التقرير المعلوماتي لحرب لبنان عدد 10

الساعة : 19:24
7 نوفمبر 2024
التقرير المعلوماتي لحرب لبنان عدد 10

أولاً. معطيات ومعلومات نوعية:

الملف اللبناني:

·     كشفت مصادر متابعة أن السعودية والإمارات، وبرعاية السفارة الأميركية في بيروت، بدأتا بتمويل قنوات وصحف ومواقع إلكترونية وإعلاميين، ضمن حملة هدفها إبراز أن "حزب الله" انتهى، وتحت شعار وحيد "سلاح الميليشيات خطر على الدولة والشعب". (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     كشفت معلومات أن السفيرة الأميركية في بيروت، ليزا جونسون، قامت بتفعيل لجنة إعلامية تتبع للسفارة مباشرة، غايتها بث سردية التهويل لإحباط الناس وبث الفتن، وعممت على بعض السياسيين والإعلاميين في لبنان بعد اغتيال "نصر الله" الترويج بأن العد العكسي لانتهاء "حزب الله" قد بدأ ويجب التحضير لفترة ما بعد الحزب. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     وردت معلومات بأن السفارة الأميريكية في بيروت حذرت شركة طيران الشرق الأوسط من نقل مصابين من لبنان، خصوصًا جرحى تفجيرات الـ"بيجر" وأجهزة الاتصالات، على رحلاتها لتلقّي العلاج في الخارج تحت طائلة فرض عقوبات عليها، علمًا أن السفارة تحصل يومياً على "مانيفستو" المسافرين عبر مطار  بيروت من اتحاد النقل الجوي الدولي (أياتا). (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     أشارت معلومات إلى أن "الخطوط الجوية العراقية" مُنعت من الهبوط في مطار بيروت لنقل مساعدات إلى النازحين، حيث اشترط الأميركيون بأن تمر أي مساعدات عراقية عبر  الأردن. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     أفادت مصادر معنية بالشأن العسكري بأن أي تسوية بشأن جبهة لبنان مع "إسرائيل"، ستشمل كافة المناطق التي ستشهد نزاعًا مسلحًا داخل لبنان، مشيرةً إلى أن منطقة البقاع التي تعتبر منطلقًا لطائرات مسيّرة يطلقها "حزب الله" باتجاه "إسرائيل"، ستكون ضمن تسوية التهدئة لكن لن تكون خاضعة لمضمون القرار 1701، أي أنها ستكون خارج هذا القرار الذي يصل إطار تنفيذه إلى حدود منطقة شمال الليطاني. (موقع لبنان 24)

·     تدور نقاشات حاليًا في الكواليس الديبلوماسية المعنية بلبنان حول كيفية ضبط الحدود اللبنانية السورية، ومنع التهريب عبرها، وخصوصًا الأسلحة، وذلك في ظل إصرار "إسرائيلي" على ضرب كل المعابر الشرعية وغير الشرعية بين لبنان وسوريا، في محاولة لقطع طرق الإمداد التي يستخدمها "حزب الله". وكشفت النقاشات أن دمشق توصل رسائل لبعض الدول بأنها جاهزة لاحقًا للعب دور أساسي في ضبط الحدود ومنع عمليات التهريب، ولكنها في المقابل تريد الحصول على مكتسبات سياسية، من خلال تحسين العلاقات مع دول عديدة. ولفتت مصادر مطلعة على النقاشات إلى أن النظام السوري يحاول تقديم نفسه كعنصر مساعد في منع الهجرة من سوريا ولبنان باتجاه أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط. (صحيفة المدن، لبنان)

·     أفادت مصادر مطلعة بأن حالة الرصد والإطباق الاستطلاعي الذي تقوم به "إسرائيل" عند الحدود السورية- اللبنانية يجعل من شبه المستحيل تمرير أي سلاح من سوريا إلى لبنان. وفي السياق، كشفت المعلومات أن التواصل البري عبر سوريا لا يزال قائمًا، ولو أنّ الظروف الضاغطة خفّضت من مستواه إلى الحدّ الأدنى. (موقع لبنان 24+ صحيفة الجمهورية، لبنان)

