استنتاجات الموجز:
- ضرب منشأة نطنز النووية يأتي في إطار الضغط على إيران في مفاوضات فيينا
- ردًا على الضغوط الأمريكية و"الإسرائيلية"، إيران تزيد تخصيب اليورانيوم إلى 60% كورقة ضغط في المفاوضات النووية
في حادث لافت، وقع انفجار في مصنع "نطنز" لتخصيب اليورانيوم وسط إيران، صباح الأحد؛ وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، إن "مجمع الشهيد أحمدي روشن تعرض لحادث على مستوى شبكة توزيع الكهرباء"، مؤكدًا عدم وقوع إصابات بشرية أو تلوث إشعاعي، وأضح أن التحقيقات جارية لمعرفة أسباب الحادث . من جهته، وصف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، الحادث بأنه "إرهاب نووي"، مؤكدًا أن بلاده "تحتفظ بحق الرد"، وذلك قبل إعلان نتائج التحقيق في أسباب الحادث. وقال "صالحي" إن "إيران بينما تدين هذه الخطوة الفاشلة، تؤكد على ضرورة تعامل المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية مع هذا الإرهاب النووي، وتحتفظ بحقها في اتخاذ إجراءات ضد مرتكبيه والآمرين والمنفذين".
كما أعلن "صالحي" أن بلاده بدأت فعليًا إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، تطبيقًا للقرار الذي أعلنته طهران، الثلاثاء، ردًا على الهجوم "الإسرائيلي". وتزامنت هذه الخطوة الإيرانية مع المحادثات الجديدة في فيينا، لإنقاذ الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني، وسط رفض من طهران للاستمرار في مفاوضات وصفتها بـ"الاستنزافية". وعقب محادثات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إنه "لا فرصة لنا لمفاوضات استنزافية ولا رغبة لنا بها"، مضيفًا: "ينبغي أن نرى عمليًا سرعة معقولة ومقبولة للوصول إلى اتفاق".
في السياق، قال وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، إن بلاده ستقوم بتخصيب اليورانيوم بمنشأة "نطنز" التي تعرضت لهجوم، بشكل أكثر سرعة مما كان عليه بالسابق. وكرر "ظريف" تهديده للاحتلال "الإسرائيلي" بعد اتهامه بالمسؤولية عن الحادث، قائلًا إن الاحتلال لعب "مقامرة بالغة السوء ستؤدي إلى تعزيز طهران من موقفها في المحادثات مع الدول الكبرى لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015". وتابع الوزير: "ظن الإسرائيليون أن الهجوم سيضعف يدنا في محادثات فيينا، لكنه على العكس سيعزز موقفنا". كما بعث "ظريف" رسائل إلى الولايات المتحدة، قائلًا إن عليها إدراك أن "العمل التخريبي في نطنز سيصعب المفاوضات في فيينا"، مهاجمًا الموقف الأوروبي غير المتفاعل مع ما جرى في نطنز، حيث قال: "على أوروبا إدانة حادثة نطنز بدلًا من فرض عقوبات على شخصيات عسكرية إيرانية".
في السياق ذاته، صرحت وسائل إعلام إيرانية أن أجهزة الأمن تمكنت من التعرف على هوية المتسبب بقطع التيار الكهربائي بالمنشأة. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مصادر استخباراتية أن الدمار الذي حل بمنشأة "نطنز" نجم عن "انفجار كبير"، قد يؤدي إلى تراجع قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم لتسعة أشهر على الأقل، فيما كشفت مصادر مخابراتية أن جهاز "الموساد" كان وراء التفجير.
في شأن متصل، شهدت المفاوضات حول الملف النووي الإيراني في فيينا تقدمًا رغم تواصل الخلافات، وبعد انتهاء اجتماع السبت، قال ممثل الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، الذي يدير المفاوضات، إنه "بعد نقاشات مكثفة تم إحراز تقدم في مهمة ليست سهلة على الإطلاق". ويهدف الحوار بين ممثلي الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة وإيران لتحديد عقوبات، يجب على واشنطن إلغاؤها وتدابير يجب على طهران اتخاذها للعودة إلى الالتزام بالاتفاق. يذكر أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، ما يمثل التراجع الأهم حتى الآن عن بنود الاتفاق الذي أبرم في فييينا عام 2015 مع القوى الكبرى. وتحدثت إيران عن "تفاهم جديد"، لكنها شدّدت على استمرار وجود "خلافات". وكانت محادثات فيينا مرهقة لأن إيران رفضت لقاء المفاوضين الأمريكيين وجهًا لوجه، ويجب نقل جميع المقترحات والاقتراحات المضادة ذهابًا وإيابًا من قبل الدبلوماسيين الأوروبيين.
