استنتاجات الموجز:
- خلافات فتح الداخلية تُنذر بمشهد انتخابي معقد وسيناريوهات قد تصل حد تأجيل الانتخابات
- ارتفاع ملحوظ في المنحنى الوبائي في قطاع غزة وسط تخوف من عودة الإغلاقات ومنع حركة النقل
اختُتم تسجيل القوائم لانتخاب نوّاب "المجلس التشريعي"، فيما بلغ عدد القوائم المُسجلة 35 قائمة كان آخرها القائمة الرسمية لحركة "فتح"، وقائمة "الحرية" التي جرى التوافق عليها بين تيار عضو اللجنة المركزية للحركة، مروان البرغوثي، و"الملتقى الوطني الديمقراطي" الذي أسسه المفصول مؤخرًا من الحركة، ناصر القدوة.
في السياق، ظهرت مؤخرًا ورطة "فتح" بعجزها عن إعداد قائمة موحّدة تُرضي قواعدها التنظيمية في مختلف المناطق، خاصةً مع ظهور اختلافات واعتراضات على أسماء المرشّحين في القدس ونابلس وجنين. وخلال ذلك، تقدّم أكثر من 12 "فتحاويًا" باستقالاتهم من الحركة أو اعتذروا عن الترشُّح ضمن القائمة الرسمية، جرّاء تأخُّر طرح أسمائهم. وتُواجه "فتح" قائمة قوية لحركة "حماس"، إلى جانب تكتُّل قوي داخل الحركة نفسها، وكلاهما مناهض لسياسات "عباس"، وهو ما أشار إليه "مقبل البرغوثي"، شقيق الأسير مروان، بالقول إن الرجلين (البرغزثي والقدوة) اتّفقا على إحداث تغيير في بنية النظام، وعلى الأقلّ البنية الفوقية فيه. وإكمالًا للخطوة المشتركة، سيرأس "القدوة" القائمة تليه زوجة "البرغوثي"، فدوى، ومعهما جمال حويل، وأحمد غنيم، واللواء سرحان دويكات، إضافةً إلى ما بين 60 إلى 80 مرشحًا، على أن يجري ترشيح "البرغوثي" للانتخابات الرئاسية. بالمقابل، أقرت "حماس" قائمتها بسرعة وصمت وبلا مشاكل تذكر، حيث ضمت أسماءً ذات وزن وطني وتنظيمي ثقيل، وتقدمها عشرة من كبار الأسرى في سجون الاحتلال.
وبفعل حالة الفوضى والخلافات التي رافقت أعداد قائمة "فتح"، ترتفع الأصوات داخل الحركة بإلغاء الانتخابات أو تأجيلها، إذ لم تخلُ تصريحات عدد من القادة من التمهيد لمثل هذا القرار، عبر التذرُّع بموقف الاحتلال الرافض لإجراء الانتخابات في القدس المحتلة وفق تصريحات "عزام الأحمد". كما قال عضو "اللجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير"، أحمد مجدلاني، المقرّب من "عباس"، إن الاحتلال أبلغ الاتحاد الأوروبي منع الانتخابات في القدس، واصفًا القرار "الإسرائيليّ" بأنه "عنصري بامتياز"، لتعود وكالة "وفا"، التي نشرت الخبر وتعدله وتحذف الجزئية المتعلّقة بمنع الانتخابات، بعد نفْي متحدّث باسم الاتحاد الأوروبي.
من جهتها، وضعت لجنة الانتخابات سيناريوهات وبدائل لتمكين المقدسيين من المشاركة، رغم أنها ممنوعة من العمل في القدس، وذلك باعتبار كل مقدسي مُسجلًا سواء لغرض الانتخاب أو الترشح، والسماح للجميع بالتصويت في مراكز بريد في محيط المدينة في مناطق (تابعة للسلطة) للتسجيل والاقتراع في نفس اليوم. وجاء اعتماد مراكز البريد لتعويض غياب مقرات انتخابية، لكن ذلك قد لا يكون كافيًا إذا قرر الاحتلال منع المقدسيين من المشاركة بأي طريقة.
من جانب آخر، ورغم أن جيش الاحتلال يجري استعدادات وتدريبات مكثفة، فاجأ قائد كبير فيه بالتصريح بأن احتمالات نشوب حرب في السنة الحالية بين "إسرائيل" والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة تبدو ضعيفة، قياسًا باحتمالات نشوب حرب كهذه في العام الماضي. وقال قائد ألوية جيش الاحتلال في محيط غزة، العميد نِمرود ألوني: "لا أرى أي سبب عقلاني للحرب، لكن غزة تبقى غزة، وآمل ألا نرتكب أخطاء تكتيكية."
