استنتاجات الموجز:
"شكري" في أول زيارة للدوحة بعد سنوات حاملًا رسالة من "السيسي" وسط أجواء إيجابية حول تقدم العلاقات
تأزم ملف "سد النهضة" يبلغ ذروته ومصر تلجأ لمجلس الأمن والموقف الإثيوبي دون تغير
فرنسا تعزز علاقاتها الاقتصادية مع مصر واستثمار الأجانب في أدوات الدين يبلغ نحو 29 مليار دولار
بعث الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، رسالة إلى أمير قطر، تميم بن حمد، حملها وزير الخارجية، سامح شكري، خلال زيارته إلى الدوحة، حيث التقى بنظيره، محمد بن عبد الرحمن، وأفاد بأن مسار استعادة العلاقات مع قطر يسير في الاتجاه الإيجابي السليم، مشيدًا بدعوة أمير قطر لـ"السيسي" لزيارة الدوحة. وتشمل زيارة "شكري" المشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب لبحث تطورات "سد النهضة"، بينما صرّح "شكري" بوجود تحفظات من الجانب المصري تجاه سياسات تركيا إقليميًا، معربًا عن تطلع بلاده لتعزيز العلاقات معها على أساس الاحترام المتبادل. كما أشار الوزير إلى أن استمرار القنوات الفضائية المعارضة في تركيا يمثل عائقًا فيما يتعلق بعودة العلاقات بين البلدين.
خارجيًا أيضًا، استقبل "السيسي" ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في شرم الشيخ، فيما عقدت وفود الفصائل الفلسطينية اجتماعات بالقاهرة، للتباحث بشأن أولويات العمل الوطني وتفعيل الشراكة والسعي لتحقيق المصالحة. جاء ذلك بدعوة من القيادة المصرية حيث تضمنت اللقاءات لقاءً بين حركتي "فتح" و"حماس"، وآخر بين ممثلي الأخيرة وحركة "الجهاد الإسلامي"، عقب وصول رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، إسماعيل هنية، إلى القاهرة ولقائه برئيس المخابرات، عباس كامل. لكن جهاز المخابرات المصرية أجّل الحوار الوطني الفلسطيني الذي كان من المقرر انطلاقه مطلع الأسبوع الجاري، حيث أفادت مصادر بأن الجهاز اضطر لتأجيل دعوته لباقي الفصائل لحين توافق الرؤية بين الفصيلين الكبيرين. كما استقبلت القاهرة وفدًا وزاريًا فلسطينيًا برئاسة نائب رئيس الوزراء، زياد أبو عمرو، لبحث تطورات ملف إعادة إعمار قطاع غزة.
في السياق، كشفت مصادر مطلعة لموقع "العربي الجديد" أن القيادة المصرية طالبت الإدارة الأمريكية بضرورة التدخل والضغط لمنع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، من تصعيد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية مرة أخرى. وأفادت مصادر عبرية بأن "إسرائيل" طلبت من مصر عدم إدخال إسمنت ومواد بناء إلى غزة، خشية استخدامها من قبل "حماس" في بناء تحصينات عسكرية.
في ملف "سد النهضة"، اتهم "شكري" الجانب الإثيوبي بالامتناع عن الاستجابة لكل الحلول الأفريقية لحل أزمة السد. من جهته، قال وزير الري، محمد عبد العاطي، إن مسار المفاوضات الحالية تحت رعاية الاتحاد الأفريقي لن يؤدى إلى حدوث تقدم ملحوظ، مضيفًا أن إثيوبيا تسببت في "تعكير" محطات مياه الشرب في السودان، جراء إطلاق كميات مياه محملة بالوحل عبر "سد النهضة" في نهر النيل دون إبلاغ دولتي المصب. بدوره، حذر وزير القوى العاملة، محمد سعفان، من تصعيد التوترات في جميع أنحاء القرن الأفريقي، بسبب التعنت الإثيوبي.
