استنتاجات الموجز:
- استعراضًا للقوة العسكرية المتطورة، الحرس الثوري يعلن عن مدينة صاروخية جديدة تحت الأرض
- انتعاشة الاقتصاد الإيراني المؤقتة تتلاشى سريًعا بعد وصول "بايدن" للبيت الأبيض
- "ظريف" يؤكد أنه لا فرق بين "ترامب" و"بايدن" بسبب تباطؤ أمريكا في العودة للاتفاق النووي
ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن بحرية الحرس الثوري أزاحت الستار، الإثنين، عن “مدينة صاروخية” جديدة في موقع لم تحدده، موضحًا أن المدينة تضم صواريخ "كروز" وصواريخ باليستية فيما أشار الحرس الثوري إلى أن "القاعدة مزودة بمعدات للحرب الإلكترونية، وأنها قادرة على إطلاق الصواريخ والألغام البحرية من الأعماق". وقال قائد الحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، إن "ما تضمه القاعدة الجديدة جزء بسيط من القدرات الكبيرة الواسعة الصاروخية للقوات البحرية في الحرس الثوري".
في الشأن النووي، كشف تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن شروع إيران في تخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز تحت الأرض، وذلك باستخدام نوع ثانٍ من أجهزة الطرد المركزي المتطورة "آي.آر-4". وأشار التقرير إلى أن إيران بدأت ضخ سادس فلوريد اليورانيوم، في سلسلة من 174 جهاز طرد مركزي "آي.آر-4"، وركبتها بالفعل في محطة تخصيب الوقود، لافتًا إلى أن طهران أظهرت تخطيطها لتركيب سلسلة ثانية من أجهزة الطرد المركزي من الطراز نفسه في محطة لتخصيب الوقود، لكن تركيب تلك السلسلة لم يبدأ بعد. وذكر التقرير أيضًا أن إيران قامت بالفعل بزيادة عدد أجهزة "آي.آر-2 إم"، وهي أجهزة أكثر كفاءة بكثير من أجهزة "آي.آر-1" في المنشأة تحت الأرض.
في الشأن ذاته، أشار إلى أن إيران بدأت نقل مجموعات طرد مركزي من محطة فوق الأرض في نطنز إلى محطة تخصيب الوقود تحت الأرض (FEP)، وأنها تقوم بالفعل بالتخصيب تحت الأرض بأجهزة طرد مركزي من طراز "IR-2m". بدوره، نشر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، كتابًا جديدًا له يتناول فيه قضايا تخص الاتحاد، من بينها الاتفاق النووي مع إيران. وحذر "بوريل" من أن "الضغوط التي تُمارس على الاتفاق النووي مع إيران قد تودي به إلى الانهيار، وهو أمر سيجر تبعات خطيرة على المنطقة والعالم".
في السياق، أكد وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، أنه لا يوجد فرق بين الرئيس الأمريكي السابق، "ترامب" والحالي "بايدن" في ممارسة "الضغوط القصوى" على بلاده. وشرح ظريف الوضع في منطقة غرب آسيا، قائلا: "بصراحة الوضع الحالي في منطقتنا ليس جيدًا، إراقة الدماء والحرب الأهلية وعدم الاستقرار والعنف من ناحية، والتخلف عن التطورات الاقتصادية والاجتماعية والبشرية من ناحية أخرى، ليست ظروفًا جيدة، نعرف كل هذه المشاكل، لكن نادرًا ما ننتبه إلى جذورها وأسبابها"، مضيفًا: "أعتقد أن هناك ثلاثة جذور رئيسية، تشمل التدخل الدولي والأمن وتحديد الأولويات".
اقتصاديًا، تلاشت انتعاشة اقتصاد إيران المؤقتة بعد فوز "بايدن"؛ فعندما تم التصديق على انتخابه في كانون الثاني/ يناير الماضي، ارتفعت قيمة العملة الإيرانية مقابل الدولار بنسبة 20%. وكان الكثير من الإيرانيين يأملون أن يعني فوز "بايدن" العودة إلى الاتفاق النووي عام 2015، ووضع حد لحملة "أقصى ضغط" التي جعلت الأزمة الاقتصادية العالمية المصاحبة لوباء "كورونا" أسوأ، بشكل لا يقاس بالنسبة للإيرانيين العاديين. لكن في غضون أسبوع من تولي "بايدن" الرئاسة، أعلن وزير خارجيته، أنتوني بلينكن، أن واشنطن لا تزال "بعيدة" عن الانضمام إلى الاتفاق النووي، فيما استجابت أسواق العملات في طهران بسرعة وعاد الدولار إلى الارتفاع.
