استنتاجات الموجز:
مصر تتصدر مشهد الحرب على غزة إقليميًا وسط إشادة لافتة من "بايدن" بنجاح وساطة القاهرة
مفاوضات "سد النهضة" مجمدة ولا مبادرات أمريكية وتدريب عسكري واسع مصري سوداني
القاهرة تشيد بتقدم العلاقات مع الدوحة ومشاورات رفيعة مصرية يونانية قبرصية متواصلة
أشاد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بدور الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في إنجاح الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية، حيث بحثا هاتفيًا، للمرة الأولى منذ تولي "بايدن" الرئاسة، خطوات وقف التصعيد في اتصالين هاتفيين أشاد خلالهما "بايدن" بدور مصر في التوصل لوقف إطلاق النار. بدوره، أجرى وزير الخارجية، سامح شكري، زيارة إلى رام الله والتقى بالرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عقب لقائه بالعاهل الأردني، عبد الله الثاني، خلال زيارته لعمّان. وتضمنت المباحثات تثبيت وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما أجرى وفد من المخابرات العامة زيارة إلى قطاع غزة، للقاء قادة المقاومة.
من جهة أخرى، بدأ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، جولة في المنطقة تشمل، إلى جانب مصر، دولة الاحتلال والسلطة الفلسطينية والأردن، فيما كشف وزير الخارجية "الإسرائيلي"، جابي أشكنازي، عن لقاء مرتقب مع نظيره المصري، عقب اتصال هاتفي بينهما، أشاد فيه "أشكنازي" بدور مصر في الوساطة. يذكر أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، شكر "السيسي" على دوره في الوساطة، كما وجه رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، الشكر لمصر على جهودها لوقف العدوان.
في السياق، أعلن "السيسي" تخصيص نصف مليون دولار للمساهمة في إعادة إعمار غزة، فيما أكد وزير الدفاع "الإسرائيلي"، بيني جانتس، على أن بلاده تعمل مع مصر لضمان وصول مواد إعادة الإعمار لغزة بعيدًا عن "حماس"، حيث أفادت مصادر بأن القاهرة أكدت وجوب أن تشرف السلطة الفلسطينية على إعادة الإعمار. كما أعلن صندوق "تحيا مصر" عن تخصيص حساب في كل البنوك المصرية، لتلقي المساهمات من داخل وخارج مصر لهذا الغرض. من ناحيته، قرر المجلس الأعلى للجامعات إعفاء الطلاب القادمين من قطاع غزة للدراسة بالجامعات الحكومية المصرية من المصروفات. ووجّه شيخ الأزهر، أحمد الطيب، بتوجه قافلة مساعدات عاجلة إلى غزة، كما زودت السلطات المصرية سكان القطاع بـ13 شاحنة من المساعدات الغذائية والطبية.
في ملف "سد النهضة"، أكد وزير الري والموارد المائية، محمد عبد العاطي، أن المفاوضات حول السد متوقفة حاليًا بين جميع الأطراف، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لم تتقدم حتى الآن بأي مقترح لحل الأزمة، كما أكد أن القاهرة لن تقبل بحدوث أزمة مائية في البلاد، ولا بأي تصرف أحادي الجانب وغير قانوني من إثيوبيا، مشيرًا إلى أن الملء الثاني للسد سيسبب أزمة مائية لمصر، ستؤدي إلى استخدام البلاد مخزون المياه أمام السد العالي. وأكد الوزير أن بلاده تعيد استخدام المياه أربع مرات على الأقل، ضمن خططها لتجاوز الصدمة المائية. هذا، بينما أكدت واشنطن أن إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015، وبيان تموز/ يوليو 2020، الصادر عن الاتحاد الأفريقي، هما أساس المفاوضات بين الأطراف بشأن الأزمة.
بالمقابل، أكد وزير الخارجية الإثيوبي، ديميكي ميكونين، أن الملء الثاني للسد سيتم في موعده، بينما أفاد "شكري" بأن مصر مستعدة لتحمل قدر معين من الضرر من السد، في سبيل تحقيق إثيوبيا هدفها التنموي من ورائه، لكنه أشار إلى أن هناك أضرارًا لا يمكن لها أن تتحمله، مرجحًا حدوث مشاحنات وتداعيات ستؤدي لزعزعة الاستقرار شرق أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي، محذرًا من الاستمرار في ملء السد.
