استنتاجات الموجز:
- انتعاشٌ اقتصادي متوقع بعد إعفاء الديون ومجموعة منح وقروض في مؤتمر باريس بلغت 3.5 مليار دولار في يومه الأول
- استبعاد خيار المواجهة العسكرية مع إثيوبيا في أزمة السد وموقف رسمي يتماشى مع التطبيع تجاه ما يجري في غزة
- تراجع سعر الدولار في البنك المركزي والسوق الموازي في ظلال مؤتمر المانحين الاقتصادي
أعلنت النرويج وإيطاليا إعفاء ديونهما على السودان، بينما تعهدت فرنسا وألمانيا باتخاذ الخطوة ذاتها، قبل دخوله مبادرة "الهيبك" في حزيران/ يونيو المقبل. ويأمل السودان في التأهل لدخول مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون "الهيبك"، بعد ختام مؤتمر باريس الذي يتطلع فيه أيضًا لاستقطاب الشركات الكبرى لتستثمر في البلاد، في قطاعات التعدين والطاقة والنفط والزراعة والصناعة والاتصالات.
في السياق، يذكر أن مبادرة "الهيبك" أطلقها صندوق النقد والبنك الدوليين لإعفاء ديون البلدان الفقيرة، وبات السودان مؤهلًا للدخول فيها بعد تصفية ديونه للصناديق الدولية وإجراء الإصلاحات الاقتصادية. وكان السودان سدد متأخرات البنك الدولي بقرض تجسيري من الولايات المتحدة، كما سدد مديونيته في بنك التنمية الأفريقي بقروض مرحلية من عدة دول.
وفي وقت سابق، أعلن البنك الدولي عن قرض بمبلغ ملياري دولار للسودان خلال الأشهر العشرة المقبلة. وفي سبيل جذب الاستثمارات، أقرت الحكومة الانتقالية تشريعًا جديدًا يسمح للأجانب بتملك الأراضي في السودان، ويقدم إعفاءات ضريبية على أرباح الأعمال. كما وقع وزير الاستثمار، الهادي محمد إبراهيم، مذكرة تفاهم مع شركة "أوركا قولد الكندية" للتنقيب عن الذهب بمبلغ 350 مليون دولار. ويتوقع أن تعلن عدد من الدول إعفاء ديونها على السودان، في قمة الرؤساء المخصصة لمناقشة ديون السودان التي تزيد عن 60 مليار دولار.
في الشأن ذاته، وفي ختام جلسات اليوم الأول لمؤتمر باريس، عقد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا، حيث قال الأخير إن "السودان جاهز للاستثمارات ويريد أن يرى الشركات الكبرى من كل إنحاء العالم تأتي وتعتمد البلاد كواجهة مفضلة".
في شأن منفصل، شددت وزيرة الخارجية، مريم المهدي، على خطورة الملء الثاني لـ"سد النهضة" دون اتفاق، وذلك تزامنًا مع وصول المبعوث الأمريكي إلى القرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، إلى أديس أبابا. وطالبت الوزيرة، في اتصال هاتفي مع نظيرها الصيني، وانغ يي، بالضغط على إثيوبيا ومؤازرة مطالب السودان، مؤكدةً حرص الخرطوم على تحقيق مصالح كل الأطراف وفقًا للالتزامات القانونية. يذكر أن "فيلتمان" وصل أديس أبابا، لإجراء محادثات بشأن أزمة السد، عقب زيارته القاهرة والخرطوم خلال الأيام الماضية.
خارجيًا، قال رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان: "التطبيع ليس له علاقة بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، بل له علاقة بالتصالح مع المجتمع الدولي، ومن ضمن هذا المجتمع إسرائيل." وأضاف "البرهان": "ما يحدث في غزة مؤسف في حق الأبرياء والمدنيين والعزل"، داعيًا إلى إنهاء الصراع "الإسرائيلي" الفلسطيني عبر حل الدولتين، بينما استبعد خوض حرب مع إثيوبيا بشأن "سد النهضة". يشار إلى أن السودان وقّع، في كانون الثاتي/ يناير الماضي، على اتفاقية "إبراهام" الداعية إلى التعاون بين البلدان العربية و"إسرائيل". وبدأت أولى خطوت التقارب مع "إسرائيل" بلقاء جمع بين "البرهان" ورئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، بأوغندا في شباط/ فبراير 2020.
