أولاً. معطيات ومعلومات نوعية:
الملف اللبناني:
· كشفت مصادر مطلعة أن الدبلوماسيين الأجانب والعرب في لبنان باتوا على قناعة بأنّ قصة انهيار "حزب الله" لم تعد قائمة في حسابات أو حتى أذهان أصحاب القرار في العالم، وحتى في "إسرائيل" نفسها، مُشيرين إلى وجود إحباط من فشل مهمة فرط عقد الحزب في لبنان. ولفتت المصادر إلى أن السفارة الأمريكية سعت إلى إقناع عدد كبير من الشخصيات والقوى السياسية والإعلامية بالدخول في برنامج سياسي وإعلامي وشعبي ضد الحزب، لكن الحصيلة، حتى الآن، تظهر أن التجاوب حصل فقط من جانب "القوات اللبنانية"، وبعض الشخصيات العاملة معها، إضافة إلى بعض الأوساط القيادية في حزب "الكتائب" وليس الحزب كله، إذ ينقل عن الرئيس السابق "أمين الجميل" تحذيره نجله "سامي" من "مشاريع سمير جعجع". (صحيفة الأخبار، لبنان)
· كشفت معلومات أن السفيرة الأمركية في بيروت، ليزا جونسون، تحثّ كل زوّارها على التصرف بأن "حزب الله" انهار وأيامه معدودة، طالبةً منهم عدم التواصل مع الحزب أو استقبال مسؤوليه، وصولاً إلى محاولة جديدة لمنع أيّ ظهور إعلامي للحزب أو الناطقين باسمه على وسائل الإعلام. وفي السياق ذاته، كشفت معلومات أن إعادة إطلاق صحيفة "نداء الوطن" بنسختها الجديدة والتي يمولها "ميشال المر" بتمويل من دول خليجية وبالشراكة مع رئيس مجلس إدارة مصرف "سوسيتيه" أنطوان الصحناوي، ستكون أكثر وضوحاً في معارضة "حزب الله"، حيث تمّ تكليف فريق إعلامي من "القوات اللبنانية" بالإشراف على الخط التحريري للصحيفة، مع سعي لاستقطاب أقلام سنّية وشيعية معارضة للحزب. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· كشفت مصادر متابعة عن استياء واستغراب السفارة الأمريكية في بيروت من عدم وجود "مزاج سنّي" وتجاوب مع السفارة يلاقي الحملة على "حزب الله"، لافتةً إلى أنّ نائب بيروت، فؤادي مخزومي، رفض الدخول في أيّ حملة سياسية ضد "حزب الله"، والحديث عن مخاطر كثافة وجود النازحين في بيروت، وأنّ النائب "وضاح الصادق" صرّح بأنّ "الشارع السني" لا يقبل القيام بأيّ عمل يمكن أن يظهر على شكل دعم لحملة "إسرائيل" ضد الحزب. وأشارت المصادر إلى رفض إعلاميين مقربين من "تيار المستقبل" المشاركة في الحملة السياسية على "حزب الله"، كاشفةً أنّ رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، محبط من رفض شخصيات سنية بارزة المشاركة في لقاءات تعقد في "معراب" للحديث عن "مرحلة ما بعد حزب الله". (صحيفة الأخبار، لبنان)
· كشفت مصادر مطلعة أنّ وفدًا أمنيًا إماراتيًّا عقد عدة اجتماعات مع أطراف سياسيّة لبنانية مثل حزبي "القوات اللبنانية" و"الكتائب"، والنائب "أشرف ريفي"، إضافةً لنواب مستقلين ورئيس "جمعية بيروت للتنمية"، أحمد هاشمية، فضلًا عن جلسات مع إعلاميين من مؤسسات لبنانية تدور في فلك أبو ظبي، مُشيرةً إلى أنّ الوفد يستطلع حاليًا الأجواء ويقوم بجمع المعلومات الأمنية والسياسيّة، وطرح أسئلة حول القطاعات الاقتصادية، وإمكانية الاستثمار فيها في المرحلة المقبلة. وأوضحت المصادر أنّ الوفد الإماراتي شدد خلال لقاءاته على جملة نقاط أهمها:
- "حزب الله" يمر بمرحلة ضعف وسيعود إلى الحجم الذي كان عليه قبل عام 2005، كجهة تمثّل طرفًا سياسيًا لبنانيًا، يلعب أدوارًا مثله مثل بقية الأطراف، ولم يعد قائدًا لمحور وليس بالتالي لاعبًا إقليميًا.
