استنتاجات الموجز:
"رئيسي" يلقي أول خطاب له بعد فوزه بالرئاسة أمام ضريح "الرضا" بمشهد تأكيدًا على تحريك إيران في مسار أكثر تحفظًا
مظاهر لا تبعث على التفاؤل في اتفاق فيينا حيث تسير الأمور بمبدأ لن نتفق على ما لم نتفق عليه
في مدينة مشهد، ومن أمام ضريح "الإمام الرضا"، تعمد الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، إلقاء "خطاب الفوز" في ذكرى يحتفل بها الإيرانيون في مشهد، حيث حضر عشرات الآلاف من الإيرانيين للاستماع إليه. وفي خطابه الأول قال "رئيسي" إنه سيحارب الفساد وسيحاول تحسين الوضع الاقتصادي في البلد، وتحريك إيران على مسار أكثر تحفظًا، موضحًا أنه يجب على من يعمل في إدارته الحفاظ على كرامة الإيرانيين. وأضاف الرئيس الجديد أنه "لا يمكن في أي مفاوضات أن نسمح بتدمير كرامة الأمة الإيرانية"، مشيرًا على ما يبدو إلى مفاوضات فيينا لعودة أمريكا إلى الاتفاق النووي.
بدوره، هنّأ أمير قطر، تميم بن حمد، في اتصال هاتفي الرئيس الإيراني الجديد بتولي منصب الرئاسة، واصفًا العلاقات بين البلدين بأنها متميزة، ومعربًا عن أمله بأن تشهد المزيد من التطور، فيما اعتبر "رئيسي" أن "الأمن الجماعي" يشكل الجزء الأساس من "عقيدة السياسة الخارجية الإقليمية" للإدارة القادمة في طهران. وتابع "رئيسي" بأن "الاستقرار وديمومة الأمن الجماعي" رهن بخفض تدخلات الأجانب في العلاقات الإقليمية إلى الصفر، واعتبر أن "عقيدة الأمن الجماعي" يمكن أن تجلب "السلام والاستقرار" لدول المنطقة و"الهدوء والرخاء" للشعوب.
وحول العلاقة مع السعودية، قال الرئيس الإيراني الجديد إنه لا مانع لديه في عودة العلاقات معها وإعادة فتح السفارات بينهما، مبينًا: "لدينا علاقات مع جميع الدول، وتوجهنا سوف يكون بشكل خاص نحو دول الجوار، ولا يوجد أي مانع لفتح سفارة للسعودية في إيران والعكس". وعن الوضع في اليمن، قال "رئيسي": "يجب أن تدار اليمن بواسطة اليمنيين، ويجب أن توقف السعودية وحلفاؤها الحرب على اليمن"، منوهًا إلى أن "إيران تريد التفاعل مع العالم، أولوية حكومتي ستكون تحسين العلاقات مع جيراننا في المنطقة".
على صعيد مفاوضات الملف النووي، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أن ثمة تفاهم عام حول الخلافات المهمة بين الطرفين في المفاوضات النووية في فیينا، معتبرًا أن ما تبقى بحاجة إلى قرار سياسي من جميع الأطراف أكثر من أن يكون بحاجة إلى التفاوض. من جانبه، طلب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، من نظيره الأمريكي، أنطوني بلينكن، رفع العقوبات وعدم استخدامها كأداة ضغط في إطار المفاوضات بين الطرفين. وقال "ظريف": "رفع العقوبات التي فرضها ترامب واجب قانوني وأخلاقي، وليس رافعة في المفاوضات"، مضيفًا بلغة التحذير: "هذا لم يساعد ترامب ولن يساعدكم".
في الشأن ذاته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، على "تويتر"، إن "إيران كانت أنشط طرف في فيينا وأكثر من قدم مسودات، انطلاقًا من التزامها الراسخ بإحياء الاتفاق الذي حاولت الولايات المتحدة نسفه". بالمقابل أعلنت واشنطن أنه لا تزال الانقسامات قائمة حول قضايا رئيسة في محادثات فيينا بشأن العودة لاتفاق النووي؛ فمن جانبه، قال "بلينكن"، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي من باريس، إن "خلافات جوهرية لا تزال قائمة حول الاتفاق النووي". وأكد الوزير الأمريكي أن بلاده "لن تتوصل إلى صفقة تعيد إحياء الاتفاق المتهاوي، منذ انسحاب الإدارة الأمريكية، إلا إذا وفت السلطات الإيرانية بالتزاماتها النووية."
