استنتاجات الموجز:
- مساعي احتواء التوتر بين أنقرة وأثينا تتحول لجولة جديدة من التصعيد بين البلدين
- الحكومة التركية تعيد تشديد الإجراءات بعد ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بسبب "كورونا" وسط توقعات باحتمال إغلاق كامل خلال الأسبوعين الأخيرين من رمضان
خيم الفشل على مساعي احتواء التوتر بين تركيا واليونان خلال زيارة وزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس، إلى أنقرة لتهدئة التوتر عقب أشهر من التصعيد الخطير الذي وصل حد خطر المواجهة العسكرية شرق المتوسط. وكشفت المشادة الكلامية التي حصلت بين وزيري خارجية البلدين في المؤتمر الصحفي عن حجم صعوبة الملفات الخلافية، وفتحت الباب أمام جولة جديدة من التصعيد بين البلدين. فعقب أسابيع من المساعي الدبلوماسية لفتح قنوات الاتصال، لخفض التصعيد وبحث ملفات الخلاف بضغط من الاتحاد الأوروبي و"الناتو"، قام "ديندياس" بزيارة إلى أنقرة والتقى نظيره التركي، مولود جاوش أوغلو، كما استقبله الرئيس "أردوغان" في خطوة اعتبرت بمثابة سعي تركي لتأكيد رغبة الرئيس في احتواء التوتر ودعم جهود خفض التصعيد.
بالمقابل، واعتبرت وسائل إعلام تركية أن تصعيد الوزير اليوناني كان "استفزازًا مدبرًا" بهدف "حسابات داخلية ومحاولة إظهار القوة من أنقرة لتوجيه رسائل للداخل اليوناني"، كما قالت صحف يونانية إن الوزير اليوناني كان على اتصال دائم مع رئيس الوزراء، الذي وجه إليه تعليمات بضرورة الرد الفوري على "أي محاولة استفزاز تركية".
مقابل ذلك، تحقق الاتصالات التركية المصرية تقدمًا ملموسًا تجسد في الاتصال الأخير بين وزيري خارجية البلدين، والرسالة التي أرسلها رئيس البرلمان التركي لنظيره المصري، فضلًا عن تأكيد وزير الخارجية التركي أن “هناك اجتماعًا تركيًا مصريًا الشهر المقبل، على مستوى مساعدي وزيري خارجية البلدين، والعمل جار لتحديد الموعد."
في شأن متصل، تحمل زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، برفقة 14 وزيرًا إلى أنقرة أهمية خاصة في التأكيد على استمرار العلاقات بين البلدين، والحفاظ على اتفاق مذكرة التفاهم البحرية واتفاق التعاون العسكري. بدوره، التقى "أردوغان" بـ"الدبيبة"، كما عُقدت لقاءات بين وزراء البدلين جرى خلالها التوقيع على سلسلة من اتفاقيات التعاون في مجالات مختلفة، لا سيما في مجال الطاقة وبناء الشركات التركية محطات لتوليد الكهرباء في ليبيا، وتأهيل العديد من المناطق والبنى التحتية. كما عقدت اتفاقيات أخرى في مجالات الاستثمار والتعليم والتكنولوجيا والإعلام والصحة وغيرها، بجانب الاتفاق على العمل المشترك لتعزيز وتوسيع التعاون التجاري بين البلدين وعودة الشركات التركية للعمل في ليبيا في أقرب وقت.
في شأن خارجي عسكري، جددت كندا تأكيدها على حظر تقنيات عسكرية متقدمة، تقول إنها تستخدم في برنامج صناعة المسيرات التركية التي تستخدم في قره باغ وليبيا وسوريا، وذلك بسبب تعارضه مع سياستها. وهو ما فتح الباب واسعًا أمام تكهنات مختلفة حول إن كان القرار سيؤدي لإعاقة برنامج صناعة المسيرات التركية، التي برزت في السنوات الأخيرة وباتت من أهم أوراق تركيا العسكرية.
في غضون ذلك، أدان أركان الدولة التركية الممارسات العدوانية لقوات الاحتلال "الإسرائيلي" على المسجد الأقصى، وعرقلة وصول المصلين إليه، ونصب الحواجز حوله، وكذلك الغارات الجوية التي تم شنها على قطاع غزة خلال شهر رمضان، مطالبين الاحتلال بالكف عن الأعمال العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني.