أمنيًا، لقي ثمانية أشخاص مصرعهم وأصيب 900 آخرون في احتفالات "الأربعاء الأحمر"، التي تسبق "عيد النوروز" في إيران. وأفاد رئيس هيئة الطوارئ بأن 72 شخصًا من المصابين فقدوا أعضاءً من أجسادهم، و234 أصيبوا بحروق، و300 تلقوا إصابات في أعينهم. يذكر أن احتفالات "الأربعاء الأحمر" مهرجان تقليدي، يقام في آخر أربعاء قبل عيد النوروز (الربيع) الموافق21 آذار/ مارس، وهو تاريخ بدء العام الجديد في إيران حسب التقويم الفارسي. كما أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن مقتل شخص وجرح ثلاثة آخرين جراء انفجار في مدينة سراوان جنوب شرق البلاد، فيما وصف الحرس الثوري الانفجار بالإرهابي متهمًا جماعة انفصالية بالوقوف وراءه.
من جهته، توقع المرشد الإيراني، علي خامنئي، أن يكون عام 1400 بالتقويم الفارسي حساسًا ومهمًا، بسبب الانتخابات التي ستجرى في بدايته، في "خرداد" 1400 (حزيران/ يونيو 2021). وقال "خامنئي" إنه "سيكون عام الإنتاج والدعم وإزالة الموانع"، مضيفًا أن "هناك أرضية جيدة لازدهار الطفرة في الإنتاج، ويجب الاستفادة من هذا إلى أقصى حد، ولا بد من متابعة هذه الحركة بجدية، ويجب تقديم كل الدعم القانوني والحكومي من الجهات جميعًا، إلى الطفرة في الإنتاج". وأضاف المرشد أن "البلاد أمام انتخابات مهمة، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير في أوضاعها وأحداثها ومستقبلها"، مبينا أن "إدارات جديدة ستأتي إلى رأس العمل، وربما مفعمة بالحيوية، فتدخل البلاد بدوافع متنوعة وقوية، وتدخل في الإدارة التنفيذية لها".
في شأن منفصل، أعلن المدير التنفيذي لشركة السكك الحديدية أن أول قطار سينطلق من إسلام آباد مرورًا بإيران وصولًا إلى إسطنبول في 20 نيسان/ أبريل المقبل. كما أعلن وزير الطرق، محمد إسلامي، عن تعليق دخول الأجانب القادمين من العراق جوًا لمدة أسبوعين، منوهًا إلى سريان حظر دخول المسافرين من 32 دولة، منها بريطانيا، إلى إيران بشكل مباشر وغير مباشر وإلغاء كافة الرحلات لهذه الوجهات.
في شأن أمني منفصل، ذكرت صحيفة "دايلي مافريك" أن فريقًا سريًا من القوات البريطانية المتمركزة في البحرين، التي تبعد 190كلم عن إيران، لعب دورًا رئيسيًا خلال "فترة زيادة النشاط والتوتر التي أعقبت مقتل سليماني". وقال خبير بالأمم المتحدة إن عملية الاغتيال كانت غير قانونية بموجب القانون الدولي.
خارجيًا، قالت الخارجية الإيرانية إن "السعودية توجه اتهامات كثيرة لنا، وأكدنا في ردنا على رسالة أمير قطر ضرورة الحوار الإقليمي". بدوره، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية، سعيد خطيب زاده، إلى البيان الأخير الصادر عن مجلس التعاون الخليجي، حيث كتب على "تويتر": "إن السعودية أصدرت باسم مجلس التعاون في الخليج الفارسي بيانًا معاديًا لإيران، لكن إيران شددت في ردها على رسالة من أمير قطر، حملها وزير خارجيتها إلى طهران، على ضرورة الحوار الإقليمي". وتابع "خطيب زاده" أن "بعض أعضاء المجلس الواقعين تحت ضغط النظام السعودي، ما زالوا مولعين بمشروع إيرانوفوبيا الفاشل"، مضيفًا أن "النظام السعودي يروج للكراهية والعنف في المنطقة من خلال أخذ المجلس واجتماعاته كرهائن وفرض آرائه الهدامة عليه".