استنتاجات الموجز:
- اقتحام مسلحي الانتقالي لمقر الحكومة يعكس حجم التخادم بين جماعة الحوثي شمال اليمن وقوى الانفصال في الجنوب
- تسليم الجيش للصليب الأحمر عددًا من الأطفال كانت الدائرة أسرتهم في المعارك مؤخرًا يؤكد انتهاك الحوثي للقوانين الدولية والإنسانية
كان الحدث الأبرز في أخبار الملف اليمني خلال الأيام الماضية اقتحام مسلحين لمقر الحكومة الشرعية في مدينة عدن، في الوقت الذي يشهد فيه اليمن تطورات ميدانية كبيرة لصالح الشرعية في أغلب الجبهات. في التفاصيل، حيث اقتحمت مسيرة مسلحة تابعة "للمجلس الانتقالي" المدعوم إماراتيًا قصر "المعاشيق"، مقر الحكومة اليمنية بالعاصمة المؤقتة عدن، متجاوزةً النقاط الأمنية التابعة للقصر وسط إطلاق نار كثيف.
وبينما ترددت أخبار عن محاصرة عدد من أعضاء الحكومة في "المعاشيق"، وهروب عدد آخر منهم عبر زوارق رصدت وسائل إعلام تحركها في الشاطئ الذي يطل عليه القصر، نفت مصادر حكومية ذلك مؤكدةً أن رئيس الحكومة والوزراء متواجدون في القصر، وأن المجاميع لم يتجاوزوا البوابة الداخلية للقصر. ونفت المصادر ما تردد عن فرار الحكومة في زوارق بحرية، مشيرةً إلى أن ما تمت مشاهدته وتصويره هي دوريات أمنية تابعة للقصر. كما أشارت المصادر إلى أن الحادثة تهدد بإنهاء اتفاق الرياض، وأنها في هذا التوقيت لا تخدم سوى جماعة الحوثي التي تواجه انكسارًا كبيرًا في كل الجبهات.
في السياق نفسه، أسقطت الدفاعات الجوية طائرة مسيرة فوق القصر، وذلك عقب ساعات من اقتحامه من قبل المسلحين. وتجدر الإشارة إلى عدم تبني أي جهة إطلاق الطائرة، غير أن قوات "الانتقالي" حصلت مؤخرًا على طائرات مسيرة من الإمارات، وشاركت بها سابقًا في المعارك مع الجيش بمحافظة أبين.
من جانبها، رحبت الحكومة اليمنية ببيان وزارة الخارجية السعودية الذي أدان اقتحام المتظاهرين قصر "المعاشيق"، وأكد على دعم المملكة للحكومة اليمنية، مشددًا على أهمية منحها الفرصة الكاملة لخدمة الشعب اليمني في ظل الأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة الراهنة.
في خبر أمني آخر، نجا وزير الخدمة المدنية، عبدالناصر الوالي، من محاولة اغتيال جراء تفجير استهدف موكبه في خور مكسر بعدن، فيما أكدت مصادر محلية أن العملية لم تسفر عن أي إصابات. في غضون ذلك، حذر المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، خلال إحاطة قدمها إلى مجلس الأمن الدولي، من خطورة الوضع في اليمن ووصوله إلى مرحلة التدهور الكبير. وأكد "غريفيث" أن الحوثيين مستمرون في هجومهم على مأرب، معرضين حياة أكثر من مليون نازح للخطر، مشيرًا إلى تدهور الصراع بشكل كبير في اليمن، وأنه يزداد خطورةً مع استمرار هجوم الحوثيين على مأرب وهجماتهم العابرة للحدود.
من جهتها، اعترضت روسيا، على مشروع بيان لمجلس الأمن يؤكد ضرورةَ إنهاء الهجوم على مأرب ويدين التصعيد فيها. وبحسب المصادر، اعتبرت "روسيا" النص الذي صاغته بريطانيا غيرَ متوازن فيما يخص الحوثيين.