·     عُلم بأن طائرات الاستطلاع  "الإسرائيلية" ترصد منذ أسابيع وبشكل متواصل منطقة عكار وبالتحديد منطقة المعابر الحدودية مع سوريا، حيث تقوم بمسح جوي شامل لحركة العبور في مناطق "أكروم" و"وادي خالد" في الجهة اللبنانية ومناطق "أكروم" و"حاويك" وقرى أُخرى في الجهة السورية. (موقع ليبانون فايلز)

·     أكد عضو قيادي في أحد الأحزاب اللبنانية التي تربطها علاقة تحالف مع "حزب الله"، أن المبلغ المالي الشهري الذي كان يصل من الحزب عاد من جديد بعد انقطاع لعدة أشهر، مشيرًا إلى أن السفارة الإيرانية قامت بدورها بتوزيع مبالغ مالية على عدد من الأحزاب والشخصيات التي كانت مقربة من الحزب، وأعربت عن استعدادها للنظر في أي طلبات أخرى. (موقع المرصد أولاين، لبنان)

·     أفادت مصادر متابعة أن قيادة "حزب الله" نالت وعدًا بمساعدة مالية إيرانية تقارب الـ 5 مليارات دولار للمساهمة في ورشة إعادة الإعمار، مشيرةً إلى أن الدعم المالي الإيراني مستمر، حيث بقيت الرواتب تُدفع لعناصر ومسؤولي الحزب في موعدها كما العادة. (صحيفة الجمهورية، لبنان)

·     عُلم أن كتلة "حزب الله" النيابية قد أبلغت باقي الكتل النيابية عبر عدة اجتماعات عقدت، أن الحزب أعاد ترتيب بيته الداخلي ووضع آلية واضحة للتنسيق مع كل الأفرقاء لمساعدة النازحين في مختلف المناطق اللبنانية. (موقع ليبانون ديبايت)

·     أفادت مصادر متابعة بأن المقاومة تُظهر في الميدان تكيّفًا سريعًا يتجلّى في أساليب التغيير في طرائق القتال، مثل زيادة الاعتماد على القناصة الثقيلة، وزيادة عدد قبضات الصواريخ المباشرة بيد قوات المشاة، وزيادة الاعتماد على ضرب التحشدات القريبة بالمُسيّرات الانقضاضية، وتنفيذ تكتيكات التشويش القتالي، واستهداف معظم استعدادات العدو العاملة في مجال الدعم اللوجستي. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     أفادت معلومات بأن الجمعيات والمبادرات العاملة في الحقل الإغاثي لا تستطيع إدخال المساعدات المُرسلة إليها من الخارج (تبرعات من جهات وأفراد ومغتربين)، إلا بالتعاون مع الجيش اللبناني أو الهيئة العليا للإغاثة أو الصليب الأحمر، ليصار  لإعفائها من الرسوم الجمركية. مشيرةً إلى أنه وعندما لجأت بعض تلك الجمعيات إلى سلوك هذا المسار  عبر الجيش، فوجئت باستحواذه على حوالي ثلث المساعدات، وفي حالات أخرى على نصفها، ولدى مراجعة القيادة بالأمر، قيل للجمعيات إنّ للجيش الحقّ في الحصول على 30% من حجم المساعدات. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     لوحظَ أن الجيش  اللبناني ينشر قواته بكثافة عند المداخل الشرقية للضاحية الجنوبية (الليلكي- الكفاءات - الجاموس - السان تريز - الحدث)، بينما يمتنع عن ذلك عند الأقسام الغربية والجنوبية الغربية (الشويفات - طريق المطار- برج البراجنة - حارة حريك - الطيونة - الشياح). (موقع ليبانون ديبايت، لبنان)

·     أفادت معطيات بأن الجيش "الإسرائيلي" قد مسح أكثر من 37 بلدة ودمّر منازلها، مشيرة إلى أن "أكثر من 40 ألف وحدة سكنية دُمّرت تدميرًا كاملًا. (موقع عرب 48)

·     كشفت قناة "الميادين" أن "حزب الله" استخدم تكتيكًا جديدًا حتى يتمكن من إطلاق صواريخ باليستية على "إسرائيل" تمثل في إطلاقه ستة صواريخ مضادة للطيران لإبعاد طائرات العدو عن المنطقة حتى لا تلاحظ منصة إطلاق الصواريخ الباليستية. (شبكة الهدهد الإخبارية)

