استنتاجات الموجز:
إدراج جماعة الحوثي في القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال تزامنًا مع حراك دولي نشط للتواصل مع الجماعة يأتي في إطار الجهود الدولية للضغط عليها للقبول بالحلول السلمية المطروحة
الاشتباكات المسلحة في عدن ولحج تعكس حجم الاختلالات الأمنية في إطار سيطرة "المجلس الانتقالي" وحجم الخلاف بين فصائل القوات التابعة للمجلس
نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة أن مباحثات السعودية مع جماعة الحوثي تقترب من تحقيق "اتفاق سلام” وشيك، مشيرةً إلى أن الطرفين يعملان خلال مباحثات برعاية عمانية على وضع شروط لـ"اتفاق سلام"، تُركّز على خطوات لرفع الحصار عن الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء، مقابل تعهّد الجماعة بإجراء محادثات للتوصل إلى هدنة. وأكدت المصادر أن الرياض منفتحة على الاتفاق لكنها ستحتاج لبعض الضمانات الإضافية من عُمان وإيران، التي تربطهما علاقات وثيقة مع جماعة الحوثي، كاشفةً أن الزيارة الأخيرة لعدد من ضباط الاستخبارات والأمن العمانيين إلى العاصمة صنعاء مطلع الشهر الحالي، والتي التقوا فيها بعدد من قيادات الجماعة، عادوا محملين باشتراطات حوثية من المتوقع أن تكون محل نقاش ومباحثات خلال الفترة القادمة.
على صعيد آخر، أعلنت الأمم المتحدة إدراج جماعة الحوثي على القائمة السوداء للجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال، مؤكدةً أن الجماعة "قتلت وشوهت 250 طفلًا يمنيًا". وفي شباط/ فبراير الماضي وثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات (65971) انتهاكًا بحق الأطفال اليمنيين خلال السنوات الأربع الماضية، وذلك في تقرير أطلقته حول انتهاكات الطفولة. وأكدت الشبكة أن الأطفال يعيشون وضعًا نفسيًا صعبًا نتيجة أعمال العنف المفرط، وأعمال القتل والجرائم المشهودة، حيث لا يمر يوم دون أن يكون هناك قتل أو دمار، وكل ذلك أمام الأطفال.
في سياق منفصل، نظم عشرات من جرحى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة تعز، وقفة احتجاجية أمام مقر ديوان المحافظة، للمطالبة بسرعة استكمال علاجهم وصرف مستحقاتهم المالية التي تحتجزها وزارة المالية والبنك المركزي، رغم توجيهات نائب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بصرفها للجرحى قبل عامين. ورفع المحتجون لافتات طالبوا فيها الحكومة بصرف مستحقاتهم المالية، ودفع رواتبهم المتوقفة منذ أشهر والإكراميات والتعويضات.
بدوره، وافق البنك الدولي على تقديم مجموعة من المنح بقيمة 20 مليون دولار، دعمًا لحملة تطعيم اليمنيين ضد فيروس "كورونا" باستخدام لقاحات آمنة وفعالة، وتقوية قدرات النظام الصحي اليمني على التصدي للجائحة. وتشمل هذه المنح تسعة ملايين دولار قُدمت من المؤسسة الدولية للتنمية، و7.76 مليون دولار من وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة، و3.25 مليون دولار من صندوق التأهب والاستجابة للطوارئ الصحية. وتمثل هذه المنحة أول تمويل إضافي لمشروع التصدي للجائحة في اليمن، ما يرفع إجمالي مساهمات البنك الدولي في جهود الحكومة اليمنية لمكافحة الفيروس، والحملة الوطنية للتطعيم إلى 47 مليون دولار.
عسكريًا وأمنيًا، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الحزام الأمني وقوات من اللواء الثالث دعم وإسناد (فصائل تابعة للمجلس الانتقالي المدعومة إماراتيًا) في العاصمة المؤقتة عدن، تحولت عقب ساعات من اندلاعها إلى حرب شوارع، ما أدى لمقتل ثلاثة من جنود الحزام الأمني وإصابة ستة آخرين بينهم القيادي في الحزام الأمني، كرم المشرقي، في حين تسببت المواجهات باحتراق جزء من سوق تجاري واحتراق سيارات مدنية. من جانبه، وجّه رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي، اللواء الأول مشاة جبل حديد بالتدخل وفرض انتشار مكثف وإعادة الأمن والاستقرار لمنطقة التوتر. يأتي ذلك تزامنًا مع اشتباكات عنيفة في مدينة لحج، بين أبناء قبيلة الصبيحة وقوات الحزام الأمني، وذلك على خلفية اعتداءات الحزام المتكررة على أبناء القبيلة، والتي كان آخرها اعتقال مندوب الجرحى في اللواء الثالث عمالقة، أيمن الهبوب.