- نصح الوفد من التقاهم بعدم تصديق مقولة أن "حزب الله" انتهى، انطلاقًا من أن الضربات العسكرية لا يُمكنها وحدها إنهاء الحزب، وأنّ الحزب قد يتراجع تكتيكيًا ويقبل بالهزيمة مرحليًا مقابل ضمان بقائه استراتيجيًا في المشهد.
- طالب القوى والمجموعات الحليفة للإمارات بالقيام بدورها وممارسة ضغوط على الحزب.
- ركّز على أنّ لبنان في المرحلة المقبلة سيكون بحاجة إلى ضابط إيقاع بعدما كان الحزب يلعب هذا الدور.
- شدّد على عدم استعجال انتخاب رئيس للجمهورية تحت النار، تفاديًا لانعكاس ذلك على الوضع الداخلي، وإمكانية تأجيج اقتتال طائفي، لا تؤيّده الإمارات.
- قلّل الوفد من دور الدوحة، ووصفه بـ"غير الجدّي"، وأنّه لا يشير إلى أن الدوحة جدّية في استثمار فعلي في لبنان، سواء في السياسة أو الاقتصاد. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· تقاطعت عدة مصادر حول ما سيطرح من نقاط للتسوية في ملف لبنان على الشكل التالي:
- سيسحب "حزب الله" قواته إلى شمال الليطاني ولن يجدد انتشاره العسكري في المنطقة الواقعة بين الليطاني والحدود مع الكيان.
- سينسحب الجيش "الإسرائيلي" من الخط الأول لمواقع حزب الله الذي يسيطر عليه حاليًا، إلى خط الحدود الدولية.
- سيقوم الجيش اللبناني في الأيام الستين الأولى بعد توقيع الاتفاق، بتدمير ما تبقى من البنية التحتية للحزب في المنطقة الواقعة بين الحدود والليطاني.
- سيتضمن الاتفاق ضمانات دولية من الولايات المتحدة وروسيا لمنع إعادة تسليح حزب الله في لبنان. وفي هذا الإطار، ستكون سوريا مسؤولة عن منع نقل الأسلحة من أراضيها إلى لبنان، خلافاً للوضع الذي كان سائداً في السنوات التي سبقت الحرب.
- في أي حالة انتهاك للاتفاقية، سواء من خلال إعادة تسليح حزب الله، أو الضرر العسكري الذي قد يلحقه الحزب بـ"إسرائيل" أو "الإسرائيليين"، يحق للجيش "الإسرائيلي" العمل ضد الانتهاك أو الرد عليه، ويكون النشاط مدعومًا بدعم دولي.
- تعزيز عمل قوات اليونيفيل.
- وضع برنامج واضح لعودة السكان مع إطلاق مؤتمر لتوفير الدعم والمساعدات حول إعادة الاعمار.
- تفعيل مسار البحث في إنجاز ترسيم الحدود البرية أو تثبيتها ومعالجة النقاط الست المتبقية من أصل 13 نقطة.