في السياق نفسه، أجرت وزيرة الخارجية السودانية اتصالات مع نظيريها الفلسطيني والسعودي، حول الأوضاع المأزومة في غزة إثر الهجمات المتبادلة بين "إسرائيل" وفصائل المقاومة الفلسطينية. وعبرت الوزيرة عن قلق بلادها إزاء "استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني". وقالت الوزيرة إن السودان على استعداد لتقديم "كل ما يلزم أو تطلبه دولة فلسطين منه لوقف الاعتداءات"، وإنه جاهز "للانخراط في أي جهد فردي أو جماعي لدعم الموقف الفلسطيني".
داخليًا، تسلم النائب العام، تاج السر الحبر، من رئيس مجلس السيادة نتائج إجراءات التحقيق في حادث إطلاق النار على متظاهرين سلميين، الثلاثاء الماضي، ومقتل اثنين منهم على يد قوات تنتمي للجيش بشارع النيل، حيث أثبتت التحريات تورط سبعة من عناصر الجيش في إطلاق الرصاص تجاه الشباب العابرين بشارع النيل. وعلمت مصادر أن النيابة العامة ستتسلم المتهمين من السجن الحربي لتباشر معهم التحقيق بعد تأكيدات "البرهان" رفع الحصانة عنهم.
داخليًا أيضًا، أقال مجلس السيادة رئيسة القضاء، نعمات محمد عبد الله، كما قرر قبول استقالة النائب العام، تاج السر الحبر. وعقد مجلس السيادة اجتماعه الدوري برئاسة الفريق أول، محمد حمدان دقلو، وقرر فيه حسب تصريح صحفي "قبول استقالة تاج السر الحبر من منصبه كنائب عام".
في شأن غير صلة، حالت الاستيفاءات الأوروبية دون نقل الوفد السوداني لمؤتمر باريس عبر الناقل الوطني، شركة الخطوط الجوية السودانية "سودانير"، وحظيت بالفرصة شركة "بدر للطيران" التي استجلبت طائرات "737/800" مسجلة في دول أوروبية. يذكر أن السودان امتلك عقود شركة طيران مزدهرة، قبل تراجعها جراء الإهمال وسوء الإدارة والعقوبات الاقتصادية، وتناقص أسطول "سودانير" إلى 3 طائرات، واحدة مملوكة للشركة وطائرتان مستأجرتان بجانب طائرات خارج الخدمة بسبب الأعطال.
في السياق، أبلغت مصادر موثوقة في قطاع الطيران بإصدار الطيران المدني قرارًا بالايقاف المؤقت لعمليات شركة "بدر للطيران"، وينتظر أن يكون قد بدأ إنفاذ فعليًا منتصف ليل الخميس الماضي. وأوضحت المصادر أن الإيقاف يعود لعدم قدرة الشركة على تأمين طائراتها قبل وأثناء إعدادها للرحلات. واشترطت السلطة عودة عمليات "بدر" بإجراء تدقيق على تطبيق الإجراءات والتدابير، المنصوص عليها في قانون سلامة الطيران المدني 2010 والمعايير القياسية، حيث تكررت ضبطيات الذهب المهرب عبر مطار الخرطوم الدولي وبعض طائرات الشركات العاملة.
أمنيًا، قالت الشرطة إن عشرة من منتسبيها بينهم ضابط برتبة ملازم تعرضوا لهجوم غادر من عصابات المخدرات، بمنطقة "سنقو" في أحراش محمية الردوم أثناء حملات لمكافحة المخدرات والسموم، وتوعدت السلطات بتوقيف العصابات ودك معاقلها.
اقتصاديًا، تراجع سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في البنك المركزي، بينما زاد لدى السوق السوداء. وانخفض سعر الدولار لدى تعاملات بنك السودان المركزي إلى 406.35 جنيه للشراء و409.40 جنيه للبيع، مقابل 409 جنيهًا للشراء و411 جنيهًا للبيع. كما زاد سعر الدولار في السوق الموازية غير الرسمية "السوداء" إلى 412 جنيها مقابل 410 جنيهًا.