استنتاجات الموجز:
- عودة التوتر إلى العلاقات التركية الفرنسية بعد بصيص الأمل من المكالمة الهاتفية بين "أردوغان" و"ماكرون"
- روسيا تُقنع تركيا بإعادة فتح معابر في إدلب وحلب وعينها على كسر الحصار والعقوبات الدولية ضد النظام السوري
- تغييرات كبيرة بقيادية "العدالة والتنمية" في مؤتمره العام السابع استعدادًا لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية
عاد التوتر مجددًا إلى العلاقات بين أنقرة وباريس بعد أن بدا خلال الأشهر الماضية أن الأمور تتجه نحو التهدئة، وذلك على خلفية تحذير الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، هذا الأسبوع من مغبة "محاولات تدخل" تركيا في الانتخابات. وبينما كان يُنتظر أن يتم الإعلان عن موعد اللقاء المحتمل "وجهًا لوجه" بين الرئيسين التركي والفرنسي، والذي تحدث عنه وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، سابقًا، وفي خضم أجواء الانفراج بين البلدين، بث تلفزيون "فرانس5" الفرنسي فيلمًا وثائقيًا ضمن برنامج "سي-دان لير"، عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. وفي إطار الفيلم، حذر "ماكرون" من مغبة أنه ستكون هناك "محاولات تدخل" من جانب تركيا في الانتخابات الرئاسية القرنسية التي ستجرى في نيسان/ أبريل عام 2022.
من جهتها، سارعت تركيا للرد على اتهام "ماكرون"، الذي يسعى للفوز بفترة رئاسية ثانية لمدة خمس سنوات، واصفةً إياها بأنها "غير المقبولة"، وفق بيان لوزارة الخارجية التركية، والذي جاء فيه "في الوقت الذي تسعى فيه أنقرة لإنهاء التوترات لاستعادة العلاقات السلمية والودية مع باريس.. نعتبر أن تصريحات السيد ماكرون مؤسفة وغير متناسقة".
خارجيًا أيضًا، ورغم التراجع في العلاقات بين تركيا ومصر، سارعت الأولى في إبداء استعدادها لتقديم المساعدة في إعادة تعويم السفينة الجانحة بقناة السويس، مبينةً أنها تمتلك سفينة "نانا هاتون" التي تعد واحدة من السفن المعدودة في العالم التي تنفذ مثل هذه العمليات الكبيرة في إعادة التعويم، وأنه في حال تلقيها ردًا ستشارك في عملية التعويم.
في الملف السوري، وبعدما فشلت روسيا في جميع محاولاتها الدبلوماسية لإعادة تأهيل النظام السوري دوليًا وإنعاشه اقتصاديًا، حيث يعيش أزمة خانقة، وسعيًا وراء الهدف الأكبر لموسكو للبدء بجني “الثمار” في سوريا عبر إعادة إعمارها، رجعت إلى محاولة إقناع تركيا بفتح المعابر شمالًا بين المناطق التي تسيطر عليها أنقرة وبين مناطق النظام. فقد اتفق الجيش الروسي اتفق مع نظيره التركي على فتح معبرين في منطقة خفض التصعيد في إدلب وآخر قرب حلب في سوريا، بسبب الأوضاع الإنسانية الصعبة.
ويأتي ذلك بعد تصعيد روسي وقصف مكثف استهدف منشآت مدنية وطبية شمال غربي سوريا، حيث اقترحت روسيا فتح المعابر بين مناطق سيطرة النظام والمعارضة شمال سوريا، كرئة يتنفس منها النظام في ظل الركود والعقوبات التي يعانيها، وذلك بحجة تفاقم الوضع الإنساني. وتضمن المقترح الروسي تنظيم دخول البضائع الإنسانية وخروج اللاجئين اعتبارًا من الـ25 من الشهر الجاري.
على صعيد خارجي منفصل، تواصل تركيا تنسيقها مع القيادة الليبية الجديدة؛ حيث استقبل "أردوغان" رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، والوفد المرافق له، واستمر اللقاء لمدة ساعتين بعيدًا عن عدسات وسائل الإعلام. واستعرض اللقاء العلاقات التركية-الليبية المتجذرة من كافة النواحي، والخطوات الرامية لتطوير التعاون، ووجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية الراهنة.
