استنتاجات الموجز:
توافق أنقرة مع واشنطن على حماية مطار كابل يمثل تحديًا جديدًا للسياسة الخارجية لتركيا والوجود العسكري الذي كثيرًا ما يواجه تعقيدات
ملف المصالحة الفلسطينية قد يشهد تحركات جديدة بعد طلب "عباس" توسط "أردوغان" بينه وبين "حماس"
زعيم المعارضة التركية يقطع الطريق على الطامعين في رئاسة الحزب بإعلان ترشيح نفسه منافسًا لـ"أردوغان" في الانتخابات الرئاسية المقبل
لم تخرج نتائج اجتماعات "أستانة-16" التي جرت في العاصمة الكازاخية نور سلطان حول سوريا بجديد عن نتائج اجتماعات الجولات الماضية؛ حيث أعادت روسيا وتركيا وإيران في نهاية المحطة الأخيرة من المفاوضات تكرار بياناتها الفائتة، في التعبير عن التزامها بسيادة سوريا والتعهد بمكافحة الإرهاب والمخططات الانفصالية والتعاون في إطار استئصالها، وضرورة والحفاظ على التهدئة في إدلب، ومساعدة اللاجئين والنازحين في العودة الطوعية إلى مدنهم. كما فرغ البيان الختامي من أية بنود جديدة باستثناء إدانة الهجمات العسكرية "الإسرائيلية" على مواقع النظام السوري والميليشيات الإيرانية.
في ملف خارجي آخر، يُجري رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس برفقة وفد رفيع المستوى زيارة إلى تركيا، بدعوة من الرئيس، رجب طيب أردوغان، حيث أطلعه خلالها على التطورات السياسية الخاصة بالقضية الفلسطينية، وآثار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والحاجة إلى بدء عملية إعادة إعمار القطاع، والاعتداءات "الإسرائيلية" المتواصلة في الضفة عمومًا وفي القدس خصوصًا، بما فيها أحياء سلوان والشيخ جراح، والمسجد الأقصى على وجه الخصوص، والشأن الوطني الفلسطيني العام، وسبل تطوير العلاقات الثنائية وتعزيزها في المجالات كافة، والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتركزت المباحثات على ملف المصالحة بهدف إحداث اختراقات في الملف الذي يشهد انتكاسة، عقب قرار القيادة الفلسطينية تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في أيار/ مايو الماضي، فيما أبدى "عباس" استعداده لدفع جهود المصالحة، وتقديم كل ما يلزم لتوحيد الصف الفلسطيني في هذه المرحلة، التي وصفها بـ”الحساسة”، من أجل مواجهة السياسات "الإسرائيلية" الاستيطانية في هذه المرحلة.
وجرى خلال اللقاء تقديم عدة أفكار فلسطينية ضمن التحركات الرامية لإعادة قطار المصالحة إلى سكة الانطلاق، وعُرضت على الرئيس التركي من أجل التدخل في هذا الملف من جديد، لما يتمتع به من علاقة قوية مع حركة "حماس" التي يتواجد قادتها باستمرار على الأراضي التركية. وفي ضوء ذلك، من المتوقع أن يقوم المسؤولون الأتراك بالتواصل مع قادة "حماس"، سعيًا لتقريب وجهات النظر مع حركة "فتح".
على الصعيد الأوروبي، ورغم الأجواء الإيجابية بين تركيا والاتحاد الأوروبي خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أن مصادقة البرلمان الأوروبي على قرار حول قمع المعارضة في تركيا وتحديدًا "حزب الشعوب الديمقراطي"، يُظهر الوجه الحقيقي للعلاقة. وهو ما اعتبرته تركيا مثالًا آخر على موقف الاتحاد المتحيز والمنفصل عن الواقع، مؤكدةً أن القرار الذي أقره البرلمان يخدم الأوساط الراغبة في وضع العلاقات التركية الأوروبية في طريق مسدود، على غرار القرارات السابقة، وأنه لن يضيف شيئًا للبرلمان الأوروبي ولا للعلاقات التركية الأوروبية.