·     أشارت مصادر متابعة إلى أن من الأفكار المطروحة لإنهاء الحرب في لبنان عقد اتفاق يشبه اتفاق الهدنة 1949، ولا يكون اتفاق سلام، ومن دون علاقات، أو تطبيع أو فتح حدود، ويتضمن الاتفاق تعهدات بعدم القيام بأي عمليات عسكرية، وأن لا تكون الأرض الحدودية منطلقاً لعمليات مقاومة أو مقراً لها. (صحيفة المدن، لبنان)

·     قرر مجلس الوزراء اللبناني إعطاء وزارة الدفاع - قيادة الجيش، سلفة خزينة بقيمة 113 مليار و 250 مليون ليرة لبنانية وذلك لتغطية الكلفة الشهرية لتطويع 1500 جندي لصالح الجيش لمدة 3 أشهر حتى نهاية العام 2024. (موقع المرصد أونلاين، لبنان)

·     أبلغ مصدر أمني في مجلس خاص بأنه بات يجد صعوبة كبيرة في مجال تنفيذ مهام أمنية تشمل أهدافاً مهمة وذلك بسبب حالة الإكتظاظ وعدم توفر أماكن داخل السجون ورفض أجهزة أمنية معيّنة إستلام الموقوفين. (موقع ليبانون ديبايت، لبنان)

·     كشفت مصادر متابعة أن السفيرة الأميركية في بيروت، ليزا جونسون، تعمل على حشد أصوات الكتل النيابية لإمرار اقتراح قانون بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون مرة ثانية، مرجحة دمج أكثر من اقتراح قانون للتمديد له. وأشارت المصادر إلى أنه يجري درس أن يشمل الاقتراح النهائي قادة الأجهزة الأمنيّة الأُخرى، وعلى رأسهم المدير العام لقوى الأمن الدّاخلي، اللواء عماد عثمان. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     أشارت معلومات أنّ صوت بيروت إنترناشونال» (SBI) عادت إلى النشاط بتمويل مالي من المعارض السوري "جيري ماهر"، حيث تخرج مجموعة من الصحافيين في بثّ مباشر من المناطق التي تشهد عدواناً إسرائيلياً ويهاجمون المقاومة ويحمّلونها مسؤولية الحرب. وأفادت المعلومات أن "ماهر" يقف وراء تمويل بعض الحملات الإعلانية التي تشوّه صورة المقاومة، ومن بينها حملة "لبنان لا يريد الحرب"، التي حاولت إحداث شرخ بين اللبنانيين قبيل اندلاع الحرب، لافتةً إلى أنّ ماهر جنّد مجموعة من الصحافيين اللبنانيين المعارضين للمقاومة، لنشر تعليقات على صفحاتهم المناهضة للمقاومة على السوشيال ميديا ، مقابل مبلغ مالي، واعداً إياهم بالظهور في مقابلات مع قنوات إعلامية مطبّعة مع العدو. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     أفادت مصادر مطلعة بأن "حزب الله" يقوم بجهد إعلامي كبير لإعادة ضبط الخطاب الشعبي، السياسي والإعلامي تجاه القوى السياسية المسيحية، وتحديدًا "التيار الوطني الحر". (موقع المرصد أونلاين، لبنان)

·     كشف مصدر أمنيّ أنَّ التحقيقات في اغتيال "نصر الله" أفضت إلى أن الخرق الذي حصل، كان نتيجة خرق موكب نائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني، عباس نيلفروشان، الذي كان يريد اللقاء بنصر الله في الضاحية الجنوبية، حيث تمكنت "إسرائيل" من تتبع سياراته الثلاثة التي كان يتنقل بها. (موقع بيروت تايم)

·     اتخذ قائد الجيش، جوزيف عون، منذ فترة إجراءات أمنية استثنائية في مقره بمنطقة "اليرزة"، حيث عزّز الحواجز والخيم وطوّق المنطقة المحيطة، فارضًا التفتيش على كل السيارات، ورفع عديد القوات الخاصة لحماية وزارة الدفاع، كما منع زيارات مواطنين لأقاربهم من النازحين، وأوكل مهمة الأمن إلى ضباط من مكتبه الخاصّ، بعدما أعفى الضابط المسؤول عن الأمن كونه من المحسوبين على الثنائي "أمل" و"حزب الله". (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     جمّدت السلطات الأميركية حسابات أقرباء لرئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، يقطنون في الولايات المتحدة وبعضهم حائز على الجنسية الأمريكية. (موقع الكلمة أونلاين، لبنان)

