استنتاجات الموجز:
- عملية إحراق المهاجرين الأفارقة في صنعاء تؤكد الأخبار السابقة التي تحدثت عن استغلال الجماعة للمهاجرين غير الشرعيين لتعزيز مقاتليها في مواجهاتهم مع الجيش الوطني
- انتصارات الجيش والمقاومة في تعز تكشف هشاشة الحوثي واعتماده في معاركه السابقة على إيقاف كل الجبهات وتركيز هجومه على جبهة واحد
سيطر على مشهد الأخبار في الملف اليمني خلال الأسبوع الماضي، الانتصارات التي حققها الجيش الوطني في محافظة تعز، وإعلان محافظها، نبيل شمسان، النفير والتعبئة العامة لإسناد القوات الحكومية، لإتمام تحرير بقية مديريات المحافظة من التواجد الحوثي. وأكد "شمسان" العفو العام عن كافة المقاتلين "المتحوثين" الذين سيتركون القتال بجانب الحوثيين، وينضمون لصفوف الشرعية في تعز. يأتي ذلك في ظل استمرار تقدم القوات الحكومية والتحامها لأول مرة بقوات العمالقة في الساحل الغربي.
خارجيًا، أعلنت الجمهورية اليمنية إعادة العلاقة الدبلوماسية مع دولة قطر، وفتح السفارة اليمنية في الدوحة بعد سنوات من إغلاقها، عقب زيارة وزير الخارجية اليمني، أحمد عوض بن مبارك، إلى قطر وإجراءه مباحثات مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن، حيث اتفقا على استئناف العلاقات الثنائية بين البلدين وتنسيق المواقف إزاء التطورات السياسية على الساحة الإقليمية والدولية، وأهمية توحيد الآراء والمواقف الدبلوماسية تجاه الساحة اليمنية.
في سياق منفصل، وصل إلى محافظة مأرب المتحدث باسم قوات التحالف العربي، العميد تركي المالكي، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول في التحالف العربي منذ بدء التصعيد الحوثي الأخير على مأرب. والتقى "المالكي" بمحافظ مأرب، سلطان العرادة، وعدد من قيادات الجيش الوطني. من جهته، قال وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، إن زيارة "المالكي" تحمل دلالات كبيرة في ظل الانتصارات التي حققها الجيش الوطني، ومعه أبناء القبائل وقوات التحالف، مضيفًا أنهم لا يدافعون اليوم عن جغرافيا محددة وإنما عن اليمن ومكتسباتها، ولفت إلى أن "المالكي" زار سد مأرب والجبهات المشتعلة في مختلف المواقع واطلع على سير المعارك وتطوراتها الأخيرة.
في غضون ذلك، أكد مصدر في الحكومة الشرعية أن وزير التعليم الفني والتدريب المهني في الحكومة التابعة للحوثي، غازي أحمد علي، والذي يشغل كذلك منصب "أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام" المتحالف مع الحوثيين في صنعاء، قد انشق عن الجماعة ولجأ إلى دولة الإمارات، مشيرًا إلى أن "الوزير الحوثي غادر العاصمة صنعاء في وقت سابق إلى الخارج بهدف العلاج"، وموضحًا أنه "طلب اللجوء في دولة الإمارات" دون مزيد من التفاصيل.
إنسانيًا، كشفت مصادر عديدة أن جماعة الحوثي ارتكبت مجزرة مروعة في حق المهاجرين الإثيوبيين غير الشرعيين ، بإلقاء قنابل حارقة عليهم وإحراق المئات منهم عمدًا، في مركز الاحتجاز التابع لها بشارع "خولان" في صنعاء، قُتل على إثرها مالا يقل عن 530 مهاجر. وبحسب شهادة عدد من الناجين، فإن الحادث وقع إثر رفضهم الذهاب لجبهات القتال التابعة للجماعة، أو دفع فدية تتراوح بين 1000 و5000 ريال سعودي مقابل الإفراج عنهم.
