استنتاجات الموجز:
- "السيسي" يعزز الشراكة مع السودان سياسيًا وعسكريًا أملًا في مزيد من الحظوظ في مفاوضات "سد النهضة"
- غزل تركي تجاه مصر في انتظار مؤشرات من القاهرة حول تغيرات مرتقبة في العلاقات
- لقاء وزيري خارجية مصر وقطر بالقاهرة على هامش اجتماع وزاري عربي يثير التفاؤل حول العلاقات
أجرى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، زيارة إلى السودان هي الأولى له منذ عزل الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، التقى خلالها برئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، واتفقا على رفض أي إجراءات أحادية من قبل إثيوبيا بشأن تعبئة "سد النهضة". وأكدت مصادر إعلامية أن القاهرة والخرطوم حددتا يوم 15 نيسان/ أبريل المقبل موعدًا نهائيًا لمفاوضات "السد"، حيث أكد "السيسي" على ضرورة الوصول لاتفاق نهائي ملزم قبل حلول موسم الفيضان المقبل، كما بحثا التطورات الأمنية بالسودان. بدوره، أجرى رئيس أركان الجيش المصري، الفريق محمد فريد، زيارة إلى الخرطوم، ووقّع مع نظيره السوداني اتفاق تعاون عسكري بين البلدين يشمل مجالات التدريب وتأمين الحدود. هذا، في حين تظاهر عشرات السودانيين بالخرطوم أثناء زيارة "السيسي"، مطالبين باستعادة مثلث "حلايب وشلاتين".
في سياق متصل، دعا وزير الخارجية، سامح شكري، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، خلال اتصال هاتفي، إلى إطلاق مفاوضات جادة حول "سد النهضة" برعاية أفريقية ودولية، وهو ما وافقت عليه المنظمة الدولية. بالمقابل، أكدت الخارجية الإثيوبية على رفض تدويل ملف "السد" وتمسكها برعاية الاتحاد الأفريقي فقط للمفاوضات. من جهة أخرى، بحث "السيسي" مع رئيس غينيا بيساو، عمر سيسوكو إمبالو، ملف "السد"، خلال استقباله بالقاهرة.
خارجيًا، اجتمع "شكري، بنظيره القطري، محمد بن عبد الرحمن، خلال استقباله في القاهرة أثناء تسلم الأخير رئاسة الدورة العادية الـ155 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري. كما شارك وزير الخارجية الليبي، محمد سيالة، في الاجتماع. وقرر وزراء الخارجية العرب التجديد لـ"أحمد أبو الغيط" أمينًا عاما لجامعة الدول العربية. وأجرى "شكري" مباحثات مع نظيره اليوناني، نيكوس ديندياس، بالقاهرة حول قضايا شرق المتوسط والوضع في ليبيا ومنتدى الصداقة. كما بحث "شكري" مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، يان كوبيش، آخر التطورات الليبية في القاهرة.
خارجيًا أيضًا، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن تركيا ومصر قد تتفاوضان على ترسيم الحدود شرق المتوسط، إذا سمحت العلاقات بينهما بمثل هذه الخطوة. كما أشاد وزير الدفاع التركي باحترام مصر للجرف القاري لبلاده خلال أنشطتها للتنقيب في البحر المتوسط، فيما قال مستشار الرئيس التركي الأبرز، إبراهيم قالن، إن هناك فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع مصر، واصفًا الأخيرة بأنها "قلب العالم العربي".
إلى ذلك، كشفت وسائل إعلام "إسرائيلية" عن زيارة مرتقبة تقوم بها بعثة "إسرائيلية" تضم وزير الاستخبارات، إيلي كوهين، إلى مصر بمشاركة عدد من ممثلي الشركات التجارية "الإسرائيلية"، لبحث التعاون الاقتصادي بين الجانبين. كما كشفت مصادر عبرية أن شركة مصر للطيران تقدمت بطلب رسمي للجانب "الإسرائيلي" لتسيير رحلات مباشرة منتظمة من وإلى "إسرائيل". هذا، فيما أجرى وفد مصري-روسي زيارة إلى موقع إنشاء محطة الضبعة النووية في مصر، للوقوف على آخر مستجدات الأعمال الجارية.
