استنتاجات الموجز:
- تركيا تقود حراكًا دوليًا وإسلاميًا واسعًا بهدف الخروج بموقف عملي ضد الجرائم "الإسرائيلية" بحق الفلسطينيين
- الحكومة التركية تتجه لتخفيف الإجراءات بعد نجاحها في خفض أعداد الإصابات بفيروس "كورونا" استعدادًا لموسم السياحة
تقود تركيا تقود حراكًا دوليًا وإسلاميًا واسعًا على كافة المستويات، سعيًا للخروج بموقف عملي ضد الجرائم "الإسرائيلية" في فلسطين، وذلك من خلال منظمة المؤتمر الإسلامي، في محاولة لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العامة للأمم المتحدة ينص على وقف الهجمات "الإسرائيلية". جاء ذلك بالتوازي مع طرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي هاتف عشرات الزعماء والمسؤولين حول العالم، لفكرة إرسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني من الاعتداءات "الإسرائيلية"، فيما انفردت تركيا بكونها الدولة الوحيدة التي وصف رئيسها وكبار مسؤوليها "إسرائيل" بـ"إرهاب الدولة".
ويمتد الحراك التركي على أصعدة مختلفة؛ حيث بدأ بالحراك الشعبي والتضامن الواسع مع الشعب الفلسطيني، والسماح بالمظاهرات اليومية أمام السفارة والقنصلية "الإسرائيليتين" في تركيا، وإطلاق تصريحات اعتبرت "الأجرأ" على الصعيد الدبلوماسي الدولي من حيث وصف "إسرائيل" بدولة "إرهابية وعنصرية وفاشية"، مرورًا بالحراك الواسع على الصعيد الإسلامي، سعيًا لانعقاد قمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي واتخاذ "موقف عملي" لدعم الشعب الفلسطيني ومواجهة الجرائم "الإسرائيلية"، وصولًا للمساعي على الصعيد الدولي لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتقييد "إسرائيل" دوليًا، وسط مطالب بإرسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني.
وشملت اتصالات "أردوغان" زعماء أكثر من 20 دولة حول العالم، من بينهم عاهل الأردن، عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وأمير الكويت، نواف الأحمد الجابر الصباح، والرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، والرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، وأمير قطر، تميم بن حمد، ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية. كما أجرى وزير الخارجية، مولود تشاووش أوغلو، اتصالات مع نظرائه الفلسطيني، رياض المالكي، والإيراني، محمد جواد ظريف، والجزائري، صبري بوقادوم، والتونسي، عثمان الجرندي، والباكستاني، شاه محمود قريشي، والروسي، سيرغي لافروف، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين، وغيرهم من المسؤولين.
في السياق ذاته، سحبت تركيا عبر سفارتها في تل أبيب دعوة وجهتها سابقًا لوزير الطاقة "الإسرائيلي"، يوفال شتاينيتز، للمشاركة في "منتدى أنطاليا الدبلوماسي" المقرر عقده في حزيران/ يونيو المقبل، وتبين أن سبب إلغاء الدعوة هو الاعتداءات والانتهاكات "الإسرائيلية" المتزايدة ضد الفلسطينيين في الآونة الأخيرة.
على صعيد خارجي آخر، وبعد الاتفاق بين الرئيس "أردوغان" والعاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، على تحسين العلاقات بين البلدين، أوفدت الأولى وزير خارجيتها إلى السعودية حيث التقى مع نظيره، فيصل بن فرحان، واتفقا على بنود جدول أعمال إيجابية تهم البلدين، وإجراء مشاورات بشكل منتظم، وتناولا الهجمات على المسجد الأقصى واضطهاد الشعب الفلسطيني.
داخليًا، أدت الإجراءات الأخيرة للحكومة خلال النصف الثاني من شهر رمضان حتى الـ16 من الشهر الجاري، إلى تراجع ملموس في عدد الإصابات اليومي بوباء "كورونا"، من نحو 55 ألف إصابة قبيل الإغلاق إلى نحو 14500 في الأيام الأخيرة. وتجد الحكومة التركية نفسها محصورةً بين متطلبات مواجهة الوباء الذي استفحل بصورة حادة في الأشهر الأخيرة، والمتطلبات الاقتصادية الاجتماعية التي تنذر بتدهور من شأنه أن يؤثر على شعبية الحكومة والحزب الحاكم.
كما يسيطر على الحكومة الآن هاجس الموسم السياحي الوشيك الذي يؤثر، سلبًا أو إيجابًا، على مستوى الدخل القومي والعوامل الاقتصادية الأخرى، كالعمالة والاستثمارات وسعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية وغيرها. وتأمل الحكومة أن يؤدي انخفاض عدد الإصابات إلى افتتاح موسم سياحي واعد، إذا اقتنعت الدول المصدرة للسياح بهذا التحسن.
بدورها، كشفت وزارة الداخلية عن الإجراءات التي سيتم اتباعها بعد عطلة عيد الفطر، مبينةً أن تدابير العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية تبدأ اعتبارًا من الساعة الخامسة صباح هذا الإثنين، حتى الأول من حزيران/ يونيو المقبل، وأن حظر التجول يستمر خلال هذه الفترة المذكورة من التاسعة مساءً إلى الخامسة صباحًا من الاثنين إلى الجمعة، فيما يبدأ حظر التجول نهاية الأسبوع من التاسعة من مساء الجمعة حتى الخامسة من صباح الإثنين. هذا، بينما أعفى تعميم وزارة الداخلية المسنين 65 عامًا وما فوق من التزام بيوتهم، وسمح لهم بالخروج من منازلهم (ضمن الساعات المحددة)، بشرط أن يكونوا قد تلقوا جرعتين من اللقاحات المضادة للفيروس.
من جهته، أجرى وزير الداخلية، سليمان صويلو، زيارة إلى محافظة إدلب السورية، تفقد خلالها أعمال إنشاء المنازل المؤقتة من الطوب، مؤكدًا اكتمال 35 ألف وحدة خلال عام واحد. وتفقد الوزير مع عدد من المسؤولين خلال الزيارة أعمال البناء، التي تشرف عليها إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" في ثلاثة مواقع، واستمع لمشاكل السوريين القاطنين في الخيام، وهنأهم بحلول عيد الفطر المبارك.
اقتصاديًا، ارتفعت صادرات تركيا إلى ليبيا في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2020، لتصل إلى 826 مليون دولار. ومع ارتفاع الصادرات التركية الإجمالية بنسبة 33.1% في الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى نيسان/ أبريل، بلغت الزيادة في الصادرات التركية إلى ليبيا 58%، أي ضعف المعدل العام تقريبًا.
عسكريًا، ارتفع عدد عناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني الذين تم تحييدهم، خلال عملية "مخلب البرق" المتواصلة شمال العراق إلى 111، فيما قامت القناصة التركية بتحييد عنصر في منطقة "أفشين ـ باسيان"، شمال العراق.
عسكريًا أيضًا، قُتل جندي تركيا وأصيب أربعة آخرون في هجوم صاروخي على قافلة إمداد بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، فيما حدد الجيش التركي الأهداف بالمنطقة وفتح عليها النيران ردًا على الهجوم، دون ذكر الجهة المنفذة للهجوم.