- التفاوض حول حلّ معضلة الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
- تعزيز البحث السياسي لانتخاب رئيس للجمهورية مع دخول وقف النار حيز التنفيذ، وتبدأ عملية إعادة تشكيل السلطة التي من المفترض أن تتولى هي التفاوض حول معالجة كل الوضع في الجنوب وترسيم الحدود، ووضع خطة إعادة الإعمار والحصول على المساعدات. (صحيفة المدن، لبنان)
· أفادت مصادر بعقد اجتماع ضمّ ممثلين عن وزارتي الخارجية وأجهزة الاستخبارات السعودية والقطرية، في الدوحة، جرى خلاله التنسيق بشأن القمة الطارئة التي عُقدت في الرياض حول غزة ولبنان، إضافةً إلى التنسيق في الملف اللبناني وتكثيف الجهود للدفع إلى حل سياسي في لبنان. وكشفت المصادر أنّه تمّ الاتفاق خلال اللقاء على أن الاجتماع العربي المُشترك بشأن لبنان سيضم ممثلين عن السعودية وقطر ومصر والأردن، وسيُعقد في عمّان منتصف هذا الشهر. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أفادت معلومات بأن الرئيس، سعد الحريري، قال في اتصالات مع حلقة ضيقة إنه ليس جاهزًا للعودة إلى لبنان في هذه المرحلة، ودعا أنصاره إلى تقديم كل ما يقدرون عليه لمساعدة النازحين، وإن أي طارئ سياسي يجب أن يتعاملوا معه بالتشاور مع الرئيس، نبيه بري، والنائب السابق، وليد جنبلاط. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· تتخوّف جهات معنية من هدف مركزي للحرب "الإسرائيلية" وهو تغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي في الجنوب والبقاع تحت عنوان غير معلن هو إزالة "الوجود الشيعي" من الحدود مع فلسطين المحتلة وسوريا معاً لإبعاد خطر "حزب الله" عن "إسرائيل". (صحيفة الجمهورية، لبنان)
· أفادت معطيات بوصول معلومات للأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية عن اجتماعات وتواصل بين قيادات من "القوات اللبنانية" وناشطين من المعارضة السورية في لبنان وخارجه، للاستفادة من تجمعات النازحين السوريين في أي "انتفاضة شعبية ضد حزب الله". (صحيفة الأخبار، لبنان)
· تتردد معلومات كشفت عنها مصادر أمنية دولية، تحذر من خطط "إرهابية" تستهدف البيئة الشيعية في لبنان، من خلال عمل مجموعات كـ "داعش و"جبهة النصرة" و"المعارضة السورية" بدعم "إسرائيلي" لزعزعة استقرار هذه البيئة. (موقع ليبانون فايلز)
· بدأت بعض الجماعات المحلية في شراء الذخيرة بشكل لافت، مع التركيز على الأسلحة الرشاشة الخفيفة، وذلك لتعزيز قدرتها على الحماية الذاتية. (موقع ليبانون فايلز)
· أكدت تقارير أمنية خارجية امتلاك الأجهزة الأمنية اللبنانية، ولا سيما فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، داتا ضخمة من الكاميرات الأمنية التي وثقت الكثير من التحركات في المنطقة المحيطة بعملية الإبرار التي وقعت في البترون، مشيرة إلى أن "الإسرائيليين" لم يتمكّنوا من مسح محتوى هذه الكاميرات، ما وفّر للجيش اللبناني وفرع المعلومات أرضية صلبة لتحليل البيانات ومعرفة الخطوات التي قام بها فريق الكوماندوس "الإسرائيلي". وأضافت التقارير أن التحقيقات تجري الآن للوقوف على حقيقة ما جرى، ويتركز البحث حول ما إذا كان الإنزال البحري هو العنصر الوحيد في العملية أم أن هناك فريقاً داعماً على الأرض سبق الإنزال "الإسرائيلي" ومهّد له. (موقع ليبانون فايلز، لبنان)
