استنتاجات الموجز:
رغم محاولة الخارجية الأمريكية "تجميل" تصريحات "ليندركينج" بأن الحوثيين "لاعب شرعي"، إلا أنها تعكس رغبةً أمريكية في فرض وضع سياسي جديد تكون الجماعة فيه لاعبًا أساسيًا معترفًا بشرعيته
التصعيد الأخير بين "الانتقالي" والشرعية وعودة اغتيالات معارضي الأول تنذر بمزيد من الفوضى بين الطرفين.
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية موقفها من جماعة الحوثي عقب تصريحات المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينع، التي أثارت جدلًا بعد أن وصف الجماعة بالـ"اللاعب الشرعي"، حيث قالت الخارجية في بيان لها إن التناولات الإعلامية المُحرّفة، حول تصريحات مبعوثها إلى اليمن بشأن الحوثيين والصراع في اليمن "خاطئة". وأشارت الخارجية إلى أن الولايات المتحدة، مثل بقية المجتمع الدولي، تعترف بحكومة اليمن وأنها الحكومة الشرعية الوحيدة المعترف بها دوليًا في اليمن.
أعلن "المجلس الانتقالي" المدعوم من الامارات أنه أمر مفاوضيه بتعليق كافة أشكال تواصلهم مع الحكومة اليمنية، في المحادثات الجارية في المملكة بشأن استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء يأتي على خلفية قمع تظاهرة مسلحة لعناصره في محافظة شبوة. وأكد المجلس أن إيقاف المشاركة في المفاوضات ستستمر حتى يتم وضع ملف محافظة شبوه في صدارة أولويات تنفيذ اتفاق الرياض، ومعالجة الأوضاع فيها بشكل كامل.
بدورها، أصدرت جماعة الحوثي قرارًا بحجز جميع أموال بنك "التضامن الإسلامي" التابع لمجموعة "هائل سعيد أنعم"، حيث وجه البنك المركزي الخاضع لسيطرة الحوثيين تعميمًا إلى جميع منشآت وشركات الصرافة العاملة في مناطق سيطرتهم بحجز جميع أموال البنك المودعة لديها، وموافاتها بجميع الأموال والأرصدة المحجوزة فورًا. وكان بنك التضامن قرر وقف نشاطه في المركز الرئيسي وإغلاق جميع فروعه في صنعاء، بعد تعرضه لسلسلة من ممارسات الابتزاز والمضايقات من قبل سلطات الحوثيين.
أمنيًا، قامت الأجهزة الأمنية بمحافظة شبوة بفض تجمع لعدد من مسلحي "الانتقالي" بمنطقة عبدان التابعة لمديرية نصاب، وبحسب مصادر عسكرية فقد جاء هذا الإجراء عقب قيام مسلحي "الانتقالي" بتنفيذ اعتداءات ضد قوات الأمن وإطلاقهم أعيرة نارية. وكانت قيادة "المجلس الانتقالي" بمحافظة شبوة دعت في وقت سابق إلى تظاهرة بهدف التمرد على السلطة الشرعية بالمحافظ، التي تشهد استقرارا أمنيًا ملحوظًا بالمقارنة مع المحافظات المحررة الأخرى.
أمنيًا أيضًا، قام مسلحون مجهولون في العاصمة المؤقتة عدن الخاضعة لسيطرة "الانتقالي"، باغتيال القيادي في "حزب التجمع اليمني للإصلاح"، بلال منصور الميسري، أمام منزله في مدينة المنصورة. بدوره، طالب "الإصلاح" المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في جرائم الاغتيالات، التي شهدتها مدينة عدن منذ عام 2016 حتى اليوم، وملاحقة مرتكبيها كمجرمي حرب. وأدان "الإصلاح" بشدة عملية الاغتيال الآثمة التي استهدفت " الميسري"، معتبرًا أن ذلك يأتي في سياق "تخادم مليشيات العنف والمشاريع الصغيرة التي تنهش في جسد الوطن والشعب". كما طالب "الإصلاح" الحكومة وأجهزتها الأمنية بالقيام بدورها في ملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا عقابهم الرادع، وسرعة التحقيق في كل جرائم الاغتيالات والكشف عن كل من يقف وراءها.