في السياق ذاته، أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، أن الجامعة كلفت الأردن والسعودية والمغرب والعراق بإجراء اتصالات بمجلس الأمن، لدعم موقف مصر والسودان بشأن الأزمة. كما وجّهت مصر خطابًا رسميًا إلى مجلس الأمن، عبرت فيه عن اعتراضها على ما أعلنته إثيوبيا حول نيتها الاستمرار في ملء السد، خلال موسم الفيضان المقبل. وطالبت مصر والسودان المجتمع الدولي بالتحرك لدرء مخاطر الملء الأحادي للسد، تزامنًا مع زيارة وفد مصري يضم وزيري الخارجية والري إلى الخرطوم لبحث الأزمة. كما طالب "شكري" بضرورة تدخل الأمم المتحدة في المفاوضات، خلال اتصاله بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بينما بحث "السيسي" تطورات الأزمة مع رئيسة تنزانيا، سامية حسن، في اتصال هاتفي.
على صعيد خارجي منفصل، استقبل "السيسي" وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، واتفقا على أهمية التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، كما ناقشا مستجدات أزمة "سد النهضة"، إضافةً لملفات ليبيا وسوريا والأراضي الفلسطينية والساحل الأفريقي. وأفاد مجلس الوزراء، بتوقيع اتفاقيات وعقود ثنائية مع فرنسا، بقيمة 3.8 مليارات يورو، لتمويل مشروعات في قطاعات النقل والبنية التحتية والكهرباء وأسواق الجملة.
في شأن آخر، بحث "السيسي"، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، تطورات الوضع في ليبيا، والقضية الفلسطينية، وقضايا شرقي المتوسط. واستقبل وزير الداخلية، محمود توفيق، نظيره بجمهورية القمر المتحدة، محمد داود، بالقاهرة، ووقّعا مذكرة تفاهم تضمنت تفعيل أطر التعاون الثنائي في عدد من المجالات الأمنية.
عسكريًا، استقبل "السيسي" رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الباكستانية، نديم رضا رازا، بحضور وزير الدفاع والإنتاج الحربي، محمد زكي، والسفير الباكستاني بالقاهرة. وأعلنت القوات المسلحة تنفيذ تدريبات عسكرية جوية مشتركة مع القوات الجوية الفرنسية. كما أفادت تقارير بأن مصر تتأهب لشراء القمر الصناعي "فالكون آي" للمراقبة، وناقلة "إيه 330" متعددة الأدوار التي تصنعها شركة "إيرباص" الفرنسية.
أمنيًا، أيدت السلطات الحكم بإعدام 12 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وتخفيف عقوبة الإعدام عن 31 آخرين إلى السجن المؤبد، في قضية "فض رابعة"، حيث شمل حكم الإعدام كلًا من "عبد الرحمن البر"، و"محمد البلتاجي"، و"صفوت حجازي"، و"أسامة ياسين". من جهة أخرى، رجّحت معلومات جديدة أوردها تحقيق نشره موقع "ياهو نيوز" وجود تواطؤ مصري في عملية اغتيال الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، حيث كشف الموقع عن وقوف الطائرة التي كانت تقل منفذي العملية في القاهرة، وذلك لجلب جرعة قاتلة من "مخدر" محظور استخدامه، تم حقنه بعدها بساعات في الذراع اليسرى لـ"خاشقجي"؛ ما أدى لمقتله.
اقتصاديًا، أعلن البنك المركزي طرح سندات خزانة بقيمة 16.5 مليار جنيه، فيما رجّح وزير المالية، محمد معيط، إمكانية إصدار أول صكوك سيادية في أسواق الدين، في تموز/ يوليو المقبل، حيث من المتوقع أن تصل قيمة الطرح إلى ملياري دولار، كما كشف أن استثمارات الأجانب في أدوات الدين الحكومية تبلغ نحو 29 مليار دولار. من جانبه، كشف وزير النفط، طارق الملا، أنه تم تخفيض كميات المنتجات النفطية التي تستوردها البلاد من الخارج بنسبة 35%، بينما أعلنت وزيرة التخطيط، هالة السعيد، أن الاستثمارات العامة الموجهة لقطاع البنية التحتية خلال الأعوام السبع الأخيرة بلغ نحو 1.7 تريليون جنيه.
اقتصاديًا أيضًا، بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 15 مليار دولار خلال العام الجاري، ما يجعل بكين أكبر شريك تجاري للقاهرة. وأفادت مصادر بأن القاهرة جددت اتفاقية استيراد النفط الخام من العراق، بواقع مليون برميل شهريًا، وهي الكمية ذاتها المتفق عليها خلال السنوات الماضية. هذا، بينما أعلن البنك المركزي أنه وقع مذكرة تفاهم مع نظيره الإماراتي، بهدف التعاون في مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.