استنتاجات الموجز:
لازلت تفاصيل تفجير سبها غامضة رغم ترجيح السلطات أنه حدث إرهابي في حين يمثل نتيجة واضحة لوضع أمني مزري في الجنوب
تصريح "المشري" برفض مشروع الدستور لأن "حفتر" لا تنطبق عليه الشروط يفهم على أنه تماهي للبعثة الأممية مع أجندة "حفتر" السياسية
دعا المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي غرفة العمليات لحماية وتأمين سرت-الجفرة لإعادة التمركز، للبدء الفوري بفتح الطريق الساحلي وتسهيل حركة تنقل المواطنين. وطالب المجلس الغرفة بالتنسيق التام مع الأجهزة الأمنية، بما في ذلك القوة العسكرية المشتركة ولجنة الترتيبات الأمنية التابعة للجنة العسكرية المشتركة "5+5"، ومديريات الأمن التي يقع الطريق الساحلي ضمن حدودها الإدارية، بما يضمن فتح الطريق وتأمينها وسلامة المرور في الاتجاهين. وشدد المجلس على ضرورة إعداد تقرير دوري مفصل للعرض على القائد الأعلى للجيش الليبي، يتضمن ما تم اتخاذه من إجراءات وما يعترض مع سير العمل من صعوبات مهما كانت طبيعتها ومصدرها، والإبلاغ عن أي طارئ قد يعرقل إجراءات فتح الطريق وتسهيل حركة المرور.
من جه أخرى، أفاد مدير أمن سبها، العميد السنوسي صالح السنوسي، بتفاصيل حادث التفجير الذي وقع في المدخل الشمالي للمدينة مساء الأحد، موشحًا أن الهجوم استهدف بوابة مفترق أولاد مازق، وأن الجريمة ارتكبها شخص يستقل سيارة من نوع “تكتك” وهي “كانتر صغيرة”. وأوضح مدير أمن سبها أن هذه المركبة يوجد فيها مواد خردة من الخلف ومن تحتها مادة شديدة الانفجار، وأن هذا “العمل الإرهابي” اقترفه شخص فجر نفسه في البوابة. وزاد أن المستهدف كان رجال أمن في الموقع الثابت بطريق سبها الشاطئ في مفترق أولاد مازق، لافتًا إلى مقتل “رئيس القسم”، النقيب إبراهيم عبد النبي المناع، والنقيب العباس أبوبكر علي المسعود.
في سياق متصل، بحث عضو المجلس الرئاسي، موسى الكوني، مع قيادات الجيش بالمنطقة الجنوبية، الأوضاع العسكرية والأمنية في المنطقة الجنوبية، وضبط الحدود، ومكافحة الإرهاب ومساعي توحيد المؤسسة العسكرية، وتكاتف الجهود للتصدي للتطرف والإرهاب الذي يهدد المنطقة، بعد العملية التي استهدفت وحدات أمنية في مدينة سبها. وقال المجلس الرئاسي إن الضباط الذين يمثلون قيادات الجيش من الجنوب، قدموا خلال اجتماعهم مع "الكوني"، توضيحًا عن الوضع العسكري الراهن، والأخطار التي تهدد البلاد عبر الحدود الجنوبية، مطالبين القائد الأعلى للجيش الليبي بوضع رؤية شاملة تضم كل الوحدات العسكرية لتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب ومنع التهريب. كما أكد "الكوني" على ضرورة وضع خطة أمنية وطنية موحدة لمواجهة الإرهاب، وتوحيد كتائب حماية الحدود، ومنحهم كافة الإمكانيات اللوجستية حتى يتمكنوا من أداء المهام الموكلة لهم، في إشارة للجهود المتواصلة لتوحيد المؤسسة العسكرية التي يبذلها المجلس الرئاسي، مع جميع الأطراف والقيادات العسكرية في كل أنحاء البلاد.
