استنتاجات الموجز:
وصولٌ مدبّر لـ"إبراهيم رئيسي" إلى سدة حكم إيران في انتخابات هزلية محسومة النتائج سلفًا
"خامنئي" يرى "رئيسي" خليفةً له ويقوم هو والتيار المتشدد بتمهيد الطريق أمامه لمنصب المرشد الأعلى
حديث عن تقدم في مفاوضات فيينا و"عراقجي" يطمئن المفاوضين بأنه لا قلق من فوز "رئيسي"
في انتخابات اعتبرها مراقبون "مسرحية" هزلية محسومة النتائج سلفًا، انسحب ثلاثة مرشحين من أصل سبعة من السباق الرئاسي لصالح المرشح، إبراهيم رئيسي؛ حيث أعلن المرشح الوحيد عن التيار الإصلاحي، محسن مهر علي زاده، انسحابه دون إبداء أسباب. وتعد الانتخابات الحالية "أهم انتخابات تجري في إيران؛ إذ إنها ستمهد لما يسمى موقع الإرشاد، لوصول مرشد جديد في إيران خلفًا لخامنئي".
وفي التفاصيل، فقد بدأ التصويت في الانتخابات الرئاسية الـ13 صباح الجمعة، وسط إقبال ضعيف من الناخبين، وأسفرت النتائج عن فوز "إبراهيم رئيسي" برئاسة الجمهورية، بنسبة 62% من أصوات المقترعين، حيث حصل على 17 مليونًا و926 ألفًا و345 صوتًا، من أصل 28 مليونًا و933 ألفًا، وفق النتائج النهائية التي أعلنها وزير الداخلية، عبد الرضا رحماني فضلي. ومن المقرر أن يسلم الرئيس الحالي، حسن روحاني، منصبه للرئيس الجديد بعد 45 يومًا.
من جهته، وفي أول تصريح له بعد فوزه في الانتخابات، تعهد الرئيس الإيراني الجديد بتشكيل حكومة "مزدهرة وثورية ومناهضة للفساد"، فيما يرى كثير من المراقبين أن هذه الانتخابات مسرحية لتحضير "رئيسي" لمنصب المرشد الأعلى بعد وفاة المرشد الحالي، علي خامنئي، الذي يرى في "رئيسي" خليفة له، ويسعى هو والتيار المتشدد إلى صعود شعبيته، وتمهيد الطريق أمامه للوصول إلى موقعه في الإرشاد. يُذكر أن "رئيسي" المولود في مدينة مشهد، مسقط رأس المرشد الحالي، والقريبة نسبيًا من الحدود مع تركمنستان، أحد أفراد التيار المتشدد، وهو متهم في عملية قتل منظم لثلاثة آلاف معتقل، حين كان أصغر عضو بلجنة الموت في طهران عام 1988، وعندما أصبح رئيسًا للقضاء كثرت الإعدامات وحالات الجلد.
في سياق الانتخابات أيضًا وما أثير حولها من جدل، قالت "هيومن رايتس ووتش" إن "فوز رئيسي في انتخابات رئاسية لم تكن حرة ولا نزيهة يثير مخاوف حقيقية بشأن حقوق الإنسان والمساءلة في البلاد". كما جرى تبادل كلامي بين الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد، والمرشد، علي خامنئي، بسبب موقف الأول من الانتخابات، حيث قال "نجاد": "لن أصوّت في الانتخابات الرئاسية الأكثر تشددًا في تاريخ إيران"، مضيفًا أن "الانتخابات تفتقد المصداقية وستضعف إيران". يُذكر أن "نجاد" مُنع من المشاركة في السباق الرئاسي، بعدما رفض مجلس صيانة الدستور طلبه للترشح ضمن رموز أخرى مهمة جرى رفض طلبات ترشحهم.
بالمقابل، رد "خامنئي" باتهام من يقاطعون الانتخابات بـ"الخيانة"، بينما يشكك معارضو النظام في مدى "ديمقراطيته" في ظل وجود "قائد أعلى"، يعد الحاكم الفعلي للبلاد، ولا يتم انتخابه شعبيًا بشكل مباشر، ولا تنتهي ولايته بفترة زمنية محددة.
في شأن ذي صلة، أثارت شهادة وزير المخابرات السابق، حيدر مصلحي، عن سبب استبعاد الراحل، هاشمي رفسنجاني (توفي عام 2017) من الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2013 جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية. ففي التفاصيل، كشف "مصلحي" في مقابلة تلفزيونية أنه لعب دورًا في استبعاد "رفسنجاني" من الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2013، فيما طالب رئيس البرلمان السابق، علي لاريجاني، مجلس صيانة الدستور بالكشف عن أسباب استبعاده من المنافسة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة.
في الشأن النووي، أعلنت إيران أن الوفود المشاركة في مفاوضات فيينا، الرامية إلى عودة الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية، ستعود إلى دولها لاتخاذ القرار النهائي. وقال كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، في تصريح صحفي: "ستتوقف المحادثات لكي يعود المفاوضون إلى عواصمهم لبضعة أيام، لإجراء المزيد من المشاورات، واتخاذ القرار"، وتابع: "لكن الآن لا يمكنني تحديد عدد الأيام بالضبط". وقال "عراقجي" أيضًا: "لا أرى أي قلق من فوز "إبراهيم رئيسي" بالانتخابات؛ فهناك سياسات عليا بشأن المفاوضات النووية. من جانبه، أكّد دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي أنّ "المفاوضين باتوا أقرب إلى إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، لكن مع بقاء بعض النقاط الشائكة"، وذلك بعد انتهاء الجولة السادسة من المحادثات".
خارجيًا، عُقد في مدينة أنطاليا التركية اجتماع ثلاثي بين وزراء خارجية كل من إيران وتركيا وأفغانستان، على هامش "منتدى الدبلوماسية" الذي يشارك فيه عدد من كبار مسؤولي الدول ووزراء الخارجية ورؤساء منظمات دولية وإقليمية، حيث أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، لنظيره الأفغاني، محمد حنيف إتمر، استعداد إيران للمشاركة المؤثرة في ترسيخ الأمن والاستقرار في أفغانستان.
وفي شأن منفصل، انتقد ممثل المرشد الإيراني في شؤون الحج والزيارة، سيد عبد الفتاح نواب، قرار السعودية بقصر الحج على المواطنين والمقيمين داخل المملكة للعام الثاني، بسبب جائحة "كورونا"، قائلًا إن الرياض لم ترد على استفسارات طهران بهذا الشأن. وأعرب "نواب" عن أسفه بسبب قرار المملكة، موضحًا أن "إيران كانت اتخذت كافة الاستعدادات بهدف تفويج الزوار الإيرانيين إلى الديار المقدسة".
أمنيًا، قامت سفن إيران حربية بتغيير اتجاهها من المحيط الأطلنطي باتجاه فنزويلا، إلى قبالة الساحل الغربي لأفريقيا شمالًا، وفقًا لثلاثة مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية. وقال المتحدث باسم "البنتاغون"، جون كيربي، إن احتمال إرسال أي شحنة من الأسلحة الإيرانية إلى نصف الكرة الغربي، سيكون "عملًا استفزازيًا"، وتهديدًا لحلفاء الولايات المتحدة. هذا، فيما أعلنت الخطوط الجوية الإيرانية، الناقل الرسمي للبلاد، عن استئناف الرحلات إلى باريس ومدينة كراتشي الباكستانية بعد تعليق مؤقت من قبل الشركة بسبب جائحة "كورونا".