·     برزت دعوات إلى اعتماد الأمن الذاتي في أكثر من منطقة بعد سلسلة حوادث أمنية في اليومين الماضيين، الأمر الذي دفع جهة أمنية إلى التدخل مع فعاليات مناطقية لعدم إثارة الموضوع وجعله مادة خلافية في هذه الظروف المشحونة. (صحيفة النهار، لبنان)

·     كشفت معلومات أن أكثر من حزب داخلي لبناني طلب ذخائر للأسلحة الخفيفة والفردية وذلك بكميات كبيرة، وذلك لضرورات أمنية، وقد تمت تلبية الطلبات على وجه السرعة. (موقع ليبانون فايلز)

·     أفادت المعلومات بأن نقاطًا أمنية بدأت بالانتشار في مناطق الجبل يقوم بها عدد من مشايخ الدروز وأخرى يقوم بها الحزب التقدمي الاشتراكي مما دفع أحزابًا أخرى للتأهب حيث نشر حزب التوحيد العربي (وئام وهاب) نقاطًا أمنية في مناطق شوفيّة متعددة لمنع دخول المسلحين الى المنطقة والحفاظ على أمن النازحين ومنع المظاهر المسلحة. (موقع سبوت شوت الإخباري، لبنان)

·     أظهرت التحقيقات الأولية بشأن خطف "عماد أمهز" من البترون بأن الجيش "الإسرائيلي" استخدم خلال تنفيذ العملية أجهزة قادرة على تعطيل رادارات القوة الدولية المسؤولة عن مراقبة الشاطئ اللبناني وغرفة العمليات البحرية والمراكز الرادارية التابعة للجيش اللبناني على طول الشاطئ اللبناني. كما حاولت الأجهزة الأمنية الكشف على كاميرات المراقبة الموجودة في الشاليه، لكنها لم تعثر على أي مشهد يوثق الحادثة، حيث إن "إسرائيل" اخترقت كاميرات المُراقبة عن بُعد ومسحت كل "الداتا" المسجلة. (صحيفة المدن، لبنان)

·     كشفت معلومات أن آليات وجرافات "مجهولة" (لا تعلم بها وزارة الأشغال العامة والنقل) بدأت مع بداية العدوان على لبنان، وتحت ذريعة التحضير لعمليات إجلاء لرعايا أميركيين، فتح ممر  بين الطريق البحرية المحاذية لثكنة "الفهود" التابعة لقوى الأمن الداخلي في منطقة "ضبية" وبين البحر، إذ عملت الآليات على ردم الشاطئ وفتح طريق لدخول السيارات والآليات ليصبح بإمكانها الوصول من الطريق العلوي إلى البحر مباشرة حيث مرفأ الصيادين. تجدر الإشارة إلى أن خطة الإجلاء الأساسية تقضي باستخدام مرفأ جونية. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     كشف الخبير في الحوكمة الرقمية، ربيع بعلبكي، أنّ عملية الاتصالات المكثفة التي تحصل بعد "الإنذارات" بإخلاء أي مكان، بين الساكنين وأقاربهم وجيرانهم في تلك المنطقة، تخدم العدو في تجديد البيانات التي سبق له الحصول عليها قبل الحرب، عبر  تقنيات الذكاء الاصطناعي والبحث عن كلمات مفتاحية في الاتصالات الجارية لتعقّب شخصيات محددة تكون قد غيّرت أماكن سكنها أو عملها. واعتبر بعلبكي أنّ هذه "الإنذارات" أفخاخ لتحديث المعلومات، وخصوصًا مع تحديد رقعة جغرافية معيّنة عن قصد مع علم العدو أن المباني قد تكون مخلاة أصلًا. (صحيفة الأخبار، لبنان)

الكيان "الإسرائيلي":

·     وصف محلل الدفاع والاستخبارات "الإسرائيلي"، رونين سولومون، عملية اختطاف القبطان عماد أمهز بأنها كانت غير عادية للغاية، حيث تضمنت بعض العناصر التي تم العثور عليها في غرفة أمهز بطاقات SIM من بلدان مختلفة وجوازات سفر متعددة وهاتف نوكيا قديم الطراز، مما قد يشير إلى أنه كان يعمل جاسوسًا. (موقع أساس ميديا، لبنان)