· كشفت مصادر مطلعة أن قيادة القوة البحرية الألمانية في "اليونيفيل" لم تُجِب عن استفسارات الأجهزة الأمنية اللبنانية وقيادة "اليونيفيل" حول محتويات راداراتها المنتشرة على طول الشاطئ اللبناني في ليلة اختطاف "عماد أمهز" من البترون، مكتفية بالإشارة إلى أنّها لا تملك أي معلومات أو تسجيلات أو صور عن هذه الحادثة. ولفتت المصادر إلى تمركز باخرتين ألمانيتين بنحو دائم على طول الشاطئ اللبناني مجهزتين بأجهزة رصد ومراقبة ومعدات وتقنيات متطورة جداً، ومن شبه المستحيل حصول عملية كهذه من دون رصد الرادارات وإرسال إشارات إنذار لوحدة القيادة البحرية. (صحيفة الجمهورية، لبنان)
· تتداول جهات أمنية معلومات مفادها أن "الإسرائيليين" وصلوا إلى البترون بزوارق "زودياك" تعمل بالطاقة الكهربائية، بحيث لا ينتج عن موتورات الدفع التابعة لها أصوات أو حرارة أو دخان تسهّل عملية رصدها من قبل الرادارات. (موقع لبنان 24)
· عُلِم أنّ العديد من التجار المعنيين باستيراد الهواتف الذكية في لبنان يواجهون صعوبات حاليًا في الحصول على أجهزة جديدة من الخارج إثر تأخر حركة الشحن بسبب توتر الوضع الأمني. (موقع ليبانون فايلز)
· عُلم من مصدر دبلوماسي أن الأردن وافق بأمر مباشر من الملك عبد الله الثاني على تجهيز كتيبتَين كاملتَين من الجيش اللبناني بالعتاد ووسائل النقل اللازمة، بما في ذلك شاحنات، مجنزرات M113، وجيبات عسكرية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي لتعزيز قدرات الجيش تمهيدًا لنشره جنوب نهر الليطاني. (موقع ليبانون فايلز، لبنان)
· أفادت صحيفة "لوريان توداي" الناطقة باللغة الانكليزية، بأن قيودًا أمنية فُرضت على دخول الأجانب إلى لبنان، تشمل صحافيين، وعاملين في المنظمات غير الحكومية من منظمات مختلفة، ألزمت بعض الزائرين بالبقاء في مطار بيروت لساعات طويلة، وأحيانًا ليومين، قبل إعادتهم ومنعهم من دخول الأراضي اللبنانية. (صحيفة المدن، لبنان)
· كشفت معطيات أن مجموع الخسائر الاقتصادية في لبنان حتى الآن بلغ 3 مليارات و380 مليون دولار، فيما تجاوز عدد النازحين المليون و200 ألف، مشيرةً إلى أنه بلغ عدد المغادرين إلى سوريا 358 ألفاً و133سوريّاً، و172 ألفاً و604 لبنانيين، كما بلغ عدد المغادرين إلى دول أخرى 120 ألفًا. (موقع VDL NEWS، لبنان)
· ذكرت مصادر متابعة أن قوات "اليونيفيل" تتجنب مساعدة المصابين من العسكريين، خشية مما يقال إنها تهديدات "إسرائيلية" باستهدافهم، فيما تكتفي القوات أن تقوم بالتنسيق مع "إسرائيل" لدخول وحدات الصليب الأحمر لفترات معينة غالبًا ما تكون قصيرة للغاية إلى مناطق يتم تحديدها سلفاً، تقوم خلالها تلك الفرق بإخراج جثث الشهداء وأحيانًا الجرحى. (موقع ليبانون ديبايت)
· أفادت معطيات بأن محيط قيادة الجيش في اليرزة تحول إلى مربع أمني منذ دخول البلاد مرحلة العدوان الإسرائيلي ويحتاج من يدخله أو ينوي دخوله إلى تصريح خاص يصدر عن الجيش، ولا بدّ أن تنطبق على المتقدم بالطلب الذي يفترض أنه يقطن في المنطقة، شروط وأحكام معينة، كمثل أنه نازح فقط ولا يمت بصلة إلى أحزاب أو تيارات ولا يزاول عملاً أو نشاطاً سياسياً أو غير سياسي. (موقع ليبانون ديبايت)