إلى ذلك، شيّع عدد كبير من الفلسطينيين "جبل فلسطين" والقيادي في حركة "حماس"، الشيخ عمر البرغوثي، في قرية كوبر شمال غرب رام الله، بعد مضاعفات إصابته بفيروس "كورونا". ونعت "كتائب القسام" القائد "أبو عاصف"، كاشفةً أنه أحد مؤسسي الكتائب في الضفة المحتلة. كما توفي القيادي في "حماس"، عدنان أبوتبانة، من مدينة الخليل بفعل إثر إصابته بـ"كورونا" أيضًا.
يأتى ذلك وسط تصاعد منحنى الإصابات بشكل كبير في غزة، وتوجه السلطات هناك لفرض مزيد من الإجراءات لمحاصرة انتشار الفيروس؛ حيث بدأت وزارة الداخلية والأمن الوطني في القطاع تطبيق إجراءات فرضتها للحد من التفشي السريع للفيروس. كما تخضع الضفة الغربية لإغلاق جزئي من السابعة مساءً حتى السادسة صباحًا من الأحد إلى الخميس، ولإغلاق كلي يومي الجمعة والسبت. وتشهد محافظات الضفة أيضًا تصاعدًا في أعداد الإصابات والوفيات، حيث وصلت نسب إشغال المستشفيات ومراكز العلاج 100%.
على صعيد اللقاحات، كشفت وزيرة الصحة الفلسطينية عن وصول 100 ألف جرعة من لقاح "سينوفاك" الصيني، و25 ألف أخرى من لقاح "أسترازينيكا" البريطاني خلال أيام. يذكر أن هناك انخفاضًا في أخذ عينات كورونا في الضفة بسبب إضراب نقابتي التمريض والأطباء. من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن إدارة الرئيس "بايدن" قررت منح الفلسطينيين 15 مليون دولار لمساعدتهم في مكافحة "كورونا" في الضفة والقطاع.
اقتصاديًا، قال رئيس الوزراء، محمد اشتية، إن حكومته ستعمل على استراتيجية للإيرادات الضريبية وسترشّد النفقات، في محاولة لسد فجوة كبيرة في موازنة العام الحالي تصل إلى مليار دولار. هذا، بينما تواصل الحكومة العمل على إقرار أول موازنة عادية منذ عامين، حيث قال "اشتية" في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية إن "الرئيس سيصادق على الموازنة بعد أن يُجري مجلس الوزراء النقاش للمرة الثالثة، والنهائي لها"، وسط توقعات بفجوة عجز بحوالي مليار دولار. وسبق أن أعلنت الحكومة أن الاقتصاد الفلسطيني انكمش خلال 2020 بنسبة 11.5%، فيما تراجعت المنح المالية بنسبة 33% عن عام 2019، وتراجعت إيراداتها كافة بنسبة 20% نتيجة التحديات التي فرضتها أزمة "كورونا".
في ملف الاستيطان، استمرت حملات الاقتحام الواسعة التي تنفذها جماعات استيطانية متطرفة لباحات المسجد الأقصى، وعدة مواقع أخرى في الضفة الغربية، تلبيةً لدعوات جماعات “الهيكل” المزعوم، احتفالًا بأحد الأعياد اليهودية.
كما اقتحم عدد من المستوطنين أطراف حي الطيرة بمدينة رام الله من جهة بلدة عين قينيا الواقعة شمال غرب المدينة، وأدوا “طقوسا تلمودية” بحماية جيش الاحتلال. واقتحم مستوطنون، بحماية جيش الاحتلال، موقعًا أثريًا رومانيا يعرف باسم “البرج” في بلدة السموع جنوب الخليل، وأدوا “طقوسًا تلمودية” في المكان.
كما واصلت قوات الاحتلال غلاق الموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال نابلس لليوم الثاني على التوالي، وسط انتشار كثيف للمستوطنين. وقال رئيس البلدية، محمد عازم، إن "عشرات المستوطنين اقتحموا الموقع الأثري، وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل قوات الاحتلال، وإغلاق الموقع أمام المواطنين”. هذا، في حين حذر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين من تداعيات قرار سلطات الاحتلال بهدم حي البستان في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، كما حذر من الحفريات أسفل المسجد، والتي تنذر بهدمه.