·     لفتت مصادر عبرية إلى أن الجيش"الإسرائيلي"سمح لشركات البنية التحتية في "إسرائيل"، بما في ذلك شركة الكهرباء، بالدخول إلى المستوطنات الشمالية وتجديد البنية التحتية المتضررة خلال الحرب كجزء من الاستعدادات لتمكين السكّان من العودة.  (صحيفة المدن، لبنان)

·     ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم "أن الجيش "الإسرائيلي" يدرس إمكانية إنشاء وحدات مضادة للدبابات باستخدام أسلحة استولى عليها من مواقع "حزب الله" في جنوب لبنان. (موقع الجزيرة نت)

·     قلّص الجيش "الإسرائيلي" عدد فرقه العسكرية التي تشارك باجتياح جنوب لبنان، من أربع إلى اثنتين وفقاً لتقارير إعلامية عبرية. (صحيفة المدن، لبنان)

ثانياً. تحليلات وقراءات:

·     رأى المحلل السياسي، منير الربيع، أنه وبرغم تصريحات "نتنياهو" أن هدفه هو إبعاد "حزب الله" من جنوب نهر الليطاني، وضمان عدم تسليحه مجددًا، فهو بعدها سينتقل إلى مرحلة جديدة، يدّعي فيها أنه يريد قصف أهداف ومخازن لـ"حزب الله" تحتوي على مسيّرات وصواريخ تطال العمق "الإسرائيلي"، وهو ما يفعله حاليًا في البقاع أو غيره. ولفت "الربيع" إلى أن مثل هذا الأسلوب سيعتمده "نتنياهو" في لبنان كما اعتمده في سوريا سابقًا، وهدفه الأساسي هو قطع "الكوريدور الإيراني" وما يسمّيه قطع أوكسجين "حزب الله"وبالتالي ولتحقيق ذلك فهو يحتاج إلى حرب طويلة وبعيدة المدى وإلى تغيير وقائع ليست عسكرية فقط بل سياسية وإقليمية. (صحيفة المدن، لبنان)

·     عزا المحلل الصهيوني في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشع، فشل الجيش "الإسرائيلي" في احتلال ولو قرية واحدة في الجنوب اللبناني إلى نجاعة التكتيك الميداني الذكي الذي ينتهجه "حزب الله"، ويقوم على تتبع مجريات الحرب على عدد من خطوط الدفاع التي تشمل خطوطًا ثابتة وأخرى متحركة ومجهزة بشتى أنواع القذائف التي تقنص المدرعات والدبابات والجنود "الإسرائيليين" بشكل دقيق، إضافة إلى أن استخدام  الحزب تقنية الاختفاء، تفشل خططه في التقدم حتى الآن. وأشار "يهوشع" إلى أن فشل الجيش في التقدم ناجم عن صعوبة رسم خريطة دقيقة لتمركز قوات الحزب، حيث يفاجأ عند كل تقدم بكثافة نارية رهيبة، فضلًا عن أن ما يزيد من خطورة التقدم، المسيّرات الصغيرة التي لا تمكن مواجهتها. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     رأى المحلل السياسي، عبدالله قمح، أن العدو، وبعد رصد جغرافية قصفه في البقاع ووتيرته، يرمي إلى إنشاء "منطقة عازلة" يبسط سيطرته عليها بالنار، لإنجاز مهمة قطع التواصل وخطوط الإمداد بين المقاومة وعمقها السوري، لذلك ينشط العدو في هذه الأثناء بتعطيل المعابر، الرسمي منها وغير الرسمي بين لبنان وسوريا من خلال القصف والأحزمة النارية والإطباق الجوي والإستخباراتي عبر المسيّرات وغيرها، كمرحلة أولى، ويسعى إلى تطبيق سيناريو حصار قاسٍ لجنوب لبنان إنطلاقاً من البقاع كمرحلة ثانية.

