استنتاجات الموجز:
زيارات المبعوث الأمريكي المتعاقبة والعقوبات الأمريكي على أفراد ومؤسسات تابعة للحوثيين تعكس حجم الضغوط الموجهة ضد الجماعة للقبول بالدخول في تسوية حقيقية تنهي الحرب في اليمن
الممارسات التي تنتهجها قيادات عسكرية مقربة من الإمارات ضد الألوية والوحدات العسكرية الموالية للشرعية دليل على الرغبة الاماراتية في تصفية الساحل الغربي من معارضي سياساتها في تلك المناطق
التقى وزير الداخلية، اللواء إبراهيم حيدان، قائد التحالف العربي بمحافظة المهرة العميد، عودة صالح العنزي، وناقش اللقاء الذي ضم محافظ المهرة، محمد علي ياسر، جهود مكافحة الإرهاب وتهريب الأسلحة والمخدرات. وتم الاتفاق على زيادة الدعم المقدم من التحالف العربي للأجهزة العسكرية والأمنية، بما يساهم في الحفاظ على أمن واستقرار المحافظة ومؤسسات الدولة.
من جهته أقر اجتماع سعودي يمني برئاسة السفير السعودي لدى اليمن، محمد بن سعيد آل جابر، عددًا من الإجراءات بشأن استكمال تنفيذ اتفاق الرياض؛ حيث عُقد الاجتماع بين طرفي الاتفاق، ومثّل وفد الحكومة اليمنية "حسين منصور"، بينما كان وفد "المجلس الانتقالي الجنوبي" برئاسة "الدكتور ناصر الخبجي". وقالت مصادر مطلعة إن أجواء إيجابية سادت الاجتماع، وإن المجتمعين أكدوا وقف التصعيد بأشكاله كافة، وعلى الترتيبات اللازمة لحماية وعودة الحكومة إلى عدن، والعمل على متابعة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض. وكانت مصادر حكومية قالت إن رئيس الوزراء، معين عبدالملك، وجّه كافة الوزراء بالعودة إلى العاصمة المؤقتة عدن، خلال الساعات المقبلة لمزاولة أعمالهم، إلا أن الرئيس "هادي" رفض ذلك قبل تنفيذ ميليشيا "الانتقالي" المدعومة إماراتيًا للبنود العسكرية والأمنية الخاصة باتفاق الرياض.
في السياق، وفي إطار جهودها لإنهاء الحرب في اليمن، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية توجه المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، إلى السعودية في زيارة تستغرق يومين، سيلتقي خلالها بكبار المسؤولين من الحكومتين اليمنية والسعودية، إضافةً إلى مبعوث الأمم المتحدة الخاص، مارتن غريفيث. ووفقًا للبيان الأمريكي، ستتركز جهود المبعوث حول الضغط للتدفق الحر للسلع الأساسية والمساعدات الإنسانية إلى اليمن وفي جميع أنحاء البلاد، إضافةً لمناقشة آخر الجهود لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار على مستوى اليمن، وهو السبيل الوحيد لإغاثة اليمنيين الذين هم في أمس الحاجة إليه.
في غضون ذلك، أعلنت الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على عدد من القيادات الحوثية، شملت "سعيد أحمد محمد الجمل" الذي يتخذ من إيران مقرًا له، والذي يدير شبكة من الشركات والسفن التي تهرب الوقود والمنتجات البترولية، والسلع الإيرانية الأخرى إلى العملاء في أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. كما شملت العقوبات "عبده ناصر علي محمود" المقيم في تركيا والمنتمي للحوثيين، لقيامه كوسيط مالي ومنسق تهريب البتروكيماويات للشبكة، مشيرةً إلى أنه استفاد من منصبه كمدير عام لشركة Adoon General Trading FZE ومقرها الإمارات، لتسهيل تحويل ملايين الدولارات للقيادي الجمل، فيما أدرجت الخزانة الأمريكية شركة "سويد وأولاده" للصرافة أيضًا في قائمة العقوبات.
في إطار منفصل، أعلنت مصادر حكومية عن نجاح صفقة جديدة بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي بمحافظة الضالع، تم بموجبها الإفراج عن 12 أسيرًا و47 جثة من الطرفين، وجرى التبادل في منفذ مقيلان في مديرية الحشاء بالمحافظة. في هذا السياق، أكدت مصادر محلية أن القيادي في التجمع اليمني للإصلاح، عبده علي ثابت الحجري، والذي وقع أسيرًا في يد الجماعة عقب إصابته في معارك بجبهة مريس العام الماضي، توفي نتيجة عملية تعذيب مروعه مورست عليه، مشيرةً إلى أنه تم تسليم جثمانه ضمن صفقة تبادل الأسرى.