في سياق أمني آخر، قامت الأجهزة الأمنية بمحافظة المهرة بضبط إحدى أخطر العصابات المتخصصة في ترويج وتجارة المخدرات، بعضهم من جنسيات عربية وأفريقية، وحرّزت القوات كميات كبيرة من الـ"شبو والكريستال ميث والهروين والحشيش ". كما ألقت الأجهزة الأمنية والشرطة بالمحافظة القبض على عصابة دولية متخصصة في عمليات النصب والاحتيال الإلكتروني، واختراق الحسابات المصرفية وبرامج التواصل الاجتماعي.
من جهتها، أسست وزارة داخلية جماعة الحوثي وحدة أمنية نسوية جديدة بمسمى كتيبة "البتول"؛ حيث بدأت تدريب 100 امرأة في دورة يُتوقع أن تستمر ستة أشهر، يتم خلالها تدريبهن على فنون القتال والتعامل مع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إضافةً للمداهمات واقتحام المنازل وصالات الأعراس وطرق الاعتقال والتعامل مع المظاهرات.
على صعيد العمليات العسكرية، شهدت جبهات الكسارة والمشجح وصرواح في محافظة مأرب معارك عنيفة، استمرت نحو تسع ساعات وانتهت بسقوط العشرات من عناصر مليشيا الحوثي بين قتيل وجريح وأسير. وأكدت مصادر عسكرية أن جثث عناصر الحوثي الذي استماتت لتحدث اختراقًا باتجاه مدينة مأرب، ما تزال متناثرة على امتداد مسرح العمليات القتالية. وأضافت المصادر أن قوات الجيش تمكنت خلال العمليات من استعادة عدد من الأسلحة المتوسطة والخفيفة، وكميات من كبيرة من الذخائر المتنوعة كانت بحوزة العناصر المهاجمة.
كما تمكنت وحدات من الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية، من استدراج مجموعة من عناصر الحوثي إلى كمين محكم في منطقة "اليعرف" شمال شرق "وادي حلحلان" بمحافظة مأرب، وأسفرت العملية عن مقتل وجرح عدد كبير من عناصر المجموعة، واستعادة كميات كبيرة من العتاد والذخائر.
في سياق آخر، كشف المتحدث باسم المنطقة العسكرية السادسة في الجيش الوطني، ربيع القرشي، عن مقتل خبيرين عسكريين إيرانيين في جبهة الخنجر بمحافظة الجوف إلى جانب، أبو هاشم القابوسي، قائد الحراسة الخاصة لزعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، وذلك بقصف مدفعي للجيش الوطني أثناء استقبالهم من قبل قيادات عسكرية حوثية بمحافظة الجوف، التي تشهد معارك عنيفة منذ أسابيع.
من جانبها، أفشلت القوات المشتركة في الساحل الغربي محاولة تسلل لمليشيات الحوثي، في قطاع مديرية حيس جنوب الحديدة. وأفاد مصدر عسكري بأن جماعة الحوثي أقدمت على ارتكاب خروقات جديدة لاتفاق التهدئة في جبهات حيس، ونفذت محاولة تسلل شمال غرب منطقة بيت مغاري غرب المديرية، قبل أن تتصدى لها القوات المرابطة وتشتبك معها لأكثر من ثلاث ساعات، تكبدت خلالها عناصر الحوثي خسائر بشرية ومادية فادحة.
في غضون ذلك، قصفت جماعة الحوثي أحد أحياء مدينة مأرب المأهولة بالسكان بصاروخين بالستيين، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل وإصابة عشرةى آخرين بينهم ثلاثة أطفال. تجدر الإشارة إلى أن جماعة الحوثي أطلقت خلال حزيران/ يونيو خمسة صواريخ بالستية وثلاث طائرات مفخخة، استهدفت الأحياء المدنية في المدينة التي تحتضن مليوني مواطن معظمهم من النازحين، أسفرت عن مقتل 34 شخصًا بينهم طفلان، و40 جريحًا بينهم ثلاثة أطفال وامرأة.
من ناحيته، كشف الناطق الرسمي لجماعة الحوثي عن تمكن ما أسماه "سلاح الجو المسير" من تنفيذ عملية عسكرية واسعة ونوعية، استهدفت معسكرًا تدريبيًا تابعًا لما وصفه بـ"تحالف العدوان السعودي الأمريكي" في منطقة "الوديعة"، بعشر طائرات مسيرة من نوع "قاصف-k2". وأضاف الناطق أن الحماعة استهدفت مركز القيادة و مواقع التدريب وقطاعات الحشد ومواقع أخرى داخل المعسكر، مؤكدًا أن العملية أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 60 بينهم قيادات عسكرية يمنية وعدد من الضباط السعوديين.