استنتاجات الموجز:
انهيار المنظومة الكهربائية العراقية وأصابع الاتهام تشير لتورط سياسيين بعملية استهدافها
زيادةٌ في عمليات استهداف المصالح الأمريكية في العراق وسط إصرار إيران على عدم صلتها بها
عدوى التظاهرات الاحتجاجية ضد سوء الخدمات تنتقل من الجنوب إلى الشمال
في ظل الانهيار شبه الكامل للمنظومة الكهربائية، عقد رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، اجتماعا طارئًا مع المحافظين وبحضور خلية أزمة معالجة الكهرباء، قال فيه: "يجب أن نصارح الشعب، الحقيقة إن الجميع يتحمل المسؤولية من حكومات وسياسيين"، وتابع: "أصدرنا منذ عام قرارات لربط المنظومة الكهربائية بدول الجوار، وهذا الأمر سيتطلب الوقت والصبر لإكمالها". وتساءل "الكاظمي": "لماذا لم يفتح ملف الطاقة النووية حتى الآن؟"، وأوضح أنه "يجب البدء في إنتاج الغاز مباشرة، وهذا مافعلناه دون تردد لكن نحتاج من سنتين إلى ثلاث سنوات للبدء في الإنتاج."
في الشأن ذاته، أكد عضو في لجنة الأمن والدفاع النيابية أن "استهداف الكهرباء يجري بشكل ممنهج"، وأن "أزمة الكهرباء في العراق 70% منها له أبعاد سياسية"، فيما كشف نائب آخر أن "الفساد المستشري بالدولة هو السبب المباشر وراء انهيار منظومة الكهرباء". وفي هذا الصدد، قال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وكالة الطاقة الدولية إن "العراق أكثر دولة بالعالم حرقًا للغاز دون الاستفادة منه"، مشيرًا إلى حاجة العراق لدفع الاستثمار في النقل والتوزيع وصيانة المحطات والمولدات الكهربائية.
في ملف خارجي ذي صلة، وتعليقًا على التقارب الثلاثي بين العراق ومصر والأردن، حذّرت "كتلة بدر" النيابية بزعامة "هادي العامري" من خطورة مشروع "الشام الجديد" الذي يربط الدول الثلاثة. وقال رئيس الكتلة إن "واشنطن تسعى لتطبيع علاقة العراق مع الكيان الصهيوني بشكل غير مباشر، خصوصًا في حال وصول النفط العراقي إلى العقبة".
على الصعيد النفطي أيضًا، قال وزير النفط العراقي إن شركة "بي بي" تفكر في الانسحاب من العراق، وإن شركة "لوك أويل" الروسية أرسلت إشعارًا رسميًا لبيع حصتها في حقل "غرب القرنة-2" لشركات صينية. وأضاف الوزير أن "البيئة الاستثمارية الموجودة في العراق غير مناسبة للحفاظ على المستثمرين الكبار"، لكن الوزارة عادت وقللت من أهمية التصريح وذكرت أن الشركتين مازالتا تمارسان عملها المعتاد.
على صعيد التنافس الأمريكي الإيراني على الساحة العراقية، قام رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني، حسين طائب، بزيارة سرية إلى العراق، التقى خلالها عددًا من قيادات الفصائل العراقية وبحث معهم القصف الأمريكي الأخير على الحشد الشعبي. وعقد "طائب" لقاءات مع سياسيين عراقيين، ناقش خلالها الانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة، بينما لم يصدر عن مكتب "الكاظمي" أي تصريح حول لقاء الأخير بـ"طائب". لكن مصدرًا مقربًا من "الكاظمي" كشف أنه أوصل رسالة إلى "طائب" بشأن ما تقوم به الفصائل المسلحة المقربة من طهران، مفادها أن "عمليات استهداف للبعثات الدبلوماسية وقوات التحالف الدولي يؤثر على مجرى المفاوضات الأمريكية الإيرانية، ويؤثر على جدول انسحاب القوات الأمريكية من العراق". وأضاف المصدر أن "الكاظمي أبلغ طائب بضرورة توقف عمليات القصف، وأنها عمليات إرهابية وليست مقاومة"، منوهًا إلى أن "طائب أبلغ الكاظمي بأن عمليات القصف التي تجري لا علاقة لها بالحرس الثوري والفصائل التي تنسق معه".
داخليًا، فجر تعديل قانون الأحوال الشخصية جدلًا شعبيًا وسياسيًا كبيرًا، بسبب حرمان المرأة من حضانة الطفل بعد تجاوزه سن السابعة من عمره؛ ففي هذا الإطار، أبدت اللجنة القانونية النيابية رفضها لهذا التعديل كونه يضر بمصلحة الطفل، مشيرةً إلى أن "النص الحالي في قانون الأحوال الشخصية جيد، ولا داعي لتغييره". من جهته، دعا نائب برلماني إلى تأجيل "تعديل قانون الأحوال الشخصية"، لمنع أي خلافات سياسية ومجتمعية جديدة في الوقت الحالي.
