استنتاجات الموجز:
- فرض واشنطن عقوبات على قيادات حوثية يأتي في إطار التوجه الأمريكي مؤخرًا لفرض الحلول السلمية لإنهاء الحرب في اليمن
- عدم استجابة الحوثيين للمطالب الدولية بتسلُّم لقاح "كوفيد 19" يعكس مدى إهمالهم وعدم اهتمامهم بالجانب الصحي
تعقد الأمم المتحدة، الأسبوع المقبل، اجتماعًا مع الحوثيين في محاولة جديدة لكسر الجمود والتعنت الذي تبديه الجماعة إزاء صيانة وتقييم الخزان العائم "صافر"، قبالة سواحل رأس عيسى بمحافظة الحديدة على البحر الأحمر، وإرسال فريقها الفني في أقرب وقت ممكن. من جانبه، أعلن الموفد الأمريكي المكلّف بملف اليمن، تيم ليندركينغ، فرض بلاده عقوبات على رئيس أركان قوات الحوثيين، محمد عبد الكريم الغماري، الذي يقود حملة الاستيلاء على مأرب، ويوسف المداني، وهو قائد كبير آخر في الحملة. وكانت مصادر كشفت أن "ليندركينغ" هدد الحوثيين عبر وسطاء في مسقط بعقوبات، إذا لم يتوقف هجومهم على مأرب والقبول بوقف النار.
ومنذ عام ونيّف يحاول الحوثيون السيطرة على مدينة مأرب الغنية بالنفط، التي تعد آخر معاقل الحكومة شمال اليمن. وبغية تحقيق ذلك كثّفوا هجماتهم في شباط/ فبراير وشنوا حملة شرسة قتل فيها مئات من الجانبين.
في السياق، أكد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أن المبادرة السعودية بشأن اليمن متعثرة حاليًا بسبب رفض الحوثيين، مؤكدًا على ضرورة الالتزام بالحل السياسي للأزمة في اليمن. وأضاف "بن فرحان": "نأمل بأن يقدم الحوثيين مصلحة اليمن على مصلحة الأطراف الإقليمية"، مؤكدًا أن الكرة الآن في ملعب الحوثي، وشدد على أنه لا استقرار دون معالجة قلق دول المنطقة من تصرفات إيران.
مقابل ذلك، أكد وكيل وزارة الصحة اليمني، علي الوليدي، خلال اجتماع افتراضي رعته منظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط، استمرار رفض جماعة الحوثي في صنعاء استلام لقاح "كوفيد 19"حتى الآن، مشيرًا إلى أن الحرب التي تشهدها البلاد بسبب انقلاب الجماعة على السلطة، أدت إلى مزيد من انعدام الأمن والنزوح وهجرة السكان وتفشي الأمراض والأوبئة، إلى جانب تضرر النظام الصحي، ما أدى إلى زيادة صعوبة التدخل.
وكان ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، أدهم عبد المنعم، كشف في وقت سابق عن رفض الحوثيين لخطةالمنظمة بشأن تنفيذ حملة مشتركة، لتطعيم الطواقم الطبية ضد الفيروس في مناطق نفوذهم. كما أفاد "عبد المنعم" بأن "الحوثيين وافقوا في البداية تحت الإلحاح على قبول عشرة آلاف جرعة لقاح، غير أنه تعذر تسليمها بعدما اشترطوا توزيعها بمعزل عن إشرافنا."
في غضون ذلك، شهدت محافظتا تعز والضالع مظاهرات حاشدة، تنديدًا بجرائم الاحتلال الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني؛ حيث ندد المتظاهرون الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية وجابوا عددًا من الشوارع ، بجرائم الاحتلال بحق سكان غزة وحي الشيخ جراح في فلسطين المحتلة.
عسكريًا، كسرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هجومًا شنته عناصر الحوثي في جبهة "المشجح" بمحافظة مأرب، وأجبرتها على التراجع والفرار بعد مصرع 13 من عناصرها وجرح آخرين، إلى جانب خسائر أخرى في العتاد. كما استهدفت مدفعية الجيش الوطني مواقع وتحصينات الحوثيين على امتداد الجبهة ذاتها، وكبّدتها خسائر في المعدات والأرواح، فيما لقي عدد من مسلحي الحوثي مصرعهم وأصيب آخرون، ودُمرت آليات عسكرية، بغارات لمقاتلات التحالف العربي، في مناطق متفرقة بجبهة الكسارة غربي المحافظة. من جهتها، استهدفت طائرات التحالف العربي تجمعات وتعزيزات الجماعة، وألحقت بها خسائر بشرية ومادية منها تدمير مدرعة وثلاث ربات قتالية ومصرع جميع من على متنها.
على صعيد آخر، أعلنت قوات الجيش الوطني كسر هجومًا شنته قوات الحوثي على مواقع عسكرية، في جبهة بني حسن غرب محافظة حجّة. وأكد مصدر عسكري أن قوات الجيش تصدت للهجوم وأجبرت عناصر الحوثي على التراجع والفرار، بعد تكبّدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح. وأضاف المصدر أن طيران تحالف دعم الشرعية استهدف تجمعات وآليات قتالية تابعة للحوثيين، في مواقع متفرقة بجبهة بني حسن ومحيطها، وأسفرت الغارات أيضًا عن خسائر بشرية ومادية في صفوف المليشيات. وفي محافظة البيضاء، أحبطت قوات الجيش محاولة تسلل للحوثيين باتجاه وادي فضحة بمديرية الملاجم بالمحافظة بهدف تحقيق أي تقدم ميداني في الجبهة.
أمنيًا، تمكنت الأجهزة الأمنية بمحافظة مأرب من إلقاء القبض على خلية مرتبطة بجماعة الحوثي، وأحبطت مخططاتها المتضمنة تنفيذ عمليات إرهابية وأعمال تخريبية، تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة. وتمكنت الأجهزة من ضبط الخلية أثناء قيام أفرادها بزرع عبوات ناسفة في الخط الدولي، مستهدفة الطواقم الطبية وشاحنات نقل البضائع والمسافرين.
في سياق أمني آخر، أقدمت عناصر تابعة لجماعة الحوثي باقتحام قرية "العرة" بمديرية شبام التابعة لمحافظة المحويت، واختطفت 42 مواطنًا من أبنائها واقتيادهم إلى أحد سجونها، وذلك على خلفية قيام شبان في القرية بمسح شعارات الجماعة وتمزيق صور قيادات إيرانية، في إطار تنامي حالة الرفض والكراهية للحوثيين وممارساتهم.
من جانبه، تمكّن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية "مسام" من انتزاع 3.154 لغمًا، زرعتها جماعة الحوثي في مناطق مختلفة من اليمن، حيث تمكن الفريق من نزع 122 لغمًا مضادًا للأفراد، و2.720 لغمًا مضادًا للدبابات، و312 ذخيرة غير متفجرة، بواقع 82 لغمًا مضادًا للأفراد و1.813 لغمًا مضادًا للدبابات و210 ذخائر غير متفجرة في مدينة عدن، فيما جرى نزع 40 لغمًا مضادًا للأفراد و 907 ألغام مضادة للدبابات و102 ذخيرة غير متفجرة في الجوف.