استنتاجات الموجز:
- رغم العداء التركي الأرميني، أنقرة تسارع لإدانة المحاولة الانقلابية في أرمينيا وسط خشية من تأثيرها على الاستقرار في قره باغ
- قيادة "حزب العدالة والتنمية" الجديدة في إسطنبول تحمل في طياتها تغييرًا بارزًا ومؤشرات مهمة على الصعيد الداخلي للحزب إلى جانب التقارب مع "حزب السعادة"
سارع أركان الدولة التركية إلى إدانة المحاولة الانقلابية التي شهدتها أرمينيا، رغم العداء الكبير بين البلدين، و"بريفان" ورئيس الوزراء، نيكول باشينيان، بشكل خاص والذي خسر مؤخرًا الحرب في قره باغ أمام أذربيجان المدعومة من تركيا عسكريًا وسياسيًا. وإلى جانب “الموقف المبدئي” الذي دفع أنقرة لإدانة محاولة الانقلاب في أرمينيا، عبرت أوساط تركية غير رسمية عن قلقها من أن يؤدي نجاح محاولة الانقلاب وسيطرة الجيش على السلطة، إلى التأثير على الاستقرار العسكري في قره باغ وعودة الاشتباكات التي توقفت باتفاق أذربيجاني مع باشينيان بوساطة روسية.
كما تخشى أنقرة أن يسيطر على السلطة في أرمينيا قيادات الجيش المحسوبة على روسيا، وهو ما قد تستخدمه موسكو لتحريك الجيش الأرميني للضغط على تركيا في قره باغح حيث تتوقع مصادر تركية أن موسكو غير راضية عن التواجد التركي في قره باغ، كما أنها ترغب في تقليص النفوذ التركي المتزايد في المنطقة.
من جهة أخرى، عاد التوتر بين تركيا وإيران مرة أخرى بعد استدعاء وزارة خارجية البلدين سفراء البلدين للاحتجاج؛ فبعد أن استدعت الخارجية التركية السفير الإيراني لدى أنقرة للاحتجاج على تصريحات السفير الإيراني في العراق، الذي طالب فيها تركيا بالتوقف عن انتهاك سيادة العراق، استدعت الخارجية الإيرانية سفير أنقرة لدى طهران على خلفية تصريحات لوزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، حول انتشار تنظيم "حزب العمال الكردستاني" "بي كي كي" في الأراضي الإيرانية.
دبلوماسيًا، بحث الرئيس القرغيزي، صدر جباروف، مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، القضايا الراهنة للتعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، ومرحلة تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقًا في إطار الشراكة الاستراتيجية. وهنأ "جباروف" "أردوغان" بعيد ميلاده الـ67، متمنيًا له دوام الصحة والتوفيق في عمله. كما تقدم الرئيس القرغيزي بالشكر لـ"أردوغان" على المساعدات التي قدمتها أنقرة لبلاده في مكافحة فيروس "كورونا" العام الماضي.
داخليًا، يواصل "حزب العدالة والتنمية" الحاكم عقد مؤتمراته في مختلف الولايات، لضخ دماء جديدة والاستعداد لعقد المؤتمر العام، للاستعداد للانتخابات المزمعة في 2023، والاستعداد لأي سيناريو قد يقود البلاد لانتخابات مبكرة، وهو ما تضغط باتجاهه المعارضة بقوة. لكن الأمر يبدو مختلفًا هذه المرة، ويتجاوز حدود الترتيبات التقليدية داخل إطار الحزب؛ حيث تشير تطورات كثيرة إلى أن "أردوغان" بصدد مراجعات “استراتيجية” قد تقوده للتقارب مع أحزاب محافظة معارضة. وبعد أن بدأت المؤتمرات بشكل تدريجي من خلال تقنية "فيديو كونفرانس" والتجمعات المحدودة، قرر "أردوغان" النزول إلى الشارع مجددًا والمشاركة في إلقاء الخطابات المباشرة في مؤتمرات الحزب بالمحافظات الهامة، حيث يتوقع أن ينتهي الحزب من إجراء انتخابات القيادة الجديدة في المحافظات بحلول الأسبوع المقبل، على أن يعقد المؤتمر العام للحزب في النصف الثاني من آذار/ مارس.
وحملت انتخابات قيادة الحزب في إسطنبول في طياتها تغييرًا بارزًاحمل مؤشرات مهمة؛ حيث يعتبر الرئيس الجديد، عثمان كباك تبه، من القيادات القديمة لحركة “مللي غوروش” ،الذين عملوا إلى جانب "نجم الدين أربكان" لفترة طويلة. كما أن “كباك تبه” من مؤسسي الأجنحة الشبابية لعدد من الأحزاب في السابق، ولديه خبرة عالية وقدرة على مخاطبة الشباب الذين يعاني "العدالة والتنمية" من صعوبة مخاطبتهم وكسب أصواتهم في السنوات الأخيرة.