داخليا، شهد "حزب العدالة والتنمية" تغييرًا واسعًا في تشكيلة الهيئة القيادية العليا للحزب في مؤتمره العام السابع، وجدد لرئيسه الحالي "أردوغان"، وذلك في إطار إعادة ترتيب صفوفه لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تمر بها البلاد، ويستعد لخوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في 2023، والتي تشير تكهنات إلى إمكانية إجرائها بشكل مبكر بضغط من المعارضة.
في هذا الإطار، شهدت الهيئة القيادية العليا للحزب (مجلس الإدارة والقرار المركزي) تغييرًا واسعًا، شمل معظم أعضائها الذين أجري تعديل على عددهم في القانون الداخلي للحزب، حيث رفع عددهم من 50 إلى 75 لأول مرة لتوسيع تمثيل القاعدة الشعبية للحزب، وحافظ 28 فقط من أعضاء الهيئة القيادية العليا على مقاعدهم، بينما دخل الهيئة القيادية العليا 47 اسمًا جديدًا، وهو رقم يظهر حجم التغيير الكبير الذي طرأ على أعلى هيئة قيادية في الحزب.
كما تم إجراء تغيير على القانون الداخلي بتعيين نائبين لزعيم الحزب بعد أن كان له نائب واحد، وجرى تعيين رئيس الوزراء السابق، بن علي يلديم، نائبًا إلى جانب "نعمان قورتولموش" القيادي البارز، وذلك بعدما كانت التكهنات في السابق تتحدث عن إمكانية تعيين "يلدريم" نائبًا للرئيس، قبل أن يعين نائبًا له، لكن لشؤون الحزب وليس الرئاسة. وخرج من الهيئة القيادية للحزب عدد من الأسماء البارزة، منها "لطفي علوان"، الذي عين مؤخرًا وزيرًا للخزانة والمالية، و"ماهر أونال" القيادي البارز في الحزب والذي يعتقد أنه سيتولى منصبًا أعلى خلال المرحلة المقبلة، لا سيما وأن الحزب أكد أن "أردوغان" بصدد إجراء تعديل وزاري خلال الأيام المقبلة، يُتوقع أن يشمل عددًا من الوزارات الهامة.
وعقب المؤتمر العام، التقى "أردوغان" مع أعضاء الهيئة القيادية العليا الـ75، حيث جرى اختيار أعضاء اللجنة التنفيذية المركزية (أعلى هيئة قيادية مصغرة للحزب)، وكان أبرز من انضم لها "بن علي يلدريم"، و"نعمان قورتلموش"، و"عمر جليك"، و"إفكان آلا"، و"حياتي يازيجي"، و"نور الدين جنكلي"، وغيرهم.
حول تطورات جائحة "كورونا"، سجلت تركيا 151 وفاة خلال 24 ساعة، ليصل إجمالي الوفيات إلى 30 ألفًا و923، كما سلجت 30 ألفًا و21 إصابة جديدة، ليصل مجمل عدد الإصابات إلى ثلاثة ملايين و179 ألفًا و115، وارتفعت حصيلة المتعافين من الفيروس إلى مليونين و939 ألفًا و929، إثر شفاء 18 ألفًا و892 مصابًا. وأجرت الوزارة 223 ألفًا و214 فحصًا، ليرتفع إجمالي الاختبارات إلى 37 مليونًا و657 ألفًا و127. بدورها، بدأت تركيا مباحثات للحصول على لقاح "سبوتنيك" الروسي، وتنتظر وصول 100 مليون جرعة من اللقاحات إلى تركيا بنهاية أيار/ مايو المقبل. ووصل إجمالي اللقاحات التي استلمتها من الخارج حتى اليوم بلغ نحو 28 مليون جرعة، وأجرت أكثر من 14 مليون عملية تطعيم ضد الفيروس حتى الخميس الماضي.
أمنيًا، أوقفت الشرطة 25 عراقيًا يشتبه بانتمائهم لتنظيم "داعش" في أنقرة، بعد أن أطلقت فرق مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن أنقرة عملية للقبض على 26 مطلوبًا يعتقد أنهم ينتمون للتنظيم، ولهم صلات بأنشطة التنظيم في مناطق القتال، كما تم توقيف مشتبه بالانتماء للتنظيم في عملية أمنية بولاية دنيزلي غربي البلاد.