في سياق منفصل، قال رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، إن المجلس متمسك بضرورة الاستفتاء على مسودة الدستور، قبل إجراء انتخابات كانون الأول/ ديسمبر المقبل، مؤكدًا أن ذلك لا يتعارض مع إجراء الانتخابات في موعدها، وهو أمر ممكن خلال شهر ونصف. وشدد "المشري" على أن قانون الاستفتاء على مشروع الدستور جاهز ومسلم للمفوضية العليا للانتخابات منذ سباط/ فبراير 2019، لكن المفوضية تتلكأ عن إجراء الاستفتاء، متهمًا رئيسها، عماد السائح، بالتدليس عبر تصريحات صحفية أدلى بها مؤخرًا، تفيد باعتراض المجلس الأعلى للدولة، وهو أمر غير صحيح بحسب "المشري"، لأن اعتراضهم كان على ثلاث نقاط في القانون رقم 6 لسنة 2018، الذي أصدره مجلس النواب وتم تعديله بموجب القانون رقم 1 لسنة 2019، والقبول به. وأكد "المشري" أيضًا أن السبب الحقيقي وراء عدم إجراء الاستفتاء على مشروع الدستور حتى الآن هو رفض "حفتر له"، لما يتضمنه من منع حمل الرئيس لجنسية مزدوجة، وهو ما أبلغ به كافة الأطراف الدولية التي أبلغتهم ذلك بدورها، معبرًا عن استغرابه من ارتهان الإرادة الدستورية للشعب الليبي لرغبة شخص واحد، وأنه لا توجد دولة واحدة في العالم يكون لرئيسها جنسيتان.
من جهة أخرى، أكدت مباحثات تركية روسية على التقدم الذي جرى تحقيقه في المسارات السياسية والعسكرية والاقتصادية في ليبيا. وأوضحت الخارجية الروسية أن موسكو شاركت في هذه المباحثات حيث مثلها نائب وزير خارجيتها والمفوض الخاص للرئيس الروسي في شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، بينما مثل الوفد التركي نائب وزير الخارجية التركي، سادات أونال. ونوه الجانبان إلى التقدم فيما يخص استعدادات “السلطات الانتقالية للانتخابات العامة المقرر إجراؤها في الـ24 كانون الأول/ ديسمبر القادم، وعشية اللقاء الوزاري المخطط إجراؤه في الـ23 حزيران/ يونيو الجاري في برلين، لبحث تنفيذ قرارات المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي عقد في العاصمة الألمانية في يناير عام 2020." وأوردت الخارجية الروسية اتفاق الطرفين على مواصلة الحوار الروسي التركي المنظم، لبحث مسائل المساعدة من أجل التسوية الشاملة والسريعة للأزمة الليبية.
في السياق نفسه، بحثت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي، نجلاء المنقوش، مع نظيرها التركي، مولود جاويش أوغلو، استعدادات الدولتين لمؤتمر برلين 2 المزمع عقده خلال الأسابيع القادمة، وكيفية توحيد الجهود لتنفيذ خارطة طريق المرحلة التمهيدية وتحقيق الاستقرار. وأكدت "المنقوش" في لقاء غير رسمي مع نظيرها التركي في تركيا، على أن الرؤية الليبية وبقيادة ليبية ستكون حاضرة وبقوة على طاولة برلين. من جانبه، جدد "أوغلو" التأكيد على دعم بلاده الكامل لليبيا ولجهود حكومة الوحدة الوطنية في تحقيق الاستقرار على كل الصعد. واتفق الوزيران أيضًا على الاستمرار في التنسيق المشترك بين البلدين قبل المؤتمر، حيث أكد الوزير التركي أنه سيزور ليبيا الأسبوع المقبل، لاستكمال التشاور والتنسيق بالشكل الذي يحقق الأهداف المرجوة من برلين 2.
على صعيد آخر، ناقش المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، مع نائب رئيس الوزراء، رمضان أبو جناح، موضوع الأمن وتوحيد القوات العسكرية والمصالحة الوطنية والتحضير للانتخابات في ليبيا. وبحسب الموقع الرسمي للسفارة الأمريكية في ليبيا، أدان "نورلاند" خلال مكالمة هاتفية مع "أبوجناح"، الهجوم الذي وقع في سبها، معبرًا عن تعازيه لأسر الضحايا، وتأكيده على دعم بلاده لجهود الحكومة المستمرة لتحسين الأمن في الجنوب، وتوحيد القوات العسكرية للبلاد، وزيادة السيطرة على الحدود بالمنطقة الجنوبية، وحماية السيادة الليبية. كما أشار السفير الأمريكي إلى أن هذه المسائل ستطرح في اجتماع برلين الوزاري المقبل، مرحبًا بالتزام نائب رئيس الوزراء الراسخ بتحقيق مصالحة مستدامة في جميع أنحاء البلاد، والتوافق على ضرورة إجراء الانتخابات الوطنية في موعدها المقرّر في الـ24 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.