على أنّ هذا الواقع الجديد سيسمح له بفرض شروطه على طاولة المفاوضات. (صحيفة الجمهورية، لبنان)
ثالثاً. استنتاجات مركز "صدارة"
· تعكس عودة الموفد الرئاسي الأمريكي، عاموس هوكشتاين، إلى المنطقة وما جرى خلال زيارته في بيروت من نقاش حول الورقة الأمريكية التي قدمت إلى لبنان، جدية بدت مختلفة عن جولات التفاوض السابقة، إذ أظهرت بيروت مرونة واضحة في التعاطي الإيجابي والعمل على تقديم رد محفز لاستكمال مسار التفاوض، ولكن ورغم ذلك، فإنه ليس هناك ما يجزم أن تسير الأمور نحو خواتيمها بإعلان التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب ما لم يتم البت في تفاصيل النقاط العالقة والتي لا يزال أبرزها منح "إسرائيل" حرية العمل العسكري، فضلًا عن الرغبة "الإسرائيلية" الفعلية بإنهاء الحرب ومن خلفها الموقف الأمريكي الفاعل أو الضاغط باتجاه ذلك.
· يحاول كل من الطرفين، "إسرائيل" و"حزب الله"، تكريس إنجازات فعلية على مستوى الميدان تعزز موقفه التفاوضي وإعطاء صورة لانتصاره أمام شعبه وبيئته، ففيما يركز الجيش "الإسرائيلي" معارك الميدان أن "الإسرائيليين" يحاولون فرض الاتفاق الذي يرونه مناسباً من خلال تكثيف وتصعيد العمليات العسكرية، والتوغل البري نحو عمق أكبر يحاول بالمقابل "حزب الله" توسيع نطاق استهدافاته للقواعد العسكرية في حيفا وتل أبيب بل وتثبيت معادلة بيروت مقابل تل ابيب بعد عمليات الغتيال الأخيرة وسط بيروت.