وأوضح "قمح" أن عمليات القصف العنيفة التي تُشنّ على البقاع يقصد منها كذلك توسيع شعاع النزوح على مستوى المناطق ذات الغالبية الشيعية، وصولاً لدفع الشيعة للإستقرار في مناطق معينة (يتمركزون الآن في مناطق جبل لبنان الجنوبي والشمال وبنسبة معينة بيروت). (موقع ليبانون ديبايت، لبنان)

وضع متابعون جملة ملاحظات حول عملية "الإبرار" "الإسرائيلية" في منطقة البترون على الشكل الآتي:

-      أن المنطقة المستهدفة ليس فيها أي وجود عسكري أو أمني لحزب الله، ولا يمكن اعتبارها قريبة من الحزب لناحية البيئة الاجتماعية والسياسية والطائفية.

-      أن المنطقة التي حصلت فيها العملية تقع بكاملها تحت سلطة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الرسمية، ما يطرح سؤالاً عن دور هذه القوى والأجهزة في مواجهة مثل هذه الاختراقات.

-      وقعت العملية في عمق بحري يقع تحت حماية القوات الدولية، وتحديدًا تحت سلطة القوة البحرية التي تشرف عليها ألمانيا، ما يفرض طرح أسئلة مباشرة على الجانب الألماني، عن دور استخباراته البحرية وراداراته العاملة على طول الساحل.

-      أن المنطقة ضمن نطاق يتحرك فيه الجيش الأميركي، بطريقة رسمية أو غير رسمية، بهدف تأمين "قواعد إجلاء لموظفيه وعسكرييه" أو للنشاط الذي يراقب خط سير بحري وجوي تقوم به السفارة الأميركية في لبنان مع قبرص. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     رأى المحلل السياسي، جوني منير، أن المسار الذي يجري رسمه للحرب الدائرة في الشرق الأوسط يخضع لرقابة الدولة العميقة في واشنطن وتخطيطها أكثر منه للإدارة الأميركية، وهو ما يدفع إلى الإستنتاج بأنّ هوية الرئيس الأميركي قد لا تُحدث فارقًا كبيرًا في الصورة الجاري رسمها للمنطقة، وقد تحصل فوارق في الأسلوب وربما في بعض التفاصيل، لكن الخطوط العريضة وضعتها المؤسسات الأميركية المعنية من وزارة الدفاع والمخابرات والأمن القومي أكثر منه من وزارة الخارجية والمواقع التابعة لها. (صحيفة الجمهورية، لبنان)

·     وضع العميد "الإسرائيلي" المتقاعد والمتخصص في الشؤون الدفاعية، أساف أوريون، جملة من التوصيات لترتيب الأوضاع على جبهة جنوب لبنان ضمن 3 جزئيات:

أولاً: الترتيبات الأمنية

ينبغي العمل على تعزيز الترتيبات الأمنية التي نص عليها القرار 1701 وغيره من الاتفاقات السابقة، وهو ما قد يتطلب تشكيل فريق عمل دولي يعمل خارج إطار مجلس الأمن، وبشكل أكثر تحديدًا، يجب أن تضمن الترتيبات الأمنية المستقبلية عدم استخدام الأراضي اللبنانية كقاعدة لتهديد "إسرائيل" سواء من قبل "حزب الله" أو وكلاء إيران الآخرين أو التنظيمات الفلسطينية أو الجهاديين.

ومن أجل توفير مصدر سلطة شرعي لهذه الترتيبات الأمنية، وبعد سنوات من الجمود السياسي، يحتاج لبنان إلى تشكيل حكومة فاعلة، تبدأ باختيار رئيس جديد للجمهورية. وينبغي ممارسة الضغط المباشر على من يعرقلون هذه الخطوة، بمن فيهم رئيس مجلس النواب نبيه بري. وفي حالة إخفاق هذا المسعى، يجب على الجهات الخارجية المضي قدماً بغض النظر عن ذلك.

ثانياً: إنشاء قوة من خارج مجلس الأمن

إن احتمالات صدور قرار أقوى بكثير من مجلس الأمن ضئيلة للغاية، نظرًا للمواقف المعرقلة التي اتخذتها الصين وروسيا حتى الآن. وبالتالي، قد تكون هناك حاجة لاتخاذ مسار بديل خارج إطار الأمم المتحدة. على سبيل المثال، يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل والدول ذات التفكير المماثل مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والشركاء الإقليميين المعنيين أن تنشئ آليتها الخاصة أو فريق عمل لتعزيز خارطة طريق جديدة مستقلة عن إطار الأمم المتحدة. وهذا من شأنه أن يمكّنهم من تعويض النقص في الترتيب الحالي، في قضايا تتراوح بين الرقابة والمراقبة والعقوبات القسرية. وقد توفر إسرائيل معلومات استخباراتية مركزة لدعم هذه الجهود، بما في ذلك الإنفاذ العسكري في حال فشل كل شيء آخر.

