استنتاجات الموجز:
- مع بلوغ الأزمة ذروة التوتر، مسرح حرب الوكالة يتهيأ أكثر فأكثر بين دول الجوار حال استمرار انسداد الأفق السلمي
- انفتاح مصري وسعودي على البلاد وجملة من الاتفاقات المتبادلة خلفها مصالح الجارة أولًا
- استمرار نجاع سياسة توحيد سعر الصرف في ثبات العملة المحلية مقابل فقدان السيطرة على جميع أسعار السلع والأدوية
أفاد مصدر حكومي بأن رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، بعث رسائل رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ومسؤول الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، ووزير الخارجية الأمريكي، بشأن ملف "سد النهضة"، دعا فيها الأطراف للوساطة في المفاوضات إلى جانب الاتحاد الأفريقي. بدورها، وافقت القاهرة على المقترح السوداني، في حين ما زالت إثيوبيا ترفض المقترح وترى فيه خطوة من شأنها تدويل ملف "السد". من ناحيتها، قالت الخارجية الأمريكية إنّ الولايات المتحدة تواصل دعم الجهود البَنّاءة والتعاونية بين إثيوبيا ومصر والسودان لحل الخلافات بشأن "السد".
في السياق، قال وزير الري السوداني، ياسر عباس، إن بلاده "من حقها الدفاع عن أمنها القومي عبر جميع السبل المشروعة إذا فشلت مساعي توسيع دائرة المفاوضات"، مضيفًا أن "النقاط العالقة في المفاوضات تتعلق بنظم وآليات ملء وتشغيل السد، وتبادل المعلومات والبيانات، وكيفية التعامل مع سنوات الجفاف المتعاقبة والممتدة". ". وبحسب مراقبين، يتهيأ مسرح الحرب بين السودان وإثيوبيا يومًا بعد يوم، مع بلوغ أزمتي الحدود و"سد النهضة" بين البلدين ذروة التوتر، وهو ما يجعل الخرطوم وأديس أبابا تستعدان لمرحلة كسر العظام حال عدم الوصول لتسوية سلمية. ورغم الثقوب التي اعترت تسريبات بثها الجيش السوداني بخصوص دعم إثيوبيا متمردًا سودانيًا لاحتلال نقطة الكرمك الحدودية، فإن قراءة الأحداث المتلاحقة تبين أن ثمة مشهدًا يتم إعداده.
خارجيًا أيضًا، أنعشت زيارة "حمدوك" ووفد حكومي رفيع إلى السعودية، العلاقات بين البلدين، وأعطت الخرطوم دفعة كبيرة لتحسين اقتصادها. وبحسب مسؤولين سودانيين، فقد تم تسليم 750 مليون دولار من تلك المساعدات، بما فيها 500 مليون دولار أُودعت في البنك المركزي، بينما كان متوقعًا أن تصل بعض هذه المساعدات بشكل عيني، متمثلةً في شحنات وقود وقمح ودواء. هذا، فيما اتفق الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، مع "حمدوك" على تكثيف التنسيق بين البلدين "في ظل المرحلة الدقيقة" التي يمر بها ملف "سد النهضة"، وذلك خلال زيارة الأخير للقاهرة. وأعرب "السيسي" عن الاعتزاز بعمق العلاقات الاستراتيجية والأواصر "التي تربط بين البلدين وشعبي وادي النيل
أمنيًا، أطلقت السلطات سراح "موسى هلال"، أحد زعماء مليشيا الجنجويد سابقًا، والذي تتهمه الأمم المتحدة بارتكاب انتهاكات أثناء النزاع الدامي في دارفور. وظل "هلال" وبعض أنصاره معتقلين منذ عام 2017 إثر اشتباكات بين أتباعه وقوات الدعم السريع، ما أسفر حينها عن سقوط قتلى شمال دارفور. وأكد مجلس الصحوة، الذي يترأسه "هلال"، أنه "تم شطب الدعوى الموجهة ضدهم بواسطة المحكمة العسكرية بموجب العفو الرئاسي الصادر عنهم". يذكر أن "هلال" (60 عامًا) ينتمي لقبيلة الرزيقات العربية ويعيش في ولاية شمال دارفور، وهو حليف سابق لـ"لبشير"، وأحد زعماء مليشيا الجنجويد التي شكلتها حكومة "البشير" لمواجهة التمرد في دارفور، واتهمتها مجموعات حقوقية بارتكاب فظائع أثناء النزاع الذي اندلع عام 2003. وفي عام 2014 اختلف "هلال" مع حكومة "البشير"، واتهمها بتخريب العلاقات بين القبائل في دارفور، ليؤسس مجموعة باسم "مجلس الصحوة الثورية" لمناهضتها.