في الشأن الأمني، وبعد مرور سنة على اغتيال الخبير الأمني، هاشم الهاشمي، قال زعيم مليشيا "العصائب"، قيس الخزعلي، إن "الدوافع والجهة التي تقف وراء اغتيال الهاشمي لا يمكن كشفها بسهولة، وهي غير ما يعتقد الكثيرون. ومع بداية هذا الأسبوع، استُهدف مطار بغداد والمنطقة الخضراء بضربات صاروخية، فيما أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية أن عمليات استهداف المنطقة الخضراء ومطار بغداد ستستمر، لعدم قدرة أي قوة عسكرية على سد الثغرات المحيطة بهما. وأشارت اللجنة إلى أن "القوات الأمنية مطالبة باتخاذ الخطوات اللازمة لإيقاف الطائرات المسيرة، أو الصواريخ التي تطلق على منطقتي مطار بغداد والخضراء."
أمنيًا أيضًا، وفي مدينة جلولاء التابعة لمحافظة ديالى، قام عناصر من تنظيم "داعش" بنصب كمين لمجموعة من سكان قرية "أم الحنطة"، حيث كانوا في مهمة تحرير لمختطف من قبل التنظيم، وقتلوا خمسة منهم وجُرح اثنان آخران.
في سياق أمني آخر، أفاد مصدر عسكري بأن هجومًا بست صواريخ غراد استهدف قاعدة عين الأسد العسكرية، التي تضم قوات أمريكية في محافظة الأنبار، موضحًا أن "الصواريخ سقطت في محيط القاعدة دون وقوع خسائر مادية وبشرية". وعلى صعيد متصل، طال مطار أربيل هجوم صاروخي "غير معروف المصدر"، ما دفع سلطات المطار لإخلاء الطائرات من الركاب وإدخالهم صالات الانتظار.
وبعد ذلك بوقت قصير، استهدف هجوم بطائرة مسيرة مفخخة مطار أربيل، دون وقوع أضرار بشرية أو مادية، فيما أفادت وسائل إعلام كردية بأنه سُمع دوي صافرات الإنذار في القنصلية الأمريكية في أربيل. هذا، فيما عاودت جماعات مسلحة استهداف قاعدة عين الأسد، الخميس الماضي، بـ14 صاروخًا أسفرت عن ثلاثة إصابات خفيفة لجنود لم تُحدد هويتهم، في هجوم هو الهجوم الثاني من نوعه خلال 72 ساعة.
كرديًا، أعلن أهالي مدينة خانقين التابعة لمحافظة ديالى عن بدء اعتصام مفتوح، احتجاجًا على تردي ملف الخدمات بشكل عام. وأعلن أحد المتظاهرين أن "التظاهرات تحولت إلى اعتصام سلمي قرب مبنى قائمقامية قضاء خانقين، لإيصال رسالة للجهات الحكومية بضرورة التدخل لإسعاف القضاء بالكهرباء وبقية الخدمات". وذكر المتظاهر أن "الصراع السياسي مع قرب الانتخابات يدفع في تردي الخدمات لغايات متعددة".
بالمقابل، كشف مصدر مطلع في ديالى عن اتفاق من ست نقاط لوضع حد مؤقت لتظاهرات خانقين، فيما قام وفد حكومي بعقد سلسلة لقاءات مع ممثلي التظاهرات، لإيجاد حلول تسهم في إنهاء التظاهرات وفتح الطرق المغلقة، لكن ممثلي المتظاهرين أعطوا مهلة عشرة أيام لتنفيذ مطالبهم، وإلا ستعود التظاهرات بشكل أوسع.
صحيًا، أوضحت وزارة الصحة أن الزيادة الكبيرة بمعدلات الإصابات اليومية بفيروس "كورونا"، ناتجة عن تهاون المواطنين مع الإجراءات الوقائية، مؤكدةً خطورة بقاء الإصابات بهذه الأعداد، إذ من الممكن أن تؤدي لظهور سلالات تجعل الفيروس أكثر فتكًا. وعلى صعيد الإجراءات، قال المسؤول الإعلامي في الوزارة إن "أي قرار حيال الحظر هو من صلاحية اللجنة العليا"، وإن "خبراء ومستشارين في وزارة الصحة يجرون تقييمًا للموقف الوبائي كل يوم". يذكر أن العراق سجل، الخميس الماضي، أعلى إصابات بالفيروس منذ تفشيه في البلاد، حيث وصلت إلى أكثر من ثمانية آلاف إصابة.
لقراءة وتحميل الموجز/اضغط هنا