استنتاجات الموجز:
- مثلت المعارك الأخيرة في مأرب اختبار لقدرات الجيش الوطني في مواجهاته مع الحوثيين والتي ستشكل حافزًا كبيرًا ليبدأ التقدم نحو مواقع الجماعة في محيط محافظتي مأرب والجوف
- نقل أبوظبي قيادات عسكرية موالية لها إلى محافظة أرخبيل سقطرى يعكس توجهها في تكريس الانقسام وتهديد اتفاق الرياض
لا يزال تصعيد جماعة الحوثي على مأرب يسيطر على مشهد أخبار الملف اليمني؛ حيث أدانت الأحزاب والقوى السياسية التصعيد على المحافظة التي تكتظ بالملايين من المدنيين. وطالبت الأحزاب السياسية المنضوية في إطار "التحالف الوطني" القيادة السياسية والحكومة، بسرعة تقديم كافة أوجه الدعم للجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وتوفير كل ما يسندهم في معركتهم الحاسمة ضد الجماعة. وعبر التحالف الوطني عن استغرابه للموقف المتراخي للمجتمع الدولي إزاء هذا التصعيد الخطير الذي يقوم به الحوثيون، تجاه الأحياء المكتظة بالسكان واستهداف مخيمات النازحين في مدينة مأرب.
من جانبها، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على القياديين في جماعة الحوثي "منصور السعدي" و"أحمد الحمزي"، لضلوعهما في شن هجمات على مدنيين في اليمن والسعودية، وكذلك استهداف سفن في الممرات المائية. وأشار بيان الوزارة الأمريكية إلى أن أعمال الجماعة أطالت زمن الحرب الأهلية في اليمن وفاقمت الأزمة الإنسانية في البلاد.
كما فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات على مدير إدارة البحث الجنائي التابع للحوثي في صنعاء، سلطان صالح عيضة، لدوره البارز في الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون، خاصةً النساء. وقال القرار الصادر بأغلبية 14 صوتًا دون معارضة، مع امتناع روسيا عن التصويت، إن "زابن" مسؤول بشكل مباشر أو بحكم سلطته عن استخدام أماكن احتجاز متعددة، بما في ذلك مراكز الشرطة، والسجون ومراكز الاحتجاز، في ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. وأكد القرار تعرض النساء في هذه المواقع، بما في ذلك فتاة قاصر واحدة على الأقل، للاختفاء القسري والاستجواب المتكرر والاغتصاب والتعذيب والحرمان من العلاج الطبي في الوقت المناسب.
في السياق، اعتمد مجلس الأمن الدولي أيضًا مشروع قرار تجديد ولاية فريق الخبراء في مدينة الحديدة حتى آذار/ مارس 2022، وأدان بقوة التصعيد العسكري لمليشيات الحوثي في محافظة مأرب، إضافةً لاعتماده قرارا آخر جدد فيه العقوبات المالية وعقوبات حظر السفر، المفروضة على كيانات وشخصيات يمنية على رأسها أسرة الرئيس السابق، علي صالح، لمدة سنة إضافية.
على صعيد آخر، أكدت مصادر محلية نقل أبو ظبي قيادات عسكرية موالية لها إلى محافظة أرخبيل سقطرى، في تصعيد جديد من شأنه أن يهدد اتفاق الرياض، دون أن توضح كيفية ذلك النقل، مشيرةً إلى أن ذلك يتم تزامنًا مع "وصول باخرة "تكريم" (إماراتية) تحمل أسلحة ومدرعات عسكرية وتموين لمقاتلي المجلس الانتقالي في سقطرى.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة عن موافقتها استيراد لقاح "كورونا" "استرازينيكا"، والبدء بالجولة الأولى من حملة اللقاح خلال شهر. يأتي ذلك، عقب أيام من إعلان الوزارة تسجيل 34 إصابة ووفاة بالفيروس في عدد من المحافظات، تزامنًا مع تحذيرات من موجة جديدة للجائحة.