في غضون ذلك، تنتظر تركيا معادلة صعبة في أفغانستان إثر توافقها مع الولايات المتحدة الأمريكية على تأمين مطار كابول، بعد إكمال الانسحاب، وبين ترغيب واشنطن وتحذير "طالبان" القوية، التي باتت تسيطر على رقعة كبيرة في البلاد، قد تمثل تحديًا جديدًا للسياسات الخارجية لتركيا، والوجود العسكري الذي كثيرًا ما يواجه تعقيدات جمة. ولا تبدو تحذيرات "طالبان" وحيدة؛ فالمعارضة التركية نفسها وجهت انتقادات للحكومة التركية بهذا الشأن، حيث حذر رئيس "حزب الشعب الجمهوري"، كمال كيلجدار أوغلو، من "ترك القوات التركية في مواجهة مع حركة طالبان"، كما قال "الحزب الجيد" إنه "لا يوجد سبب لاتخاذ مثل هذه المخاطرة لمجرد أنك ستبدو لطيفًا أمام رئيس أمريكا الجديد".
خارجيًا أيضًا، اعتبر وزير الخارجية المصري، سامح شكري، منع تركيا المطلوبين وعناصر "جماعة الإخوان المسلمين" من الظهور الإعلامي "خطوة إيجابية من قبل السلطات التركية، نحو تطبيع العلاقات بين البلدين"، مبينًا أن "هذه الخطوة إذا استقرت واستمرت ستؤدي إلى تطبيع العلاقات واستمرار الاتصالات بين القاهرة وأنقرة، على مستويات مختلفة لوضع إطار العلاقات المشتركة".
داخليًا، ورغم بقاء عامين على موعد الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في 2023، إلا أنها تتصدر أجندة السياسة التركية بين الحين والآخر، ما يدلل على أنها تشكل مسألة مهمة للغاية قد تحدد مصير البلاد بعدها. ففي خطوة غير معهودة على "حزب الشعب الجمهوري"، بترشيح رئيس الحزب للانتخابات الرئاسية، كشف الحزب لأول مرة عن ترشيحه رئيسه، كمال كيلجدار أوغلو، لمنافسة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الانتخابات الرئاسية المقبلة في حزيران/ يونيو 2023، رغم حديث الأخير عن ذلك سابقًا في مناسبات عديدة، وتحدي أن يدخل "كيلجدار أوغلو" الانتخابات أمامه.
ولم يتضح بعد موقف زعيمة "الحزب الجيد"، ميرال أكشينار، إزاء إعلان ترشح "كيلجدار أوغلو" للرئاسة، والذي يهدف من خلاله الحفاظ على منصب رئاسة الحزب، ويتجنب ما حصل أثناء تحقيق مرشح الحزب السابق، محرم إينجه، نسبة عالية من الأصوات وهدد منصبه في الحزب، وكذلك لقطع الطريق على الراغبين في الترشح للرئاسة من الحزب، مثل بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، ورئيس بلدية أنقرة، منصور يافاش.
أمنيا، قُتل جندي تركي إثر تعرض مركبة عسكرية كانت تقوم بدورية على طول الخط الحدودي في قضاء "قزيل تبة" بولاية ماردين، المقابلة لمحافظة الحسكة السورية، لإطلاق نار من الجانب السوري. كما ضبطت السلطات الأمنية في أنقرة 32 أجنبيًا دخلوا البلاد بطرق غير نظامية، وبدأت الإجراءات اللازمة لترحيل الأجانب الموقوفين، كما أوقفت سبعة أجانب بتهمة الانتماء لتنظيم "داعش"، في أنقرة.
عسكريًا، احتضنت وزارة الدفاع التركية الاجتماع التخطيطي الأول لتمرين "Eternity-2021" العسكري، المرتقب إجراؤه في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، عبر تقنية "فيديو كونفراس"، في قيادة مركز عمليات المناورات التابع للقوات البرية التركية بأنقرة. ويشارك في التمرين قوات من تركيا وأذربيجان جورجيا، ومن المقرر أن يجري بين الرابع والثامن من تشرين الأول/ أكتوبر القادم.
عسكريًا أيضًا، تسلم الجيش التركي من مؤسسة الصناعات الدفاعية منظومة "حصار إيه +" (نظام صاروخي للدفاع الجوي منخفض الارتفاع) للجيش، ودخول منظومة "Hisar O+" "حصار أو +" (للدفاع متوسط الارتفاع) للدفاع الجوي بكافة عناصرها. وتتمتع المنظومات بقدرة تأثير 360 درجة والتعامل مع ستة أهداف في آن واحد، ويبلغ مدى منظومة "حصار إيه +" 15كلم، في حين يبلغ مدى (حصار أو +) 25كلم.
لقراءة وتحميل الموجز/ اضغط هنا