داخليًا، جدد الرئيس "أردوغان" تأكيده على أن مشروع قناة إسطنبول ليس له علاقة من قريب أو بعيد باتفاقية "مونترو"، وذلك مع تصاعد الجدل المحلي والدولي حول مستقبل الاتفاقية الناظمة لعمل المضائق المائية التركية. جاء ذلك تزامنًا مع اقتراب البدء في إنشاء القناة، المشروع الاستراتيجي المثير للجدل والأكبر في تركيا. لكن هذا النفي وإن كان قاطعًا من ناحية نفي وجود نية تركية لإنهاء العمل بالاتفاقية، إلا إنه لا ينفي مطلقًا أن مشروع القناة بحد ذاته “مسمار في نعش الاتفاقية”، وإنه يحمل في طياته رسالة أعمق وأهم، وهي أن اتفاقية "مونترو" تتعلق فقط بمضيقي البوسفور والدردنيل ولا تنطبق على "قناة إسطنبول" التي وافقت الحكومة التركية على خطتها النهائية ويتوقع أن يبدأ الحفر بها الصيف المقبل.
داخليًا أيضًا، زار الرئيس "أردوغان" أضرحة كل من رئيس الوزراء الأسبق، عدنان مندريس، ووزيرين سابقين في إسطنبول، وذلك على هامش مشاركته في مراسم أقيمت بمنطقة "توب كابي" لإحياء الذكرى السنوية الـ28 لوفاة الرئيس الأسبق، تورغوت أوزال. كما زار "أردوغان" قبور وزير الخارجية الأسبق، فاتح روشتو زورلو، ووزير المالية الأسبق، حسن بولاتكان، والرئيس الـ37 للاتحاد التركي لكرة القدم، حسن دوغان.
حول تطورات جائحة "كورونا"، عادت الحكومة لتشديد الإجراءات بعد قفز أعداد الإصابات إلى أكثر من 60 ألفًا، وعادت ساعات إلى الحظر الساعة السابعة بدلًا من التاسعة، وعمل المحال التجارية إلى الساعة الخامسة والنصف، وقيدت حركة من هم دون الـ18 وفوق الـ65 عامًا. كما جرى منع التحرك بين المدن أثناء ساعات الحظر وتقليل عمل ساعات الموظفين، لخفض عدد الإصابات إلى دون 10 آلاف، وذلك بهدف الاستعداد لموسم السياحة، وسط حديث عن احتمال ذهاب الحكومة إلى الإغلاق الشامل خلال الأسبوعين الأخيرين من رمضان والعيد، في حل عدم نجاح الإجراءات الحالية بخفض عدد الإصابات.
يذكر أن متوسط حالات الوفاة تخطى 300 حالة يوميًا خلال الأيام الماضية، فيما تخطت الإصابات حاجز الـ60 ألف حالة يوميًا، بينما ارتفع إجمالي الوفيات إلى 35 ألفا و608، والإصابات إلى أربعة ملايين و212 ألفا و645، كما ارتفعت حصيلة المتعافين إلى ثلاثة ملايين و643 ألفًا و734 حالة.
بدوره، حذّر وزير الداخلية، سليمان صويلو، الأجانب المقيمين في تركيا بتصاريح الإقامة من انتهاك حظر التجول المفروض، خاصة أولئك الذين يتظاهرون بأنهم سياح، وأن من يحاول الاستغلال هذا الأمر سيتم إلغاء إقامته ولن يتم التسامح معه.
قضائيًا، أصدرت محكمة تركية قرارًا بحبس متهميْن اثنين من أصل سبعة جرى توقيفهم في عملية ضد تنظيم "داعش" بولاية أضنة، وذلك بعد توقيف قوات الأمن الأشخاص بتهمة المشاركة في أنشطة التنظيم في سوريا والعراق، أربعة منهم عراقيون وثلاثة سوريون.
أمنيًا، أفرجت السلطات التركية عن عشرة أدميرالات متقاعدين بعد نحو أسبوع من اعتقالهم، بسبب إصدارهم بيانًا بشأن اتفاقية “مونترو”، إلا أن المحكمة فرضت قيودًا على سفرهم مع أربعة آخرين من أفراد مشاة البحرية السابقين، ولا يسمح للمتهمين بمغادرة أقاليمهم.
عسكريًا، تسلم الجيش التركي منظومات دفاع جوي قصيرة المدى محلية الصنع، بينها مدفعية عيار 35 ملم مطورة محليًا. وتتمتع المنظومة التي طورتها شركة "أسلسان" المتخصصة في الصناعات العسكرية الإلكترونية، بكفاءة عالية ضد التهديدات الجوية، منها صواريخ جو أرض، وصواريخ كروز، وطائرات مسيرة.