استنتاجات الموجز:
قرار واشنطن إعادة الدعم والتعامل مع القوات المسلحة وبناء قدراتها سيعمل على استعادة الجيش لمكانته وإضعاف القوات غير الشرعية التي نافست على لعب دوره خلال الفترة الماضية
انتصارات الجيش في عملياته العسكرية بمحافظة البيضاء سيكون له أثر كبير على تحريك جبهات قريبة منها وستساهم في إرغام الحوثي على العودة إلى طاولة المفاوضات
مع اقتراب نهاية العام السابع للحرب في اليمن، قام الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيري، بتعيين السويدي، هانس جرندبيغ، مبعوثًا خاصًا إلى اليمن خلفًا للمبعوث السابق، مارتن غريفيث، الذي انتهت ولايته. يذكر أن "جرندبيغ"، الذي يعتبر المبعوث الرابع منذ بداية الأزمة اليمنية، قد عمل سفيرًا للاتحاد الأوروبي لدى اليمن منذ (2019-2021)، وهو رئيس قسم الخليج في الخارجية السويدية.
على صعيد آخر، أعلنت السعودية رفضها لكافة أشكال التصعيد السياسي والعسكري لقوات "المجلس الانتقالي" المدعومة من الإمارات، داعيةً طرفي "اتفاق الرياض" للاستجابة العاجلة لما تم التوافق عليه، ونبذ الخلافات وتغليب المصلحة العامة لاستكمال تنفيذ بقية بنود الاتفاق، حقنًا للدماء ولرأب للصدع بين مكونات المجتمع اليمني. وأكدت المملكة أن عودة الحكومة اليمنية المشكلة وفقًا لاتفاق الرياض تمثل أولوية قصوى، مشددةً على أهمية التزام كلا الطرفين بما تم الاتفاق عليه.
في السياق، اقتحمت قوات أمنية تابعة لـ"الانتقالي" مقر فرع المؤسسة الاقتصادية في العاصمة المؤقتة عدن، على خلفية رفضها قبول قرار محافظ عدن بتعيين مدير لفرع المؤسسة، كون القرار غير قانوني ويمثل تجاوزًا لصلاحيات السلطة المحلية، واحتجاجًا على ذلك قررت المؤسسة تعليق عملها حتى إشعار آخر.
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستعيد تعاونها مع الجيش الوطني لمكافحة الإرهاب في البلاد، حيث يتواجد واحد من أخطر فروع تنظيم "القاعدة" في العالم. جاء ذلك في "تقرير الاتجار بالبشر لعام 2021" الصادر عن مكتب مراقبة ومكافحة الاتجار بالبشر في وزارة الخارجية الأمريكية، حيث أكد التقرير أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تعتزم إعادة بناء قدرات الجيش وتأهيله، لدعم المصالح الوطنية للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، موضحةً أنه سيتم استخدام تمويل التدريب المهني العسكري لبناء القدرات داخل الجيش جمهورية اليمن المعترف بها، من خلال إرسال ضباط عسكريين مختارين للولايات المتحدة للتدريب غير الفني.
بدورها، رحبت الرئاسة اليمنية بقرار واشنطن الذي يسمح بإعادة الدعم والتعامل مع القوات المسلحة، وبناء قدراتها في مكافحة الإرهاب والتطرف والتهريب غير المشروع وضمان حرية الملاحة"، مؤكدةً أن لهذه القرارات "تأثير إيجابي كبير في مواجهة النشاط الإيراني التخريبي".
في سياق منفصل، أفادت مصادر برلمانية وأخرى نقابية بأن جماعة الحوثي بدأت التحضير لتسريح 160 ألف موظف في جهاز الخدمة المدنية، بدعوى الإحالة على التقاعد، في محاولة لاستغلال قانون التقاعد في إغراق الجهاز الإداري للدولة بعناصر حوثية أو موالية لها، كبدائل لمن سيتم إحالتهم للتقاعد. من جهته، رفض فصيل "حزب المؤتمر الشعبي العام" وحلفاؤه الخاضعين للإقامة الجبرية بالعاصمة صنعاء هذه القرارات، بحسب بيان صادر عن الحزب، نشره موقع "المؤتمر نت".