الكيان "الإسرائيلي":
· كشفت أوساط متابعة نقلاً عن مسؤولين أمميّين أنّ مسافة 3 كيلومترات من الحافة الأمامية الحدودية للبنان باتت أشبه بأرض محروقة، سوّاها العدوّ بالأرض من خلال تلغيم المناطق والقرى المحاذية للشريط الحدودي، مشيرةً إلى أن المعطيات تدلّ على أنّ "إسرائيل" تستعدّ لتزخيم عمليّاتها في ثلاث قرى: "الخيام"، "بنت جبيل" و"ميس الجبل" لتكون مسرحًا لقصف مركّز تمهيداً لدخولها من قبل العدوّ أسوة بما فعله في قرى الحافة الأمامية. (موقع لبنان الكبير، لبنان)
· أفاد خبير عسكري لبناني أن العدو يركز منذ فترة على الحفريات في المناطق القريبة من الخط الأزرق. (شبكة الهدهد الإخبارية)
· ذكر مصدر نيابي بارز نقلًا عن ديبلوماسي غربي، أن "نتنياهو" يتجه نحو تجزئة الحل في لبنان، بحيث يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار خلال فترة قصيرة لا يمكن تحديدها، وربما خلال أسبوعين أو أكثر، على أن يؤجل البت بموضوع سلاح "حزب الله" إلى ما بعد تسلّم فريق عمل الرئيس ترامب الملف، إفساحًا في المجال من "نتنياهو" أمام صفقة إقليمية شاملة، قد لا تنحصر في لبنان. (صحيفة الأنباء، الكويت)
· كشفت صحيفة "معاريف" أن رئيس الأركان "الإسرائيلي"، هرتسي هاليفي، اجتمع سرًا مع قيادات المستوطنات الشمالية، برفقة مسؤولين في الجيش، وأبلغهم أنه يجب عليهم الاستعداد لعودة المستوطنين خلال الشهر أو الشهرين المقبلين. (موقع لبنان 24)
ثانياً. تحليلات وقراءات:
· وضع محللون عدة توقعات لما يمكن أن يحصل على الساحة اللبنانية في حال التصعيد خلال الأيام القادمة وفقًا لما يلي:
- تشديد الحصار البري والبحري والجوي على مطار بيروت ومرفئها والمعابر الحدودية مع سوريا، لتضييق الخناق على "حزب الله" وعلى الدولة اللبنانية.
- إنزالات جوية وبحرية لوحدات "إسرائيلية" خاصة لتنفيذ عمليات (خطف أو اغتيال أو تفجيرات لإرباك "حزب الله" وخلق بلبلة وفوضى في الداخل اللبناني)، إلى جانب اغتيالات لشخصيات سياسية لبنانية لاتهام "حزب الله" وإعادة الساحة الداخلية إلى مناخ ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
- احتمال توجيه ضربات لضواحي بيروت الغربية والشرقية لتأليب البيئات الأخرى على المقاومة وتنظيم تظاهرات وحملات إعلامية لدعوة "حزب الله" للتجاوب مع تطبيق القرارات الدولية تحت شعار إنقاذ لبنان، بالتوازي مع قصف منشآت حيوية ومرافق رسمية لتزخيم الضغط على الدولة لدفعها إلى تقديم تنازلات سياسية. (صحيفة الجمهورية، لبنان)
· رأى المحلل العسكري اللبناني، رياض قهوجي، أنّ "إسرائيل" اتبعت استراتيجية لم يتوقعها "حزب الله" وهو شن عملية برية بأسلوب الأرض المحروقة، فزجّت بفرق المشاة مع القوات الخاصة، مدعومة بالطيران وسلاح المدفعية، فيما كانت المدرعات "الإسرائيلية" تتقدّم فقط بعد سيطرة المشاة على مناطق أساسية تمنع تهديدات الصواريخ لها، لافتًا إلى أنّ كثافة النيران "الإسرائيلية" مكّنت المشاة من الوصول إلى مداخل الأنفاق والبلدات الحدودية والسيطرة عليها بروية ومن دون تسرّع من أجل إبقاء عدد الإصابات متدنٍ في صفوف الجنود والآليات. وأضاف أنّ الحزب لم يتحضر لعملية إفراغ القرى والمدن واستهداف المستشفيات التي قامت بها "إسرائيل"، مما أوجد مشكلة اجتماعية حادة، وعزل المقاتلين على الخطوط الأمامية مع قدرات اتصال محدودة، إضافة إلى أن ضرب "إسرائيل" لمنشآت الحزب المالية والاقتصادية وضع الحزب أمام حرب شاملة ووجودية. (صحيفة النهار، لبنان)