خارجيًا أيضًا، وصل القاهرة وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن، لإجراء مباحثات ثنائية مع نظيره المصري، الذي أكد أن الأمور بين مصر وقطر لا تزال تتطور بشكل إيجابي بما يحقق مصالح البلدين. كما أكد "شكري" على استمرار المشاورات الجارية مع تركيا، لبحث كيفية إدارة العلاقات بين البلدين. كما استقبل "شكري" نظيره القبرصي، نيكوس كريستودوليدس، وشملت المباحثات قضية شرقي المتوسط.
في سياق منفصل، خفّضت مصر، مجددًا، مبلغ التعويض الذي تطلبه من الشركة المالكة للسفينة "إيفر جيفن"، التي سدت المجرى الملاحي لقناة السويس، في آذار/ مارس الماضي، إلى 550 مليون دولار، بعد أن كانت تطلب 900 مليونًا، حيث ما زالت مصر تحتجز السفينة، بينما قالت الشركة اليابانية المالكة للسفينة، إن جنوح السفينة كان بسبب خطأ ارتكبته هيئة القناة.
عسكريًا، أعلنت القوات المسلحة انطلاق فعاليات تدريب عسكري بحري في المياه الإقليمية لتونس بالبحر المتوسط، بمشاركة تونس والولايات المتحدة وبلجيكا واليونان وإيطاليا وإسبانيا ومالطا والمملكة المتحدة والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا. وأجرى وزير الدفاع، محمد زكي، زيارة رسمية إلى قبرص على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، للمشاركة في المباحثات الثلاثية مع كل من اليونان وقبرص. هذا، في حين أعلن المتحدث باسم الجيش، تامر الرفاعي، وصول قوات برية وبحرية وجوية إلى السودان للمشاركة في تمرين مشترك، قال الجيش السوداني إنه يستهدف التدريب على مواجهة المخاطر المشتركة.
على صعيد تداعيات "كورونا"، أعلنت وزارة الصحة البدء في تصنيع اللقاح المضاد للفيروس بالتعاون مع شركة "سينوفاك" الصينية، موضحةً أن الدفعة الأولى ستشمل مليوني لقاح. وعقدت وزيرة الصحة، هالة زايد، اجتماعًا مع وفد الخبراء الصينيين للشركة، بعد وصول أول دفعة من المواد الخام لتصنيع اللقاحات. من جهتها، أعلنت الحكومة مجموعة من القرارات الجديدة في إطار مواجهة انتشار الفيروس، تشمل حظر الاجتماعات والاحتفالات بشكل كامل. بالمقابل، أقر رئيس اللجنة العلمية لمكافحة الفيروس، حسام حسني، بوجود حالات للإصابة بمرض "الفطر الأسود"، قد تكون مرتبطة بالإصابة بكورونا، بسبب الإفراط في تناول بعض الأدوية. وأعلنت وزارة الداخلية أنها كادت تنتهي من تقديم جرعة التطعيم الأولى لجميع السجناء على مستوى الجمهورية.
أمنيًا، أفادت مصادر إعلامية بفتح لجنة سيادية تحقيق في وقائع فساد في مسلسلات رمضان، التي أنتجتها شركة تابعة للمخابرات العامة المصرية بقيمة 800 مليون جنيه؛ حيث كشفت مصادر من داخل "المجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية" أن التحقيقات طالت رئيس المجموعة، تامر مرسي، والمشرف العام على الإنتاج الدرامي في المجموعة، حسام شوقي، والمدير المالي، أحمد وجيه.
اقتصاديًا، أظهرت بيانات رسمية، اتجاه وزارة المالية لزيادة مبيعاتها من أذون الخزانة بنسبة 51.15%، خلال تسويات عطاءات الأسبوع الماضي، وطرحت الوزارة أدوات دين حكومية قصيرة الأجل بقيمة 18.5 مليار جنيه. هذا، بينما قدّر وزير السياحة والآثار، خالد العناني، خسائر القطاع السياحي في البلاد، خلال الربع الأول من العام الجاري، بنحو 600 مليون دولار شهريًا، ما يمثل نحو 60% من إيرادات السياحة المصرية، مقارنةً بأرقام الفترة نفسها من عام 2019.