ولمعالجة مخاوف بيروت بشأن السيادة، ينبغي استكشاف بدائل أجنبية للطلعات الجوية الاستطلاعية الإسرائيلية، بدعوة من الحكومة اللبنانية، ولتحقيق هذا النهج، يتعين على فريق العمل دفع بيروت إلى طلب الدعم الدولي والالتزام بتعهدات معينة.  ويجب أن تخصص المساعدات المقدمة لدعم الاقتصاد اللبناني وإعادة الإعمار، بالإضافة إلى الأسلحة والأموال والدعم التدريبي للقوات المسلحة اللبنانية، وأن تكون مشروطة بالامتثال لمعايير واضحة في خارطة الطريق الجديدة.  كما ينبغي تصنيف أي جهات لبنانية متواطئة بشكل وثيق مع "حزب الله" كعناصر  "إرهابية"، والتعامل معها على هذا الأساس.

وسيتعين أن يتم نزع سلاح الميليشيات بشكل تدريجي وعلى مراحل بحسب الموقع والفصيل. وفي هذا السياق، يشكل الجنوب الموقع الأكثر إلحاحاً، حيث ينبغي التركيز على الأصول العسكرية المتبقية لـدى "حزب الله" والفصائل الفلسطينية المسلحة في مخيمات اللاجئين في الجنوب.

ثالثاً: وضعية قوات "اليونيفيل"

يجب العمل على تقييم إخفاقات قوات "اليونيفيل" بشكل نقدي وواضح، فقد تكيفت قوات "اليونيفيل" تدريجياً، بعد سنوات من الدعم غير الكافي من لبنان والأمم المتحدة، مع منع الوصول إلى مواقع "حزب الله" المحظورة بذريعة أنها "ممتلكات خاصة" و"مناطق ذات أهمية استراتيجية"، وبالتالي يجب العمل على تغيير قوات "اليونيفيل" أو حتى حلها نظراً لإخفاقاتها المتكررة. وفي حال تم الإبقاء عليها، ينبغي على قوات "اليونيفيل"أن تقوم بـ:

-      إظهار استعدادها للوفاء بمهام ولايتها من خلال العمل على منع جميع الهجمات التي تنطلق من الأراضي اللبنانية، وضمان حرية الحركة والوصول إلى جميع المواقع في منطقة مهمتها.

-      تعزيز قدرتها في تقييم الحالة العسكرية على الأرض من خلال إنشاء قدرات استخباراتية وظيفية في جميع أنحاء منطقة مهمتها. 

-        توسيع منطقة عملياتها شمالاً، في البداية إلى نهر "الأولي"، وربما إلى مناطق أبعد من ذلك.

وفي حال طلبت بيروت رسميًا دعم الأمم المتحدة في نزع سلاح الميليشيات وتجريد الجنوب من السلاح وتأمين حدودها، فسيكون ذلك الاختبار النهائي لمدى جدوى قوات "اليونيفيل". في هذه الحالة، يجب على الحكومة والقوات المسلحة اللبنانية أن تتجاوب بالمثل من خلال دعم أفراد قوات "اليونيفيل" وحمايتهم. علاوة على ذلك، يجب تعديل حجم قوات "اليونيفيل" بما يتناسب مع مهامها الفعلية عند كل فترة تجديد لتفويضها. ويُقترح أن يتم هذا التجديد كل ستة أشهر بدلاً من كل عام، مما يضمن مرونة أكبر واستجابة أفضل لمتطلبات المهمة المتغيرة.