· كشف الصحفي اللبناني المقرب من "حزب الله"، قاسم قصير، أن الحزب يبني خياراته وتوقّعاته على الاحتمال الأسوأ، وهو استمرار المواجهات وحرب الاستنزاف وترك الكلمة للميدان، لكن في مقابل هذا التوقّع فإن لدى قيادة الحزب، تخوّفًا كبيرًا من أن تؤدّي المواجهات القائمة وتطوّر إطلاق الصواريخ باتّجاه الداخل "الإسرائيلي" إلى قيام العدو بزيادة مساحات التوغّل البرّي وتصعيد القصف بحيث يطال المرافق الحيوية مثل المطار والمرفأ، كما حصل قبل عدّة أيام عندما اقترب القصف من محيط مطار بيروت دون أن يطاله مباشرة، لكنّه ترك آثاره على بعض المدارج والقاعات، وذلك ردّاً على استهداف الحزب محيط مطار "بن غوريون". (موقع أساس ميديا، لبنان)
· أقر مراقبون ومحللون سياسيون "إسرائيليون" وغربيون في صحيفة "نيويورك تايمز"، بتعقيد الوضع السياسي والعسكري على الجبهة الشمالية، ولا سيما وسط تمسك الغرب بطروحات "خيالية" لإنهاء الحرب، مستبعدين أن تكون "إدارة بايدن" قادرة على التوصل، في الأسابيع المتبقية لها، إلى حلّ سياسي ملائم، وأنّ "بايدن" سيسلم "أزمة لبنان" إلى خليفته "ترامب". واعتبر المراقبون أنّ أهداف وسياسة "إسرائيل" وأمريكا بإعادة تشكيل السياسة في بيروت وتشكيل حكومة لبنانية خالية من نفوذ "حزب الله" وإيران، ونشر الجيش اللبناني في الجنوب، تبدو "خياليّة"، لا سيما أنّ "حزب الله" وإيران لا يزالان يتمتعان بالنفوذ، ومن غير المرجح أن يستسلما بسهولة، لافتين إلى أنّ واشنطن قد تضطر إلى الاكتفاء بوقف إطلاق النار على أساس القرار 1701، فقط لا غير، ثمّ تتخذ "خطوات تدريجية" في أعقاب تنفيذه. (صحيفة الأخبار، لبنان)
ثالثاً. استنتاجات مركز "صدارة"
· تشير التحركات السياسية والعسكرية إلى أن استراتيجية الحرب في لبنان باتت تتبلور أكثر باتجاه محاصرة حزب الله واحتوائه وليس القضاء عليه وتدميره. أي أن "إسرائيل" ربما تتجه للاقتناع بنهج تجاه الحزب سبق أن رفضته إزاء التعامل مع حماس، وهو تعهد خطوات منسقة وطويلة الأجل لمحاصرة الحزب وقطع خطوط إمداده المالية والعسكرية، وتضييق الخناق عليه محلياً سياسياً وأمنياً، للإبقاء على تهديده في الحد الأدنى وصولاً إلى إضعافه بصورةاستراتيجية مع الوقت. لا يعني هذا أن هذه الاستراتيجية تخلو من العمل العسكري، ولكن تعني أن العمل العسكري هدفه تحقيق الاحتواء بما يشمل إبعاد الحزب عن جنوب الليطاني، وتأمين الشريط الحدودي بإخلائه من التجمعات السكانية، وفرض إجراءات أمنية على الحدود السورية اللبنانية لقطع خطوط الإمداد العسكري للحزب. ومحلياً، سيكون تمام هذه الاستراتيجية هو زيادة قدرات الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية لإحكام الخناق على المطارات والموانئ، فضلا عن مراقبة تحركات الحزب وأنشطته وبنيته العسكرية، والتي يتوقع أن يتواصل استهدافها بضربات نوعية.