بدرجة أخرى، يعتبر اختيار “كباك تبه” لزعامة تالحزب في إسطنبول خيارًا توافقيًا؛ حيث يرى كثيرون أنه ذو شخصية توافقية هادئة غير محسوب على أي من الأقطاب داخل الحزب، وهو ما ساعد في التوافق عليه بعيدًا عن تجاذبات الأقطاب المتمثلة بدرجة أساسية بقطبي "البيرق" و"صويلو". من جانب آخر، فُهم اختيار “كباك تبه” على أنه محاولة من "أردوغان" للتقارب من "حزب السعادة" المحافظ؛ حيث يعتبر “كباك تبه” من القيادات السابقة في أحزاب "الفضيلة" و"الرفاه" ومؤمن بحركة “مللي غوروش” وأفكار "أربكان"، وذلك إلى جانب العديد من الخطوات التي اتخذها "أردوغان" مؤخرًا واعتُبرت بمثابة محاولات حقيقية لضم ”السعادة" إلى صفوف تحالفه الانتخابي.
داخليًا أيضًا، جدّد ساسة أتراك إدانتهم الشديدة لكافة أشكال الانقلابات العسكرية، في الذكرى الـ24 لانقلاب شباط/ فبراير 1997 أو ما يعرف بـ"انقلاب ما بعد الحداثة". وأكد رئيس البرلمان، مصطفى شنطوب، أن انقلاب شباط يشكل أحلك الأمثلة على التقاليد الانقلابية في استهداف الشعب وإرادته، فيما وصفه وزير الخارجية، مولود تشاووش أوغلو، بأنه انقلاب صريح على الديمقراطية.
حول تطورات جائحة "كورونا"، سجلت تركيا مؤخرًا 66 حالة وفاة و8424 إصابة جديدة بالفيروس خلال 24 ساعة، وارتفعت حصيلة الوفيات إلى 28.569 حالة، فيما ارتفعت الإصابات إلى 2.701.599 حالة، بينما ارتفعت حصيلة المتعافين إلى 2.572.234 حالة.
قضائيًا، أصدرت النيابة العامة في أنقرة مذكرة توقيف بحق سبعة أجانب يحملون الجنسيتين العراقية والسورية ينتمون لتنظيم "داعش"، وأظهرت التحقيقات أنهم على تواصل مع أعضاء التنظيم في مناطق القتال، فيما تواصل فرق مكافحة الإرهاب بمديرية أمن أنقرة العمل على إلقاء القبض على المطلوبين.
أمنيُا، سلم عنصران من "بي كى كى" نفسيهما لقوات الأمن التركي إثر جهود الإقناع التي تبذلها مديرية الأمن والقيادة العامة لقوات الدرك، بعد فرارهما من صفوف التنظيم، وذلك بعد انضمامهم إلى صفوف التنظيم عامي 2014 و2015، وشاركا في أنشطته في العراق وسوريا. وبهذا يرتفع عدد أعضاء التنظيم الذين سلموا أنفسهم للأمن التركي عن طريق الإقناع منذ مطلع العام الجاري إلى 31 عنصرًا.
أمنيًا أيضًا، ألقت قوات الدرك القبض على ثلاثة عناصر من داعش"، خلال محاولتهم الدخول إلى قضاء "جيلان بنار" المحاذي للحدود مع سوريا، بطرق غير قانونية. وعثرت القوات التركية بحوزة الإرهابيين على 600 غرام من المتفجرات البلاستيكية وجهازي صعق كهربائي وأدوات أخرى.
عسكريًا، أجرت القوات البحرية تدريبات على الرماية فوق سطح البحر، والدفاع الجوي ضمن الاستعداد لعمليات محتملة، وذلك بمشاركة القيادة الإقليمية للبحر المتوسط، وقيادة قاعدة إسكندرون (التابعة للقوات البحرية). وتأتي التدريبات مع مواصلة الجيش مناورات "الوطن الأزرق" التي انطلقت الأربعاء الماضي وتستمر حتى 7 آذار/ مارس المقبل في بحري المتوسط وإيجة. وتهدف المناورات إلى تقييم جاهزية القيادات والوحدات والسفن التابعة للقوات البحرية، وتطوير القدرات المشتركة في العمليات والتكتيكات البحرية.
عسكريًا أيضًا، باشرت شركة "سارسيلماز" التركية لصناعة الأسلحة في الإنتاج المتسلسل لبندقية "SAR 762 MT" محلية الصنع، وتستعد لتسليم الدفعة الأولى منها إلى قوات الأمن خلال الشهر الجاري، وذلك بعد استكمال الاختبارات التحقق من تصميم البندقية الرشاشة، واختبارات التأهيل على وشك الانتهاء.