على صعيد تداعيات "كورونا"، أكد مساعد وزيرة الصحة، محمد حساني، أن البلاد خالية من سلالات الفيروس التي ظهرت في عدة دول من العالم، فيما بدأت السلطات حملة لتطعيم المواطنين ضد الفيروس، باستخدام لقاح "سينوفارم" الصيني، على أن تكون الأولوية لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. ونعى "السيسي"، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، اللواء كمال عامر، بعد وفاته جراء إصابته بفيروس "كورونا"، ليرتفع عدد النواب الذي توفوا بسبب "كورونا" إلى خمسة خلال ثلاثة أشهر.
في شؤون داخلية، صادق "السيسي" رسميًا على إرجاء تطبيق قانون الشهر العقاري حتى 30 حزيران/ يونيو عام 2023، بعد سخط شعبي ورفض واسع للقانون. وأقرت مصر تعديلات قانونية جديدة يتم بموجبها فرض ضريبة بقيمة خمسة جنيهات على عدد من الخدمات، على أن يتم توجيه حصيلة الضريبة لصالح صندوق تكريم شهداء وضحايا ومفقودي ومصابي العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم.
أمنيًا، أفرجت السلطات عن كل من الصحفيين المحبوسين احتياطيًا على ذمة قضايا سياسية، حسن القباني وإسلام الكلحي، ومصطفي صقر، بتدابير احترازية. هذا، بينما أعلنت مصادر حقوقية أن السلطات اعتقلت الطبيب المصاب بشلل نصفي وضمور في العضلات، محمد زكي، من منزله بمحافظة الجيزة، فيما نفذت مصلحة السجون حكم الإعدام بحق 11 شخصًا أدينوا في جرائم جنائية، في سجن برج العرب بالإسكندرية.
حقوقيًا، دعا 41 شخصية معارضة إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى التحرك ضد النظام المصري، على خلفية الانتهاكات الحقوقية بالبلاد، فيما تظاهر ناشطون أمام السفارة المصرية في بروكسل، للمطالبة بالإفراج عن الباحث المصري المعتقل، أحمد سمير.
اقتصاديًا، أعلن البنك المركزي ارتفاع الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية خلال شباط/ فبراير الماضي، بنحو 100 مليون دولار، حيث بلغ إجمالي الاحتياطي النقدي 40 مليارا و200 مليون دولار، مقابل 40 مليارًا و100 مليون دولار خلال كانون الأول/ يناير الماضي. وكشف وزير البترول، طارق الملا، أن دعم المواد النفطية هبط نحو 45% في النصف الأول من السنة المالية الحالية 2020-2021، إلى 8.4 مليارات جنيه، مقابل 14.1 مليار جنيه كانت بالموازنة، و15.25 مليار جنيه قبل عام. هذا، بينما سجل الاستثمار الأجنبي في أدوات الدين المصرية زيادة تاريخية، حيث ارتفعت حيازات سندات وأذون الخزانة إلى 28.5 مليار دولار بنهاية شباط/ فبراير الماضي. من جهته، وافق البنك الدولي على قرض بقيمة 440 مليون دولار لتحديث أنظمة الإشارات، وتحديث المسار بإجمالي 763 كيلومترا من شبكة السكك الحديدية المصرية.
اقتصاديًا أيضًا، أفادت مؤسسة "آي. إتش. إس ماركت" العالمية للأبحاث والبيانات الاقتصادية، بأن الأوضاع الاقتصادية للقطاع الخاص المصري غير المنتج للنفط تراجعت للشهر الثالث على التوالي في شباط/ فبراير الماضي، وسط تراجع الإنتاج والأعمال الجديدة، حيث سجلت قراءة مؤشر مدراء المشتريات الرئيسي لمصر ارتفاعًا من 48.7 نقطة في كانون الثاني/ يناير إلى 49.3 نقطة في شباط/ فبراير. هذا، بينما أعلن سفير اليونان بالقاهرة، نيقولاوس جاريليديس، أن الاستثمارات اليونانية في مصر تجاوزت ثلاثة مليارات دولار، وهو ما يجعلها تحتل المركز الخامس بين دول الاتحاد الأوروبي التي تستثمر في مصر.