· من الواضح تنامي القناعة لدى العديد من الدبلوماسيين وحتى الأوساط السياسية الداخلية بأن المنطق الذي حاولت السفارة الأمريكية في بيروت أن تروج له سياسيًا وإعلاميًا سواء بشكل مباشر أو عبر المعارضة اللبنانية وعلى رأسها القوات اللبنانية والذي يقضي بأن دور وتأثير حزب الله في الداخل اللبناني والخارطة السياسية قد انتهى. وبالتالي فإن هدف إعادة تشكيل التوازن السياسي الداخلي بعيدًا عن "حزب الله" بات متراجعا، وذلك نتيجة جملة من الأسباب، أبرزها:
- استعادة "حزب الله" لزمام التحكم والمبادرة من خلال ملء شواغره التنظيمية وإعادة تفعيل تواصله الإعلامي وتكثيفه، وعودة الحراك إلى كتلته النيابية وإعادة تواصله مع الحلفاء وتحصين جبهته السياسية الداخلية. والأهم من ذلك، أن أداء الحزب العسكري أكد أن الضربات التي وجهت له لم تغيّر في المجمل من وزنه العسكري.
- فشل المعارضة في إنشاء حراك سياسي فاعل برغم المقدرات الخارجية المرصودة لذلك، وعلى رأسها من دولة الإمارات، والولايات المتحدة، وتجييش الماكينة الإعلامية اللبنانية المعارضة لتأليب الرأي العام ضد "حزب الله". ولعل جزءًا مهمًا من الفشل هو عدم تجاوب البيئة السنية مع أي حملات ضدالحزب وبالأخص في زمن الحرب، وهو ما تجلى بشكل واضح في مواقف مجموعة من النواب السنة وبقاء اللواء "ريفي" كمن يغرد خارج السرب.
· لا تعني الحالة العسكرية الراهنة وتواتر الأنباء على مسودات لاتفاق وقف لإطلاق النار أن الهدوء سيكون سيد الموقف طوال المرحلة القادمة؛ وسيظل من المتوقع أن نشهد جولات تصعيدية جديدة لاستكمال التفاوض تحت النار؛ إذ إن "إسرائيل" ستواصل مخططها في قرى الجنوب، وستواصل عمليات الاغتيال وتوسع دائرة استهدافها لخطوط الإمداد التي يسلكها "حزب الله" في لبنان وسوريا، في مقابل تكثيف "حزب الله" عمليات الإطلاق المكثف للصواريخ، وإدخال أنواع وقواعد جديدة إلى دائرة عملياته.
· ما تزال هناك مخاوف جدية من محاولة ضرب بيئات النزوح سواء عبر الاستفادة من تجمعات النازحين السوريين وخريطة انتشارهم مع النازحين اللبنانيين في إثارة بيئة "حزب الله" أو مجتمعات النازحين. لكن يظل من المهم الأخذ في الاعتبار أن الأطراف الخارجية لا تسعى لاقتتال أهلي طائفي في لبنان وإنما كانت تراهن على تحركات شعبية، أي أن هذا التهديد وإن ظل محتملا، لكنّه في مستويات متوسطة.