بالمقابل، قد تعارض الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، مثل الصين وروسيا وربما فرنسا أي تغييرات مقترحة بخصوص قوات "اليونيفيل". وإذا كان الأمر كذلك، سيكون من الأفضل حل البعثة بالكامل، وهو إجراء يمكن أن تفعله الولايات المتحدة باستخدام حق "الفيتو" ضد تجديد التفويض لقوات "اليونيفيل" في آب/أغسطس المقبل، وحجب التمويل عن ميزانيتها البالغة 500 مليون دولار سنويًا. وفي هذا السيناريو، يمكن تصوّر أن تقوم بعثة مراقبة وقف إطلاق النار التابعة للأمم المتحدة ببعض مهام الرصد والاتصال، حيث إن مراقبيها العسكريين موجودين بالفعل في قوات "اليونيفيل"، وكان قادتها على اتصال بإسرائيل ولبنان وسوريا منذ عام 1948. (معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى)

ثالثاً.  استنتاجات مركز "صدارة"

·     تعمل الولايات المتحدة من خلال سفارتها في بيروت على عدة مسارات في الضغط على "حزب الله" من بوابة الجبهة الداخلية، بدءًا من المسار الإعلامي والسياسي لتهيئة رأي عام وجبهة سياسية معارضة تفرز تحركات ضاغطة في مجلس النواب أو في الشارع، وصولاً إلى المساعي الحثيثة لضرب بيئات النزوح المختلطة طائفيًا من خلال تغذية أو توفير الظروف المناسبة لوقوع احتكاكات عنيفة أو مسلحة في تلك البيئات مع تنامي عمليات التسلح وعودة "الأمن الذاتي" إلى بعض المناطق تحت ذريعة حمايتها، الأمر الذي ينذر بتطورها إلى أحداث أمنية متنقلة وقابلة للتوسع.

·     لا يزال العدو "الإسرائيلي" يركز في استراتيجيته على قطع خطوط الإمداد وتقطيع الأوصال بين الجبهات. فبعد غاراته المتواصلة على منطقة الحدود الشرقية مع سوريا، وإقفاله لمعبري المصنع وجوسية، يبدو أنه بصدد التوجه نحو الحدود الشمالية مع سوريا لاستكمال الإطباق والحصار. ومن جانب آخر، يركّز جيش الاحتلال جهوده على فصل البقاع عن عمق الحدود السورية وعن جنوب لبنان كونه يشكل خط الإمداد الجغرافي الرئيسي لجبهة القتال، وهو ما يلاحظ بشدة من خلال القصف والأحزمة النارية والإطباق الجوي والإستخباراتي عبر المسيّرات، فضلًا عن مواصلته سياسة توسيع دائرة التهجير الجغرافي.

·     من المرجح في ظل الفترة المتبقية للإدارة الأمريكية الحالية وحتى استلام وتنصيب ترامب، أن يكون لبنان على موعد مع أسابيع حامية، حيث سيحاول العدو تكريس وقائع جديدة في الميدان قبل الدخول في أي مفاوضات للحل السياسي والدبلوماسي، وهو ما يعيه "حزب االله" تمامًا، وبالتالي سيحاول من جانبه فرض معادلة اشتباك تقضي بتصعيد استهدافه لمواقع استراتيجية "إسرائيلية"، كما سيحرص على منعه من تحقيق مكاسب ميدانية مهمة تؤثر على توازن معادلة التفاوض.

·     يشير تصاعد التدخل السعودي والإماراتي في الملف اللبناني من خلال تغذية التحركات المناوئة لحزب الله إلى تقدير الجهتين بأن الفرصة سانحة ليس لإضعاف موقع حزب الله في المعادلة اللبنانية فحسب، وإنما إضعاف نفوذ إيران الإقليمي بصورة عامة. فالإمارات تنشط في جهود دفع النظام السوري لفك الارتباط عن محور المقاومة، كما تعمل الرياض وأبوظبي، بتنسيق مع الولايات المتحدة، على دعم المجموعات اليمنية المعادية للحوثيين لشن عمليات ضد الحوثيين في اليمن. هذه التحركات تفتح المجال لاحتمالات عودة التصعيد بين إيران والدولتين مجدداً على الرغم من أن طهران لا تريد حالياً تفجير العداء مع جيرانها، من أجل الحد من جبهات الاستهداف. ومن جهتهما، تحرص كل من السعودية والإمارات على تجنب المواجهة المباشرة مع إيران، إلا أن الانخراط المباشر في جهود الولايات المتحدة و"إسرائيل" لإضعاف وكلاء إيران الرئيسيين، والذي من المرجح أن تتصاعد وتيرته مع عودة ترامب، تتناقض مع مساعي تجنب التصعيد المباشر مع إيران.