استنتاجات الموجز:
- مقاطعة عدد من المكونات السياسية لاجتماع حضرموت الموسع يعكس مخاوفها من انحراف بوصلة الإدارة المحلية ضد الحكومة الشرعية
- مواجهات قوات "طارق صالح" مع الخرج تظهر مدى تقبل الشارع لقوات "طارق" وتحركاته في الساحل الغربي
مع اقتراب شهر رمضان، أطلق الوفد الحكومي المعني بشؤون الأسرى والمختطفين مبادرة لعقد صفقة تبادل مع جماعة الحوثي، تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى من الجانبين بمناسبة قدوم الشهر الفضيل "الكل مقابل الكل". وكانت اللجنة المعنية بمتابعة اتفاق تبادل الأسرى الذي تم التوقيع عليه في مشاورات ستوكولهم، عقدت عدة جولات واجتماعات بين وفدي الحوثيين والحكومة الشرعية، في العاصمة الأردنية للمضي قدمًا في تنفيذ الاتفاق. واستأنفت اللجنة مناقشاتها في كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير الماضيين، للنظر في إطلاق سراح أعداد إضافية من الأسرى والمعتقلين، بعد إطلاق سراح 1065 أسيرًا ومعتقلًا في تشرين الأول/ أكتوبر، غير أن الاجتماع انهار إثر تجدد هجوم الحوثيين على محافظة مارب.
في غضون ذلك، وبعد يوم من إطلاق سراحه، توفي القيادي في "حزب المؤتمر الشعبي العام"، نبيل معياد، الذي اختطفته جماعة الحوثي من منزله قبل ثلاثة أعوام وأخفته قسريًا ومارست بحقه صنوف التعذيب النفسي والجسدي. كما أعلنت الجماعة وفاة مدير عام البحث الجنائي التابع لها، سلطان زابن، إثر مرض عضال ألم به، دون أن تحدد نوعيته. وكان مجلس الأمن الدولي أصدر أواخر شباط/ فبراير الماضي قرارًا يفرض عقوبات مالية وحظر السفر على "زابن" وآخرين لمشاركته في أعمال تهدد السلم والأمن والاستقرار في اليمن، ولأنه وفقًا لقرار العقوبات "لعب دورًا بارزًا في سياسة الترهيب واستخدام الاعتقال والتعذيب، والعنف الجنسي والاغتصاب ضد النساء الناشطات سياسيًا". كما أعلنت الجماعة وفاة مديرة إدارة سجون النساء التابعة لها، أفراح الحرازي، دون ذكر أسباب الوفاة. وأثار الإعلان جدلًا واسعًا حول أسباب وفاتهما، خصوصًا أن اسمي "زابن" و"الحرازي" كثيرًا ما نسبت إليهما مجتمعين انتهاكات جسيمة تعرضت لها نساء مختطفات، من بينها تعذيب واغتصاب.
على صعيد آخر، أكد عدد من المكونات السياسية بحضرموت مقاطعتها للاجتماع الموسع، الذي عقد في مدينة المكلا بدعوة من المحافظ، اللواء الركن فرج سالمين البحسني. وقالت أحزاب "التجمع اليمني للإصلاح" و"الحق" و"البعث العربي" و"ملتقى شباب حضرموت التضامني"، في بيان إنها اتخذت هذا الإجراء بعد أن توصلت إلى أن هذه اللقاءات لن تحقق أي معالجة لمشاكل حضرموت. يأتي ذلك في ظل غضب شعبي وتظاهرات منذ أسابيع ضد الفساد والفشل الإداري في المؤسسات الحكومية بالمحافظة. وكان محافظ حضرموت حذر الحكومة في الاجتماع الموسع مما وصفه بالإمعان في تجاهل حقوق حضرموت، والتمادي في حرمان أبنائها من أبسط حقوقهم ومواصلة اتخاذ الإجراءات المجحفة بحقهم.