من جهتها، دعت "منظمة العفو الدولية" إلى تحقيق مستقل في حادثة مقتل وإصابة مهاجرين بحريق في مركز احتجاز بصنعاء. هذا، فيما كشفت مصادر مطلعة عن قيام السلطات الحوثية بدفن غالبية الجثث المتفحمة بشكل جماعي، لافتًة إلى أن السبب وراء ذلك قد يكون إخفاء الرقم الحقيقي لعدد القتلى.
عسكريًا، أعلنت قوات الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية تحقيق تقدمات جديدة وحاسمة غربي تعز، وذلك بعد سيطرتها على جبل "غباري" الاستراتيجي، عقب معارك عنيفة مع الحوثيين. ويطل جبل "غباري" على مدينة البرح ومناطق واسعة من مديريتي الوازعية وموزع، غربي تعز، ويسهل الجبل على الجيش الوطني الوصول إلى منطقة البرح الاستراتيجية. وكانت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية أعلنت في وقت سابق تحرير منطقة "الكويحة" و"الطوير الأعلى" في جبهة "مقبنة" غرب المدينة، والتحمت قوات الجيش في جبهتي "مقبنة" و"الكدحة" بمنطقة "الطوير الأعلى" غربي المحافظة.
وقال الناطق باسم محور تعز، العقيد عبدالباسط البحر، إن الحوثيين قاموا بالتعزيز وجمعت مقاتلين من ألويتها المحيطة بتعز وشمالها إلى جبهة "الكدحة"، في محاولة لاستعادة ما خسرته، إلا أن القوات التي وصلت أعلنت التمرد ورفضت القتال وعادت من منطقة "هجدة" إلى مواقعها السابقة.
ميدانيًا أيضًا، تكبد مقاتلو الحوثي خسائر بشرية هائلة في محافظة مأرب التي تدور فيها معارك عنيفة من أكثر من شهر، وذلك بعد أن حشدت الجماعة أعدادًا كبيرة من مقاتليها في أغلب الجبهات بهدف السيطرة على المحافظة. يأتي ذلك تزامنًا مع تصعيدهم بقصف الأحياء السكنية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وقالت مصادر عسكرية، إن عشرات العناصر الحوثية سقطوا بين قتيل وجريح، في مواجهات مع قوات الجيش والمقاومة الشعبية في مديرية صرواح غرب المحافظة. واندلعت المواجهات العنيفة أثناء محاولة عناصر حوثية التقدم باتجاه مواقع تسيطر عليها قوات الجيش والمقاومة الشعبية، في جبهة الكسارة، قبل أن يحبط الجيش محاولاتهم ويجبرهم على التراجع. كما استهدفت مدفعية الجيش تحركات حوثية لتعزيزات عناصره في الجبهة ذاتها، ما أدى إلى تدمير عدد من العربات والآليات القتالية التابعة لها.
هذا، فيما لقي عدد من عناصر الجماعة مصرعهم بنيران الجيش شرق مدينة الحزم بمحافظة الجوف، وذلك بعد أن شنت قوات الجيش هجومًا معاكس على مواقع كانت تتمركز فيها عناصر الحوثي في جبهة النضود، تمكنت على إثره من تحرير تلك المواقع، وأسفرت المعارك عن قتل وجرح عدد من الحوثيين وتدمير آليات ومعدات تابعة لهم.
كما أعلن التحالف العربي في وقت سابق بدء تنفيذ عملية عسكرية نوعية ضد جماعة الحوثي، وقال إن العملية النوعية ستتم بضربات جوية موجعة، وتستهدف القدرات الحوثية بالعاصمة صنعاء وعدد من المحافظات. وتوعد التحالف بمحاسبة "القيادات الإرهابية" التي تحاول استهداف المدنيين والأعيان المدنية، لافتًا إلى أن العملية النوعية تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.