ميدانيًا، أتلفت القوات المشتركة في الساحل الغربي كميات كبيرة من الصواعق المتفجرة، من قبل الفرق الهندسية التابعة للعمليات المشتركة، فيما أفاد إعلام القوات المشتركة أن كمية الصواعق التي تم تفجيرها بلغت 149 صندوقًا، تحتوي على مليون وأربعمائة ألف صاعق تفجير. وكانت وحدات من اللواء 22 مشاة، بالتنسيق مع العمليات المشتركة، ضبطت في وقت سابق هذه الكمية من الصواعق وهي في طريقها للحوثيين في منطقة الهاملي، بعد أن تم تهريبها من القرن الأفريقي عبر سواحل رأس العارة وباب المندب، حيث يستخدمها الحوثيون في صناعة العبوات الناسفة والمتفجرات.
على صعيد العمليات العسكرية، نفذت قوات الجيش الوطني هجومًا استهدف مواقع تابعة لقوات الحوثي في جبهة النضود شرقي مدينة الحزم بمحافظة الجوف. وأسفر الهجوم عن سقوط العديد من عناصر الحوثي بين قتيل وجريح، إضافةً إلى إحراق آلية وعدد من الأطقم وتدمير ما عليها من أسلحة وذخائر. كما نفذت وحدات من قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية في محافظة مأرب، كمينًا استدرجوا من خلاله عناصر حوثية في الجهة الشمالية من وادي الجفرة، ونتج عنه مقتل ما لا يقل عن 13 حوثيًا وأسر من تبقى منهم، واستعادة أسلحة خفيفة ومتوسطة وكميات من الذخائر كانت بحوزة الحوثيين. وتزامنت المعارك مع قصف مدفعي لقوات الجيش وغارات لطيران تحالف دعم الشرعية والذي ألحق بقوات الحوثي خسائر فادحة في العتاد والأرواح، منها تدمير ثلاث عربات مدرعة وعربات أخرى ناقلة للجند بمحيط الجبهة، ومصرع جميع من كانوا على متنها.
في الأثناء، كشفت مصادر عسكرية أن "وحدة المهام" في الجيش الوطني تمكنت من تنفيذ عملية نوعية وسط العاصمة صنعاء؛ حيث قامت بتصفية قائد المنطقة العسكرية الثالثة وعضو المجلس السياسي الأعلى التابع لجماعة الحوثي، اللواء مبارك المشن الزايدي،أثناء تواجده في أحد المستشفيات شمال صنعاء، وتم الإجهاز عليه باستهداف مباشر والتأكد من مصرعه بتتبع الحالة. وقالت المصادر إن "الزايدي" كان يتجهز للتحرك من صنعاء صوب مأرب لقيادة معركة في المحافظة التي تشهد معارك عنيفة منذ أشهر.
كما لقي القيادي البارز في جماعة الحوثي والمكنى "أبو نزيه" مصرعه بمحافظة البيضاء، خلال اشتباكات مع مسلحين يتبعون ما يعرف بقائد القوات الخاصة بمدينة رداع البيضاء، وليد القفاف، فيما قالت مصادر مطلعة إن الاشتباكات اندلعت بسبب خلاف بين القياديين على تحصيل إتاوات من سيارات النقل.
وفي خطوة رفضتها وأدانتها بشدّة وزارة الأوقاف التابعة للشرعية، أقدمت جماعة الحوثي على محاصرة ثلاثة مراكز لتحفيظ القرآن الكريم تابعة للجماعة السلفية بمدينة صنعاء، قبل أن تقوم باقتحامها واعتقال القائمين عليها وطرد الطلاب الملتحقين بحلقاتها، وذلك في إطار رفض الجماعة إقامة أي نشاط لا تشرف عليه.