في مستجدات "كورونا"، سجلت الجهات المختصة في اليمن ارتفاع إجمالي الإصابات في المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية إلى 4 آلاف و697، بينها 932 وفاة، وألفًا و715 حالة تعاف. بالمقابل، لم تعلن جماعة "الحوثي" سوى إحصائية واحدة في 18 أيار/ مايو الماضي، شملت أربعة إصابات بينها حالة وفاة، وسط اتهامات للجماعة بإخفاء أعداد المصابين في مناطق سيطرتها.
عسكريًا، دفعت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" بتعزيزات عسكرية هي الأولى منذ شهر إلى مديرية طور الباحة في محافظة لحج جنوبي البلاد، وذلك لتعزيز قواتها في المديرية التي تشهد توترًا بين قواتها المدعومة إماراتيًا وأخرى موالية للحكومة الشرعية.
هذا، فيما قتل جندي وأصيب أربعة آخرون في مواجهات مسلحة، بين قوات أمنية تابعة للحكومة الشرعية وقوات تابعة لـ"الانتقالي" بالقرب من منطقة "خبر المراقشة" التابعة إداريًا لمديرية "خنفر" شرقي المحافظة، عقب مواجهات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة بين الطرفين. وقالت مصادر محلية إن قوات مشتركة من إدارة أمن أبين والأمن الخاص نفذت هجومًا واسعًا، انتهى بالسيطرة على مواقع مثلث الوضيع "حيد يحيى، حصن سعيد"، التي كانت تتمركز فيها قوات الحزام الأمني في المنطقة الواقعة بين منطقة "خبر المراقشة" التابعة لمديرية خنفر، ومديرية "أحور" الساحلية. وذلك عقب مواجهات محدودة مع قوات "الانتقالي"، فيما توقفت المواجهات عقب تدخل قيادات أمنية ووسطاء قبليين.
عسكريًا أيضًا، وفي إطار مواجهاتها مع جماعة الحوثي، تمكنت قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية، من كسر هجوم كبير للحوثيين من عدة مواقع في جبهة الكسارة غربي محافظة مأرب، لتسفر المعارك عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر الحوثي إلى جانب خسائر أخرى في العتاد. ودمرت مدفعية الجيش الوطني ثلاث عربات تابعة للجماعة، وسقط جميع من كانوا على متنها بين قتيل وجريح. كما استهدف طيران تحالف دعم الشرعية بعدّة غارات تجمعات لمقاتلي الحوثي في مواقع متفرقة غرب مارب، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية في صفوف المليشيات.
وعلى جبهات محافظة تعز، تقدمت قوات الجيش الوطني نحو المناطق القريبة من سلسلة تباب جبل العرف، المطل على البرح غربي المحافظة، وشنت هجومًا آخر على مواقع تمركز الحوثيين في جبهة مقبنة، وتمكنت خلاله من تحرير عدة قرى وتلال استراتيجية. كما تتواصل المعارك التي تخوضها قوات الجيش الوطني في جبهتي الأحكوم وحيفان جنوب محافظة تعز، تكبدت خلالها الجماعة خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
على صعيد آخر، قالت مصدر محلية وأخرى عسكرية إن مسلحين يقودهم "زيد الخرج"، أحد وجهاء مدينة المخا (يُتهم بتزعم عمليات تهريب الممنوعات عبر البحر)، خاضت اشتباكات مسلحة ضد ما يعرب بقوات "حراس الجمهورية" التي يقودها "طارق صالح". وبحسب المصادر، فإن الاشتباكات اندلعت عقب إفشال "الخرج" فعالية في إحدى مدراس مدينة المخا الساحلية، بمناسبة تأسيس "المكتب السياسي للمقاومة الوطنية" الذي أعلن "طارق" عن تأسيسه الأسبوع الماضي. وأكدت المصادر أن الاشتباكات أسفرت عن خمسة قتلى من الجانبين، وإصابة آخرين بينهم مدنيين. ولايزال التحشيد العسكري كبيرًا من الطرفين، خاصةً "الخرج" الذي وصلت لمساندته مجاميع قبلية كبيرة من قبائل الوازعية وموزع والكدحة ورأس العارة والخوخة وحجة.