استنتاجات الموجز:
- فرصة أخيرة لمفاوضات "سد النهضة" ونتائج غير مبشرة للاجتماع الوزاري قد لا تُحمد عقباها
- تصعيدٌ مسلح وتوتر كنتيجة طبيعية لغياب مظاهر الدولة والانفلات الأمني وإعلان حالة الطوارئ غرب البلاد
- كارثة حقيقية في القطاع الصحي وامتلاء المستشفيات قد يفضى لإغلاق البلاد بسبب سوء الإدارة الصحية
استأنفت كل من إثيوبيا ومصر والسودان مفاوضات "سد النهضة" في كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية، فيما أكدت القاهرة أن هذه المفاوضات تعد "الفرصة الأخيرة" لتوقيع اتفاق قبل التعبئة الثانية للسد. في التفاصيل، اجتمع وزراء الخارجية والمياه في الدول الثلاث بحضور رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيدي، الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي. يذكر أن الاجتماع الوزاري الأول، الذي عُقد الأحد الماضي، انتهى دون التوصل إلى نتائج، كما يشار إلى أن هذه الاجتماعات تبحث منهجية وأجندة المفاوضات وكيفية استئنافها.
في الشأن ذاته، قال مصدر في المفاوضات إن مصر والسودان تتمسكان بموقفهما في توسيع دائرة الوساطة، لتشمل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بينما ترفض إثيوبيا ذلك وتتمسك بوساطة الاتحاد الأفريقي. كما اتهمت الخارجية السودانية إثيوبيا بأنها رفعت سقف مطالبها بشأن مياه نهر النيل.
ولاحقًا، انتهى الاجتماع الوزاري في كينشاسا بحضور وزراء الخارجية والري من الدول الثلاث، وبرعاية الاتحاد الأفريقي دون التوصل إلى نتائج. وقال مصدر إن الدول تمسكت بمواقفها، وعليه فإنه تم تمديد الاجتماعات ليوم إضافي، بعد فشل التوصل إلى اتفاق في هذه المفاوضات التي تُجرى برعاية الاتحاد الأفريقي. وفي وقت سابق، استبقت إثيوبيا الاجتماع الوزاري بالإعلان عن استمرارها في الإعداد للتعبئة الثانية للسد، والتعبير عن أملها في التوصل لاتفاق تقبل به جميع الأطراف.
عسكريًا، اختُتمت مناورات عسكرية باسم "نسور النيل-2" بين القوات الجوية السودانية والمصرية في مدينة مرَوي شمال السودان. وشهد ختامَ المناورات رئيسُ هيئة الأركان السوداني ونظيره المصري، وقادة جيشي البلدين. بدوره، أكد قائد القوات الجوية السودانية، عصام كوكو، أن هذه المناورات المشتركة للقوات الجوية السودانية والمصرية تأتي بمشاركة قوات برية وقوات خاصة من البلدين، وفق اتفاقيات بين البلدين لإقامتها كل عام. من جانبه، أكد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، محمد فريد حجازي، وقوف الجيش المصري إلى جانب الجيش السوداني في خندق واحد تطلعًا لمستقبل آمن وواعد.
أمنيًا، أعلن مجلس الأمن والدفاع، في بيان له مساء الإثنين، إعلان حالة الطوارئ في ولاية غرب دارفور، بعد المواجهات التي اندلعت مساء السبت في مدينة الجنينة عاصمة الولاية واستمرت حتى مساء الإثنين. كما أعلن المجلس عقب اجتماع عقده في الخرطوم تشكيل لجنة عليا، بتفويض وسلطات كاملة للتعامل مع الخروقات في نصوص اتفاق السلام. وقبيل إعلان الطوارئ أكدت الأمم المتحدة مقتل 40 شخصًا وإصابة 60 آخرين جراء الاشتباكات التي تركزت بالخصوص في الأحياء الجنوبية لمدينة الجنينة، التي تضم أحد مخيمات النازحين. وتدور المواجهات بين مسلحين من قبيلة الرزيقات (العربية) وقبيلة المساليت، التي اندلعت عقب مقتل شخصين من قبيلة الرزيقات.
خارجيًا، قال مجلس السيادة إن رئيسه، عبد الفتاح البرهان، تلقى دعوة من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لزيارة أنقرة في موعد لم يحدد بعد، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه "البرهان" بالرئيس التركي. من ناحيته، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة حصلت على 335 مليون دولار من السودان لتعويض ضحايا تفجير سفارتي واشنطن في كينيا وتنزانيا عام 1998، وتفجير المدمرة "يو إس إس كول" عام 2000، ومقتل الدبلوماسي "جون غرانفيل" عام 2008.
في سياق متصل، أجرى رئيس مجلس الوزراء، عبد الله حمدوك، مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، الذي أكد على أهمية دور السودان في تحقيق الاستقرار في الإقليم، كما عبّر عن ترحيب الحكومة الأمريكية بتوقيع إعلان المبادئ بين الحكومة الانتقالية مُمثلة برئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، و"الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال" بقيادة القائد "عبد العزيز الحلو".
داخليًا، يواجه القطاع الصحي في السودان نقصًا حادًا في الأدوية، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بنسبة وصلت إلى 400% في بعض الأصناف. جاء هذا بسبب قرار الحكومة توحيد سعر صرف العملة المحلية الجنيه مقابل الدولار. من جهتها، كشفت إدارة الصيدلة والسموم محلية الخرطوم عن انعدام أدوية منقذة لحياة مرضى الكلى بالبلاد. كما كشف مصدر طبي عن خروج أ ربعة مراكز لعلاج مرضى الكلى بالعاصمة عن الخدمة.
اقتصاديًا، أعلنت الحكومة زيادة جديدة في أسعار الوقود؛ حيث ارتفع سعر لتر البنزين بنسبة 23% والجازولين بنسبة 8%، وظلت وزارة الطاقة تفرض أسعارًا جديدة للوقود من وقت لآخر، وفقًا للأسعار العالمية. من جانبها، طبقت هيئة الجمارك الأوّل، مع بداية نيسان/ أبريل الجاري، زيادةً جديدةً على الدولار الجمركي بنسبة 40% من السعر السابق، ليصبح 28 جنيهًا بدلًا من 20 جنيهًا.
اقتصاديًا أيضًا، كشف وزير الثروة الحيوانية، حافظ عبد النبي، عن تحقيق عائد صادر من اللحوم الحية خلال الشهرين الماضين بواقع 75 مليون دولار تقريبًا، فيما زاد سعر الدولار لدى بنك السودان المركزي، زيادة طفيفة، مسجلًا 380.79 جنيهًا للشراء و382.69 جنيهًا للبيع.