استنتاجات الموجز:
- زيارة وفد حكومة الوحدة الوطنية إلى تركيا وفتح أعمال المنتدى الاستراتيجي الليبي التركي سيكون رافدًا تركيا للحكومة
- اتفاق تركي وروسي على تثبيت وقف إطلاق النار إلا أن تمرد واستفزاز "حفتر" سيكون عائقًا أمام عمل حكومة الوحدة
- دعم عسكري روسي لـ"فاغنر" لشن حرب سرية بليبيا قد يكون ورقة ضغط لروسيا لتحسين وضعها التفاوضي تجاه التصعيد الأمريكي ضدها
في تطور لافت، أجرى وفد رفيع من حكومة الوحدة الوطنية بقيادة رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة، زيارة إلى تركيا، التقى خلالها بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي قال إن بلاده لن تدعم أي حكومة انقلابية، وستواصل دعم الحكومة الجديدة في ليبيا، مؤكدًا أنه سيتم تفعيل جميع الاتفاقيات والمذكرات التي جرى الاتفاق عليها اليوم وسابقًا. وأردف "أرودغان"، خلال مؤتمر صحفي مع "الدبيبة"، بالقول إن تركيا وليبيا ستدافعان عن أمنهما المشترك، موضحًا أن هدف تركيا في ليبيا هو الدفاع عن وحدة ترابها. وأبدى الرئيس التركي استعداد بلاده لدعم ليبيا في مجال إعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن حكومته ستقدم لنظيرتها في ليبيا نحو 150 ألف جرعة من لقاح "كورونا".
وخلال الزيارة نفسها، وقّع "الدبيبة" مع الرئيس التركي عدة اتفاقيات، معبّرًا عن سعادته بالدعم التركي لليبيا خاصةً في مجال دعم إجراء الانتخابات في موعدها، كما أعرب عن تطلعه لاستضافة الاجتماع القادم للمجلس الإستراتيجي الليبي التركي في طرابلس. وأوضح "الدبيبة" أن الشركات التركية سيكون لها الدور الأكبر في مجال إعادة الإعمار لخبرتها في هذا المجال، معربًا عن تطلع حكومته لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
على صعيد الجولات الخارجية أيضًا، وفي المحطة الثانية ضمن جولته الخليجية، وصل "الدبيبة" إلى الإمارات قادمًا من الكويت في زيارة رسمية، لبحث القضايا المشتركة وتوحيد الرؤى حول الملف الليبي. وكان "الدبيبة" أجرى مباحثات مع أمير دولة الكويت، نواف الأحمد الصباح، وبمشاركة رئيس مجلس الوزراء الكويتي، صباح خالد الصباح، بالعاصمة الكويتية، فيما تأتي هذه اللقاءات ضمن سلسلة من الزيارات لعدد من دول الخليج.
من جهة أخرى، أكد الكرملين أن الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، ناقشا الملف الليبي خلال مكالمة هاتفية، الجمعة الماضية، مضيفًا في بيان أن الرئيسين "أشادا بوقف الأعمال العدائية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وأكدا على استعدادهما لتعزيز عملية السلام واستعادة وحدة ليبيا". وكان "أردوغان" قد شدد في مكالمة سابقة مع "بوتين" على وجوب عدم إضاعة فرصة السلام والاستقرار في ليبيا.
في السياق نفسه، قال التقرير السنوي عن التهديدات العالمية للأمن القومي للولايات المتحدة، إن عودة الحرب في ليبيا محتملة، وإن نقطة اشتعالها ستكون مرتبطة بمدى التزام كل من روسيا وتركيا بوقف إطلاق النار، الداعي لخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب. وجاء في إحدى فقرات التقرير الصادر خلال هذا الشهر أن الحرب ستستمر هذا العام، رغم التقدم السياسي والاقتصادي والأمني المحدود. وقد تمتد إلى صراع أوسع حيث يكافح الخصوم الليبيون لحل خلافاتهم ويمارس الفاعلون الأجانب نفوذهم، من خلال مواصلة مصر وروسيا والإمارات وتركيا تقديم الدعم المالي والعسكري لوكلائهم. وجاء في التقرير أيضًا أن حكومة الوحدة الوطنية ستواجه تحديات سياسية واقتصادية وأمنية، وذلك في ظل استمرار الحكومات السابقة في منع دفع عجلة المصالحة، إضافةً إلى عدم الاستقرار وخطر تجدد القتال.
في سياق متصل، كشفت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن صورًا استخباراتية أظهرت أن روسيا زودت مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة بدبابات، لشن حرب سرية شبه عسكرية في ليبيا. ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، قوله إنه يتوجب على بريطانيا مواجهة مجموعة "فاغنر"، خاصةً بعدما أظهرت قدرتها على تغيير الحرب الحديثة بسرعة. وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات "والاس" تأتي بعد رفع السرية عن الصور الاستخباراتية عن نشاط هؤلاء المرتزقة في ليبيا، ما يشير إلى أنهم "جزء من جيش الكرملين"، على حد تعبيرها.
وقالت "تلغراف" أيضًا إن "فاغنر" تستخدم بشكل لا يمكن إنكاره لاستعراض القوة العسكرية لموسكو، من خلال دعم الأنظمة الضعيفة أو غير الشرعية، غالبًا بدعم عسكري مباشر من الجيش الروسي. هذا، فيما حذر مسؤولون بريطانيون من استخدام مثل هذه القوات غير المنظمة، وأكدوا أن المملكة المتحدة وحلفاء آخرين يحتاجون إلى الاستعداد لتحدي هؤلاء المرتزقة. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن الصور التي تم رفع السرية عنها، والتي يُعتقد أنها جاءت من أقمار التجسس الأمريكية، كشفت عن أنظمة الدفاع الجوي الروسية “إس آي 22” وطائرات شحن عسكرية من طراز اليوشن 76 ومركبات مدرعة مضادة للألغام، يتم تشغيلها في ليبيا، وقالت إن روسيا تعمل داخل ما يسمى المنطقة الرمادية عسكريًا.
في السياق أيضًا، وفي تصريحات لصحيفة "لوبوان" الفرنسية، قال المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا، غسان سلامة، إن هناك مفاوضات سياسية وعسكرية لسحب المرتزقة التابعين لشركة "فاغنر" الروسية من البلاد، مضيفًا أنه "لا يمكن القول إن هؤلاء مرتزقة بل مقاتلون يعملون في شركة عسكرية خاصة، وهم ليسوا كثرًا وعددهم يتجاوز الألف". وبيّن "سلامة" أنه إذا حصل المرتزقة الآخرون من أفريقيا جنوب الصحراء، الذين عملوا في معسكر "حفتر"، على رواتب أقل بكثير من الآخرين، فإن وضعهم سيكون أكثر تعقيدًا، لأنهم كانوا بالفعل موجودين في ليبيا في عهد "القذافي" ولا ينوون المغادرة.