أمنيًا أيضًا، أعلن الجيش إحباط عملية تهريب أسلحة إلى داخل البلاد في منطقة الفشقة الحدودية مع إثيوبيا، موضحًا أن قواته "تمكنت من ضبط أسلحة مهربة من أحد دول الجوار (دون تحديدها)، بمنطقة الفشقة إلى داخل السودان". يذكر أن الحدود السودانية الإثيوبية تشهد توترات منذ فترة؛ حيث أعلنت الخرطوم في نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي سيطرة الجيش على كامل أراضي بلاده بمنطقة الفشقة. كما ضبطت شُعبة الاستخبارات العسكرية بالفرقة الثانية مشاة بالقضارف، عصابة للاتجار بالأسلحة والذخائر في الشريط الحدودي بمحلية القلابات الشرقية في منطقة جميزة. وأوقفت الشُعبة ثلاثة متهمين كانوا في طريقهم لإحدى دول الجوار وبحوزتهم 678 مسدسًا تركيًا 9مل، وتقدر قيمة المضبوطات بـ 14 مليون جنيه.
من جانبها، أخلت قوات حركة "جيش تحرير السودان - جناح مناوي"، مقر اللجنة الأولمبية السودانية، وانتهت الأزمة بشكل رسمي بعد تدخل قيادات عليا في الدولة، بجانب تهديد اللجنة الأولمبية الدولية بتجميد عضوية السودان. وكانت "قوات مناوي" احتلت مقر اللجنة الأولمبية بالخرطوم الأسبوع الماضي ورفضت مغادرة المبنى.
داخليًا، أعلنت النيابة العامة ملاحقة مجموعة جديدة من مسؤولي نظام "البشير" باتهامات بين القتل والفساد والتعذيب، بينهم وزراء سابقون أحدهم الأمين العام السابق لـ"الحركة الإسلامية" التي شكلت عماد النظام. وطبقاً لمصدر صحفي، فإن اتفاقًا أمنيًا بين السودان ومصر ضيّق الخناق على عدد من رموز النظام السابق، ممن فروا إلى مصر عقب الإطاحة بالنظام في نيسان/ أبريل 2019، ومن أبرزهم مدير جهاز أمن النظام، صلاح عبد الله قوش. وقال المصدر إن اتصالات بين المسؤولين في البلدين تجري لتنفيذ الاتفاق وتسليم المطلوبين.
في شأن منفصل، أعلن وزير رئاسة مجلس الوزراء، خالد عمر يوسف، عن اتفاق السودان ومصر على رفع كمية الطاقة الواردة من مصر، ضمن مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، من 60 إلى 240 ميجاواط بدءًا من الصيف الحالي. ويُتوقع أن تسهم الكهرباء الإضافية في تحسين موقف الإمداد الكهربائي، الذي يعاني من عجز حقيقي فشلت كافة محاولات إصلاحه، ونتج عنه تزايد واستمرار فترات انقطاع الكهرباء.
خارجيًا، تسلم رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، رسالة خطية من أمير قطر، تميم بن حمد، تضمنت دعوة رسمية لزيارة الدوحة، سلّمها له السفير القطري، عبد الرحمن بن علي الكبيسي، في لقاء تناولا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها.
صحيًا، تَلَقى العاملون الصحيون في الخطوط الأمامية ومن تزيد أعمارهم عن 45 عامًا ومن يعانون من أمراض مزمنة، جرعتهم الأولى من اللقاح، فيما تم إعطاء الأولوية للعاملين في الخطوط الأمامية في قطاع الصحة في حملة التطعيم للحفاظ على صحتهم.
اقتصاديًا، استقر سعر الدولار في السوق السوداء وتراجع في البنك المركزي، حيث بقي في السوق السوداء عند 380 جنيهًا، بينما تراجع السعر في البنك المركزي إلى 378.61 جنيه للشراء و380.50 جنيهًا للبيع. بدوره، تسلم "حمدوك" أول بطاقة فيزا مصرفية صادرة بالسودان عن بنك المال المُتَّحِد. من جهتها، كشفت لجنة متابعة إنفاذ السياسات الاقتصادية المتعلقة بتوحيد سعر الصرف، أن مبلغ المشتريات من المواطنين حتى الآن 308 مليون دولار، وأن استخدامات المبالغ المشتراة من المواطنين بلغت 193 مليون دولار، ما نتج عنه فائض يقدر بحوالي 115 مليون دولار. وبعد توقف لعشر سنوات، استأنف الأردن استيراد اللحوم السودانية المذبوحة، فيما تشهد الخضراوات زيادة كبيرة في الأسعار بأسواق الخرطوم، نتيجة أزمة الجازولين والترحيل وضعف المساحات الزراعية.