استنتاجات الموجز:
- بين نفي الرياض وتأكيد طهران، مباحثات سرية بين الجانبين تجري في بغداد
- "برهم صالح" يشدد على أن تكون الانتخابات النيابية المبكرة نزيهة لأنها ستكون الفرصة الأخيرة للنظام السياسي القائم
- ازدياد عمليات التفجير واعتقالات المسؤولين السياسيين مع قرب موعد الانتخابات المبكرة
استطاعت بغداد أن تجمع وفدين من طهران والرياض على أراضيها بداية هذا الشهر بعيدًا عن الأضواء، بحسب ما أكده مسؤولون عراقيون لوكالة "فرانس برس". وترأس الوفد السعودي رئيس جهاز المخابرات، خالد بن علي الحميدان، فيما كان الوفد الإيراني برئاسة مفوضين من قبل الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني. وأشار خبراء إلى أن الموضوع الأساسي الذي كان على طاولة المباحثات بين الوفدين هو الحرب في اليمن، والهجمات التي تقوم بها مليشيات الحوثي في العمق السعودي. ورغم نفي وسائل الاعلام السعودية حدوث هذا الاجتماع، إلا أن وكالة الأنباء الإيرانية "إيرنا" نقلت عن السفير الإيراني في بغداد، إيرج مسجدي، قوله إن "الجمهورية الإسلامية تدعم وساطة بغداد لتقريب طهران مع الدول التي حدثت معها بعض التحديات، ما أدى إلى فتور في العلاقات، وتم إبلاغ السلطات العراقية بهذا الموضوع".
في الأثناء، بحث مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، مع السفير السعودي في بغداد، عبد العزيز الشمري، الانفتاح والتقارب بين دول المنطقة من خلال الحوار البنّاء والعمل المشترك. وأشار بيان إلى أن "اللقاء شهد التأكيد على أهمية أن تشهد المنطقة مزيدًا من الاستقرار، من خلال تجاوز الأزمات والتركيز على المصالح المشتركة لدول وشعوب المنطقة".
من جهة أخرى، ومع ازدياد المباحثات بين الخصوم، كشف رئيس كتلة "بيارق الخير" النيابية، محمد عثمان الخالدي، حقيقة الأنباء التي تتحدث عن مفاوضات سرية بين وفود أمريكية - إيرانية، في العراق قائلًا: "هناك سلسلة مشاكل بين أمريكا وإيران لها عناوين متعددة، وحكومة بايدن فتحت الباب على مصراعيه أمام الحوارات مع إيران"، مؤكدًا أن "الحديث المتداول عن لقاءات سرية بين وفود أمرسكية - إيرانية في بغداد، حقيقي ومستمر، وتكرر في مناطق أخرى من العالم".
على صعيد خارجي آخر، استقبل رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، نائب رئيس الحكومة الروسية، يوري بوريسوف، والوفد المرافق له، حيث نقل الأخير رسالة خطية من رئيس حكومة روسيا الاتحادية، ميخائيل ميشوستين، تتعلق بتعزيز أواصر التعاون الثنائي بين البلدين وفتح آفاق أوسع للشراكة الثنائية. وشهد اللقاء "بحث الأوضاع الدولية والإقليمية، خاصةً الوضع في سوريا، وجهود العراق التي تصب في صالح التهدئة وخلق تنمية مستدامة ترسخ السلام والاستقرار."
داخليًا، أعلن رئيس مؤسسة الإصلاح والتغيير، صباح الكناني، أن قوة أمنية قامت بتطويق منزل رئيس "حزب الحل" السياسي (سني)، جمال الكربولي، لاعتقاله بعد إلقاء القبض على ابن شقيقه "لؤي " بتهم فساد، وهو شقيق النائب "محمد الكربولي"، ئيس الحركة الوطنية للإصلاح والتنمية. لكن "لؤي" رفض تسليم نفسه للقوة الأمنية، ما ينذر بتصعيد كبير، وهو ما دفع أطرافًا سياسية للتدخل والحيلولة بين "الكربولي" وتنفيذ عملية الاعتقال. وتأتي هذه الخطوة بعد الكشف عن ملفات الفساد التي أدين بها رجل الأعمال، بهاء الجوراني، الذي ألقت قوة أمنية القبض عليه، بسبب اتهامه بالفساد في قضية بوزارة الصناعة التي يديرها الوزير السني المحسوب على الكرابلة، منهل عزيز الخباز.
