استنتاجات الموجز:
"تحالف الشام" يمضي قدمًا بقمة استثنائية في بغداد والنفوذ التركي والإيراني هما المستهدف الرئيسي
مصر والسودان تتوجهان لمجلس الأمن الدولي وإثيوبيا تتحدى: "لا يمكن لأحد ضرب سد النهضة"
مزيد من الضغوط التركية على إعلام المعارضة المصرية ومصر تقول إن المباحثات متوقفة حاليًا
أجرى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، زيارة إلى بغداد للمشاركة في فعاليات القمة الثلاثية بين مصر والعراق والأردن، فيما يعرف بـ"تحالف الشام"، مع كل من رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، والعاهل الأردني، عبد الله الثاني. وأعلنت الأطراف التوافق على ملفات أمنية وسياسية، أبرزها مكافحة الإرهاب والقضية الفلسطينية وسيادة العراق والحل السياسي في سوريا، فيما أكدت القمة على مشروع الربط الكهربائي بين الدول الثلاث في ما يعد سعيًا مصريا لتقليل اعتماد العراق على كهرباء إيران. كما استقبل الرئيس العراقي، برهم صالح، "السيسي" خلال أول زيارة لرئيس مصري للعراق منذ 30 عامًا.
في ملف "سد النهضة"، صرّح وزير الخارجية، سامح شكري، بأن مصر أرسلت خطابًا لإحاطة مجلس الأمن بما تم التوصل إليه في المفاوضات، كما بعث السودان خطابًا مماثلًا لعرض تطورات القضية وطلب عقد جلسة في مجلس الأمن. بالمقابل، وفي تصريحات وصفها "شكري" بالاستفزازية، قال مدير إدارة الهندسة في وزارة الدفاع الإثيوبية، بوتا باتشاتا ديبيلي، إنه لا يمكن لأحد ضرب "سد النهضة" أو الاقتراب منه، مؤكدًا على إصرار إثيوبيا على إجراء عملية الملء الثاني للسد، وذلك بعد رسالة بعثت بها أديس أبابا إلى مجلس الأمن ترفض تدخله في الأزمة.
من جهته، أكد المتحدث الإقليمي لوزارة الخارجية الأمريكية، صامويل وربيرج، أن بلاده تدعم حق مصر في قضية "سد النهضة"، داعيًا إلى استئناف المفاوضات. هذا، بينما وقّعت مصر وجنوب السودان بروتوكول تعاون فني في مجال الموارد المائية، يتضمن إعداد دراسات جدوى إنشاء سد "واو" متعدد الأغراض بجنوب السودان، داخل حوض بحر الغزال، أحد روافد نهر النيل، فيما نفت مصر أن يمثل هذا السد خطرًا على حصتها المائية.
في سياق عسكري، أجرى رئيس أركان حرب القوات المسلحة، محمد فريد، مباحثات رسمية مع المسؤولين في الكونجو والسودان، حيث وقّع مع الجانب الكونغولي خطاب نوايا لتطوير التعاون الثنائي في مجال الدفاع. كما التقى رئيس الأركان نظيره السوداني، محمد الحسين، ووقّع الطرفان مذكرة تفاهم للتعاون العسكري المشترك، في حين أكدت مصادر مطلعة أن ملف "سد النهضة" كان حاضرًا بقوة في تلك الاجتماعات.
على صعيد خارجي آخر، أجرى "شكري" اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الصيني، وانج ييّ، تناولا خلاله عدة مواضيع أبرزها ملف "سد النهضة" والتحضير لزيارة وزير خارجية الصين المُقبلة إلى القاهرة. كما بحث "شكري" مع مستشار الأمن القومي الألماني، يان هاكر، التطورات الليبية وأزمة السد والقضية الفلسطينية، وذلك خلال لقائهما على هامش اجتماع برلين الوزاري حول ليبيا.
من جهة أخر، كشف "شكري" عن توقف المباحثات مع تركيا في الوقت الحالي، نافيًا توجه وفد مصري إلى تركيا لاستئناف المباحثات قريبًا، وأكد أن القوات التركية المتواجدة حاليًا في ليبيا هي نظامية وليست مرتزقة، لكن مصر ترى أن وجودها غير شرعي. من جانبها، قررت تركيا وقف كافة برامج المعارضة المصرية السياسية الرئيسية في القنوات العاملة على أراضيها.