من جهة أخرى، ذكرت وكالة "سبأ" للأنباء التابعة للحوثيين أن "المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة بصنعاء قضت بالإعدام تعزيرًا، بحق خمسة يمنيين متهمين بممارسة نشاط تجسسي وتخريبي لصالح ضباط جهاز الاستخبارات البريطاني"، بينما لم يتضح إذا كانت أحكام الإعدام الصادرة نهائية. وكانت الجماعة بدأت محاكمة المتهمين الستة في شباط/ فبراير، بتهمة التجسس لصالح جهاز المخابرات البريطانية على الأراضي اليمنية.
عسكريًا، أعلنت قوات الجيش والأمن سيطرتها الكاملة على مدينة "لودر" ومداخلها في محافظة أبين، وذلك عقب اشتباكات عنيفة مع قوات "الانتقالي" المدعومة من الإمارات، وأسفرت المواجهات التي استُخدمت فيها قذائف الهاون، عن سقوط ثلاثة أشخاص وإصابة أربعة من الجانبين. كما تعرض معسكر اللواء الخامس مشاه في منطقة "مودية" بمحافظة أبين، لقصف جوي أسفر عن سقوط أكثر من 25 فردًا بين قتيل وجريح من أفراد اللواء. واتهم بيان للجيش الوطني قوات الحوثي بالوقوف خلف القصف الذي نُفذ بصاروخ باليستي، موضحًا أن الهجوم الحوثي جاء ردًا على تكبد الحوثيين خسائر كبيرة في محافظة البيضاء من قبل الجيش الوطني والمقاومة.
على صعيد ميداني آخر، أكد الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، العميد الركن عبده مجلي، أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية حققت انتصارات كبيرة في عدة محاور قتالية في البيضاء، بدءًا من مديرية الزاهر، التي تم تحريرها وتحرير المناطق المحيطة بعاصمة المحافظة، مدينة البيضاء. وأفاد "مجلي" بأن قوات الجيش والمقاومة الشعبية حققت انتصارات في جبهة الحازمية، بمديرية الصومعة المحاذية لمديرية البيضاء، حيث نفذت هجمات مباغتة على مواقع الحوثيين، وتمكنت من تحرير عدد من المواقع المهمة في المديرية. كما سيطرت على أبرز نقطة حوثية، والتي تعرف باسم نقطة أبو هاشم على خط ذي ناعم الناصفة. كما سيطرت القوات على مفرق "عوين" الرابط بين "مكيراس" و"البيضاء" وقطعت الإمدادات عن الحوثيين في جبهة "ثرة". كما أضاف "مجلي" أنه بتحرك جبهتي الصومعة والزاهر سيتم خنق مركز المحافظة وإسقاطها، حيث باتت قوات الجيش والمقاومة والعمالقة قريبة منه، مشيرًا إلى دور طيران قوات التحالف الفعال في تدمير القدرات الحوثية، وذلك بتنفيذ العشرات من الغارات الجوية الدقيقة والمحكمة.
في السياق ذاته، أكد وزير الإعلام في حكومة الشرعية، معمر الإرياني، أن جماعة الحوثي تقوم بنهب عشرات المليارات من فروع البنك المركزي اليمني، وبنك التسليف التعاوني "البنوك الحكومية" والمكاتب التنفيذية والإيادية في مدينة البيضاء "العاصمة الإدارية لمحافظة البيضاء"، على متن أطقم ونقلها إلى خارج المحافظة. وأشار "الإرياني" إلى أن هذه التحركات تتم تزامنًا مع قيام قيادات ومشرفي الجماعة ببيع عدد من العقارات، ونقل عوائلهم من مدينة البيضاء باتجاه مدينة رداع.
في غضون ذلك، سقط العشرات من عناصر جماعة الحوثي بين قتيل وجريح، بنيران الجيش الوطني وبغارات للتحالف العربي في الجبهة الغربية الشمالية لمحافظة مأرب، وذلك إثر هجوم للحوثيين على أطراف مديرية رغوان نتج عنه مواجهات عنيفة استمرت لساعات، قبل أن ينكسر الهجوم وتعود القوات المهاجمة إلى مواقعها مخلفةً ورائها عددًا من القتلى والجرحى وكميات من الأسلحة والذخائر.
ميدانيًا أيضًا، أكدت مصادر عسكرية أن قوات الجيش الوطني تمكنت لليوم الثاني على التوالي، من صد زحوف وهجمات تابعة لقوات الحوثيين على جبهة "الملاحيط"، وأسفرت عن قتل وجرح العديد من عناصرها المهاجمة وفرار من تبقى.
لقراءة وتحميل الموجز/اضغط هنا