من ناحيته، كشف مصدر في مكتب "الكاظمي" تفاصيل اعتقال "جمال الكربولي" قائلًا، إن اعتقال "الكربولي" جاء وفق مذكرة قبض قضائية صدرت بحقه على خلفية تهم وفساد، مشيرًا إلى أن هناك مذكرة إلقاء قبض بحق أخيه النائب، محمد الكربولي، بعد رفع الحصانة عنه.
داخليًا أيضًا، وفي مقابلة تلفزيونية، أكد الرئيس، برهم صالح، على أن الانتخابات النيابية المبكرة ستكون الفرصة الأخيرة للنظام السياسي القائم، مشددًا على أنه من الضروري أن تكون نزيهة. وأوضح "صالح" أن مقاطعة الانتخابات السابقة كانت نتيجة لعدم تمثيلها للعراقيين، وأن هذا هو السبب في انطلاق الحرك الشعبي، لكنه أشار إلى أن المنظومة السياسية الحالية لا بد لها أن تتغير.
من جانبه، قال "الكاظمي" إن الطائفية لا تختلف في شيء عن العنصرية والصهيونية، مؤكدًا على الحاجة للخطاب المعتدل، وذلك خلال مأدبة إفطار جمعت عددًا من علماء الدين من مختلف أطياف الشعب العراقي. وأضاف رئيس الوزراء أن "الدكتاتورية والاحتلال والطائفية والإرهاب تجاوزناها وأصبحت من الماضي، ونتطلع حاليًا بثقة إلى البناء والعمران."
على صعيد داخلي آخر، وبسبب الانتقادات التي رافقت قرار وزارة المالية باستقطاع الضريبة من رواتب الموظفين، وجه "الكاظمي" بإيقاف كتاب وزارة المالية الخاص بفرض الضريبة على رواتب الموظفين وعدم العمل به.
أمنيًا، أعلنت خلية الإعلام الأمني أن انفجارًا بسيارة مفخخة وقع قرب أحد الأسواق الشعبية في منطقة الحبيبية في بغداد، أسفر عن مقتل شخص وإصابة عدد من المواطنين، فيما قام تنظيم "داعش" بتفجير بئرٍ نفطي في حقل "باي حسن " في محافظة كركوك. كما استُهدفت قاعدة بلد الجوية شمال بغداد بهجوم صاروخي، تسبب في إصابة شخصين. يذكر أن قاعدة بلد الجوية التي انسحبت منها قوات التحالف الدولي، تستضيف حاليًا مقاولي ساليبورت الأمريكية، وهم مكلفون بصيانة طائرات "إف - 16" العراقية.
في الشأن الكردي، أكد عضو باللجنة المالية في برلمان إقليم كردستان أن وفدًا فنيًا كرديًا سيصل بغداد للتفاهم حول آلية إرسال المبالغ التي تم تخصيصها للإقليم، مقابل تسليم الإقليم للحصة المتفق عليها من النفط وعائدات المنافذ. وسيتم إرسال الأموال بأثر رجعي حال التوصل لآلية واتفاق بين الطرفين.
صحيًا، أعلن مدير المستشفى البيطري في محافظة ديالى احتواء بؤرتي إصابة بأنفلونزا الطيور خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى إبادة أكثر من 13 ألف دجاجة، حيث سجلت المحافظة وجود إصابة بأنفلونزا الطيور في اثنين من حقول الدواجن.