عسكريًا وأمنيًا، أصدر وزير الداخلية، اللواء الركن إبراهيم حيدان، قرارًا بتعيين العميد "سليم السياغي" مساعدًا لمدير عام شرطة محافظة مأرب، قائدًا لفرع قوات الأمن الخاصة بالمحافظة خلفًا للعميد "عبدالغني شعلان" الذي استشهد وعدد من مرافقيه الأسبوع الماضي، أثناء قيادته معارك عنيفة ضد عناصر الحوثي بمديرية صرواح غربي مأرب.
من جهته، أكد الناطق الرسمي للجيش الوطني، العميد عبده مجلي، أن العمليات العسكرية في مختلف المناطق والمحاور والجبهات أفشلت خطط الحوثيين المدعومين من إيران، مشيرًا إلى أن الجيش في محور مأرب والجوف وفي تعز حقق تقدمًا ميدانيًا كبيرًا، وكبد الجماعة خسائر فادحة في عناصرها وعتادها القتالي.
ففي مأرب، تمكنت قوات الجيش من إحباط هجوم انتحاري شنته عناصر الحوثي على أحد المواقع العسكرية، بجبهة "المشجح" غربي المحافظة. وانتهت المعارك بمصرع ما لا يقل عن 30 عنصرًا حوثيًا وجرح آخرين، فيما لاذ من تبقى من العناصر المهاجمة بالفرار. يأتي ذلك في ظل انتصارات كبيرة حققها الجيش الوطني مسنودًا بالمقاومة الشعبية في كل جبهات المحافظة، وكسرها لهجمات الجماعة المتواصلة منذ ثلاثة أسابيع، كما تمكنت من إسقاط عدد من الطائرات المسيرة "مفخخة" في جبهة صرواح.
في الأثناء، جددت جماعة الحوثي قصفها للأحياء المدينة بالصواريخ الباليستية وقذائف الهاون وطائرات مسيرة، متعمّدةً استهداف المدنيين وتهجيرهم وتدمير ممتلكاتهم، وهو ما تسبب بنزوح أكثر من 14 ألف خلال الثلاثة أسابيع الماضية.
وفي محافظة تعز، واصلت قوات الجيش الوطني تقدمها الميداني المتسارع، في جبهات المحور الغربي لمحافظة تعز جنوبي غرب البلاد، واستكملت خلال الساعات الماضية تحرير كامل الأطراف الغربية من مديرية جبل حبشي، بعد تحرير كامل منطقتي القوز والأشروح. وقال مصدر عسكري إن المعارك تدور في الأثناء في آخر تبة تقع بين مديريتي "جبل حبشي" و"مقبنة"، لافتًا إلى استمرار قوات الجيش في التقدم حتى تحريرها، وموضحًا أنه بتحريرها سوف تلتحم الجبهتين.
وأكد المصدر أن قوات الجيش الوطني في مديرية مقبنة بات يفصلها حوالي خمسة كيلو مترات عن القوات المشتركة في الساحل الغربي، مؤكدًا تقدم قوات الجيش الوطني في الجبهة الشمالية الشرقية للمدينة إلى فرزة صنعاء، والمؤسسة الاقتصادية والعيسائي، وأنها تمكنت من تأمين شارع ومستشفى الحمد، في حين تكبدت الجماعة خلال المعارك خسائر كبيرة في الأرواح بينها قيادات ميدانية كبيرة، مؤكدًا تكبد المليشيا خسائر كبيرة في العتاد والمعدات القتالية.
في غضون ذلك، أُجبرت عناصر تابعة للحوثي في محافظة البيضاء على محاصرة منزل أحد المواطنين في محافظة البيضاء، وأرغمت النساء والأطفال على الخروج من المنزل بالقوة قبل أن يقوموا بتفخيخه وتدمره بشكل كامل، بحجة ان اثنين من أبناءه انضموا للمقاومة الشعبية.
في سياق آخر، استهدف انفجار عنيف موكبًا عسكريًا كان يضم قائد ألويه الدعم والإسناد، العميد محسن الوالي، وأركان ألويه الدعم والإسناد وقائد اللواء الثالث، العميد نبيل المشوشي، وذلك أثناء مرور الموكب في أحد شوارع العاصمة المؤقتة عدن. وأسفر الحادث عن مقتل وجرح خمسة أفراد وتدمير عدد من السيارات، بينما لم يذكر تفاصل عن صحة القادة العسكريين.