في سياق متصل، عقدت لجنة المتابعة القطرية-المصرية اجتماعها الخامس في مقر وزارة الخارجية القطرية بالدوحة، وترأس الاجتماع مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية، ياسر عثمان، والمبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري للشؤون الإقليمية، علي الهاجري، حيث قال وزير الخارجية إن معظم القضايا التي كانت عالقة مع قطر، تم الانتهاء منها. هذا، فيما قرر "السيسي" تعيين السفير "عمرو الشربيني" "سفيرًا فوق العادة" مفوضًا لمصر لدى قطر، لأول مرة منذ اندلاع الأزمة الخليجية، في حين تسلم القائم بالأعمال بسفارة ليبيا في القاهرة، محمد مصباح، مهام عمله.
في الشأن الفلسطيني، شدد "السيسي" على ضرورة التوصل لحل عادل ودائم بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الوزراء "الإسرائيلي" الجديد، نفتالي بينيت. وأفادت مصادر صحفية "إسرائيلية" بأن وفدًا أمنيًا "إسرائيليًا" توجه إلى مدينة شرم الشيخ للمرة الثانية خلال أيام، لبحث قضية الأسرى "الإسرائيليين" في قطاع غزة مع الجانب المصري. وفي الزيارة الأولى، بحث الطرفان ترتيب إعادة تشغيل الرحلات الجوية بين "إسرائيل" ومصر، حيث كشفت مصادر عن طلب "إسرائيل" بوجود عناصر أمن "إسرائيليين" مسلحين على الأراضي المصرية، لتأمين الأفواج السياحية، وهو ما رفضته مصر.
في شؤون أمنية متفرقة، وافق مجلس النواب بشكل مبدئي على مشروع قانون، يقضي بفصل الموظفين المنتمين إلى جماعة "الإخوان المسلمون" من الجهاز الإداري للدولة، وسط انتقادات حقوقية دولية شديدة. هذا، فيما توفي المعتقل "السيد محمد إبراهيم" داخل محبسه بسجن وادي النطرون، جراء الإهمال الطبي، بينما قضت السلطات بسجن الطالب الجامعي، أحمد سنطاوي، أربع سنوات بعدما أدانته بنشر أخبار كاذبة، حيث جرى اعتقاله خلال زيارته للبلاد خلال شباط/ فبراير 2021.
في السياق ذاته، نفذت مصلحة السجون حكم الإعدام بحق سبعة مدانين في قضايا جنائية، داخل سجن برج العرب بمحافظة الإسكندرية، كما نفذت حكم الإعدام في المواطن، أحمد السنباطي، المتهم بقتل كاهن في منطقة المرج شرق القاهرة. وألقت الأجهزة الأمنية القبض على النائب البرلماني السابق، علاء حسانين، متلبسًا بحيازة آثار، في اتهامه بقيادة تشكيل عصابي للتنقيب عن الآثار والتجارة فيها، قبل أن تلقى القبض على رجل الأعمال الشهير المقرب من الدولة، حسن راتب، لاتهامه في نفس القضية.
اقتصاديًا، كشف مسؤول في البنك المركزي أن خسائر القطاع المصرفي ستبلغ أكثر من 4.7 مليارات جنيه، نتيجة القرارات الاحترازية التي صدرت لمواجهة تداعيات "كورونا". وأعلن صندوق النقد الدولي عن منح مصر الدفعة الأخيرة من قرض إجمالي بقيمة 5.2 مليارات دولار، تمت الموافقة عليه العام الماضي، لمواجهة تداعيات "كورونا"، حيث إن قيمة هذه الدفعة تبلغ حوالي 1.7 مليار دولار. من ناحيتها، أعلنت شركة "روس كونجرس" الروسية المسؤولة عن تنظيم منتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي، عن مشاركة مصر بصفة ضيف شرف في المنتدى المقبل خلال حزيران/ يونيو 2022.
محليًا، أفادت مصادر صحفية محلية بأن وزارة الكهرباء تستعد لتطبيق الزيادة الثامنة على التوالي، في أسعار الكهرباء للاستهلاك المنزلي بنسبة 10% اعتبارًا من مطلع تموز/ يوليو المقبل. وأكد رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، أنه تم التوصل لحل مبدئي مع ملاك السفينة الجانحة "إيفرجيفين"، مشيرًا إلى الإعلان عنه الأسبوع الجاري، وأعلنت مصر عن إلغاء ضريبة القيمة المضافة على السفن العابرة لقناة السويس.