استنتاجات الموجز:
أجواءٌ متوترة ورسائل عسكرية متبادلة بين مناورات مشتركة هنا وتحشيد للقوات على الحدود هناك
دارفور الجرح النازف ... بين جحيم النزاعات القبلية وحماية المحكمة الجنائية الدولية
فقدان السيطرة على أسعار السلع وانهيار للعملة المحلية والدولار يتجاوز حاجز 500 جنيه
اختتم الجيشان السوداني والمصري، الإثنين، تدريبهما المشترك تحت اسم "حماة النيل"، في قاعدة عسكرية بمنطقة أم سيالة قرب الخرطوم واستمر ستة أيام، بمشاركة عناصر من القوات البرية والجوية وقوات الدفاع الجوي في البلدين، اللذين أكدا على حماية أمنهما القومي في ظل التهديدات الإقليمية. وتعد التدريبات المصرية السودانية هي الثالثة من نوعها بين البلدين خلال أشهر قليلة، فقد سبقتها "نسور النيل 1" في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، و"نسور النيل 2" في نيسان/ أبريل الماضي، والتي استمرت أيامًا في قاعدة مروى شمالي السودان.
من جهة أخرى، قالت مصادر عسكرية موثوقة إن القوات المسلحة السودانية وقوات الاحتياط تصدت في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، لهجوم عسكري وقصف مدفعي ثقيل شنته قوات إثيوبية ومليشيات الأمهرا. ووقع الهجوم جنوب منطقة "أم ديلو" بالقرب من خور سنط قرب الحدود السودانية الإثيوبية. وأضافت المصادر أن القوات الإثيوبية كانت تحاول استعادة عدد من المشاريع الزراعية داخل الأراضي السودانية، استردتها القوات المسلحة السودانية مؤخرًا. كما لفتت المصادر إلى استمرار الحشود العسكرية الإثيوبية على طول الشريط الحدودي في إقليمي الأمهرا والتجراي، علاوةً على تزايد التحشيد العسكري بالأسلحة الثقيلة في مستوطنتي قطراند وبرخت بالفشقة الكبرى.
داخليًا، اتخذ "حزب المؤتمر الوطني" المنحل في السودان قرارًا باستمرار الرئيس المعزول، عمر البشير، في منصبه رئيسًا للحزب لحين إكمال دورته. جاء ذلك في بيان بعد أن عقد مجلس شورى الحزب اجتماعًا، هو الأول منذ الإطاحة بـ"البشير" عام 2019. وأكد البيان رفض قرار حل الحزب، ووصفه بأنه قرار سياسي لم يصدر عن هيئة قضائية، وأنه يتفهم مشروعية مطالب الشباب، ويقر بالأخطاء التي أدت لتفجر الأوضاع. كما دعا البيان إلى عودة الفترة الانتقالية لمسارها الطبيعي، لإعداد البلاد لانتخابات عامة في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023.
خارجيًا، قال نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، إن قيمة اتفاقيات بلاده مع تركيا تبلغ نحو 10 مليارات دولار. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده "حميدتي" بمطار الخرطوم، فور عودته من تركيا، مضيفًا: "خرجنا بمباحثات مشتركة، وتم الاتفاق على تحديث الاتفاقيات السابقة كافة". وأشار "حميدتي" إلى جدّية الجانب التركي والرغبة الأكيدة للاستثمار في السودان، وإحياء الاتفاقيات السابقة. كما لفت "حميدتي" إلى أن مناخ السودان ملائم لجذب المستثمرين، وتهيئة البيئة لتذليل جميع العقبات التي تعيق تنفيذ الاتفاقيات، معربًا عن أمله في نجاح الاستثمارات ورفع المعاناة عن المواطن السوداني. يذكر أن "حميدتي" بدأ، الخميس الماضي، زيارة إلى تركيا مع عدد من الوزراء استمرت يومين.
خارجيًا أيضًا، بعث أمير قطر، تميم بن حمد، رسالة خطية إلى رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، تتصل بالعلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها. وسلّم الرسالة وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن، الذي أجرى أيضًا مباحثات في الخرطوم مع كل من نائب رئيس مجلس السيادة ، ورئيس مجلس الوزراء، ووزيرة الخارجية، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين خاصةً في مجال الاستثمار. كما بحث الوزير القطري مع المسؤولين السودانيين آخر تطورات الأوضاع في المنطقة، وأكد الطرفان على رغبة البلدين الشقيقين في استمرار تنسيق المواقف لخدمة مصالحهما المشتركة.
على صعيد منفصل، وصلت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتوا بنسودا، إلى ولاية شمال دارفور، وطالبت الحكومة بتسليم المطلوبين الذين صُدرت بحقهم أوامر إيقاف، مؤكدةً في الوقت ذاته على أن "علي كوشيب" لن يكون آخر من يَمْثل أمام المحكمة. وأعلنت المدعية عن إرسال فريق إلى إقليم دارفور للتحقيق في الجرائم المرتكبة، بينما استنجد بها النازحون لتوفير حماية دولية لهم ضمن مطالب أخرى.
من جهته، دعا حاكم إقليم دارفور في السودان، مني أركو مناوي، إلى تسليم الرئيس المعزول، عمر البشير، ووزير الداخلية الأسبق، أحمد هارون، وجميع المتهمين في جرائم الحرب بالإقليم إلى المحكمة الجنائية الدولية. وخلال لقائه مع "بنسودا" بالخرطوم، طالب "مناوي" السلطات القضائية في بلاده بالإسراع في تطبيق القانون على مرتكبي جرائم دارفور، تحقيقًا لأهداف الثورة السودانية.
أمنيًا، نشب صراع قبلي في إحدى البلدات بولاية غرب دارفور، أودى بحياة ثمانية أشخاص وأصيب عشرات آخرون، كما جرى إحراق مواقع تجارية وحكومية. واندلع القتال القبلي بعد مقتل شاب برصاص مجموعة مسلحة بمتجره بسوق منطقة "فوربرنقا"، فيما أصيب خمسة مواطنين بعضهم في حال خطرة.
اقتصاديًا، فاجأ الجنيه السوداني المتعاملين به في السوق الموازي بتراجع كبير في قيمته خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تجاوز سعر الدولار الواحد حاجز 500 جنيه. وتراجعت العملة السودانية لمستويات متدنية في تداولات الأسواق الموازية (السوداء) مقابل العملة الأمريكية، رغم ظهور بوادر على استقرار السوق النقدي، بفتح التعاملات مع الخارج.
بدوره، أعلن مدير إدارة السياسات والبحوث ببنك السودان المركزي، مصطفى محمد عبد الله، عن اتجاه لمراجعة التركيبة الفئوية للعملة خلال الفترة المقبلة مع توفير الفئات المختلفة للعملة في المصارف، موضحًا بدء تنفيذ برنامج لحل مشكلة السيولة داخل المصارف خلال شهر ونصف.
هذا، بينما تشهد أسواق السلع الاستهلاكية بالعاصمة انفلاتًا في الأسعار وتخوفًا من البيع، نتيجة ارتفاع سعرالصرف، بعد أن سجل الدولار ارتفاعًا كبيرًا، وتوقع بعض التجار حدوث ندرة في السلع المستوردة حال استمرار ارتفاع سعر الصرف.