عسكريًا، نفّذت وحدات من قوات الجيش عملية تمشيط وتأمين للمواقع الأمامية في جبال الغرابة والجربة بجبهة الصفراء شمال محافظة صعدة، وذلك بعد رصد استحداث مواقع ومحاولات تسلل قامت بها عناصر حوثية خلال الأيام والساعات الماضية، ونتج عن العملية مصرع وجرح العديد من الحوثيين، فيما استعاد الجيش كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر. كما استهدفت مقاتلات التحالف العربي بعدة غارات مواقع وتجمعات لجماعة الحوثي في جبهة محزام ماس شرقي محافظة صنعاء، تكبدت فبها الجماعة خسائر كبيرة في العدة والعتاد، فيما تواصل الجماعة تحركاتها المسلحة في عدد من الجبهات وحشد مسلحيها.
ميدانيًا أيضًا، انتزع مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية "مسام" مؤخرًا 2.183 لغمًا، زرعتها جماعة الحوثي في مواقع مختلفة على امتداد جبهات القتال معها. وأوضح المركز أن الألغام تنوعت بين لغمين مضادين للأفراد، و728 لغمًا مضادًا للدبابات، و1.446 ذخيرة غير متفجرة وسبع عبوات ناسفة.
في الأثناء، استهدفت الجماعة مجددًا مدينة مأرب بصاروخ بالستي أطلقته من مناطق تمركزها في أطراف صنعاء، استهدفت من خلاله الأحياء السكنية بالمدينة، ولم يتسن بعد التأكد من وقوع ضحايا أم لا. كما تواصل مليشيات الحوثي قصف الأحياء السكنية بمأرب بالصورايخ والطائرات المسيرة، موقعةً عشرات القتلى والجرحى. وبحسب إحصائية رسمية، فإن الحوثيون استهدففوا الأحياء السكنية ومخيمات النزوح والمدنيين والنازحين بمحافظة مأرب، خلال الفترة من بداية كانون الثاني/ يناير حتى العاشر من حزيران/ يونيو، بأكثر من 55 صاروخًا باليستيا إيراني الصنع، و12 طائرة مسيرة وثلاثة صواريخ كاتيوشا وستة قذائف وسبع عبوات ناسفة.
على صعيد آخر، قالت مصادر عسكرية إن القائد العام للعمالقة، أبو زرعة المحرمي، الموالي للإمارات بدأ حملة ضد ألوية العمالقة التي ترفض التماهي والانقياد لرغبات الإمارات، وتمثل ذلك في قطع الإمداد والتموين وحصار معسكر اللواء الثالث عمالقة والرابع مشاة في منطقة المحجر بالمخا بمحافظة تعز. كما أشارت المصادر إلى أن "المحرمي" قام بتعيين القيادي بالحزام الأمني غير الموالي للشرعية، محمود اليافعي، قائدًا للشرطة العسكرية بالساحل الغربي بدلًا من العميد، بسام الحرق الصبيحي، لافتةً إلى أن التعيين جاء بسبب رفض "الصبيحي" اقتحام معسكر اللواء الثالث عمالقة والرابع مشاه الذي يقوده "أبو عيشة".
وكتعبير للرفض الذي يمارس ضد الألوية، نفذ الجنود المرابطون في جبهة الجاح التابعة لمحافظة الحديدة وقفة احتجاجية، حيث قاموا بإغلاق خط الجاح لساعات كرسالة منهم إلى الرئاسة وقيادة التحالف وقيادات الألوية المرابطة في جبهات الساحل الغربي على ما يقوم به "المحرمي" ومن معه من قوات تابعه له، بمحاصرة معسكر اللواء في المحجر وعرقلة وقطع الإمداد والتموين عنهم، وتعطيل عملية التعزيز لأفراد اللواء المرابطين في جبهة الجاح. في سياق أمني منفصل، اختطف مسلحون يتبعون "تنظيم القاعدة" خمسة من ضباط البحث الجنائي في مديرية خوره جنوبي عاصمة المحافظة "عتق"، بينما كانوا في طريقهم إلى مديرية بيحان جنوبي شبوة.