في سياق منفصل، تسلّم الصليب الأحمر الدولي من الجيش الوطني 21 طفلًا، كانت جماعة الحوثي جندتهم وزجت بهم في جبهات القتال، قبل أن يتم أسرهم والتحفظ عليهم وإعادة تأهيلهم في مراكز متخصصة. وقام الصليب الأحمر بنقلهم من مطار سيئون بمحافظة حضرموت إلى مطار صنعاء لإعادتهم وتسليمهم إلى أسرهم.
عسكريًا، كسر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هجومًا شنته قوات الحوثي على مواقع عسكرية في جبهة هيلان غرب محافظة مأرب. وأكدت مصادر عسكرية مقتل ما لا يقل عن 60 عنصرًا حوثيًا إلى جانب عشرات الجرحى، لافتةً إلى أن العديد من الجثث لا تزال متناثرة في خطوط التماس. وأضافت المصادر أن مدفعية الجيش شنّت قصفًا مركّزًا استهدف مواقع وتحصينات الجماعة في هيلان، وكبّدها خسائر بشرية ومادية كبيرة، فيما دمّر طيران تحالف دعم الشرعية بعدّة غارات تعزيزات حوثية غرب هيلان.
من جهتها استهدفت الجماعة بصاروخ باليستي سوقًا شعبيًا في مدينة مأرب، أدى لمقتل مدني وإصابة ثمانية آخرين بينهم مهاجر أفريقي، وإصابة بعضهم خطيرة. وتستمر الجماعة برشق المدينة بالصواريخ الباليستية والمقذوفات المتفجرة، في محاولة منها لتخفيف الضغط على عناصرها المهاجمة وارباك الجيش والوحدات الأمنية.
وفي تعز، الجبهة التي حققت فيها القوات الحكومية انتصارات كبيرة خلال الأيام الماضية، حرر الجيش الوطني مواقع جديدة في جبهتي "الشقب" و"الأحكوم"، إثر مواجهات عنيفة مع عناصر الحوثي جنوب شرق تعز، حيث سيطر على عدد من التباب الهامة في الجبهتين، وتمكن من تدمير غرفة للقيادة وإدارة العمليات في هذه المنطقة.
كما كسر الجيش هجومًا شنته جماعة الحوثي على مواقع عسكرية في مديرية "عبس" غرب محافظة حجة، في محاولة لاستعادة بعض المواقع التي خسرتها خلال الأيام الماضية. وأسفرت المعارك عن مصرع أكثر من 20حوثيًا وجرح آخرين. وقالت مصادر عسكرية إن طيران التحالف دمّر مخزن أسلحة تابع للحوثيين في عبس، كما دمّر دبابة ومدفع عيار 23 في الجبهة ذاتها.
وكانت قوات الجيش في المنطقة العسكرية الخامسة نفّذت الأسبوع الماضي عملية عسكرية نوعية، تمكنت خلالها من تحرير مساحات واسعة من مديرية "عبس"، وأصبحت على مقربة من تحرير مركزها، وكبّدت الحوثيين خسائر كبيرة في الأرواح والمعدّات. من جانبها، استهدفت القوات المشتركة بالساحل الغربي تعزيزات للقوات الحوثية في مديرية "مقبنة" غربي محافظة تعز، حيث اندلعت معارك عنيفة بين القوات المشتركة والحوثيين في جبهة "مثلث البرح" وجبال "رسيان"، تكبد خلالها الحوثيون خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
على صعيد آخر، تمكنت قوات الجيش الوطني من صد محاولات تسلل لعناصر الحوثي على موقع الجيش، بجبهة "الشامية" شمال محافظة صعدة. كما تمكن خلال العملية من أسر ثلاثة من عناصر الحوثي وبحوزتهم عدد من الألغام كانوا يستعدون لزرعها.
في سياق أمني آخر، قُتل خمسة جنود من منتسبي الحزام الأمني المدعوم إماراتيًا وأصيب آخرون، عقب هجوم استهدف حاجزًا أمنيًا في مديرية أحور بمحافظة أبين جنوب اليمن. وفي حين ينتشر مسلحون يتبعون "تنظيم القاعدة" في عدد من مناطق المحافظة، وينفذون هجمات بين وقت وآخر ضد نقاط وحواجز التفتيش، إلا أنه لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن.