استنتاجات الموجز:
- برتوكول "أردوغان" في استقبال مسؤولي الاتحاد الأوروبي يشعل جدلًا في بروكسل ويندر ببوادر أزمة مع إيطاليا
- اعتقالات وتحركات سياسية واجتماعات أمنية برئاسة "أردوغان" عقب بيان الضباط وسط مخاوف من تنفيذ "انقلاب" جديد
انطلق جدل واسع في بروكسل عقب انتشار مقطع مصور يظهر استقبال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في المجمع الرئاسي بأنقرة، بدعوى أن الجانب التركي لم يخصص مقعدًا لرئيسة المفوضية يناسب منصبها من الناحية البروتوكولية، ما اضطرها للجلوس على أريكة (وهو مستوى أقل من الرئيس وضيفه الآخر)، وهو ما نفاه وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو؛ مؤكدًا أن تنظيم اللقاء تم وفق البروتوكول الأوروبي المعتمد وبتنسيق مع الوفد الزائر، فيما نددت أنقرة بـ”حملة تشويه واتهامات” تطالها “دون حق".
بالمقابل، فجّرت تصريحات رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، التي وصف فيها "أردوغان" "بالدكتاتور"، سيلًا من ردود الفعل التركية الرسمية الغاضبة، ودفعت الخارجية التركية لاستدعاء السفير الإيطالي وإبلاغه بضرورة التراجع عن هذه التصريحات، وهو ما ينذر بأزمة سياسية قد تعصف بالعلاقات بين البلدين رغم التحسن الكبير الذي شهدته طوال الأشهر الماضية.
على صعيد خارجي منفصل، تجري التحضيرات على قدم وساق لزيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، إلى أنق، برفقة 13 وزيرًا أبرزهم وزراء الخارجية والداخلية والصحة والحكم المحلي والمالية والمواصلات والاقتصاد والنفط، كما سيضم الوفد وزراء الاتصال والشؤون السياسية ووزراء التخطيط والإسكان والصناعة، لبحث آلية التعاون والملفات المشتركة بين البلدين، وآلية تسريع عجلة القضايا المشتركة بينهما، خصوصًا الاقتصادية منها.
من جهة أخرى، ورغم تطور قنوات الاتصالات واللقاءات بين أنقرة وأثينا خلال الأيام الماضية، إلا أنها لم تنجح في إحداث خرق في التوتر بين البلدين، حيث اتهم مدير الاتصالات بالرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، اليونان بإيواء منظمات إرهابية تعتزم شن هجمات وتفجيرات انتحارية ضد تركيا، مبينًا أن حزب العمال الكردستاني "بي كى كى" ضمن الجماعات الإرهابية التي تدعمها اليونان. وحول العلاقات التركية الأمريكية، كشف الممثل الأمريكي الخاص السابق لسوريا، جيمس جيفري، أنها تمر الآن بفترة هدوء، وأن الرؤى بين البلدين وكذلك العلاقات ليست متقاربة، إلا أنها سوف تتجه نحو التحسن خلال الأشهر الستة المقبلة.
في سياق منفصل، استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الصيني بأنقرة، احتجاجًا على تغريدة للسفارة الصينية استهدفت فيها كلًا من زعيمة "الحزب الجيد" التركي المعارض، ميرال أكشينار، ورئيس بلدية أنقرة عن "حزب الشعب الجمهوري" المعارض، منصور يافاش، ردًا على مواقف لهما تجاه ما وصفوه بالسياسات القمعية التي تتبعها الصين ضد أقلية الإيغور، الذين ينحدرون من أصول تركية ويعيشون في إقليم شينجيانغ، أو ما يطلق عليه “تركستان الشرقية".
داخليًا، أصدر 104 أميرالًا متقاعدًا بيانًا ينددون فيه بسياسات الحكومة تجاه الجيش، ووجهوا سلسلة تحذيرات كان أبرزها ما يتعلق باتفاقية "مونترو" والقانون الدولي، في خطوة غير مسبوقة أثارت ردود فعل واسعة من الحكومة والجيش و"حزب العدالة والتنمية" الحاكم، حيث اعتبر البيان أنه يحمل “بصمات الانقلابيين". وما زال البيان الذي أثار مخاوف من وجود مخططات لـ”محاولة انقلابية”، يسيطر على الحياة السياسية التركية؛ فبينما بدأ الأمن حملة اعتقالات لعدد من الضباط الموقعين على البيان، عقد الرئيس "أردوغان" قمة أمنية لتقييم التطورات الأخيرة قبيل ترأسه اجتماعًا آخر للقيادة العليا لحزبه.
داخليًا أيضًا، تتزايد التكهنات والتوقعات حول مصير عدد من الشخصيات البارزة في التركيبة السياسية الحالية، وذلك مع اقتراب إعلان "أردوغان" عن التعديل الوزاري المنتظر، والذي يمكن أن يطال عددًا من الوزراء البارزين، منهم وزيرا الداخلية والخارجية إضافةً لرئيس دائرة الاتصال في الرئاسة.
إلى ذلك، تصاعد الجدل مؤخرًا حول مشروع “قناة إسطنبول” لدرجة غير مسبوقة؛ حيث فتح الباب واسعًا أمام النقاش حول أهمية المشروع ومكاسبه الاستراتيجية والتخوفات من تأثيره على العلاقات بين تركيا وروسيا، ومستقبل اتفاقية "مونترو" وما قد يحمله من تحولات دولية كبيرة. لكن النقاش حول المشروع الضخم بين سكان المدينة الأكبر في تركيا التي يقطنها قرابة 16 مليون نسمة، يتمحور حول زوايا أخرى تتعلق بالجوانب الإيجابية والسلبية للمشروع على المدينة من نواحي حياتية وبيئية واقتصادية؛ حيث ينقسم السكان بين مؤيد ومعارض بشدة للمشروع، في ظل نقص المعلومات التقنية والمهنية التي تناقش الموضوع، بعيدًا عن التجاذبات السياسية بعدما تحول المشروع إلى أبرز ملفات التجاذب السياسي بين الرئيس وحزبه الحاكم من جانب، وبين رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، و"حزب الشعب الجمهوري"، أكبر أحزاب المعارضة، من جانب آخر.
حول تطورات "كورونا"، سجلت وزارة الصحة 248 حالة وفاة، و52 ألفًا و676 إصابة 24 ساعة مؤخرًا، ليصل إجمالي الوفيات إلى 33 ألفًا و702، والإصابات إلى 3 ملايين و798 ألفًا و333. كما وصلت حصيلة المتعافين إلى 3 ملايين و301 ألفًا و217، إثر شفاء 32 ألفًا و539، بينما تم إجراء 302 ألفًا و735 اختبارًا للكشف عن الفيروس، لترتفع الحصيلة إلى 41 مليونًا و297 ألفًا و580.
قضائيًا، بدأت النيابة العامة التحقيق مع 53 مشتبهًا من الأفراد الحاليين والسابقين في قوات الدرك "الجندرمة"، بعد توقيف 33 مشتبهًا من أصل 53، خلال عمليات أمنية متزامنة في 33 ولاية، منهم 19 من كوادر قوات الجندرمة، و32 من المبعدين واثنان من المتقاعدين.
قضائيًا أيضًا، قضت محكمة في أنقرة بالسجن مدى الحياة على 22 عسكريًا لدورهم في محاولة الانقلاب في تموز/ يوليو 2016، ويندرج هؤلاء ضمن مجموعة من 497 مشتبهًا خدموا جميعًا في الحرس الجمهوري، ويحاكمون في قضايا المحاولة الانقلابية. وبدأت المحاكمة في تشرين الأول/ أكتوبر 2017 وشهدت 243 جلسة استماع، ومن بين المتهمين جنود سابقون في الحرس الرئاسي، فيما يطالب الادعاء بالسجن المؤبد بحق 90 متهمًا، وأحكام سجن مطولة لعدة أشخاص آخرين.
أمنيًا، قتل جندي تركي في ولاية سيرت خلال تنفيذ قوات الأمن عملية "أرن 6" ضد تنظيم "حزب العمال الكردستاني" في منطقة "أروه"، فيما استسلم ثلاثة عناصر من التنظيم لقوات الدرك.
عسكريًا، تتواصل اللقاءات الثنائية بين المسؤولين الأتراك والبريطانيين لتطوير العلاقات العسكرية بين البلدين، كان آخرها لقاء وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، مع نظيره البريطاني، بن والاس، حيث تناول اللقاء العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية، على رأسها التطورات شرق المتوسط، والبحر الأسود وأفغانستان وحلف "الناتو".
عسكريًا أيضا، نجح النموذج الثالث من الطائرة المسيرة الهجومية "أقنجي PT-3" محلية الصنع، في اختبارات الطيران على ارتفاع متوسط، فيما يواصل الجيش التركي تقديم تدريبات لعناصر القوات البحرية الليبية في مجال "الدفاع تحت الماء" بموجب اتفاقية مبرمة بين البلدين.