بدوره، قال رئيس الوفد المفاوض، عباس عراقجي: "يبدو أنه يتم تشكيل تفاهم جديد وهناك أرضية مشتركة بين الجميع الآن. معالم المسار الذي يجب قطعه باتت معروفة نوعًا ما، بالطبع لن يكون هذا المسار سهلًا"، وأضاف: "اختلاف وجهات النظر لم ينته بعد، وهناك اختلافات في وجهات النظر يجب تقليصها خلال المحادثات المقبلة". وتابع "عراقجي": "المفاوضات وصلت الآن إلى مرحلة يمكن فيها للأطراف البدء في العمل على نص مشترك... على الأقل في المجالات التي تلتقي فيها الآراء". بالمقابل، عبّر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن أسفه لأن قرار إيران لا يُساعد "إطلاقا" في إنهاء الجمود، لكنه أضاف أن واشنطن "راضية لرؤية أن إيران تُواصل المشاركة في المناقشات".
في سياق أمني متصل، تعرضت السفينة الإيرانية "ساويز" لهجوم بألغام لاصقة في البحر الأحمر، وتعتبر "ساويز" بمثابة قاعدة عائمة للقوة العسكرية الإيرانية قبالة السواحل اليمنية. وذكرت "أسوشيتدبرس" أن الهجوم على "ساويز" يبدو أنه قد تسبب في أكبر ضرر حتى الآن، في حرب الظل المستمرة بين إيران و"إسرائيل"، ما يزيد من تصعيد التوترات الإقليمية، مشددةً على أن "الهجمات والهجمات المضادة بين الطرفين يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة".
من جهته، دعا المرشد الإيراني، علي خامنئي، جيش بلاده إلى رفع جاهزيته إلى المستوى المطلوب، والقيام بدوره المؤثر في أداء المهام، وذلك بمناسبة يوم جيش الجمهورية الإيرانية والملاحم البطولية، الذي يوافق 18 نيسان/ أبريل من كل عام. وفي هذه المناسبة، أزاح الجيش الإيراني الستار عن منظومة دفاع جوي بعيدة المدى من طراز "دماوند".
على صعيد آخر، بدأ الحرس الثوري تشكيل مليشيا جديدة في محافظة دير الزور باسم "مجموعة الحرس الثوري"، تضم عناصر من أبناء المحافظة، التي تشهد ما يشبه الصراع غير المعلن على النفوذ بين روسيا وإيران. وتركز المليشيا الجديدة على استقطاب أبناء ريفي دير الزور الشرقي والغربي، فيما يوضح تشكيل إيران للمليشيات تباعًا سعيها لامتلاك أوراق القوة، حيث تُشكل كل مليشيا جديدة ورقة من أوراق القوة بيد طهران في سوريا. وتركز السياسة الإيرانية على تنويع جنسية المليشيات (إيرانية، عراقية، أفغانية، لبنانية، محلية)، ما يشكل لها عامل قوة في أي عملية تفاوضية، بحيث لا تفاوض على إخراج المليشيات من سوريا على دفعة واحدة.
داخليًا، استبعدت "فائزة" ابنة الرئيس الإيراني الراحل، علي هاشمي رفسنجاني، أن تؤدي الانتخابات الرئاسية المقبلة إلى تغيير الأوضاع، مشيرةً إلى أنه لا يوجد فرق كبير بين مرشحي تيار الإصلاحيين والأصوليين، من حيث إمكانية تغيير الوضع. وأكدت "فائزة" أنها لن تشارك ولن تصوت في الانتخابات المقبلة، موضحةً أن عدم التصويت يعني "عدم المشاركة في القرارات الخاطئة" للحكومة.
في أنباء متفرقة، توفي نائب قائد قوة القدس، العميد محمد حسين زاده حجازي، وأقيمت صباح الإثنين مراسم تشييع جنازته، فيما قام رئيس وزراء كوريا الجنوبية، تشونغ سيه كيون، بزيارة إلى طهران اجتمع خلالها برئيس مجلس الشورى، محمد باقر قاليباف، وأكد على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع إيران.