في شأن متصل، أكد رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، أن "طهران لن تقدم صورًا من داخل مواقع نووية للوكالة الدولية للطاقة الذرية لأن اتفاق التفتيش مع الوكالة انتهى أجله، وستبقى البيانات والصور في حوزة إيران". هذا، فيما أعلنت وسائل الإعلام الرسمية الايرانية أن "طهران ستشرك الوكالة الدولية للطاقة النووية بهذه التسجيلات فقط إذا ما قامت الولايات المتحدة برفع العقوبات."
في السياق أيضًا، أعلن وزير الطاقة الإيراني، رضا أردكانيان، أن المرحلتين الثانية والثالثة من محطة "بوشهر" النووية سيبدأ تشغيلهما عام 2028، موضحًا أن "الوحدتين الثانية والثالثة من المحطة قيد الإنشاء، ونحن في وزارة الطاقة نحاول استخدام التقنيات المتقدمة، لتوفير إمكانية إنشاء محطات للطاقة النووية على ساحل الخليج وبحر عمان، والتي تعتبر المناطق المناسبة لبناء المحطات النووية". يذكر أن محطة بوشهر النووية الواقعة في مدينة "بوشهر" الساحلية الجنوبية دخلت الخدمة عام 2011 بمساعدة من روسيا.
على صعيد العقوبات، أعلنت الولايات المتحدة أنها استولت على عدد من المواقع الإلكترونية بسبب تبعيتها لإيران، وبثت عليها رسالة تقول إنها أُغلقت بأمر من الحكومة الأمريكية. ونشرت مواقع "قناة العالم" الإيرانية الإخبارية الناطقة بالعربية وقناة "برس-تي في" الناطقة بالإنجليزية، إضافة إلى قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين في اليمن، رسائل مماثلة تشير إلى إغلاق مواقعها في إطار العقوبات الأمريكية، مع ظهور أختام لمكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة التجارة. وندد التلفزيون الرسمي الإيراني بتعطيل مواقع "وسائل إعلام موالية للمقاومة تكشف جرائم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة"، وذكر أن الإجراء الأمريكي شمل أيضًا قنوات "الله" و"فلسطين اليوم" و"النبأ" و"الكوثر".
في شأن آخر، قالت مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إنها رصدت فشل محاولة إيران إطلاق قمر صناعي إلى مدار حول الأرض. بدوره، نفى وزیر الاتصالات الإيراني، محمد جواد آذري جهرمي، الخبر، وقال إنه "لم يتم تسليم قمري "ناهيد" و "بارس1" إلى وزارة الدفاع، وبناء عليه فإن خبر فشل الإطلاق غير صحيح".
أمنيًا، نقلت وسائل إعلام إيرانية أن السلطات أحبطت "محاولة تخريبية"، استهدفت مبنىً تابعًا لمنظمة الطاقة الذرية، بينما لم تكشف أي وسيلة إعلام في إيران عن طبيعة هذه المحاولة. ونقلت عن مصادر أمنية قولها إن المحاولة التخريبية أُحبطت بشكل تام، وأن السلطات الأمنية تحقق في الحادثة. يذكر إن المبنى المستهدف يقع في محافظة كرج غربي طهران، بينما لم يسفر الهجوم عن أي إصابات أو أضرار مادية.
داخليًا، تلقى المرشد الإيراني، علي خامنئي، الجرعة الأولى من لقاح مضاد لفيروس "كورونا" مصنّع محليًا، ونشرت حسابات المرشد على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد لتلقيه الجرعة الأولى من اللقاح، الذي طوره علماء إيرانيون شبان وأطلق عليه اسم "كوو-إيران بركت".
داخليًا أيضًا، التقى "ظريف" الرئيس المنتخب وقدم له شرحًا حول المفاوضات النووية الجارية في فيينا، فيما قال المتحدث باسم الخارجية إن الوزارة كمؤسسة سيادية تقوم بمسؤولياتها، وتنفذ السياسات المتخذة في مستويات عليا. كما حضر رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، اللواء محمد باقري، وكبار قادة الجيش والحرس الثوري وقوى الأمن الداخلي ووزير الدفاع، إلى مكتب "رئيسي". بدورهم، قدم كبار قادة القوات المسلحة خلال اللقاء التهنئة إلى الرئيس بفوزه في انتخابات رئاسة الجمهورية، وأكدوا استعداد القوات المسلحة لدعم الحكومة الجديدة.